المستثمرون يراهنون على اضطرار بنك اليابان لرفع الفائدة في ديسمبر

الأجانب يكثفون شراء أسهم البنوك ويبيعون السندات على المكشوف

مشاة يعبرون الطريق أمام مقر بنك اليابان في العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون الطريق أمام مقر بنك اليابان في العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
TT

المستثمرون يراهنون على اضطرار بنك اليابان لرفع الفائدة في ديسمبر

مشاة يعبرون الطريق أمام مقر بنك اليابان في العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون الطريق أمام مقر بنك اليابان في العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

يراهن المستثمرون على أن انخفاض الين سيجبر بنك اليابان على التحول إلى سياسة متشددة، ويقومون ببيع السندات على المكشوف وشراء أسهم البنوك والاستعداد لارتفاع أسعار الفائدة في الشهر المقبل.

وتولي الأسواق اهتماماً لأن آخر زيادة في أسعار الفائدة في اليابان قبل ثلاثة أشهر ونصف الشهر (في مقابل موجة التخفيضات العالمية)، كانت جزءاً من المحفز لارتفاع فوضوي في قيمة الين اجتاح العالم مع تفكيك المراكز الممولة بالين بسرعة.

ومع وصول الين إلى مستوى 154 مقابل الدولار، واقترابه من المستويات التي استدعت التدخل، ثم أعقب ذلك رفع أسعار الفائدة، فإن المستثمرين يخاطرون بنسب أقل هذه المرة. وقد تراكمت لديهم مراكز، خصوصاً في أسهم البنوك، التي من المتوقع أن تستفيد من ارتفاع أسعار الفائدة.

وقال شينغي أوجاوا، الرئيس المشارك لمبيعات الأسهم النقدية اليابانية في «جي بي مورغان» في طوكيو: «يبدو أن هناك قدراً أكبر كثيراً من الاهتمام والحساسية تجاه بنك اليابان. ويتجلى ذلك من خلال فئات الأصول المختلفة، سواء كانت مقايضات المؤشرات المباشرة على مدار ليلة واحدة... أو الأسهم المالية، وهي المنطقة التي تشهد بوضوح حركة أسعار أسهم شديدة للغاية».

ويقول المتعاملون إن بعض صناديق التحوط راهنت أيضاً على ارتفاع عائدات السندات. فمنذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، انتقل توقع زيادة قدرها 25 نقطة أساس للفائدة في اليابان في اجتماع ديسمبر (كانون الأول)، من «احتمال ضئيل» إلى نحو 54 في المائة.

وقال كيتا ماتسوموتو، رئيس مبيعات المؤسسات المالية والحلول في «سيتي غروب غلوبال ماركتس اليابان»: «تركز الأموال السريعة مرة أخرى على الطرف القصير من المنحنى»، حيث راكمت صناديق التحوط مراكز قصيرة صغيرة على مدى الأسابيع الأخيرة.

وفي الأسبوعين اللذين أعقبا الانتخابات الأميركية، ارتفعت أسهم البنوك في طوكيو بنحو 13 في المائة، مقابل سوق أوسع نطاقاً مستقرة في الغالب، حيث كان المصدرون، خصوصاً في القطاعات الدورية مثل الصناعات والآلات، هم الرابح الأكبر.

وقال جورج إفستاثوبولوس، وهو مدير صندوق عالمي متعدد الأصول بقيمة 102 مليون دولار في «فيديليتي إنترناشيونال»: «لقد ركزنا على الشركات اليابانية متوسطة الحجم والبنوك اليابانية، حيث من المتوقع أن تستفيد من التضخم في الأجور وارتفاع أسعار الفائدة على التوالي. وفي الآونة الأخيرة، أصبحنا أكثر إيجابية أيضاً تجاه الشركات اليابانية الكبيرة الأوسع نطاقاً، حيث من المفترض أن يترجم ضعف الين إلى صورة أرباح أفضل في وقت يتسارع فيه النمو العالمي».

ويعد سعر الين عاملاً رئيسياً في أداء الاقتصاد الياباني وسوق الأسهم، ويمكن أن يؤثر على السياسة النقدية من خلال تكلفة الواردات، التي تدفع التضخم.

ولم يذكر محافظ بنك اليابان كازو أويدا سوى إشارة عابرة إلى العملة، التي فقدت أكثر من 30 في المائة مقابل الدولار منذ بداية عام 2021، في خطاب السياسة الذي حظي بمتابعة وثيقة يوم الاثنين... ومع ذلك، تعتقد الأسواق بأن انخفاض الين سيضغط على البنك المركزي للتحرك عاجلاً وليس آجلاً، خصوصاً أن تجار النقد الأجنبي يراهنون على انزلاق أعمق.

وقال ناثان سوامي، رئيس تداول العملات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في «سيتي غروب» في سنغافورة: «في ضوء الأداء الأخير للين الياباني، قد يحتاج بنك اليابان إلى إعادة تقييم ما إذا كان بحاجة إلى أن يكون أكثر تشدداً في الاجتماعات المقبلة».

