النفط يتراجع مع ارتفاع مخزونات الخام الأميركية... والسوق تراقب الشرق الأوسط

مصفاة «فيليبس 66 كارسون» الكبيرة في منطقة لوس أنجليس التي ستُغلَق أواخر العام المقبل (رويترز)
مصفاة «فيليبس 66 كارسون» الكبيرة في منطقة لوس أنجليس التي ستُغلَق أواخر العام المقبل (رويترز)
TT

النفط يتراجع مع ارتفاع مخزونات الخام الأميركية... والسوق تراقب الشرق الأوسط

مصفاة «فيليبس 66 كارسون» الكبيرة في منطقة لوس أنجليس التي ستُغلَق أواخر العام المقبل (رويترز)
مصفاة «فيليبس 66 كارسون» الكبيرة في منطقة لوس أنجليس التي ستُغلَق أواخر العام المقبل (رويترز)

انخفضت أسعار النفط يوم الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات زيادة مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع، في حين تواصل السوق مراقبة الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط، مع استمرار إسرائيل في شن هجمات على غزة ولبنان. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتاً، أو 0.4 في المائة، إلى 75.73 دولار للبرميل بحلول الساعة 00:11 بتوقيت غرينتش.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً، أو 0.5 في المائة، إلى 71.42 دولار للبرميل.

وقال محللون في «آي إن جي» يوم الأربعاء: «السوق لا تزال تنتظر رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني»، وأضافوا أن قوة الأسعار يوم الثلاثاء ترجع على الأرجح إلى عدم وجود نتائج من الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإسرائيل. وأشارت مصادر السوق -نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي الثلاثاء- إلى أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت 1.64 مليون برميل الأسبوع الماضي، مما أثر على الأسعار. وتوقع المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم زيادة قدرها 300 ألف برميل في مخزونات الخام. وفي الوقت نفسه، انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير 3.5 مليون برميل. ومن المقرر أن تصدر بيانات المخزونات النفطية الرسمية للحكومة الأميركية يوم الأربعاء.

وأكدت إسرائيل، الثلاثاء، أنها قتلت هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل لزعيم «حزب الله» حسن نصر الله الذي قُتل الشهر الماضي في هجوم إسرائيلي، استهدف الجماعة اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق لدى «آي جي»: «المشاركون في السوق توقعوا استمرار الصراع في الشرق الأوسط لفترة أطول، مع احتمال حدوث بعض الجمود في اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف ييب: «قد تترجم جهود التحفيز الأخيرة في الصين إلى بعض النجاح في استقرار الظروف أو حتى دفع التعافي بشكل أكثر استدامة إلى الأمام، وهو ما قد يؤثر بشكل إيجابي على الطلب على النفط».

وفي الشرق الأوسط، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «محادثات مطولة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار القادة الإسرائيليين، وحثهم على إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وتوقع بنك «غولدمان ساكس» الثلاثاء أن يبلغ متوسط ​​أسعار النفط 76 دولاراً للبرميل في عام 2025 استناداً إلى فائض معتدل من الخام والطاقة الاحتياطية لدى المنتجين في «أوبك بلس» التي تضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا. ووجد النفط بعض الدعم في ظل علامات على تعافي الطلب على النفط من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، وسط جهود بكين لتحفيز ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ورفع بعض المحللين في الآونة الأخيرة توقعات الطلب على النفط.


مقالات ذات صلة

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

الاقتصاد العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت دون الهدف المحدد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد عامل في صناعة النفط والغاز يسير أثناء عمليات منصة حفر في حقل زيتيباي في منطقة مانجستاو بكازاخستان (رويترز)

النفط يتراجع مع زيادة المخزونات الأميركية... والعين على اجتماع «أوبك بلس» الأحد

تراجعت أسعار النفط قليلاً في التعاملات الآسيوية، الخميس، بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي خلال لقائه قادة في البحرية الإيرانية يوم 27 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إيران تطوي حرب لبنان وتعود إلى سجال المال والنفط

رغم ترحيبها الرسمي، أظهرت طهران مواقف متحفظة من وقف النار في لبنان، وحتى مع تكرار تأكيدها الرد على إسرائيل، قالت إنها ستراعي «التطورات في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

السعودية وروسيا وكازاخستان تشدد على الالتزام الكامل بالتخفيضات الطوعية لـ«أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا وكازاخستان، يوم الأربعاء، أهمية الالتزام الكامل بتخفيضات إنتاج النفط الطوعية، التي اتفق عليها تحالف «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.