الصين تتطلع لتعزيز الاستهلاك في ظل الضغط على المستهلكين

زبائن يتسوقون بمتجر في بكين (أرشيفية- رويترز)
زبائن يتسوقون بمتجر في بكين (أرشيفية- رويترز)
TT
20

الصين تتطلع لتعزيز الاستهلاك في ظل الضغط على المستهلكين

زبائن يتسوقون بمتجر في بكين (أرشيفية- رويترز)
زبائن يتسوقون بمتجر في بكين (أرشيفية- رويترز)

كشف مجلس الدولة الصيني، يوم الأحد، عما سمَّاه «خطة عمل خاصة» لتعزيز الاستهلاك المحلي، تتضمن إجراءات تشمل زيادة دخل السكان، وإنشاء خطة دعم لرعاية الأطفال.

تأتي هذه الخطة في وقت عانت فيه مستويات الطلب الاستهلاكي في الصين انتكاسات مختلفة في السنوات الأخيرة، بسبب عوامل مثل اضطرابات «كوفيد-19» والركود العقاري المطول، مما أدى إلى تثبيط ميل الأسر إلى الإنفاق، وإضافة إلى الاتجاهات الانكماشية.

وقال تقرير صادر عن المجلس، إن الخطة صدرت إلى جميع المناطق والإدارات لـ«تعزيز الاستهلاك بقوة، وتوسيع الطلب المحلي في جميع الاتجاهات، وتحسين القدرة الاستهلاكية، من خلال زيادة الدخل وتقليل الأعباء».

وتأتي هذه الخطة بعد أسبوع من تقرير العمل الذي قدَّمه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والذي ركز على تعزيز إنفاق الأسر لتخفيف أثر ضعف الطلب الخارجي.

وتزداد الضغوط على المسؤولين الصينيين لاتخاذ تدابير تحفيزية، تركز على المستهلكين، لدرء الضغوط الانكماشية، وتقليل اعتماد ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الصادرات والاستثمار لتحقيق النمو.

ودعت الخطة التي صدرت يوم الأحد إلى زيادة الدخل في المناطق الحضرية والريفية، وقالت إنه ينبغي تعزيز دخل المزارعين، من خلال تدابير مثل إصلاحات الإسكان.

وكانت خطة العمل واسعة النطاق؛ لكنها كانت محدودة في الوعد بموارد ملموسة لدعم الحكومات المحلية، في أثناء قيامها بصياغة تدابير فعلية لتنفيذ الخطة. كما توخَّت الخطة أيضاً اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في سوق الأوراق المالية؛ ولكنها لم تقدم تفاصيل عن موعد وكيفية حدوث ذلك. وينبغي على السلطات «دراسة وإنشاء نظام دعم لرعاية الأطفال»، بالإضافة إلى تنفيذ التوظيف المرن، وفتح عيادات خارجية للأطفال ليلاً في المستشفيات العامة. كما يجب تشجيع الخدمات المجتمعية وخدمات رعاية الأطفال التي يديرها أصحاب العمل.

كما يجب ضمان حقوق العمال وأيام الإجازات، وتشجيع الإجازات السنوية مدفوعة الأجر والعطلات القصيرة. كما تجب زيادة معايير الدعم المالي للمعاشات التقاعدية الأساسية لسكان الحضر والريف.

كما كانت هناك مقترحات لتعزيز السياحة، مثل زيادة عدد البلدان التي لا يحتاج المسافرون إليها إلى تأشيرات دخول.


مقالات ذات صلة

«آفيليس» السعودية تسلم 3 طائرات إلى «إس دي إتش وينجز»

طائرة من طراز «إي 320 نيو» (واس)

«آفيليس» السعودية تسلم 3 طائرات إلى «إس دي إتش وينجز»

وردت شركة تمويل وتأجير الطائرات «آفيليس»، إحدى شركات «صندوق الاستثمارات العامة»، ثلاث طائرات جديدة من طراز «إيه 320 نيو»، إلى شركة «إس دي إتش وينجز» الصينية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد حاويات في محطة لدى ميناء يانغشان بشنغهاي (رويترز)

الصين تحذّر من أضرار رسوم ترمب وتتعهد باتخاذ إجراءات مضادة

حذّرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية من أن رسوم ترمب ستسبّب أضراراً كبيرة للاقتصاد الأميركي، في ظل رد الدول الأخرى بفرض «رسوم جمركية باهظة» على السلع الأميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متداول كوري جنوبي يشاهد الشاشات داخل بنك هانا في سيول بكوريا الجنوبية (إ.ب.أ)

الأسواق العالمية بين التفاؤل الآسيوي والمخاوف الأميركية

تفاعلت الأسواق العالمية بقوة مع المستجدات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث سجلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تراجعاً مقابل ارتفاع ملحوظ للأسهم في آسيا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد القنصل العام للصين آنغ جيانمين يتحدث للصحافيين عن الرسوم الجمركية في منزله بسان فرانسيسكو (أ.ب)

هل تخشى بكين خسارة الحرب التجارية مع ترمب؟

يزداد قلق المسؤولين في بكين من أن تكون رسوم دونالد ترمب الجمركية الجديدة بداية حرب تجارية كبيرة يمكن أن تخسرها في نهاية المطاف.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد عمال داخل مصنع لتعدين التِّنْجِسْتِن في تشونغشان بمنطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية «تشوانغ» في الصين (رويترز)

