الدولار يستقر بانتظار قرارات البنوك المركزية

مع استمرار غياب الإعلان عن التعريفات الجمركية

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يستقر بانتظار قرارات البنوك المركزية

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

شهد الدولار تداولات في نطاقات ضيقة مقابل نظرائه الرئيسيين يوم الخميس؛ حيث واصل النضال من أجل إيجاد اتجاه واضح، في غياب أي إعلانات ملموسة بشأن الرسوم الجمركية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كما من المتوقع أن تصدر سلسلة من قرارات السياسة النقدية من البنوك المركزية خلال الأسبوع المقبل؛ حيث يُنتظر على نطاق واسع أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة في ختام اجتماع مدته يومان، يوم الجمعة. كما ستُعلن قرارات أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي يومي الأربعاء والخميس على التوالي.

واستقر مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة مقابل 6 منافسين رئيسيين بما في ذلك اليورو والين الياباني - عند مستوى 108.31، وذلك في الساعة 05:51 (بتوقيت غرينتش)، بعد مكاسب طفيفة بنحو 0.1 في المائة في اليومين الماضيين. وقد سجل المؤشر انخفاضاً بنسبة 1.2 في المائة يوم الاثنين، وهو أكبر هبوط له في يوم واحد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بعد تولي ترمب منصبه، وتدفق الأوامر التنفيذية، ولكن دون أي تفاصيل بشأن الرسوم الجمركية، وفق «رويترز».

وهذا الأسبوع، اقترح ترمب فرض رسوم تصل إلى 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك و10 في المائة على الواردات الصينية بدءاً من الأول من فبراير (شباط). كما وعد بفرض رسوم على الواردات الأوروبية دون تقديم تفاصيل إضافية.

وقالت كارول كونغ، استراتيجية العملة في «كومنولث بنك أوف أستراليا»، إن «الرئيس ترمب اتبع نهجاً أقل عدائية مما كان متوقعاً تجاه الصين»، مشيرة إلى «سياسات ونبرة أكثر ليونة من المتوقع بشأن التعريفات الجمركية». وأضافت أن «المعنويات المتعلقة بالمخاطرة تظل هشة، وقد تتغير بسرعة إلى السلبية إذا تبنى الرئيس ترمب نبرة أكثر عدوانية».

وفي السياق ذاته، وقع ترمب، يوم الاثنين، مذكرة تجارية شاملة، وأمر الوكالات الفيدرالية بإجراء مراجعات شاملة لمجموعة من القضايا التجارية بحلول الأول من أبريل (نيسان)، وهو ما يعتبره العديد من المشاركين في السوق تاريخاً محورياً للكشف عن خطط التعريفات الجمركية.

وفي تقرير لمحللي «دي بي إس»، جاء فيه: «مع تولي ترمب منصب الرئاسة، تبقى التعريفات الجمركية على رأس أولويات الحكومة الأميركية، حتى لو لم يتم فرضها في يومه الأول في المنصب». كما أضافوا أنه «في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل، قد يؤكد بنك الاحتياطي الفيدرالي على مسار أطول نحو تحقيق هدف التضخم بنسبة 2 في المائة بسبب السياسات المقبلة من ترمب المتعلقة بالتعريفات الجمركية والهجرة».

وفي الأسواق الأخرى، لم يطرأ أي تغيير يذكر على اليوان الصيني، الذي بلغ 7.2816 مقابل الدولار في التعاملات الخارجية. بينما انخفض الين الياباني بنحو 0.1 في المائة إلى 156.69، مع تسعير الأسواق بنسبة 96 في المائة لرفع ربع نقطة يوم الجمعة.

كذلك، استقر اليورو عند 1.0406 دولار، مع توقعات على نطاق واسع بخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة الأسبوع المقبل. كما بقي الدولار الكندي ثابتاً عند 1.4389 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي، وسط توقعات بتخفيض بنك كندا لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة يوم الأربعاء المقبل. وأخيراً، لم يسجل البيزو المكسيكي أي تغيير يذكر؛ حيث بلغ 20.49 مقابل الدولار الأميركي.


