النفط يصعد بأكثر من 1 % وسط مخاوف بشأن التوتر في الشرق الأوسط

تُظهر صورة التقطتها طائرة دون طيار لشعلة غاز صخري في منطقة فاكا مويرتا خارج مدينة أنيلو النفطية والغازية في باتاغونيا بالأرجنتين (رويترز)
تُظهر صورة التقطتها طائرة دون طيار لشعلة غاز صخري في منطقة فاكا مويرتا خارج مدينة أنيلو النفطية والغازية في باتاغونيا بالأرجنتين (رويترز)
TT

النفط يصعد بأكثر من 1 % وسط مخاوف بشأن التوتر في الشرق الأوسط

تُظهر صورة التقطتها طائرة دون طيار لشعلة غاز صخري في منطقة فاكا مويرتا خارج مدينة أنيلو النفطية والغازية في باتاغونيا بالأرجنتين (رويترز)
تُظهر صورة التقطتها طائرة دون طيار لشعلة غاز صخري في منطقة فاكا مويرتا خارج مدينة أنيلو النفطية والغازية في باتاغونيا بالأرجنتين (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد في المائة يوم الخميس، معوضة خسائر الجلسة السابقة مع تجدد المخاوف بشأن التوتر في الشرق الأوسط قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. وبحلول الساعة 03:02 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 95 سنتاً أو 1.27 في المائة إلى 75.91 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع دولار (1.41 في المائة) مسجِّلة 71.77 دولار للبرميل، وذلك وسط قلق بشأن الإمدادات بعد تبادل كثيف للنيران بين إسرائيل و«حزب الله».

وزادت أسعار الخام نحو 4 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، ما يسهم في تعويض خسائر الأسبوع الماضي التي بلغت أكثر من 7 في المائة نتيجة مخاوف بشأن الطلب في الصين وتراجع احتمالات تعطل الإمدادات من الشرق الأوسط.

وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة للسوق في «فيليب نوفا»: «التقلبات الحادة في أسعار النفط هي مزيج من ردود الفعل الفنية على حالة عدم اليقين في المستقبل».

وأضافت: «في ظل الافتقار إلى المحفز الداعم ومع المشاعر المتوترة في جميع أنحاء أسواق النفط، فإن ارتفاع أسعار النفط عند أي عنوان إضافي لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط يبدو مبرراً تماماً».

وقالت وسائل إعلام سورية رسمية إن إسرائيل شنّت غارات على العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح الخميس، في أحدث هجوم من نوعه وسط الحرب في غزة. وجاء ذلك في أعقاب غارات إسرائيلية سابقة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأربعاء، وبعد أن قال «حزب الله» إنه أطلق صواريخ موجهة بدقة لأول مرة على أهداف إسرائيلية.

وتأتي عمليات تبادل إطلاق النار المكثفة في الوقت الذي تبذل فيه واشنطن جهداً كبيراً أخيراً من أجل السلام بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» وحركة «حماس» المدعومتين من إيران قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) التي قد تغير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.

وقال ساشديفا من «فيليب نوفا» إن التقلبات الحالية قبل أسبوع حاسم من الانتخابات الأميركية، يتبعه قرار السياسة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، تضمن قوة جذب كافية للتسبب في تقلبات أكثر جنوناً، على الرغم من أن الإمدادات لا تزال وفيرة.

ومن شأن خفض أسعار الفائدة بأقل من المتوقع أن يخفف من تقليص تكاليف الاقتراض، وهو ما قد يؤثر بدوره على النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 5.5 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» لارتفاع قدره 270 ألف برميل.

وعلى الرغم من تراكم المخزونات، لا يزال الطلب الضمني مرتفعاً، وفقاً لمحللي «إي أن زد» في مذكرة للعملاء. كما جاء الدعم على صعيد الطلب على النفط من الطلب الأقوى على المقطرات، وفقاً لمحللي «جي بي مورغان» في مذكرة للعملاء، ما يسلط الضوء على الطلب القوي على السفر في آسيا والانخفاضات المستمرة في مخزونات المقطرات في الكثير من الأسواق الرئيسية.


مقالات ذات صلة

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».