هولزمان من «المركزي» الأوروبي: لا مبرر لخفض الفائدة

مع استمرار تراجع التضخم

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT
20

هولزمان من «المركزي» الأوروبي: لا مبرر لخفض الفائدة

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

قال روبرت هولزمان، صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، إنه لا يوجد مبرر لخفض أسعار الفائدة بشكل إضافي، حيث لم تعد أسعار الفائدة تشكل عائقاً أمام النمو الاقتصادي في منطقة اليورو، مشيراً إلى أن التضخم استمر في الانخفاض كما كان متوقعاً.

وفي مقابلة مع «رويترز»، رحب هولزمان بالبيانات التي تم نشرها يوم الثلاثاء، والتي أظهرت تراجع التضخم في منطقة اليورو، بما في ذلك في قطاع الخدمات الذي يحظى بمتابعة دقيقة، خلال الشهر الماضي.

وقد عززت هذه البيانات التوقعات في الأسواق بخفض سعر الفائدة للمرة السادسة على التوالي، في الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأوروبي في 16 أبريل (نيسان)، ما سيؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع المصرفية من 2.5 في المائة إلى 2.25 في المائة.

ومع ذلك، أبدى هولزمان، الذي كان المعارض الوحيد لآخر خفض لسعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في مارس (آذار)، حذراً، مُؤكداً أن الاقتصاد لا يحتاج إلى مزيد من التحفيز.

وقال محافظ البنك المركزي النمساوي: «كنا نتوقع أن ينخفض التضخم». وأضاف: «نحن نواصل التزامنا بالسياسة المحايدة، وبما أن التضخم يقترب من هدفنا، فلا يوجد سبب لاتباع سياسة تيسيرية».

ويقدر البنك المركزي الأوروبي أن المعدل المحايد للفائدة، الذي لا يعيق النمو الاقتصادي ولا يحفزه، يتراوح بين 1.75 في المائة و2.25 في المائة، إلا أن هناك غموضاً كبيراً حول دقة تقدير هذا المعدل في الوقت الحالي.

وقد انخفض نمو أسعار المستهلك في الدول العشرين الأعضاء بمنطقة اليورو إلى 2.2 في المائة في مارس، وهو أقل بقليل من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، مقارنة بـ2.3 في المائة في فبراير (شباط)، وذلك بفضل التراجع الكبير في تكاليف الطاقة وتباطؤ تضخم قطاع الخدمات.


مقالات ذات صلة

لاغارد: أسواق المال متماسكة و«المركزي الأوروبي» مستعد للتدخل

الاقتصاد كريستين لاغارد خلال اجتماع مجموعة اليورو في وارسو 11 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

لاغارد: أسواق المال متماسكة و«المركزي الأوروبي» مستعد للتدخل

تستمر أسواق المال في منطقة اليورو في العمل بشكل جيد رغم الاضطرابات العالمية، والبنك المركزي الأوروبي مستعد لاستخدام أدواته المالية لضمان الاستقرار المالي.

«الشرق الأوسط» (وارسو )
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

تصاعد التوترات التجارية العالمية يُعزز توجه «المركزي الأوروبي» لخفض الفائدة

قال عضو البنك المركزي الأوروبي، كلاس نوت، إن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من المرجح أن تخلق تأثيراً ركودياً تضخمياً.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد حاكم بنك فرنسا خلال مؤتمر صحافي لتقديم «رسالة إلى رئيس الجمهورية 2025» (رويترز)

فيليروي: البنك المركزي الأوروبي مستعد لضمان الاستقرار المالي

قال فرنسوا فيليروي دي غالهاو، صانع السياسات بـ«المركزي الأوروبي»، إن البنك على أهبة الاستعداد لضمان التمويل السليم لاقتصاد منطقة اليورو والاستقرار المالي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد دي غيندوس خلال مؤتمر صحافي بعد «اجتماع السياسة النقدية» لـ«البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (أرشيفية - رويترز)

دي غيندوس: التوترات التجارية جرس إنذار لأوروبا لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري

أعرب لويس دي غيندوس، نائب رئيس «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، عن تفاؤله النسبي حيال قدرة أوروبا على التعامل مع التوترات التجارية المتصاعدة مع أميركا.

