تباطؤ ارتفاع الأسهم الصينية مع انحسار تأثير التحفيز

اليوان ينخفض والسندات مستقرة... والمستثمرون يترقبون مزيداً من التفاصيل

عامل في مصنع للألمنيوم بمدينة بينزهو شرق الصين (أ.ف.ب)
عامل في مصنع للألمنيوم بمدينة بينزهو شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

تباطؤ ارتفاع الأسهم الصينية مع انحسار تأثير التحفيز

عامل في مصنع للألمنيوم بمدينة بينزهو شرق الصين (أ.ف.ب)
عامل في مصنع للألمنيوم بمدينة بينزهو شرق الصين (أ.ف.ب)

واصلت أسواق الأسهم الصينية ارتفاعها في تعاملات مكثفة يوم الاثنين، مع رفع وعود التحفيز أسهم العقارات، رغم أنها لم تشعل نفس الحماسة التي سادت أواخر الشهر الماضي، مع انتظار المستثمرين الدفعة التالية من البيانات الاقتصادية واستجابة السلطات.

وأغلق مؤشر «شنغهاي المركّب» مرتفعاً بنسبة 2.1 في المائة، وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» القيادي بنسبة 1.9 في المائة، حيث أضافت أسهم البر الرئيسي أكثر من 230 مليار دولار إلى القيمة السوقية. وكانت أسهم هونغ كونغ متقلبة، مما أدى إلى انخفاض مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 0.8 في المائة.

وكانت الأسواق المالية الصينية في حالة من التقلب الشديد، وهبطت أرقام التداول منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أدت سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة والتصريحات الحكومية إلى زيادة التوقعات بجهود إنقاذ كبرى للاقتصاد الصيني المريض.

وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم السبت، كرَّر وزير المالية لان فوان، خطط المساعدة، ووعد بزيادة الدين الحكومي واستخدام العائدات لدفع النمو... ورغم أنه لم يحدد بالضبط مقدار ما ستنفقه الحكومة أو مدى سرعة ذلك، فإن نبرته كانت كافية لإبقاء الأسواق متحمسة على نطاق واسع، وارتفعت أسهم العقارات بشكل خاص في هونغ كونغ والبر الرئيسي.

وقال جوزيف لاي، كبير مسؤولي الاستثمار في «أوكس كابيتال» في سيدني: «إن الحكومة الصينية تلعب لعبة طويلة الأمد هنا... هناك الآن عزم ودافع لتحقيق نمو ثابت للاقتصاد. وبهذا المعنى، فإن هذا أفضل من رفع الحكومة مستويات ما لإرضاء الناس في الشهرين المقبلين».

وانخفض اليوان الصيني بنحو 0.2 في المائة إلى 7.0792 مقابل الدولار، في حين انخفضت العقود الآجلة لسندات الحكومة لمدة خمس سنوات.

وارتفع مؤشر العقارات على «سي إس آي 300» بنسبة 3.9 في المائة، وزاد مؤشر البناء والهندسة بنسبة 3.4 في المائة. وكانت أسهم الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية أكثر هدوءاً، لكنها استعادت خسائرها المبكرة لتسجل مكاسب صغيرة.

ويعد الركود الطويل في ثقة المستهلك وقطاع العقارات في الصين نتيجة ثانوية لحملة من جانب قيادة الحزب الشيوعي للحد من الديون واستئصال الفساد. وقد شجعت إعادة هيكلة الديون ووعود الاقتراض المستثمرين على الاقتناع بأن توليد النمو على رأس أولويات صناع السياسات.

وقدَّر «غولدمان ساكس» أن التدابير التي أُعلن عنها يوم السبت والأسبوع الماضي، من الممكن أن تضيف 0.4 نقطة مئوية إلى النمو العام المقبل، ورفع محللو البنك توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2025 من 4.3 في المائة إلى 4.7 في المائة.

وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» بأكثر من 20 في المائة منذ بدء سلسلة من الإعلانات السياسية في 24 سبتمبر (أيلول)، ويقول المستثمرون إن المكاسب الغاضبة ربما تفسح المجال لسوق أكثر استقراراً.

وقال يوان يووي، مؤسس ورئيس قسم الاستثمار في شركة «ووتر ويزدوم» لإدارة الأصول: «تحتاج الصين إلى صعود بطيء وليس جنونياً، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرق المستثمرين الأفراد». وأضاف: «كان مسؤولو وزارة المالية يقولون في الأساس: ما زلت أحتفظ بأوراقي في أكمامي، لكنني لن أظهرها الآن».

وشهدت أسواق السلع العالمية من خام الحديد إلى المعادن الصناعية الأخرى والنفط صباحاً مختلطاً، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام الحديد في الصين وسنغافورة.

وأظهرت بيانات نهاية الأسبوع تباطؤ التضخم وتعمق انكماش أسعار المنتجين، في حين من المرجح أن تكون مجموعة من الأرقام المنتظر صدورها هذا الأسبوع -بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي- ضعيفة وتزيد من الضغوط على بكين للتحرك بسرعة.


