طفرة لمبيعات المنازل الصينية في «الأسبوع الذهبي»

محللون يطالبون بالتروي في تقييم النتائج

مجموعة من الأبراج السكنية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
مجموعة من الأبراج السكنية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

طفرة لمبيعات المنازل الصينية في «الأسبوع الذهبي»

مجموعة من الأبراج السكنية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
مجموعة من الأبراج السكنية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

ارتفعت مبيعات العقارات في بعض المدن الصينية خلال عطلة اليوم الوطني التي استمرت أسبوعاً بعد الكشف عن مجموعة من التحفيز لدعم السوق، لكن المحللين يحذّرون من أنه من السابق لأوانه وصفها بالانتعاش القوي حتى الآن، حيث قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من التحفيز.

قبل أيام قليلة من بدء عطلة الأسبوع الذهبي في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، أعلن صناع السياسات عن خفض قريب في أسعار الرهن العقاري لقروض المساكن القائمة جزءاً من حزمة من التدابير لتثبيت المبيعات والأسعار المتراجعة في القطاع المحاصر.

وكانت سوق العقارات في الصين في حالة ركود منذ عام 2021 بعد تخلف عدد من المطورين الذين يعانون ضائقة مالية عن سداد القروض، تاركين وراءهم مخزونات كبيرة من المنازل الجديدة والمشروعات غير المكتملة التي أثقلت كاهل الاقتصاد الأوسع وأضعفت الثقة.

وخلال فترة العطلة، زاد عدد الطلبات التي تعكس الرغبة في شراء منزل بشكل كبير، بينما ارتفعت مبيعات المنازل في الكثير من الأماكن «بدرجات متفاوتة»، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية، السبت.

وذكر التقرير نقلاً عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية أن أكثر من 50 مدينة قدمت سياسات لتعزيز سوق العقارات، بينما شارك ما يقرب من 2000 مشروع من أكثر من 1000 شركة عقارية في العروض الترويجية.

وكانت مدينة شنتشن بجنوب الصين من بين المدن الكبرى التي شهدت أكبر تحسن في الدوافع، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية ووكلاء العقارات و«جيه بي مورغان». وقالت الوكالة إنه بين الأول والثالث من أكتوبر، ارتفع عدد المنازل في السوق الثانوية المباعة من خلال شركة «شنتشن سنتالين» للاستشارات العقارية بنسبة 233 في المائة على أساس سنوي، وقفزت مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 569 في المائة.

وفي شنغهاي، وصلت طلبات شراء شقق جديدة في الكثير من مشروعات العقارات إلى مستويات قياسية جديدة، حيث شهدت بعض المشروعات معدلات شراء تصل إلى أكثر من 80 إلى 90 في المائة.

وخلال الأيام الثلاثة الأولى من فترة العطلة، زارت 345 مجموعة أحد مشروعات التطوير التي تنفذها شركة «تشاينا ريسورسيز لاند» المدعومة من الدولة في ضواحي شنغهاي، وتم بيع 46 وحدة، حيث بلغت المبيعات 261 مليون يوان (37.2 مليون دولار)، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.

قالت شركة «ليوجيا ريلتور» إن فرعها في شنتشن سجل ارتفاعاً بنسبة 979 في المائة على أساس سنوي في معاملات المنازل الجديدة خلال الفترة من 30 سبتمبر (أيلول) إلى 6 أكتوبر، بينما ارتفعت الصفقات في السوق الثانوية بنسبة 298 في المائة، حسبما ذكرت صحيفة «شنغهاي سيكيوريتيز نيوز».

وقال ريموند تشنغ، رئيس أبحاث العقارات الصينية في «سي جي إس إنترناشونال سيكيوريتيز»: «نعتقد أن زخم المبيعات الإيجابي لهذه المدن يجب أن يشير إلى أن مبيعات العقارات في مدن أخرى قد تشهد أيضاً بعض التعافي في الأمد القريب، على خلفية الدعم السياسي القوي وتحسن معنويات السوق».