دراسة: العالم لا يزال معتمداً على الصين في المعادن النادرة رغم محاولات التنويع

يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتنقيب في أوكرانيا وغرينلاند عن المعادن النادرة لكسر هيمنة الصين، إلا إن الخبراء يتوقعون استمرار الاعتماد العالمي على الصين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

النفط لثاني مكسب أسبوعي بعد عقوبات على إيران وخطة «أوبك بلس»

شعار منظمة «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
شعار منظمة «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
TT
20

النفط لثاني مكسب أسبوعي بعد عقوبات على إيران وخطة «أوبك بلس»

شعار منظمة «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)
شعار منظمة «أوبك» على مقرها في العاصمة النمساوية فيينا (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة وتتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، بعد أن أدت عقوبات أميركية على إيران وخطة جديدة من تحالف «أوبك بلس» تتعلق بخفض الإنتاج إلى زيادة الرهانات على تراجع الإمدادات.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 72.14 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتا أو 0.2 في المائة إلى 68.23 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، يتجه الخامان لتسجيل مكاسب بنحو اثنين في المائة، في أكبر ارتفاع من نوعه منذ الأسبوع الأول من عام 2025.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية مساء الخميس عقوبات جديدة على صلة بإيران، استهدفت للمرة الأولى مصفاة صينية مستقلة إلى جانب عدد من الكيانات والسفن الأخرى التي تشارك في توريد النفط الخام الإيراني إلى الصين.

من جانبها، عبرت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة عن احتجاج بكين على فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب «عشوائية وغير قانونية»، وذلك بعد استهداف مصفاة نفط صينية في إقليم شاندونغ بأحدث العقوبات المتعلقة بإيران.

وقالت ماو نينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري إن بكين ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية حقوق الشركات الصينية.

وقال محللون في «آر بي سي كابيتال ماركتس» في مذكرة يوم الجمعة إن العقوبات المفروضة على الكيانات الصينية تمثل «تصعيدا واضحا في سياسة العقوبات». وأضافوا: «رغم ضعف الآثار الملموسة، نعتقد أنه من المنطقي أن تؤخذ علاوة المخاطرة هنا على محمل الجد».

وهذه هي الجولة الرابعة من العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران منذ تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فبراير (شباط) بإعادة فرض حملة «أقصى الضغوط» على طهران وتوعده بالوصول بصادرات البلاد من النفط إلى الصفر.

وقال محللون لدى بنك «إيه إن زد» إنهم يتوقعون انخفاض صادرات النفط الخام الإيرانية بمقدار مليون برميل يوميا بسبب تشديد العقوبات. وقدرت منصة تتبع السفن «كبلر» صادرات النفط الخام الإيرانية بأكثر من 1.8 مليون برميل يوميا في فبراير.

وتلقت أسعار النفط دعما من خطة جديدة لتحالف أوبك بلس أُعلن عنها يوم الخميس لخفض إضافي لإنتاج سبعة أعضاء لتعويض إنتاجهم الذي تجاوز المستويات المتفق عليها. وتنص الخطة على تخفيضات شهرية تتراوح بين 189 ألف برميل يوميا و435 ألف برميل يوميا، وستستمر حتى يونيو (حزيران) 2026. وأكد تحالف أوبك بلس في وقت سابق من هذا الشهر أن ثمانية من أعضائه سيمضون في زيادة الإنتاج الشهري بمقدار 138 ألف برميل يوميا اعتبارا من أبريل (نيسان)، ليستعيد بذلك جزءا من تخفيضات الإنتاج البالغة 5.85 مليون برميل يوميا والتي اتُّفق عليها في سلسلة من الخطوات منذ عام 2022 لدعم السوق.

وقال محللو «آي إن جي» في مذكرة يوم الجمعة: «في حين أن المجموعة تشترك في خطة لتعويض زيادة الإنتاج، فإن هذا بالتأكيد لا يعني أن الأعضاء سيتبعونها. دائما ما زاد إنتاج بعض الأعضاء عن مستويات الإنتاج المستهدفة».

وفي شأن منفصل، قالت السلطات الإقليمية يوم الجمعة إن انفجارا هز مستودعا للنفط في منطقة كراسنودار الروسية بينما تحاول فرق الإطفاء إخماد حريق اندلع بعد هجوم طائرات مسيرة أوكرانية في وقت سابق من الأسبوع.

وذكر مسؤولون عبر تطبيق «تلغرام»: «أثناء عملية إخماد الحريق، وبسبب انخفاض ضغط الخزان المحترق، انفجرت منتجات نفطية وتسرب النفط المحترق». وأضافوا أن الحريق امتد إلى خزان آخر، وزادت مساحة الحريق إلى 10 آلاف متر مربع. وأصيب اثنان من رجال الإطفاء.

ويقع المستودع بالقرب من قرية كافكاسكايا، وهو محطة لنقل إمدادات النفط الروسية إلى خط أنابيب يربط كازاخستان بالبحر الأسود. وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس إن أوكرانيا انتهكت بالفعل وقف إطلاق النار المقترح على منشآت الطاقة بمهاجمتها المستودع.