اليابان في «الأمتار الأخيرة» لإقرار حزمة تحفيز بـ87 مليار دولار

تسجيل عجز تجاري للشهر الرابع رغم تعافي الصادرات

رجل في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
رجل في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
TT

اليابان في «الأمتار الأخيرة» لإقرار حزمة تحفيز بـ87 مليار دولار

رجل في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)
رجل في أحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ب)

اتفق الائتلاف الحاكم في اليابان، الأربعاء، مع حزب معارض رئيس على مسودة حزمة تحفيز اقتصادي؛ مما أزال عقبة رئيسة أمام الحزمة التي تبلغ قيمتها 87 مليار دولار والمصممة للمساعدة في تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع الأسعار.

ويعني الاتفاق بين الحزب الديمقراطي الليبرالي وشريكه في الائتلاف الحاكم حزب كوميتو والحزب الديمقراطي من أجل الشعب، أن الحزمة من المرجح الآن أن توافق عليها حكومة رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، الجمعة.

ويحتاج معسكر الائتلاف الآن إلى تعاون الحزب الديمقراطي الليبرالي بعد أن تركت انتخابات 27 أكتوبر (تشرين الأول) الحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب كوميتو على رأس «أقلية هشة».

وقال مسؤول تنفيذي في الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر صحافي إن الحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب كوميتو اتفقا على عكس بعض المبادرات السياسية الرئيسة للحزب الديمقراطي الليبرالي، بما في ذلك زيادة بدل الدخل الأساسي المعفى من الضرائب وخفض ضريبة البنزين، باعتبارها «أولويات قصوى» في الحزمة.

وقال مصدر مطلع لـ«رويترز» إن حزمة التحفيز ستوفر أيضاً 30 ألف ين (193 دولاراً) للأسر ذات الدخل المنخفض المعفاة من الضرائب السكنية، و20 ألف ين للأسر التي لديها أطفال. وسيبدأ البرلمان مناقشات الشهر المقبل بشأن ميزانية تكميلية لتمويل الحزمة التي تبلغ قيمتها نحو 13.5 تريليون ين (87 مليار دولار).

وبالتزامن مع خطوات الحكومة لدعم الأسر، سجلت اليابان عجزاً تجارياً جديداً خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، للشهر الرابع على التوالي؛ بسبب ارتفاع قيمة فاتورة واردات الطاقة نتيجة انخفاض قيمة الين أمام الدولار.

وبلغ إجمالي العجز التجاري لليابان خلال الشهر الماضي 461 مليار ين (3 مليارات دولار) بحسب بيانات وزارة المالية اليابانية الصادرة الأربعاء. وأشارت الوازرة إلى تعافي صادرات اليابان خلال الشهر الماضي بعد تباطؤها خلال الأشهر الأخيرة، فزادت قيمتها بنسبة 3.1 في المائة سنوياً، بفضل نمو صادرات معدات إنتاج أشباه الموصلات. وفي المقابل، ظلت الواردات -التي زادت بنسبة 0.4 في المائة - أكبر من الصادرات للشهر الرابع على التوالي.

وتسيطر حالة غموض على آفاق التجارة الخارجية لليابان بسبب إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لولاية جديدة في الولايات المتحدة، وتعهده بفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 و20 في المائة على كل واردات بلاده. وتُعدّ الصادرات محركاً رئيساً للنمو الاقتصادي في اليابان التي تضم «تويوتا موتور كورب» أكبر منتج سيارات في العالم من حيث حجم المبيعات.

ويأتي ذلك في حين يعقد رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا اجتماعات مع قادة الدول الآسيوية والأوروبية والأميركية الجنوبية لصياغة العلاقات التجارية والاقتصادية الخارجية لبلاده إلى جانب العلاقات الأمنية. وشارك مؤخراً إيشيبا في اجتماعات مجموعة العشرين التي اختتمت في البرازيل الثلاثاء.

