دول مؤتمر «كوب 29» تؤيّد إطار عمل سوق الكربون العالمية

الجلسة العامة لافتتاح مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)
الجلسة العامة لافتتاح مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)
TT

دول مؤتمر «كوب 29» تؤيّد إطار عمل سوق الكربون العالمية

الجلسة العامة لافتتاح مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)
الجلسة العامة لافتتاح مؤتمر «كوب 29» في باكو (أ.ب)

أعطت الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» الذي يستمر أسبوعين، الضوء الأخضر، يوم الاثنين، لمعايير جودة ائتمان الكربون التي تُعدّ حاسمة لإطلاق سوق الكربون العالمية المدعومة من الأمم المتحدة التي من شأنها تمويل المشروعات والتي تقلّل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.

وكان الضوء الأخضر بمثابة اتفاق مبكر في اليوم الأول من مؤتمر الأمم المتحدة في باكو عاصمة أذربيجان.

ومن المفترض أيضاً أن تتوصّل الحكومات إلى اتفاق لتمويل المناخ، رغم أن التوقعات كانت خافتة بسبب فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.

وقال الرئيس المنتخب ترمب إنه سيسحب بلاده مرة أخرى من اتفاقية باريس العالمية للمناخ التي تضع الأساس لسوق الكربون المخطط لها المدعومة من الأمم المتحدة.

ومع ذلك، قال المفاوض المناخي السابق للمكسيك الذي يعمل الآن في شركة بيانات سوق الكربون والحمضية «Abatable»، خوان كارلوس أريدوندو برون، إن التأييد «سيقرّبنا من تشغيل سوق الكربون، قبل أن يقرّر أي طرف الابتعاد عن اتفاقية باريس».

وقال أحد المفاوضين إن اتفاق يوم الاثنين قد يسمح ببدء تشغيل سوق الكربون العالمية المدعومة من الأمم المتحدة التي كانت في طور الإعداد لسنوات، في أقرب وقت من العام المقبل. تسمح أرصدة الكربون نظرياً للدول أو الشركات بدفع ثمن المشروعات في أي مكان على الكوكب التي تقلّل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو تزيله من الغلاف الجوي واستخدام الاعتمادات الناتجة عن تلك المشروعات لتعويض انبعاثاتها الخاصة.

ويمكن أن تشمل أمثلة المشروعات زراعة أشجار المانغروف التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، أو توزيع مواقد نظيفة؛ لتحل محل طرق الطهي الملوثة في المجتمعات الريفية الفقيرة.

ويمكن أن تكون السوق إحدى طرق الشركات الأميركية لمواصلة المشاركة في الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ، حتى لو انسحب ترمب من «اتفاق باريس». وإذا حدث ذلك، فلا يزال بإمكان الشركات الأميركية شراء الاعتمادات من السوق المدعومة من الأمم المتحدة لتلبية أهداف المناخ الطوعية.

وبينما كانت المعايير المعتمدة في باكو تهدف إلى تهدئة المخاوف من أن الكثير من المشروعات لا تحقق الفوائد المناخية التي تدّعيها، قال الناشطون إنهم فشلوا في مجالات، بما في ذلك حماية حقوق الإنسان للمجتمعات المتضررة من المشروعات.

وقالت «رابطة التجارة الدولية للانبعاثات»، وهي مجموعة أعمال تدعم أسواق الكربون العالمية، إن التجارة الإجمالية في السوق التي تدعمها الأمم المتحدة يمكن أن تولّد بحلول عام 2030، 250 مليار دولار سنوياً، وتخفّض 5 مليارات طن متري من إنتاج الكربون سنوياً.


مقالات ذات صلة

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

الولايات المتحدة​ كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

وجد الآلاف من سكان مدينة لوس أنجليس الأميركية أنفسهم وسط منافسة شرسة للعثور على مكان يعيشون فيه بأسعار معقولة، وذلك بعد أن فقدوا منازلهم.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
تكنولوجيا تعتمد النوافذ الذكية على جسيمات نانوية دقيقة تتلاعب بالضوء والحرارة من خلال عمليات التبعثر والامتصاص (أدوبي)

نوافذ ذكية تنظّم نقل الضوء والحرارة

تُعدل جسيمات نانوية دقيقة من شفافية وخصائص النوافذ الحرارية في الوقت الفعلي.

نسيم رمضان (لندن)
بيئة سيارات متضررة جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث فيضانات على مشارف فالنسيا إسبانيا 31 أكتوبر 2024 (رويترز)

فيضانات منطقة المتوسط... تغير المناخ بات هنا

زادت ظاهرة التغيّر المناخي نسبة حدوث فيضانات في منطقة البحر المتوسط، حيث تلعب الجغرافيا والنمو السكاني دوراً في مفاقمة الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)

اتّساع نطاق الحرائق في لوس أنجليس... وحصيلة القتلى ترتفع إلى 16

اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجليس منذ 5 أيام، التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، السبت، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ براندون رود يساعد زوجته على ارتداء قناع وجه خلال تفقُّدهم الدمار الذي لحق منزلهم جراء حرائق لوس أنجليس (رويترز)

الشرطة: أصدرنا أوامر إخلاء لنحو 153 ألف شخص جراء حرائق لوس أنجليس

قال قائد شرطة لوس أنجليس، اليوم الجمعة، إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص جراء الحرائق، و166 ألفاً آخرين تلقوا إنذارات للاستعداد.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

بنك اليابان يتأهب لرفع الفائدة إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية

سياح بمنطقة تجارية شعبية في مدينة أوساكا اليابانية (أ.ف.ب)
سياح بمنطقة تجارية شعبية في مدينة أوساكا اليابانية (أ.ف.ب)
TT

بنك اليابان يتأهب لرفع الفائدة إلى أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية

سياح بمنطقة تجارية شعبية في مدينة أوساكا اليابانية (أ.ف.ب)
سياح بمنطقة تجارية شعبية في مدينة أوساكا اليابانية (أ.ف.ب)

من المتوقع أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة يوم الجمعة، ما لم تحدث أي صدمات في السوق عندما يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه، وهي الخطوة التي من شأنها أن ترفع تكاليف الاقتراض القصير الأجل إلى مستويات غير مسبوقة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

ومن شأن تشديد السياسة النقدية أن يؤكد عزم البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة بشكل مطَّرد، والتي تبلغ الآن 0.25 في المائة، إلى ما يقرب من 1 في المائة، وهو المستوى الذي يرى المحللون أنه لا يبرِّد ولا يسخِّن الاقتصاد الياباني.

وفي الاجتماع الذي يستمر يومين وينتهي يوم الجمعة، من المرجح أن يرفع بنك اليابان سعر الفائدة القصير الأجل إلى 0.5 في المائة، ما لم يقلب خطاب تنصيب ترمب وأوامره التنفيذية الأسواق المالية، حسبما قالت مصادر لـ«رويترز».

وفي تقرير التوقعات ربع السنوي، من المتوقع أيضاً أن يرفع المجلس توقعاته للأسعار على أساس التوقعات المتزايدة بأن مكاسب الأجور الواسعة النطاق ستبقي اليابان على المسار الصحيح، لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة الذي حدده البنك بشكل مستدام.

وستكون زيادة أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان هي الأولى منذ يوليو (تموز) من العام الماضي، عندما صدمت هذه الخطوة -إلى جانب بيانات الوظائف الأميركية الضعيفة- المتداولين، وأثارت هزة في الأسواق العالمية في أوائل أغسطس (آب) الماضي.

وفي محاولة لتجنب تكرار ما حدث، مهَّد بنك اليابان للأمر بعناية بإشارات واضحة من المحافظ كازو أويدا، ونائبه، الأسبوع الماضي، بأن رفع أسعار الفائدة أمر وارد. وتسببت هذه التصريحات في انتعاش الين؛ حيث حددت الأسواق احتمالات رفع أسعار الفائدة بنحو 80 في المائة يوم الجمعة.

كما كانت هناك تلميحات إلى تحرك في الأمد القريب الشهر الماضي. ففي حين أحجم بنك اليابان عن رفع أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 18 و19 ديسمبر (كانون الأول)، اقترح عضو مجلس الإدارة المتشدد ناوكي تامورا رفع أسعار الفائدة. وأظهرت محاضر الاجتماع أن بعض زملائه رأوا أن الظروف مهيأة لرفع أسعار الفائدة في وقت قريب.

ومع اعتبار تشديد السياسة النقدية هذا الأسبوع أمراً شبه مؤكد، يتحول انتباه السوق إلى إحاطة أويدا بعد الاجتماع، للحصول على أدلة حول توقيت ووتيرة الزيادات اللاحقة.

ونظراً لتجاوز التضخم لهدف بنك اليابان البالغ 2 في المائة لمدة 3 سنوات تقريباً، وتسبب ضعف الين في إبقاء تكاليف الواردات مرتفعة، فمن المرجح أن يؤكد أويدا على عزم صناع السياسات مواصلة رفع أسعار الفائدة.

ولكن هناك أسباباً وجيهة للحذر. ففي حين رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي في عام 2025، فإن سياسات ترمب تخاطر بزعزعة استقرار الأسواق، وتأجيج حالة عدم اليقين بشأن آفاق الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير.

وقد تتفاقم حالة عدم اليقين السياسي المحلي أيضاً؛ حيث قد يكافح ائتلاف الأقلية الذي يتزعمه رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا لتمرير الميزانية من خلال البرلمان، والفوز بانتخابات البرلمان المقرر إجراؤها في يوليو المقبل.

كما يطارد الضرر الاقتصادي الناجم عن زيادات أسعار الفائدة في الماضي صناع السياسات في بنك اليابان. فقد أنهى بنك اليابان التيسير الكمي في عام 2006، ودفع أسعار الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.5 في المائة في عام 2007، وهي الخطوات التي أثارت عاصفة من الانتقادات السياسية باعتبارها سبباً في تأخير نهاية الانكماش.

وخفض بنك اليابان أسعار الفائدة من 0.5 في المائة إلى 0.3 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2008، ثم إلى 0.1 في المائة في ديسمبر من العام نفسه؛ حيث دفعت الأزمة المالية العالمية اليابان إلى الركود. ومنذ ذلك الحين، أدت خطوات غير تقليدية مختلفة إلى إبقاء تكاليف الاقتراض عالقة بالقرب من الصِّفر.

وقال جيفري يونغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ديب ماكرو»: «لقد عانت اليابان من انخفاض دائم في معدل النمو ومعدل التضخم ومستوى أسعار الفائدة. لذا فإن صناع السياسات والمستثمرين ومجتمع الأعمال ما زالوا يتساءلون: هل تحررنا حقاً من ذلك؟ وسيتعين على بنك اليابان أن يشرح بعناية شديدة أنه يرفع أسعار الفائدة للابتعاد عن السياسة غير العادية التي تبناها».