«الشرق الأوسط» (أثينا - فرنكفورت (ألمانيا))
الاقتصاد مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرنكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تهبط إلى أدنى مستوى في 16 شهراً

هبطت الأسهم الأوروبية بشكل حادّ إلى أدنى مستوياتها منذ 16 شهراً، يوم الاثنين، مع تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سكوت بيسنت... وزير الخزانة الذي يرسم ملامح حرب ترمب التجارية

وزير الخزانة الأميركي في اجتماع مجلس الوزراء في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
وزير الخزانة الأميركي في اجتماع مجلس الوزراء في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT
20

سكوت بيسنت... وزير الخزانة الذي يرسم ملامح حرب ترمب التجارية

وزير الخزانة الأميركي في اجتماع مجلس الوزراء في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
وزير الخزانة الأميركي في اجتماع مجلس الوزراء في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

في اجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس، حيث أظهرت مؤشرات الأسهم الأميركية علامات جديدة على الضيق من سياسات دونالد ترمب التجارية، لجأ الرئيس إلى سكوت بيسنت لإطلاعه على آخر المستجدات في الأسواق.

«أنا لا... لا أرى أي شيء غير عادي اليوم»، رد وزير الخزانة، محاولاً تقديم بعض الراحة لترمب من خلال الإشارة إلى انخفاض أرقام التضخم وتراجع أسعار النفط ومزاد السندات الأميركية الذي لاقى استحساناً كبيراً، والنتيجة الإيجابية المتوقعة للمحادثات الرامية إلى نزع فتيل التوترات مع شركاء أميركا التجاريين الكبار، وفق تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز».

ووعد قائلاً: «سنصل في نهاية المطاف إلى حالة من اليقين الكبير خلال الـ90 يوماً القادمة بشأن التعريفات الجمركية».

قد يكون هذا مجرد تفكير متفائل من جانب مدير صندوق التحوط السابق البالغ من العمر 62 عاماً من ولاية كارولينا الجنوبية.

لقد واجه وزراء الخزانة من قبله نوبات من المشاكل الاقتصادية والمالية الخطيرة؛ من تيم غيثنر وهانك بولسون خلال الأزمة المالية إلى ستيفن منوشين وجانيت يلين في ذروة الجائحة. ولكن بيسنت مكلف إدارة تداعيات الصدمة التي تلقاها العالم من الرئيس الذي يعمل لديه، بعد أن فرض ترمب رسوماً شاملة بنسبة 10 في المائة على مجموعة واسعة من السلع المستوردة من جميع أنحاء العالم، وفرض رسوماً جمركية أعلى على العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، وزيادة الرسوم على الصين بشكل كبير.

بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك خلف ترمب وهو يوقع أحد الأوامر التنفيذية الخاصة بالرسوم (أ.ف.ب)
بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك خلف ترمب وهو يوقع أحد الأوامر التنفيذية الخاصة بالرسوم (أ.ف.ب)

وفي حين تراجع ترمب عن بعض خططه بشكل مفاجئ استجابةً لضغوط المستثمرين، استمرت أسعار الأصول الأميركية في المعاناة. ويخاطر بيسنت بأن يصبح معروفاً بأنه لا يترأس انفصال أميركا عن الاقتصاد العالمي فحسب، بل قد يتسبب في ضربة ذاتية للأسواق الأميركية، الأمر الذي قد يُعرض وضع الدولار كعملة احتياطية في العالم للخطر.

وقد كتب لورانس سامرز، وزير الخزانة الأميركي السابق، على منصة «إكس» في وقت سابق من هذا الأسبوع: «قد نكون متجهين نحو أزمة مالية خطيرة ناجمة بالكامل عن سياسة التعريفة الجمركية التي تتبعها الحكومة الأميركية».

ومع ذلك، فقد برز بيسنت بالنسبة لمؤيديه كمنقذ محتمل؛ فهو أكبر مسؤول يقف بين ترمب وحرب تجارية عالمية شاملة، في إدارة مكدسة بالمتشددين. وبعد أن التقى ترمب في فلوريدا يوم الأحد الماضي، فتح الرئيس الأميركي الباب أمام إجراء محادثات مع اليابان وكوريا الجنوبية، مما جعل بيسنت في موقع المسؤولية. وكان بيسنت أيضاً في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء عندما أعلن ترمب عن وقف مؤقت لمدة 90 يوماً للرسوم الجمركية التي هي أكثر حدة، باستثناء الصين.

يقول مايكل أوليفر واينبرغ، أستاذ التمويل والاقتصاد في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا: «إنه الشخص المثالي لإعادة أجندة الرئيس ترمب إلى مسارها الصحيح، حتى لا تؤدي إلى تدهور الاقتصاد أو الأسواق المالية. بعض الأشخاص في الإدارة الأميركية ليسوا على دراية بالاقتصاد والأسواق والازدهار والكساد، في حين أن سكوت على دراية بذلك».

