ارتفاع «أسعار الجملة» الأميركية يضعف توقعات خفض الفائدة

عمال يعبئون الطرود خلال «الاثنين السيبراني» بمركز «أمازون» في نيوجيرسي (رويترز)
عمال يعبئون الطرود خلال «الاثنين السيبراني» بمركز «أمازون» في نيوجيرسي (رويترز)
TT

ارتفاع «أسعار الجملة» الأميركية يضعف توقعات خفض الفائدة

عمال يعبئون الطرود خلال «الاثنين السيبراني» بمركز «أمازون» في نيوجيرسي (رويترز)
عمال يعبئون الطرود خلال «الاثنين السيبراني» بمركز «أمازون» في نيوجيرسي (رويترز)

جاءت «أسعار الجملة» في الولايات المتحدة الأميركية أعلى من المتوقع الشهر الماضي، مما يشير إلى توقف التقدم في مكافحة التضخم، وبالتالي إضعاف توقعات خفض أسعار الفائدة هذا العام.

وأفادت وزارة العمل، يوم الخميس، بأن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس التضخم قبل وصوله إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 0.4 في المائة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي مقارنة مع ديسمبر (كانون الأول) الذي سبقه، وبنسبة 3.5 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وكان الخبراء يتوقعون زيادة بنسبة 0.2 في المائة على أساس شهري، و3.2 في المائة على أساس سنوي، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وجاء تقرير «أسعار الجملة» بعد يوم من إعلان وزارة العمل بعض الأخبار السلبية بشأن التضخم على مستوى المستهلك، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 3 في المائة خلال يناير مقارنة بالعام الماضي، بزيادة طفيفة على 2.9 في المائة خلال ديسمبر.

وتوفر «أسعار الجملة» رؤية مبكرة لاتجاه التضخم الاستهلاكي، ويراقب خبراء الاقتصاد أيضاً بعض مكوناته، لا سيما في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية، التي تؤثر على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي؛ المقياس المفضل لدى «بنك الاحتياطي الفيدرالي».

وتصاعد التضخم في أوائل عام 2021 مع الانتعاش غير المتوقع للاقتصاد بعد عمليات الإغلاق بسبب جائحة «كوفيد19»؛ مما أدى إلى إرهاق المصانع والموانئ وساحات الشحن، وبالتالي نشوء نقص وتأخيرات وارتفاع الأسعار.

واستجابة لذلك، رفع «بنك الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي (سعر الأموال الفيدرالية) 11 مرة خلال عامي 2022 و2023. ومع ذلك، بدأ التضخم الانخفاض من ذروته عند 9.1 في المائة خلال يونيو (حزيران) 2022، إلى أدنى مستوى له عند 2.4 في المائة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو قريب من هدف «البنك المركزي» البالغ اثنين في المائة. وبعد ذلك، خفض «البنك الفيدرالي» سعر الفائدة 3 مرات خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2024.

لكن التحسن في التضخم توقف، فقد استمر تضخم أسعار المستهلك في الارتفاع على أساس سنوي لمدة 4 أشهر متتالية.

وتثير الأسواق المالية ومحللو الاقتصاد مخاوف من أن سياسات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد تدفع بالتضخم إلى الارتفاع. فالتعريفات الجمركية المفروضة على السلع الأجنبية، وخططه لترحيل ملايين العمال غير المسجلين، قد تؤديان إلى زيادة الأسعار.

واستجابةً لهذا التضخم المستمر، قد يتردد «بنك الاحتياطي الفيدرالي» في خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر. ففي ديسمبر الماضي أشار «البنك» إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين في عام 2025، ولكن يبدو أن هذا الاحتمال أصبح أقل الآن. ويتوقع مستثمرو «وول ستريت» خفضاً للفائدة هذا العام فقط، ولا يتوقعون أن يحدث ذلك إلا في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.


