تباطؤ الإنتاجية في الولايات المتحدة يعزز مخاوف التضخم

عمال في موقع بناء بلوس أنجليس (رويترز)
عمال في موقع بناء بلوس أنجليس (رويترز)
TT

تباطؤ الإنتاجية في الولايات المتحدة يعزز مخاوف التضخم

عمال في موقع بناء بلوس أنجليس (رويترز)
عمال في موقع بناء بلوس أنجليس (رويترز)

تباطأ نمو إنتاجية العمال في الولايات المتحدة بشكل أكبر من المتوقع في الربع الأخير، مما دفع تكاليف العمالة إلى الارتفاع، وهو ما يثير القلق بشأن التوقعات التضخمية في الأمد القريب.

وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل يوم الخميس، إن إنتاجية القطاعات غير الزراعية، التي تقيس الناتج بالساعة لكل عامل، ارتفعت بمعدل سنوي بلغ 1.2 في المائة في الربع الأخير، بعد أن سجلت نمواً بمعدل 2.3 في المائة في الربع الثاني من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول).

كان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا نمو الإنتاجية بمعدل 1.4 في المائة بعد أن زادت بمعدل 2.2 في المائة في الربع الثالث. كما زادت الإنتاجية بمعدل 1.6 في المائة مقارنةً بالعام الماضي. وقد نما الإنتاج بمعدل 2.3 في المائة في عام 2024، متسارعاً من 1.6 في المائة في عام 2023.

وتوسعت الإنتاجية بمعدل 1.8 في المائة منذ الربع الرابع لعام 2019، وهو أعلى من وتيرة 1.5 في المائة في دورة الأعمال السابقة التي امتدت من الربع الرابع لعام 2007 حتى الربع الرابع لعام 2019. ومع ذلك، لا تزال هذه الزيادة أقل من المعدل الطويل الأجل البالغ 2.1 في المائة منذ الربع الأول لعام 1947.

وقد أسهم الارتفاع في الإنتاجية الذي بدأ في عام 2023 في تقليل القلق المفرط لدى صناع السياسات والاقتصاديين بشأن الأجور بوصفها مصدراً رئيسياً للتضخم. وكان توقف التقدم نحو خفض التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة في نهاية العام الماضي، قد أقر به البنك المركزي.

من جانب آخر، أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة القياسي بين عشيةٍ وضحاها دون تغيير في نطاق 4.25 في المائة إلى 4.50 في المائة الشهر الماضي، بعد أن خفضه بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر، عندما بدأ في دورة تخفيف السياسة. وكان قد رفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 للحد من التضخم.

أما بالنسبة لتكاليف العمل، فقد ارتفعت تكاليف وحدة العمل -أي تكلفة العمالة لكل وحدة من الناتج- بمعدل 3 في المائة في الربع الأخير من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول)، بعد وتيرة نمو بلغت 0.5 في المائة في الربع الثالث، التي جرى تعديلها نزولاً من معدل 0.8 في المائة المعلن سابقاً.

وارتفعت تكاليف العمالة بمعدل 2.7 في المائة مقارنةً بالعام الماضي، في حين نمت بنسبة 2.6 في المائة في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة عن 2.2 في المائة في عام 2023.

كما شهدت التعويضات بالساعة زيادة بنسبة 4.2 في المائة في الربع الأخير بعد أن ارتفعت بنسبة 2.9 في المائة في الربع الثالث. وارتفعت التعويضات بنسبة 4.3 في المائة مقارنةً بالعام الماضي، في حين شهدت زيادة بنسبة 5 في المائة في عام 2024 بعد ارتفاع بنسبة 3.9 في المائة في عام 2023.


مقالات ذات صلة

تحذير «فيدرالي»... ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات «إشارة خطيرة»

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

تحذير «فيدرالي»... ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات «إشارة خطيرة»

حذّر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بشيكاغو، أوستن غولسبي، من أن ارتفاع توقعات التضخم في سوق السندات الأميركية يُشكل «إشارة خطيرة».

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الاقتصاد صورة من مرفأ نيوارك، نيوجيرسي، الولايات المتحدة 19 نوفمبر 2021 (رويترز)

أميركا تضيف 70 كياناً لقائمة القيود على الصادرات

أفاد إشعار صادر من السجل الاتحادي الأميركي، اليوم (الثلاثاء)، بأن الولايات المتحدة أدرجتْ عشرات الكيانات، منها من الصين وإيران وباكستان، إلى قائمة قيود التصدير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك في حي المال في مانهاتن (رويترز)

«موديز»: القوة المالية الأميركية في تراجع مستمر بسبب العجز المالي وارتفاع الديون

قالت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، يوم الثلاثاء، إن القوة المالية الأميركية في طريقها للاستمرار في التراجع على مدى عدة سنوات، مع اتساع عجز الموازنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتسوَّق الزبائن داخل مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا (أرشيفية - رويترز)

تراجع ثقة المستهلك الأميركي للشهر الرابع على التوالي

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي، للشهر الرابع على التوالي، مع انخفاض قلق الأميركيين بشأن مستقبلهم المالي إلى أدنى مستوى له منذ 12 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أدريانا كوغلر في «قمة معهد ستانفورد لبحوث السياسات الاقتصادية 2024» في بالو ألتو بكاليفورنيا (أرشيفية - رويترز)

كوغلر من «الفيدرالي»: زيادة تضخم السلع «غير مفيدة»

صرَّحت أدريانا كوغلر، محافظة مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، يوم الثلاثاء، بأن سياسة أسعار الفائدة في المجلس لا تزال تقييديةً ومُحكمةً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عضو في «المركزي الأوروبي»: الأولوية لتوقعات التضخم لا لسعر الفائدة المحايد

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: الأولوية لتوقعات التضخم لا لسعر الفائدة المحايد

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

أكد فابيو بانيتا، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، أن البنك يجب أن يتبنى نهجاً عملياً يستند إلى البيانات في قراراته بشأن أسعار الفائدة. وأوضح بانيتا، الذي يشغل أيضاً منصب محافظ بنك إيطاليا، في رسالة إلى صحيفة «فاينانشال تايمز»، أنه في ظل حالة عدم اليقين الحادة التي تشهدها الأسواق، ينبغي أن يركز البنك المركزي الأوروبي على توقعات التضخم، بدلاً من السعي لتحديد سعر فائدة محايد مفترَض، وفقاً لـ«رويترز».

ورغم أن البنك المركزي الأوروبي خفّض أسعار الفائدة، ست مرات منذ يونيو (حزيران) الماضي، لكنه لم يقدِّم سوى إشارات محدودة بشأن خطوته التالية، بعد أن خفّض سعر الفائدة الرئيسي على الودائع إلى 2.5 في المائة، خلال اجتماعه في مارس (آذار) الحالي.

وأشار بانيتا، الذي يُعرَف بتأييده سياسات التيسير النقدي، إلى أن حساب السعر المحايد للفائدة، المعروف باسم «R-star»، يُعدّ هدفاً متحركاً وغير مرئي، إذ لا يمكن تحديده إلا عبر المسوحات والنماذج الاقتصادية التي تظل «محفوفة بعدم اليقين».

وشدد على ضرورة ألا ينشغل البنك المركزي الأوروبي بتحديد ما إذا كان موقفه السياسي «تقييدياً»، وفقاً لحسابات «R-star»، بل ينبغي له التركيز على تحقيق استقرار الأسعار وضمان توافق سياسته مع هدف التضخم البالغ 2 في المائة.

وأضاف: «بوجه عام، تُشير المؤشرات والتوقعات الاقتصادية الكلية إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق الاستقرار المنشود».