وزادت صادرات اليابان خلال الشهر الماضي إلى باقي دول آسيا في حين تراجعت قليلاً إلى الولايات المتحدة.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر نيكي الياباني، الأربعاء، على تراجع؛ إذ هيمن الحذر على المستثمرين قبل إعلان نتائج أعمال شركة «إنفيديا» الأميركية العملاقة في وقت لاحق من الأربعاء، والتي يخشى البعض من أنها ستأتي دون التوقعات.

وأنهى نيكي التعاملات على هبوط بنسبة 0.2 في المائة مسجلاً 38352.34 نقطة. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً على انخفاض 0.4 في المائة عند 2698.29 نقطة.

من جانبها، واجهت عوائد سندات الحكومة اليابانية صعوبة في تحديد اتجاهها، الأربعاء، مع تقليص المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر (كانون الأول) المقبل للإقبال على عطاءات الملاذ الآمن في أعقاب الضربة التي شنتها أوكرانيا ضد روسيا، الثلاثاء.

ودفعت التوترات الجيوسياسية عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى الانخفاض الثلاثاء، لكن العائدات ارتفعت بعد ذلك الحين خلال ساعات التداول الآسيوية. وكان شراء سندات الحكومة اليابانية محدوداً أيضاً، حيث يزن المستثمرون احتمال أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرة أخرى في ديسمبر.

وانخفض عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 1.055 في المائة قبل أن يعكس مساره، في حين انخفضت العقود الآجلة لسندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات 0.01 نقطة عند 142.88 ين.

وقال ماكوتو سوزوكي، كبير استراتيجيي السندات في «أوكاسان» للأوراق المالية: «كانت هناك حركة شراء (الثلاثاء) بسبب الطلب على الأصول الآمنة، لكننا في وضع حيث يكون الجانب الصعودي (لأسعار السندات) ثقيلاً».

وارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل عامين، والذي يتوافق بشكل أوثق مع توقعات السياسة النقدية، بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 0.555 في المائة. كما ارتفع العائد لأجل خمس سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 0.71 في المائة. وانخفض العائد لأجل 20 عاماً بمقدار 0.5 نقطة أساس إلى 1.885 في المائة قبل مزاد السندات، الخميس. واستقر العائد لأجل 30 عاماً عند 2.285 في المائة.


مقالات ذات صلة

«حمى المضاربة» على الأسهم الصينية تشتعل رغم «مخاوف ترمب»

الاقتصاد مشاة وسط العاصمة الصينية بكين يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)

«حمى المضاربة» على الأسهم الصينية تشتعل رغم «مخاوف ترمب»

أطلقت سلسلة من تعهدات التحفيز الاقتصادي من جانب الصين في سبتمبر (أيلول) الماضي العنان لأكبر ارتفاع في «أسهم هونغ كونغ» خلال نحو 30 عاماً.

«الشرق الأوسط» (شنغهاي (الصين))
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في مناسبة سابقة بين أنصاره (أ.ف.ب)

خبراء يرجحون فرض ترمب تعريفات بنسبة 40 % على الصين مع بداية 2025

أظهر استطلاع رأي أجرته «رويترز» لآراء خبراء اقتصاديين أن الولايات المتحدة قد تفرض رسوماً جمركية بنحو 40 % على الواردات من الصين في أوائل العام المقبل

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منظر عام يُظهر منطقة الأعمال المركزية بوسط مدينة نيروبي (رويترز)

كينيا تستهدف خفض عجز الموازنة 3.8 % في السنة المالية المقبلة

أعلنت كينيا استهدافها خفض عجز الموازنة بنسبة 3.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية 2025-2026، الممتدة من يوليو (تموز) 2025 - يونيو (حزيران) 2026

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الاقتصاد متحدثان خلال جلسة نقاش في الجناح السعودي ضمن «كوب 29» (الشرق الأوسط)

السعودية تناقش في «كوب 29» تحدي إدارة الكربون

أكد متحدثون في الجناح السعودي ضمن «كوب 29»، على دور التعاون الدولي في تطوير تقنيات جديدة لاحتجاز الكربون.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حمى المضاربة» على الأسهم الصينية تشتعل رغم «مخاوف ترمب»