ومن المتوقع أن تصدر شركات المسح الخاصة بيانات مبيعات أكثر شمولاً لعطلة الأسبوع الذهبي في الأيام القليلة المقبلة. وسوف تقارن بانخفاض بنسبة 17 في المائة في متوسط ​​مبيعات المنازل اليومية خلال الفترة نفسها من العام السابق.

وكانت عطلة الأسبوع الذهبي تقليدياً فترة ذروة لمبيعات المساكن الجديدة في الصين، حيث يقدم المطورون العروض الترويجية ويطلقون عقارات جديدة. وتوقع تشنغ أن تظهر مبيعات العقارات في الصين نمواً إيجابياً في الربع الرابع... لكن محللي «جي بي مورغان» حذّروا من أن الزخم لا يزال أضعف مما كان عليه عندما أُعِيد فتح الاقتصاد بعد الوباء في الربع الأول من عام 2023.

وقالوا في مذكرة، الاثنين: «في الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون التحسن القوي في المبيعات بمثابة رد فعل انفعالي بعد تخفيف السياسة. لتحديد ما إذا كانت السوق قد وصلت إلى القاع، فإن مبيعات نوفمبر (تشرين الثاني) ستكون أساسية». وقالوا أيضاً إن المدن ذات المستوى المنخفض، حيث يكون فائض العقارات أكثر حدة بسبب انخفاض عدد السكان والصحة المالية الأضعف للكثير من الحكومات المحلية، لم تشهد انتعاشاً في الطلب حتى الآن.

وقد تحتاج الصين إلى 3 تريليونات يوان (427.50 مليار دولار) في التمويل لاستنزاف الإمدادات الزائدة من المساكن في 80 مدينة كبيرة وقد تستمر في الاعتماد على البنوك أو بنكها المركزي لتسهيل البرنامج، وفقاً لتقديرات محللي «يو بي إس».

وقال بنك «يو بي إس» في مذكرة، الاثنين: «نتوقع أن تشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى استمرار ضعف الزخم، على الرغم من أن مبيعات العقارات اليومية في أوائل أكتوبر وإنفاق المستهلكين في عطلة الأسبوع الذهبي ربما تحسنت»، مضيفاً أنه يتوقع الإعلان عن حزمة مالية كبيرة في الأيام المقبلة.


مقالات ذات صلة

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

تنطلق، يوم الأحد، أعمال «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» (غرب السعودية) بمشاركة 18 متحدثاً وأكثر من 40 جهة تقدم 200 فرصة استثمارية بقيمة تتجاوز 57 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد صرَّاف يجري معاملة بالدولار الأميركي والليرة السورية لصالح أحد العملاء في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

تشهد سوريا تحديات واسعة مع الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حول كيفية تأمين الإيرادات اللازمة للحكومة السورية المؤقتة.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
TT

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)

أعلن مجلس الأعمال السعودي - اليمني التابع لاتحاد الغرف السعودية، خلال اجتماعه في مكة المكرمة، عن إطلاق 6 مبادرات نوعية لتعزيز التبادل التجاري ودعم جهود التنمية الاقتصادية في اليمن، حيث أسفر الاجتماع الذي شهد مشاركة أكثر من 300 مستثمر سعودي ويمني، عن اتفاق على تأسيس 3 شركات استراتيجية، تسهم في إعادة إعمار اليمن ودعم بنيته التحتية.

وتتضمن المبادرات التي تم إعلانها تطوير المعابر الحدودية بين السعودية واليمن، من خلال تطوير اللبنية التحتية والخدمات اللوجيستية لزيادة حجم التبادل التجاري، الذي يبلغ حالياً 6.3 مليار ريال (1.6 مليار دولار)، تشكل الواردات اليمنية منها فقط 655 مليون ريال (174.6 مليون دولار) رغم إمكانات اليمن بقطاعات التعدين والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

ودعت التوصيات إلى إنشاء محاجر صحية لفحص المواشي والمنتجات الزراعية والسمكية اليمنية، بهدف زيادة الصادرات اليمنية إلى المملكة، وتأسيس مدن غذائية ذكية بالمناطق الحدودية، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وخلق بيئة اقتصادية مستدامة للتعاون بهذا القطاع، وذلك عبر تحسين استخدام الموارد الطبيعية وتطوير تقنيات حديثة لدعم الإنتاج الغذائي المحلي، وذلك في ظل التحديات المرتبطة بضمان سلاسل الإمداد الغذائي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأكدت التوصيات ضرورة تذليل التحديات البنكية والائتمانية التي تواجه التجار السعوديين واليمنيين في تصدير منتجاتهم، عبر معالجة وضع البنوك اليمنية وفتح قنوات للتعاون مع البنوك السعودية وتطوير قطاع الصرافة باليمن.

