وزير المالية الفرنسي: الموازنة التقشفية تهدف لاستعادة السيطرة على عبء الديون

الأسواق تدرس التداعيات... والسندات في دائرة الضوء

وزير المالية الفرنسي أنطوان أرماند يتحدث خلال مؤتمر صحافي عن مشروع موازنة 2025 (رويترز)
وزير المالية الفرنسي أنطوان أرماند يتحدث خلال مؤتمر صحافي عن مشروع موازنة 2025 (رويترز)
TT

وزير المالية الفرنسي: الموازنة التقشفية تهدف لاستعادة السيطرة على عبء الديون

وزير المالية الفرنسي أنطوان أرماند يتحدث خلال مؤتمر صحافي عن مشروع موازنة 2025 (رويترز)
وزير المالية الفرنسي أنطوان أرماند يتحدث خلال مؤتمر صحافي عن مشروع موازنة 2025 (رويترز)

أعلن وزير المالية أنطوان أرماند، يوم الجمعة، أن الموازنة الفرنسية التقشفية تهدف إلى استعادة السيطرة على عبء الديون «الضخم»، مشيراً إلى أن الحكومة تراقب من كثب آراء الأسواق المالية.

وأصدرت الحكومة، يوم الخميس، موازنتها لعام 2025، التي تتضمن خططاً لزيادة الضرائب وخفض الإنفاق بمقدار 60 مليار يورو (65.5 مليار دولار) للتعامل مع العجز المالي المتزايد، وفق «رويترز».

وقال أرماند في حديثه لتلفزيون «فرنسا 2»: «سياستنا ليست مخصصة لوكالات التصنيف، لكننا نراقب بوضوح المناخ الدولي، وكيفية نظر الناس إلى فرنسا».

وأضاف: «في مواجهة العجز المتزايد، يجب أن نتصرف، وهذا هو السبب وراء تقديمنا موازنة الانتعاش أمس. نحن بحاجة ماسة لاستعادة السيطرة على ديوننا وعجزنا».

ومن المقرر أن تقوم وكالة التصنيف «فيتش» بتحديث وجهة نظرها بشأن الديون الفرنسية في وقت لاحق من يوم الجمعة، في حين تراقب الأسواق خطر خفض التصنيف من قبل وكالة «موديز»، التي ستراجع موقفها في نهاية الشهر.

وتتعرّض حكومة رئيس الوزراء ميشال بارنييه لضغوط متزايدة من الأسواق المالية وشركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات، بعد أن انخفضت عائدات الضرائب هذا العام عن التوقعات، بينما تجاوز الإنفاق التقديرات.

وقال محللون في «غولدمان ساكس» في مذكرة بحثية: «حجم الدمج المقترح، والاعتماد على زيادات الضرائب، يجعلانا أقل ثقة في قدرة الحكومة على تحقيق هدفها في خفض العجز إلى 5 في المائة في عام 2025».

وارتفعت تكاليف الاقتراض في فرنسا بعد أن دعا ماكرون إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مما أدى إلى خسارة حزبه الوسطي أمام تحالف يساري.

ومع ذلك، يجب أن تُوازن ضغوط الموازنة، التي تعادل نقطتين من الناتج المحلي الإجمالي، بعناية لاسترضاء أحزاب المعارضة، التي يمكن أن تعارض مشروع قانون الموازنة، بل وقد تتجمع لإسقاط الحكومة عبر اقتراح بحجب الثقة.

وفي سوق السندات، لم تشهد السندات الفرنسية تغيراً يذكر يوم الجمعة، حيث يقوم المستثمرون بتقييم موازنة الحكومة لعام 2025 التي تهدف إلى معالجة العجز المالي المتزايد. في الوقت نفسه، استقرّت عائدات السندات الألمانية بعد بلوغها أعلى مستوى لها خلال شهر.

وارتفع العائد على السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.7 نقطة أساس إلى 3.018 في المائة. وبلغ الفارق بين عوائد السندات الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات 76.4 نقطة أساس، بانخفاض 0.6 نقطة أساس. وكان الفارق، وهو مقياس للعائدات الأعلى التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالديون الفرنسية مقارنة بالمؤشر الأوروبي، محل تركيز منذ اتسع بشكل حاد في الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية الفرنسية في وقت سابق من هذا العام.