مشاة وسط العاصمة الصينية بكين يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)
مشاة وسط العاصمة الصينية بكين يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)
TT

«حمى المضاربة» على الأسهم الصينية تشتعل رغم «مخاوف ترمب»

مشاة وسط العاصمة الصينية بكين يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)
مشاة وسط العاصمة الصينية بكين يمرون أمام شاشة تعرض حركة الأسهم (أ.ف.ب)

تشتعل حمى المضاربة في الأسهم الصينية وتلفت انتباه بعض الصناديق العالمية، التي تعتقد أن حركة الأموال المحلية تستحق المتابعة في قطاعات السوق المحمية من الرسوم الجمركية، ومن المرجح أن تستفيد من التعافي الاقتصادي في نهاية المطاف.

وأطلقت سلسلة من تعهدات التحفيز الاقتصادي من جانب الصين في سبتمبر (أيلول) الماضي العنان لأكبر ارتفاع في «أسهم هونغ كونغ» خلال نحو 30 عاماً، وأرسلت أسهم البر الرئيسي إلى أعلى مستوياتها في عامين.

ولكن الافتقار اللاحق إلى الإنفاق الضخم خفف من النشوة، حيث سحب كثير من المستثمرين الكبار أموالهم بدلاً من انتظار انتعاش يتطلب صبراً أطول، خصوصاً مع تعيين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، «صقوراً» معارضين للصين في الإدارات العليا بالولايات المتحدة.

ومع ذلك، في حين تراجعت «أسهم هونغ كونغ»، فقد غيرت الأسهم في البر الرئيسي مسارها، وسلطت الأموال المتدفقة من حسابات توفير الأسر الضوء على أعلى جيوب الأسواق سخونة.

وقال لو ديلونغ، وهو مستثمر تجزئة في شمال شرقي الصين، إنه يمتلك مليوني يوان (275 ألف دولار) في الأسهم، وإنه حقق ربحاً بنسبة 40 في المائة منذ أواخر سبتمبر الماضي، وأضاف: «ستتدفق الأموال على أي أسهم تحت دائرة الضوء المضاربية». ويراهن ولو على مكاسب أسهم التكنولوجيا، حيث تعمل الصين على عزلها عن القيود الأميركية المحتملة، بشراء «مجموعة سور الصين العظيم» للتكنولوجيا وشركة «فيجنوكس» للتكنولوجيا الموردة لشركة «هواوي»، والتي تضاعفت أسهمها منذ أواخر سبتمبر الماضي. وقال: «بالنسبة إلى أسهم التكنولوجيا، لا يمكن إثبات فشل الابتكار في المراحل المبكرة، وبالتالي خلق مجال للمضاربة».

وقد دفعت التجارة المضاربية التمويل الهامشي المستحق، أو الأموال المقترضة من سماسرة البورصة لشراء الأسهم، إلى أعلى مستوى في 9 سنوات عند 1.85 تريليون يوان (256 مليار دولار)، وفقاً لمزود البيانات «داتايز».

وبلغ متوسط ​​الحجم اليومي لـ«مؤشر شنغهاي المركب» 2.5 مرة لمتوسط 10 سنوات، خلال الشهرين الماضيين، وتشير تحركات الأسعار إلى مزيد من الزيادات.

وارتفع مؤشر «بي إس إي 50» للشركات الناشئة المدرجة في بكين بنسبة 112 في المائة منذ أواخر سبتمبر الماضي، مقارنة بالمكسب الذي جاء بنسبة 12 في المائة والمتبقي لـ«مؤشر شنغهاي المركب» بعد ارتفاعه المذهل.

وقالت لي باي، مؤسسة «مركز إدارة الاستثمار» في «شنغهاي بانكسيا»، برسالة إلى المستثمرين: «لا يزال المضاربون والمستثمرون الأفراد الذين لا يهتمون بالأساسيات في حالة حمى شرائية».