وتشمل المبادرات تأسيس نادي المستثمرين اليمنيين بالمملكة لزيادة حجم الاستثمارات السعودية واليمنية، والدخول بشراكات ومشروعات مشتركة، وتركزت مباحثات مجلس الأعمال السعودي - اليمني على الفرص الاستثمارية بقطاعات الطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية والاتصالات والصادرات.

وقال الدكتور عبد الله بن محفوظ، رئيس مجلس الأعمال السعودي - اليمني، إنه تم الاتفاق على تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية. الشركة الأولى ستركز على إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، برأسمال قدره 100 مليون دولار، لتوفير حلول مستدامة تلبي احتياجات الطاقة في اليمن. الشركة الثانية ستعمل على تعزيز قطاع الاتصالات من خلال شبكة «ستارلينك» للاتصالات الفضائية، بينما ستكون الشركة الثالثة معنية بتنظيم المعارض والمؤتمرات في اليمن لتسويق المنتجات السعودية، ودعم جهود إعادة الإعمار عبر توفير منصة لتبادل الأفكار والفرص التجارية.

وأكد بن محفوظ لـ«الشرق الأوسط»، الدور الحيوي للقطاع الخاص في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في اليمن، من خلال استثماراته في المشروعات التي تدعم التنمية الاقتصادية وتوفر فرص العمل، وتحسن البنية التحتية وتطور المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعدّ من أهم المشروعات الداعمة للتوظيف.

وشدد بن محفوظ على أهمية دعم رواد الأعمال اليمنيين وتوفير مصادر التمويل الداعمة للمشروعات، خصوصاً مشروعات إعادة إعمار اليمن، وأيضاً تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في اليمن، ليقوم القطاع الخاص اليمني بتنفيذ مشروعات تنموية كبيرة بنظام اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ واﻟﺘﺤﻮﻳﻞ، اﻟﻤﻌﺮوف اﺧﺘﺼﺎراً ﺑﺎﺳﻢ «بي أو تي» (B.O.T)، حيث تسهم الشراكة الفعالة بين القطاعين الخاص والحكومة، في خلق بيئة اقتصادية مستقرة ومستدامة تسهم في تحقيق السلام الاجتماعي والاقتصادي.

وبيّن أن نتائج اجتماع مجلس الأعمال السعودي - اليمني، أسفرت عن توقيع اتفاقيات تعاون تجاري بين شركات سعودية ويمنية لتنفيذ مشروعات تنموية واقتصادية في كلا البلدين، وأيضاً تعزيز الاستثمارات المشتركة، خصوصاً زيادة تدفق الاستثمارات السعودية إلى اليمن في القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والزراعة والصناعة والبنية التحتية، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد اليمني وتوفير فرص عمل جديدة، وأيضاً دعم مشروعات إعادة إعمار اليمن، ودعم زيادة حجم الصادرات اليمنية في المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية، وتسهيل انسيابية حركة التجارة بين اليمن والسعودية، عبر تبسيط الإجراءات الجمركية في المنافذ الحدودية وتطوير الخدمات اللوجيستية والموانئ والمطارات اليمنية، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكل ذلك سوف يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي باليمن.

من جهته، أشاد رئيس الجانب اليمني في مجلس الأعمال المشترك عبد المجيد السعدي، بنظام الاستثمار السعودي الجديد، مضيفاً أن كثيراً من رؤوس الأموال اليمنية بالدول العربية بدأ يتوجه للمملكة في ظل الفرص الكبيرة، حيث تقدر الاستثمارات اليمنية في السوق السعودية بنحو 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار)، وتحتل بذلك المرتبة الثالثة.