بيسنت يستعد للإجابة عن أسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ)
بيسنت يستعد للإجابة عن أسئلة الصحافيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

وُلد بيسنت في عام 1962 في كونواي، بالقرب من مدينة ميرتل بيتش الساحلية في ساوث كارولينا. كان والده مستثمراً عقارياً، وساعدت والدته في إدارة أعمال العائلة.

في جامعة ييل، حصل على شهادة في العلوم السياسية قبل أن ينمي شغفه بالتمويل. جاءت أول فرصة كبيرة له في أوائل التسعينات عندما انضم إلى شركة «سوروس» لإدارة الصناديق التي يديرها المستثمر الليبرالي الملياردير جورج سوروس. ومن مكتب لندن، لعب دوراً رئيسياً في رهان المجموعة المربح ضد الجنيه الإسترليني.

يقول واينبرغ: «كان سكوت هو الشخص الموجود على أرض الواقع في لندن، حيث كان يقدم حقاً الأساس الاقتصادي والأساس المنطقي والأطروحة التي تفسر لماذا يجب على بريطانيا الخروج من آلية سعر الصرف». خلال فترة ثانية من العمل لدى «سوروس»، قاد بيسنت رهاناً ناجحاً آخر؛ هذه المرة ضد الين الياباني.

وفي عام 2011، تزوج من جون فريمان، المدعية العامة السابقة في نيويورك، ولديهما طفلان، وباعا مؤخراً قصرهما التاريخي الوردي الذي تبلغ قيمته ملايين الدولارات في تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية. وقال لمجلة خريجي جامعة ييل في عام 2015: «لو أخبرتني في عام 1984، عندما تخرجنا في الجامعة، وكان الناس يموتون بسبب الإيدز، أنني بعد 30 عاماً سأتزوج بقانونية وسننجب طفلين عن طريق تأجير الأرحام، لَما صدقتك».

في عام 2015، ترك بيسنت «سوروس» ليؤسس مجموعة «كي سكوير»؛ صندوق التحوط الخاص به. وتزامنت هذه الخطوة مع دعمه المتزايد لتطلعات ترمب السياسية. وقد تبرع لحفل تنصيب ترمب عام 2017، وأصبح أحد المتبرعين الرئيسيين لحملته الانتخابية في عام 2024، متبنياً عرضه لتخفيض الضرائب وإلغاء القيود. قال أحد الممولين المقربين منه: «لطالما كان لديه المال... لقد كان يعيش بشكل جيد؛ طائرات خاصة، ومنازل جميلة».

بعد فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الثانية، كان ستيفن بانون، الخبير الاستراتيجي السياسي، هو بطل بيسنت الذي كان مرشحاً لتولي منصب وزير الخزانة. وقد كتب بانون في رسالة نصية إلى صحيفة «فاينانشال تايمز»: «إنه رجلي المنشود». وأضاف بانون، في إشارة إلى البودكاست الذي يستضيفه الآن: «إنه مساهم في برنامج (غرفة الحرب) لمدة عامين».

لم يمر بيسنت برحلة سهلة في الأشهر القليلة الأولى له في منصبه؛ فقد كلفه ترمب تأمين صفقة مع أوكرانيا لتأمين الوصول إلى معادنها ومواردها الطبيعية. ولم يتم توقيعها بعد. وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 13 في المائة منذ أن أدى اليمين الدستورية، وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، وهو مؤشر السوق الذي يراقبه عن كثب، ارتفاعاً طفيفاً على الرغم من عمليات البيع، مما يشير إلى أن المستثمرين يفقدون الثقة في وضعه كملاذ آمن. وقد هاجمه الديمقراطيون ووصفوه بالعاجز والمنعزل. وقالت إليزابيث وارين هذا الأسبوع: «نحن بحاجة إلى وزير خزانة يعيش في العالم الحقيقي».

ولا تزال هيئة المحلفين غير متأكدة مما إذا كان بيسنت قادراً على تشكيل حرب ترمب التجارية بطريقة تكون مستساغة للأسواق والاقتصاد والحكومات الأجنبية.

ويقول الخبير المالي الذي يعرفه: «لطالما كان شخصاً شديد الخصوصية. يعمل في فرق صغيرة... بعيداً عن الأنظار... والآن، فجأةً، أصبح شخصية عامة بارزة في قلب فوضى عارمة».