مقالات ذات صلة

الدولار يرتفع وسط توقعات حذرة بشأن تخفيضات الفائدة في أميركا وأستراليا

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يرتفع وسط توقعات حذرة بشأن تخفيضات الفائدة في أميركا وأستراليا

ارتفع الدولار يوم الثلاثاء مع تقييم المتعاملين للمخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية والمسار المحتمل لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد متداولو العملات في بنك «هانا» يتابعون مؤشر كوسبي وسعر الدولار مقابل الوون في سيول (أ.ب)

أسواق الأسهم الآسيوية ترتفع وسط تفاؤل قطاع التكنولوجيا في هونغ كونغ

ارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية يوم الاثنين، مدفوعة بقطاع التكنولوجيا في هونغ كونغ، بينما تباين النمو الاقتصادي الياباني مع ضعف مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سبائك معروضة في معرض الذهب بمتحف التاريخ الطبيعي بنيويورك (رويترز)

ارتفاع الذهب بسبب ضعف الدولار وترقب تطورات الرسوم الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الاثنين، بفعل ضعف الدولار، في وقت يترقب المستثمرون مزيداً من التفاصيل حول خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل يعرض سبائك من الذهب في مدينة ميونيخ الألمانية (رويترز)

الذهب يلامس أعلى مستوياته على الإطلاق وسط «مخاوف التجارة»

ارتفعت أسعار الذهب، الجمعة، واتجه المعدن لتحقيق مكاسب للأسبوع السابع على التوالي وسط مخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ (أ.ف.ب)

ملامح مواجهة بين ترمب وباول على الفائدة رغم ارتفاع التضخم

تفوّق التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر يناير (كانون الثاني) على التوقعات، مما يعقَّد مهمة «الاحتياطي الفيدرالي» في تحديد سياسات أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عضو في «المركزي الأوروبي»: تخفيضات الفائدة يجب أن تعوض تأثير الانكماش في الميزانية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: تخفيضات الفائدة يجب أن تعوض تأثير الانكماش في الميزانية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، بيرو تشيبولوني، الثلاثاء، إن تخفيضات أسعار الفائدة يجب أن تُعوض التأثير التقييدي الناتج عن الانكماش في ميزانية البنك، ما يُشير إلى أن تكاليف الاقتراض قد تحتاج إلى أن تنخفض أكثر مما يعتقد البعض.

ويُخطط «المركزي الأوروبي» للسماح بترتيب مئات المليارات من اليوروهات، إن لم يكن تريليونات، من الديون، لتنقضي في السنوات المقبلة، وفي عام 2025 وحده من المتوقع أن تستحق نحو 500 مليار يورو (522 مليار دولار) من السندات، معظمها ديون حكومية، بوصفها جزءاً من عملية التكيف التدريجي المتفق عليها مسبقاً، وفق «رويترز».

ويعمل تقليص حيازات السندات تدريجياً -المعروف أيضاً بالانكماش الكمي، الذي جرى الاتفاق عليه عندما كانت معدلات التضخم مرتفعة للغاية- الآن ضد هدف البنك المركزي الأوروبي المتمثل في تخفيف تكاليف الاقتراض لاقتصاد ظل راكداً بشكل عام لمدة عامين.

وقال تشيبولوني في مناسبة مع مؤسسة «إم إن آي» الإعلامية: «في حين تمارس تخفيضات أسعار الفائدة ضغوطاً هبوطية بشكل رئيسي على الطرف القصير من منحنى العائد، فإن انكماش الميزانية العمومية يمارس ضغوطاً صعودية على الاستحقاقات الأطول أجلاً». وأضاف: «يؤدي ذلك إلى تشديد الظروف المالية».

وقال إن «التوازن الصحيح» يتطلب ضمان أن تكون قراراتنا بشأن أسعار الفائدة تعوض بشكل مناسب عن التشديد الناجم عن تقليص ميزانيتنا.

ويُشير هذا الرأي إلى أن تشيبولوني قد يُفضل الاستمرار في تخفيض أسعار الفائدة؛ حيث إن الانكماش في الميزانية قد يستمر لسنوات، ما يضغط على تكاليف الاقتراض على المدى الطويل.

وترى الأسواق الآن 3 تخفيضات أخرى لأسعار الفائدة هذا العام، ما سيُخفض سعر الإيداع المرجعي إلى 2 في المائة، وهو على الأرجح أدنى نقطة في دورة التيسير الحالية.

وفي ذروته في أوائل عام 2022، كانت حيازات البنك الكبيرة من السندات تخفض عوائد السندات السيادية لمدة 10 سنوات، بنحو 175 نقطة أساس، ولكن هذا التأثير الآن تراجع إلى نحو 75 نقطة أساس ويتناقص، وفقاً لما قاله تشيبولوني.

وامتنع تشيبولوني عن تقديم حجم مثالي لميزانية البنك، وقال إن هذا يعتمد إلى حد كبير على احتياجات السيولة للبنوك التجارية.

ولا يزال البنك المركزي الأوروبي يمتلك نحو 4.2 تريليون يورو من السندات التي جرى شراؤها لأغراض السياسة النقدية.

وقال تشيبولوني: «يجب أن يظل الانخفاض الإضافي في ميزانيتنا على مسار تدريجي وقابل للتنبؤ به لتجنب تأثيرات التضخم المالي».