واستقرّ العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو معيار منطقة اليورو، عند 2.253 في المائة، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في أكثر من شهر يوم الخميس. وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، الأكثر حساسية لتوقعات أسعار الفائدة للمصرف المركزي الأوروبي، بمقدار نقطة أساس إلى 2.243 في المائة.


مقالات ذات صلة

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

الاقتصاد قوات الإنقاذ الألمانية تحاول إطفاء حريق شبّ في ناقلة نفطية ببحر البلطيق (أ.ف.ب)

«مخاوف الإمدادات» تحافظ للنفط على مكاسب أسبوعية

تراجعت أسعار النفط، الجمعة، لكنها كانت لا تزال في طريقها نحو تحقيق ثاني مكاسب أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «تيك توك» على مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

«تيك توك» تسرح مئات الموظفين مع التحول للذكاء الاصطناعي

قالت شركة «تيك توك» للتواصل الاجتماعي يوم الجمعة إنها تستغني عن مئات الموظفين حيث تحول التركيز نحو استخدام أكبر للذكاء الاصطناعي في تعديل المحتوى

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)

ترقُّب لانطلاق أهم المواسم الترفيهية الجاذبة لملايين الزوار إلى السعودية

يترقّب الكثير من الزوار المحليين والدوليين انطلاق «موسم الرياض» في نسخته الخامسة، السبت، بمناطق جديدة وفعاليات وحفلات إضافية كبرى، على مساحة 7.2 مليون متر مربع.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد سيارات «تسلا - موديل 3» منتجة في الصين خلال عرض أثناء تسليمها في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

بروكسل تطالب بكين بـ«تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية

حض رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، يوم الجمعة، الصين على «تعديل سلوكها» لتسوية الخلافات التجارية بين بروكسل وبكين، بعد سلسلة من التدابير الجمركية المتبادلة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد شاشة إلكترونية تعرض تحركات الأسهم على مؤشر نيكي في أحد مراكز التداول بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تعلق مشاركة «نومورا» في مزايدات السندات الحكومية

قالت وزارة المالية اليابانية يوم الجمعة إنها ستعلق وضع «شركة نومورا للأوراق المالية» كمتعامل رئيسي في سندات الحكومة لمدة شهر اعتبارا من يوم الثلاثاء

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ترقُّب لانطلاق أهم المواسم الترفيهية الجاذبة لملايين الزوار إلى السعودية

إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)
إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)
TT

ترقُّب لانطلاق أهم المواسم الترفيهية الجاذبة لملايين الزوار إلى السعودية

إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)
إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)

يترقّب الكثير من الزوار المحليين والدوليين انطلاق «موسم الرياض 2024» في نسخته الخامسة، السبت، بمناطق جديدة وفعاليات وحفلات إضافية كبرى، على مساحة 7.2 مليون متر مربع، حيث أصبح هذا الحدث مهماً لتحقيق مستهدفات البلاد بالوصول إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030، بعد أن تمكّن من استقطاب أكثر من 20 مليوناً في العام الماضي.

ورحّب وزير السياحة أحمد الخطيب، بجميع الزوار القادمين إلى «شتاء السعودية»، الذي يتضمن المواسم والفعاليات الكبرى، مؤكداً أن «موسم الرياض» بنسخته الخامسة يعود في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ليقدم للسياح حول العالم، الكثير من الفعاليات المتنوعة والأولى من نوعها.

«قلعة ديزني» إحدى مناطق «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي للموسم)

تجارب فريدة

وتخطو السعودية بشكل متسارع في هذا الإطار، حيث يأتي «موسم الرياض» في قلب هذه الجهود. فمن خلال تحويل البلاد إلى وجهة عالمية للترفيه والاستثمار، يعمل هذا الحدث على خلق فرص واعدة ومتنوعة، وتوفير تجارب فريدة، تساهم في تعزيز الهوية الثقافية للمملكة.

وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن المملكة تواصل جهودها في دعم القطاع الترفيهي نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الوطني، مبيّنين أن هذا الحدث أصبح جاذباً للزوار من جميع أنحاء العالم، بما يعزز مكانة المملكة كونها وجهة سياحية إقليمية ودولية.