مقالات ذات صلة

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

الاقتصاد شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

أعلنت شركة «شيفرون»، عملاق النفط الأميركي، يوم الاثنين، أنها بدأت إنتاج النفط والغاز من مشروع في خليج المكسيك بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الدولار ينخفض لأدنى مستوى في 3 سنوات بفعل هجمات ترمب على باول

انخفض الدولار الاثنين إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مما يعكس تراجع ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأميركي

«الشرق الأوسط» (نيويورك - سنغافورة )
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل وسط قلق الأسواق

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل يوم الاثنين، في ظل ترقب المستثمرين لتصاعد الهجمات من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب على رئيس مجلس «الفيدرالي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
خاص ترمب يُعلن انتهاء مراسم تنصيب باول رئيساً لـ«الاحتياطي الفيدرالي» في حديقة البيت الأبيض 2 نوفمبر 2017 (أرشيفية - أ.ف.ب)

خاص منازلة بين ترمب وباول... مَن يربح؟

هل يفعلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ويُقيل رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول؟ بالأحرى، هل يستطيع ترمب أن يتخذ إجراء كهذا؟

هلا صغبيني (الرياض)
الاقتصاد متداول على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تتكبد خسائر حادة مع تصاعد التوترات السياسية والتجارية

تراجعت المؤشرات الرئيسة في «وول ستريت» بأكثر من 1 في المائة لكل منها يوم الاثنين، بعد أن أثارت انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس مجلس الفيدرالي مخاوف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

أعلنت شركة «شيفرون»، عملاق النفط الأميركي، يوم الاثنين، أنها بدأت إنتاج النفط والغاز من مشروع في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، مما يُقرّب الشركة خطوة نحو هدفها المتمثل في زيادة الإنتاج من حوض المحيط بنسبة 50 في المائة هذا العام.

يتألف مشروع «باليمور»، الذي تبلغ تكلفته 1.6 مليار دولار، والواقع على بُعد نحو 160 ميلاً جنوب شرقي نيو أورلينز، من 3 آبار من المتوقع أن تُنتج ما يصل إلى 75 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً.

وتهدف «شيفرون» إلى زيادة إنتاج النفط والغاز من الخليج إلى 300 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً بحلول عام 2026، وفي الوقت نفسه، تعمل على خفض التكاليف بما يصل إلى 3 مليارات دولار في جميع أنحاء أعمالها.

وبدلاً من بناء منصة إنتاج جديدة في «باليمور»، ستنقل الآبار النفط والغاز إلى منصة قائمة، وهو ما قالت الشركة إنه سيسمح لها بزيادة الإنتاج بتكلفة أقل.

وقال بروس نيماير، رئيس قسم الاستكشاف والإنتاج في الشركة للأميركتين، في مقابلة: «يتميز مشروع باليمور بربطه بمنشأة قائمة، مما سمح لنا بطرح الإنتاج في السوق بسرعة أكبر». وأضاف أن هذا المشروع هو الأول لشركة شيفرون في تكوين جيولوجي في الخليج يُسمى نورفليت؛ حيث شهدت صناعة النفط والغاز تاريخياً اكتشافات أقل مقارنة بأجزاء أخرى من حوض المحيط.

وأوضح نيماير أن التطورات التكنولوجية أساسية لتوسيع نطاق استكشاف الموارد، مثل استخدام عُقد قاع المحيط، ما يسمح لعلماء الجيوفيزياء بجمع بيانات أفضل تحت قاع المحيط.

تُشغل شركة «شيفرون» مشروع باليمور بحصة 60 في المائة، بينما تمتلك شركة «توتال إنرجيز»، المالكة المشاركة، حصة 40 في المائة. وتمتلك «باليمور» ما يُقدر بنحو 150 مليون برميل من المكافئ النفطي من الموارد القابلة للاستخراج. وتمتلك الشركة 370 عقد إيجار في خليج المكسيك، وتتوقع المشاركة في صفقة إيجار هذا العام من قِبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفقاً لنيماير.

يأتي إطلاق شركة «باليمور» الناشئة بعد إعلان شركة «شيفرون» عن أول إنتاج نفطي في أغسطس (آب) من مشروع أنكور في خليج المكسيك، الذي يُعدّ إنجازاً تكنولوجياً رائداً، إذ يُمكنه العمل في ضغوط مياه عميقة تصل إلى 20 ألف رطل لكل بوصة مربعة.