مقالات ذات صلة

القمة الاستثمارية في لندن تحصد استثمارات بأكثر من 60 مليار جنيه إسترليني

الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يصافح وزير الدولة لشؤون الأعمال والتجارة جوناثان رينولدز خلال قمة الاستثمار الدولية في قاعة غيلدهول في لندن (إي بي أي)

القمة الاستثمارية في لندن تحصد استثمارات بأكثر من 60 مليار جنيه إسترليني

تعهدت الشركات باستثمار أكثر من 60 مليار جنيه إسترليني (78.3 مليار دولار) في بريطانيا كجزء من قمة يوم الاثنين التي اجتذبت قادة الأعمال من جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إحدى الأسر المنتجة التي يدعمها «بنك التنمية الاجتماعية» (واس)

تمويلات «بنك التنمية الاجتماعية» السعودي تتجاوز 410 ملايين دولار في الربع الثالث

بلغت قيمة التمويلات المقدمة من «بنك التنمية الاجتماعية» السعودي، 1.54 مليار ريال (410.6 مليون دولار)، خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تصافح المستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي في برلين يوم الاثنين (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يطمح لـ«تكافؤ الفرص» مع الصين

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي يريد تكافؤ الفرص مع الصين بشأن الرسوم الجمركية على السيارات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد إحدى الاتفاقيات التي وقعتها «مدن» خلال «المنتدى اللوجيستي العالمي» في الرياض (الشرق الأوسط)

«مدن» السعودية توقع عقوداً بـ36 مليون دولار خلال «المنتدى اللوجيستي»

وقّعت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) عقوداً بقيمة نحو 135 مليون ريال (36 مليون دولار) مع عدة شركات لوجيستية بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يعبر الأشخاص الفارون من العنف في غرب دارفور الحدود إلى أدري بتشاد (رويترز)

البنك الدولي يخفض توقعات نمو أفريقيا جنوب الصحراء بسبب السودان

قال البنك الدولي، الاثنين، إنه خفض توقعاته لنمو الاقتصاد في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هذا العام إلى 3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (نيروبي )

ارتفاع الأسهم الأميركية وسط تقلبات اقتصادية ومخاوف من الصين

شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع الأسهم الأميركية وسط تقلبات اقتصادية ومخاوف من الصين

شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض معلومات التداول للأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأميركية، الاثنين، لتقترب من مستويات تاريخية. وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.6 في المائة في التعاملات الصباحية، مواصلاً بذلك تحقيق أرقام قياسية جديدة بعد الإغلاق القياسي الذي سجله، يوم الجمعة.

كما شهد مؤشر «ناسداك» المركب ارتفاعاً بنسبة 1 في المائة بفضل مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «إنفيديا» و«أبل».

ومع ذلك، كان عدد الأسهم التي انخفضت في «وول ستريت» قريباً من عدد الأسهم التي ارتفعت، حيث تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 37 نقطة، أي بنسبة 0.1 في المائة، عن رقمه القياسي الذي حققه الأسبوع الماضي.

وجاءت هذه التحركات المختلطة بعد تداولات هادئة نسبياً في أوروبا، في حين كانت سوق السندات الأميركية مغلقة بسبب عطلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي الأسواق العالمية، كان أقوى تحرُّك من الصين، حيث قدم وزير المالية تحديثاً متوقعاً للغاية، يوم السبت، بشأن خطط ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأشار لان فو آن إلى أن الحكومة تبحث عن طرق إضافية لتعزيز الاقتصاد، لكنه لم يكشف عن خطة تحفيز رئيسية كان المستثمرون يأملون في الحصول عليها.

وأدى هذا الغموض إلى تقلبات في الأسواق، حيث قفزت الأسهم في شنغهاي بنسبة 2.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونج كونغ بنسبة 0.7 في المائة.

في الوقت نفسه، هبطت أسعار النفط الخام بأكثر من 1 في المائة بسبب المخاوف المتعلقة بالطلب من الاقتصاد الصيني المتباطئ.

وعلى الرغم من الآمال في تحفيز كبير من الصين، فإن المستثمرين لا يزالون متشككين بشأن فاعلية هذه الجهود في إعادة تشكيل الاقتصاد.

وقالت كبيرة مسؤولي الاستثمار في «مورغان ستانلي» لإدارة الثروات، ليزا شاليت: «بينما تُعد الجهود موضع ترحيب، ربما تكون غير كافية لتحفيز دورة تضخمية جديدة».

إلى جانب النفط، انخفضت أسعار النحاس والسلع الأخرى التي من المفترض أن يلتهمها اقتصاد صيني قوي.

وأسهم ذلك في خفض أسعار شركات التعدين، مثل فريبورت - ماكموران، التي انخفضت بنسبة 2.9 في المائة، لتسجل واحدة من أكبر الخسائر في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

أما شركة «بوينغ»، فقد خسرت 2.8 في المائة في أول تداول لها بعد تحذيرها من أنها تتوقع الإبلاغ عن خسارة 1.3 مليار دولار خلال الربع الأخير، بالإضافة إلى خسارتها 9.97 دولار للسهم.

كما أعلنت أنها ستقوم بتسريح 10 في المائة من قوتها العاملة في محاولة للتعامل مع الإضراب الذي يعوق إنتاج طائراتها الأكثر مبيعاً.

من جهة أخرى، كانت شركة «سوفي تكنولوجيز» من بين الفائزين، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 8.9 في المائة بعد إعلانها عن اتفاقية منصة قروض بقيمة 2 مليار دولار مع مجموعة «فورتريس» للاستثمار، التي ستقوم بموجبها «سوفي» بإحالة المقترضين المؤهلين مسبقاً.

وتنتظر السوق، الأسبوع المقبل، عدداً من التقارير الاقتصادية الهامة، بما في ذلك تحديث يوم الخميس بشأن مبيعات تجار التجزئة في الولايات المتحدة، ما سيساعد على توجيه التداول.

كما ستتركز الأنظار على تقارير أرباح الشركات، التي ستبدأ في الازدياد هذا الأسبوع بعد بدء موسم الإبلاغ للمصارف الكبرى، الأسبوع الماضي.