وأشاروا إلى أن هذه الجهود تأتي بالتزامن مع الإصلاحات الكبيرة في هيكلة التأشيرات ورفع جودة المنتجات السياحية، ما ينعكس إيجاباً على تزايد أعداد السياح وتنوع التجارب الترفيهية المقدمة، وذلك في إطار «رؤية 2030» لتنويع مصادر الاقتصاد، وجعله أكثر حيوية وجاذبية.

زوار يتوافدون على منطقة «وندر غاردن» خلال موسم الرياض 2023 (المركز الإعلامي لموسم الرياض)

الكفاءات السعودية

وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودية، المستشار الدكتور عبد الله الجسار لـ«الشرق الأوسط»، إن «موسم الرياض» يمثل جزءاً من رؤية المملكة لتقديم تجربة سياحية شاملة ترتقي بمعايير الجودة وتزيد من تنافسية البلاد كونها وجهة عالمية، من خلال جذب أعداد كبيرة من السياح الدوليين وزيادة معدلات الإنفاق السياحي وتوفير فرص عمل جديدة.

وأضاف الجسار أن «موسم الرياض» يُسهم في تعزيز السياحة والاقتصاد المحلي، الأمر الذي يجعله منصة متكاملة لدعم الاقتصاد غير النفطي، وتنمية مهارات الكفاءات السعودية في قطاع السياحة والترفيه، ويحقق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إليها المملكة بحلول عام 2030.

ويتوقّع الجسار أن يشهد «موسم الرياض 2024»، نمواً متسارعاً في الإيرادات السياحية، مدفوعاً بزيادة الإنفاق السياحي الذي بلغ 150 مليار ريال تقريباً، خلال النصف الأول من العام الحالي، ما يؤكد قدرة هذا الحدث على دعم الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز إسهام القطاع بوصفه رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني.

ولفت عضو جمعية الاقتصاد السعودية إلى أن «موسم الرياض» يوفر فرص عمل جديدة، خصوصاً في قطاعات الضيافة والترفيه والنقل والمطاعم. إذ تتيح برامج بارزة مثل «مسرعة أعمال الترفيه» للمواهب السعودية، إمكانية تطوير مشاريعهم الخاصة في القطاع، إضافة إلى تدريبات وورش عمل متخصصة، مما يخفض معدلات البطالة، ويعزز الاعتماد على الكوادر الوطنية.

ويعتقد الجسار أن «موسم الرياض» يُسهم في نمو معدلات إشغال الفنادق نتيجة تدفق الزوار، مما يعزز الاستثمارات في هذا القطاع، ويزيد من مستويات الإقبال على المطاعم والمقاهي، ويدفع رفع جودة الخدمات المقدمة.

منطقة «وندر غاردن» خلال «موسم الرياض 2023» (المركز الإعلامي لموسم الرياض)

الخدمات اللوجستية

من جانبه، قال المؤسس والشريك في شركة «الصرح للسياحة»، مهيدب المهيدب، إن مكاتب السياحة ستلعب دوراً محورياً في توفير برامج سياحية شاملة للراغبين في زيارة المملكة لحضور «موسم الرياض»، من خلال حجوزات تذاكر الطيران والفنادق وصولاً إلى الخدمات اللوجيستية المتكاملة التي يحتاجها الزوار.

ويتوقّع المهيدب لـ«الشرق الأوسط» أن يشهد هذا الموسم إقبالاً واسعاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما سيعود بالنفع على القطاع السياحي السعودي ويدعم الاقتصاد الوطني.

وواصل أن السياحة في المملكة شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت إلى وجهة عالمية جاذبة، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية السياحية وتنويع الخيارات الترفيهية والثقافية، مؤكداً أن المشاريع الضخمة وأماكن الترفيه بالسعودية تنافس دول العالم.

وأضاف المهيدب، من المتوقع أن تُسهم زيادة الطلب على الخدمات السياحية في خلق فرص عمل جديدة للمواطنين والمواطنات، مما يُسهم في تنمية الاقتصاد السعودي، وتطوير الكوادر البشرية في هذا القطاع الحيوي.

وأفاد بأن الأسعار التنافسية لتذاكر السفر إلى البلاد، إلى جانب التسهيلات التي تقدمها الحكومة، قد لعبت دوراً مهماً في جذب السياح وتشجيعهم على زيارة المملكة.