الروبل الروسي ينزلق لأدنى مستوى له مقابل الدولار منذ عام

وسط ضغوط العقوبات وتقلبات أسعار النفط

ورقة نقدية من فئة «200 روبل روسي» أمام مؤشر أسعار الأسهم (رويترز)
ورقة نقدية من فئة «200 روبل روسي» أمام مؤشر أسعار الأسهم (رويترز)
TT

الروبل الروسي ينزلق لأدنى مستوى له مقابل الدولار منذ عام

ورقة نقدية من فئة «200 روبل روسي» أمام مؤشر أسعار الأسهم (رويترز)
ورقة نقدية من فئة «200 روبل روسي» أمام مؤشر أسعار الأسهم (رويترز)

زاد تراجع الروبل الروسي يوم الأربعاء، مسجلاً أدنى مستوى له مقابل الدولار الأميركي منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث تفوقت مخاطر العقوبات والنفط المتقلب على زيادة مبيعات الصرف الأجنبي من قبل الدولة.

وفي الساعة الـ10:45 (بتوقيت غرينيتش)، كان الروبل منخفضاً بنسبة 0.5 في المائة عند 97.20 مقابل الدولار، مسجلاً سعر «97» لأول مرة منذ أكتوبر من العام الماضي، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وانخفض الروبل بنسبة 0.12 في المائة مقابل اليوان عند أدنى مستوى في عام عند 13.51. وفي التعاملات ببورصة موسكو، كان الروبل مستقراً عند 13.65 مقابل اليوان.

وقال المحلل في «فينام»، ألكسندر بوتافين: «في حال ارتفع الدولار إلى 100 روبل، فقد تزيد الحكومة مرة أخرى من البيع الإلزامي لعائدات التصدير، كما فعلت قبل عام».

وأشار المحللون إلى عوامل عدة تساهم في ضعف الروبل الحالي، من بينها انتهاء صلاحية الترخيص الممنوح من «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية» التابع لوزارة الخزانة الأميركية في 12 أكتوبر، الذي يسمح للمصارف التجارية بالتعامل مع بورصة موسكو. ويُتوقع أن يؤثر هذا الأمر سلباً على القدرة التداولية للمصارف ويزيد من الضغوط على العملة الروسية.

وأُصدر الترخيص للسماح للمصارف بتقليص عملياتها مع بورصة موسكو بعد فرض العقوبات الغربية على البورصة ووكيل المقاصة الخاص بها «مركز المقاصة الوطني»، في 12 يونيو (حزيران) الماضي. وقد أوقفت هذه العقوبات جميع التجارة بالدولار واليورو في بورصة موسكو، مما جعل اليوان الصيني العملة الأجنبية الأعلى تداولاً في روسيا. وحُولت التجارة بالدولار واليورو إلى سوق خارج البورصة، مما أدى إلى حجب بيانات الأسعار.

وهناك قلق في السوق من أن المصارف الصينية التي توفر السيولة باليوان للتداول في البورصة قد تنسحب؛ لأسباب تتعلق بالامتثال بعد انتهاء صلاحية الترخيص من «مكتب مراقبة الأصول الأجنبية».

وأفاد محللون وتجار بأن هناك عوامل أخرى ساهمت في انخفاض الروبل، تشمل ضعف أسعار النفط خلال الفترة من أغسطس (آب) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين، بالإضافة إلى حجب المصدرين النقد الأجنبي بسبب مشكلات في المعاملات الدولية، فضلاً عن زيادة التسويات عبر الحدود بالروبل.

وتساهم زيادة مبيعات النقد الأجنبي من قبل الدولة خلال أكتوبر في دعم العملة الروسية.

وانخفضت العقود الآجلة للروبل مقابل الدولار ليوم واحد، التي تُتداول في بورصة موسكو وتعدّ دليلاً على أسعار السوق خارج البورصة، بنسبة 0.35 في المائة إلى 96.50. وحدد «المصرف المركزي» سعر الصرف الرسمي، الذي يحسبه باستخدام بيانات خارج البورصة، عند 96.10 مقابل الدولار.

واستقر الروبل عند 106.17 مقابل اليورو، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى صعيد آخر، ارتفع سعر «خام برنت»، وهو معيار عالمي للصادرات الرئيسية لروسيا، بنسبة 0.8 في المائة ليصل إلى 77.79 دولار للبرميل، بعد أن هبط بأكثر من 4 في المائة خلال الجلسة السابقة؛ بسبب احتمال وقف إطلاق النار في صراع الشرق الأوسط بين «حزب الله» وإسرائيل.


مقالات ذات صلة

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد سبائك ذهبية بمصنع «أرغور-هيرايوس» في ميندريسو بسويسرا (رويترز)

الذهب يواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات

انخفض الذهب، يوم الجمعة، وكان في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من 3 سنوات، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات بتقليص أقل لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات عالمية في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي في تورنتو (رويترز)

ارتفاع الدولار يعمّق خسائر العملات الآسيوية وأسواق الأسهم الناشئة تحت الضغط

استمرت العملات الآسيوية في التراجع، يوم الخميس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، مدفوعاً بالزخم الناتج عن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.