وفقاً لبيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع، كان المضاربون في النقد الأجنبي يزيدون من الرهانات ضد الين.

ومن المؤكد أن الرهانات في سوق الأسعار متواضعة والفجوة التي تزيد على 375 نقطة أساس بين أسعار الفائدة الأميركية لمدة عامين وأسعار الفائدة اليابانية لمدة عامين هي محرك أساسي قوي لضعف الين الذي يُشعِر كثيراً من المستثمرين بالراحة.

وقال شافالي ساشديف، رئيس خدمات الاستثمار في آسيا لدى «بي إن بي باريبا» لإدارة الثروات في سنغافورة: «نظراً للفروق في العائدات وتجارة المناقلة (تجارة الفائدة)، فإن كثيراً من العملاء كانوا حريصين على الاحتفاظ بالدولار لفترة طويلة... ومع ذلك فإن ندوب أغسطس (آب) عندما أدى ارتفاع الين إلى أكبر انخفاض في يوم واحد لمؤشر (نيكي) منذ عام 1987 تجعل استراتيجية العملة في مقدمة أذهان المستثمرين».

وقال ماتسوموتو من «سيتي غروب»: «قد يكون ذلك نعمة للمستثمرين الأجانب في اليابان إذا توقفت العملة عن التهام عائدات الدولار... لأن المستثمرين العالميين يجب أن يقلقوا بشأن المكان الذي قد يتوقف عنده انخفاض قيمة الين؛ لذا فهم يبحثون عن القاع للين».


مقالات ذات صلة

السعودية تناقش في «كوب 29» تحدي إدارة الكربون

الاقتصاد متحدثان خلال جلسة نقاش في الجناح السعودي ضمن «كوب 29» (الشرق الأوسط)

السعودية تناقش في «كوب 29» تحدي إدارة الكربون

أكد متحدثون في الجناح السعودي ضمن «كوب 29»، على دور التعاون الدولي في تطوير تقنيات جديدة لاحتجاز الكربون.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد منتجات تابعة لـ«أسمنت الجوف» (حساب الشركة على «إكس»)

«أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية لبناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية 

وقّعت شركتا «أسمنت الجوف» السعودية و«أنجي» الفرنسية اتفاقية بناء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة طريف (شمال المملكة)، وتشغيلها لمدة 25 سنة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري (منصة «إكس»)

«المركزي السعودي»: المملكة توحّد الجهود الإقليمية لمكافحة غسل الأموال

أكد محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري حرص المملكة على توحيد الجهود الإقليمية المشتركة في مجال مكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يتابع تحركات الأسهم على شاشة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تبيع 150 مليار ين من السندات لتسوية «العقود الآجلة»

باعت اليابان 150 مليار ين من السندات لأجل سبع سنوات يوم الثلاثاء وهي الشريحة اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)
علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)
TT

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)
علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار، مشيراً إلى أن المجلس التنفيذي للصندوق يتعين عليه الموافقة على الاتفاق في وقت لاحق.

وفي حال تمت الموافقة عليه، سيرتفع إجمالي المبالغ التي تم صرفها لأوكرانيا بموجب البرنامج إلى 9.8 مليار دولار، وفقاً لبيان الصندوق، الذي أضاف أن المجلس التنفيذي من المتوقع أن يراجع الاتفاق في الأسابيع المقبلة، وفق «رويترز».

وأوضح الصندوق في بيانه أن «المستقبل لا يزال غير مؤكد بشكل استثنائي، والحرب المستمرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا تواصل تكبيد الشعب الأوكراني والاقتصاد والبنية التحتية خسائر فادحة»، مضيفاً أنه «رغم هذه التحديات، يظل البرنامج على المسار الصحيح».

وأشار البيان إلى أن «الاقتصاد الأوكراني أظهر مرونة ملحوظة على الرغم من التحديات المدمرة الناتجة عن الحرب التي دخلت يومها الألف»، لافتاً إلى أن «المخاطر لا تزال مرتفعة بشكل استثنائي، في ظل عدم اليقين بشأن شدة ومدة الحرب، بما في ذلك الهجمات المستمرة على البنية التحتية للطاقة».

وقال موظفو صندوق النقد الدولي الذين التقوا بمسؤولين أوكرانيين في الفترة من 11 إلى 18 نوفمبر (تشرين الثاني): «من المتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في أوكرانيا 4 في المائة هذا العام، لكنه سيتباطأ إلى 2.5 في المائة إلى 3.5 في المائة في عام 2025 بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة ونقص العمالة».

كما أشار البيان إلى أن «معدلات التضخم في أوكرانيا وصلت إلى 9.7 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر (تشرين الأول)، بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء والعمالة»، ومع ذلك، أضاف أن «توقعات التضخم تظل مستقرة».