وزادت لي صافي حصتها من الأسهم إلى أعلى مستوى في 9 أشهر عند نحو 50 في المائة خلال سبتمبر الماضي، وتركز على شركات البناء المملوكة للدولة وقطاع العقارات، الذي انهار في السنوات الأخيرة وبدأ يجذب الرهانات على التعافي.

وتمتد الحماسة إلى المشتقات المالية، مع ارتفاع خيارات الرهانات على ارتفاع الأسعار أيضاً، وفقاً لديفيد وي، المدير العام لشركة «شينزن شينغيوان إنفستمنت كونسلتينغ كو» التي تساعد المستثمرين على شراء مثل هذه المنتجات من شركات الوساطة.

ويتناقض هذا التراكم مع البيع الأجنبي. ولم تعد الصين تنشر بيانات التدفقات في البر الرئيسي خلال الوقت الفعلي، لكن الإحصاءات الصادرة عن «غولدمان ساكس» أظهرت تدفقات خارجية بقيمة 16.9 مليار دولار على مدى الأسابيع الأربعة الماضية مع تذبذب الأسهم القيادية وارتفاع خطر التعريفات الجمركية.

وفي هونغ كونغ، التي تجتذب كثيراً من الأجانب حيث لا توجد ضوابط لرأس المال، يشير انخفاض بنسبة 15 في المائة بـ«مؤشر هانغ سينغ» من أعلى مستويات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أيضاً إلى حركة البيع الكثيفة.

وقال جورج إفستاثوبولوس، مدير المحفظة في «فيديليتي إنترناشيونال»، في إشارة إلى الأسهم بالبر الرئيسي، والقطاع الذي تفوق بسهولة على الأسهم القيادية: «لقد تحولنا إلى سوق الأسهم من الفئة (أ)، وبشكل خاص إلى سوق الأسهم متوسطة القيمة. ومن ناحية أخرى، لا تتمتع الأسهم من الفئة (أ) بحساسية كبيرة تجاه أسعار الفائدة الأميركية، وبدلاً من ذلك فهي أكثر ميلاً إلى السيولة المحلية في الصين وإلى التحفيز المالي».

وأيد استراتيجيو البنوك الاستثمارية الحركة على نطاق واسع، حيث فضلت: «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي» و«إتش إس بي سي» الأسهم في البر الرئيسي، وذلك في مذكرات بحثية معمقة نُشرت خلال الأيام الأخيرة، مستشهدة بالتعرض للتحفيز واتجاهات الاستثمار المحلية.

وكتب استراتيجيو «إتش إس بي سي»، بقيادة هيرالد فان دير ليندي، في مذكرة يوم الثلاثاء: «في البر الرئيسي للصين، يوجد أكثر من 20 تريليون دولار في الودائع المصرفية، وهذا ضعف القيمة السوقية لسوق الأسهم من الفئة (أ)... ويخصَّص بعض هذه الأموال تدريجياً للأسهم».

ويرى المستثمرون الأجانب والمحليون أن إحدى عواقب تصاعد التوترات التجارية هي التحول إلى الاكتفاء الذاتي في الصين، وقد اشتروا شركات تصنيع الرقائق على وجه الخصوص تحسباً لكسبهم إيرادات كانت لتتدفق إلى الخارج في السابق.

ووجد استطلاع أجراه «بنك أوف أميركا» في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي لمديري صناديق الاستثمار بآسيا، أن 8 في المائة فقط من 120 مشاركاً إقليمياً عدّوا أنفسهم «مُعَرّضين بالكامل»، مع توازن الباقين بين الصعود والهبوط، ونحو الثلث راضون عن انتظار مزيد من الدعم.

وقال مايكل براون، مدير الاستثمار في «مارتن كوري»، وهي جزء من «فرنكلين تمبلتون»، وهي شركة إدارة صناديق مختصة في الأسهم تدير نحو 100 مليون دولار من صناديق الاستثمار في آسيا: «أنا متأكد من أنه ستكون هناك حزمة أو حزمتان تحفيزيتان أخريان في الصين»، متابعاً أن «تجارة الأسهم في الصين قد تكون الأمر الذي سيفاجئ الجميع».