قطاع الخدمات الياباني يتوسع... لكن الثقة تتراجع

استمرار «فجوة العرض والطلب» للربع 17 على التوالي

زحام في حي شيبويا الخدمي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
زحام في حي شيبويا الخدمي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

قطاع الخدمات الياباني يتوسع... لكن الثقة تتراجع

زحام في حي شيبويا الخدمي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
زحام في حي شيبويا الخدمي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

أظهر مسح خاص، الخميس، أن نشاط قطاع الخدمات في اليابان توسع للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكن الوتيرة تباطأت قليلاً، وانخفضت الثقة، في إشارة إلى الضغوط الاقتصادية الأوسع نطاقاً وسط ضعف في قطاع التصنيع.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات النهائي لبنك «أو جيبون» لقطاع الخدمات إلى 53.1 نقطة في سبتمبر، من 53.7 في أغسطس (آب) وفقاً لناشر المؤشر ستاندرد آند بورز غلوبال إنتليجنس. وكان ذلك أقل من القراءة الأولية البالغة 53.9 نقطة، لكنه أعلى من عتبة 50.0 التي تفصل التوسع عن الانكماش، حيث يشير متوسط ​​الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر إلى نمو مستدام.

وكانت صناعة الخدمات نقطة مضيئة لرابع أكبر اقتصاد في العالم، حيث رسخت النمو وعوضت بعض الضغوط الناجمة عن قطاع التصنيع المتعثر.

وفي سبتمبر، كان نمو الأعمال الجديدة لشركات الخدمات في منطقة التوسع للشهر الثالث على التوالي بدعم من الطلب القوي. وظلت ثقة الشركات متفائلة نسبياً رغم هبوطها إلى أدنى مستوى في 20 شهراً، وذلك أساساً بسبب ضعف قطاع التصنيع الذي أثر على النمو الإجمالي في الأعمال الجديدة.

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس: «إن كيفية استجابة القطاع الخدمي في الشهر المقبل في ظل المخاطر السلبية، بما في ذلك ركود الاقتصاد، ستكون مفتاحاً لأداء القطاع الخاص الأوسع».

وتوسع الاقتصاد الياباني بمعدل سنوي بلغ 2.9 بالمائة في الربع الثاني، حيث دعمت الزيادات المطردة في الأجور إنفاق المستهلكين. ويستمر الإنفاق الرأسمالي في النمو، رغم أن الطلب الضعيف في الصين وتباطؤ النمو في الولايات المتحدة يشيران إلى أن التعافي القوي للبلد المعتمد على التصدير قد يكون بعيداً بعض الشيء.

وأظهر المسح أن مبيعات التصدير نمت لشهرين متتاليين، لكن الوتيرة تباطأت منذ أغسطس، إذ أفادت الأسواق الرئيسية بما في ذلك البر الرئيسي للصين بضعف الطلب.

وعلاوة على ذلك، وفي حين تراجع معدل التضخم في المدخلات إلى أدنى مستوى في ستة أشهر، فإنه قد ظل أعلى من متوسط ​​المسح في الأمد البعيد، حيث أدى ضعف الين إلى زيادة الضغوط على الأجور، وكذلك أسعار المواد الغذائية والمواد الخام المستوردة.

كما واصلت شركات الخدمات تمرير التكاليف المتزايدة المرتبطة بالأجور والمواد الخام إلى العملاء. وانخفض مؤشر مديري المشتريات المركب، الذي يجمع بين أنشطة التصنيع والخدمات، إلى 52.0 نقطة في سبتمبر، من 52.9 نقطة في شهر أغسطس السابق عليه.

من جهة أخرى، أظهرت بيانات بنك اليابان المركزي الصادرة، الخميس، استمرار ارتفاع العرض عن الطلب في اليابان خلال الربع الثاني من العام الحالي، للربع السابع عشر على التالي، وهو ما يشير إلى استمرار ضعف الضغوط التضخمية.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن التقرير ربع السنوي للبنك المركزي القول إن فجوة الإنتاج بلغت خلال الربع الثاني سالب 0.55 في المائة، مقابل سالب 0.72 في المائة خلال الربع الأول.

في الوقت نفسه قدر البنك المركزي معدل النمو المحتمل للاقتصاد الياباني عند 0.64 في المائة، مشيراً إلى أهمية أن تكون الفجوة في الإنتاج إيجابية لزيادة معدل التضخم في اليابان إلى المستويات المستهدفة.


مقالات ذات صلة

«بنك إنجلترا» يحذّر من مخاطر أكبر رغم الاستقرار النسبي للأسواق

الاقتصاد مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

«بنك إنجلترا» يحذّر من مخاطر أكبر رغم الاستقرار النسبي للأسواق

قال نائب محافظ بنك إنجلترا، ديف رامسدن، إن البنك سيظل حذراً بشأن احتمالات إقدام المستثمرين على اتخاذ مخاطر أكبر، بعد عام من الاستقرار النسبي في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد (كونا) توقع صندوق النقد الدولي استمرار انتعاش القطاع غير النفطي في الكويت

صندوق النقد الدولي يتوقع 2.6% نمواً لاقتصاد الكويت في 2025

توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الكويت بنسبة 2.8 في المائة إضافية في عام 2024 بسبب التخفيضات الإضافية في إنتاج «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)

الطلب على السيولة يدفع البنوك الروسية إلى اقتناص مزاد «الريبو»

جمعت البنوك الروسية 850 مليار روبل (ما يعادل 8.58 مليار دولار)، في مزاد لإعادة الشراء (الريبو) لمدة شهر الذي عقده البنك المركزي، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد عمال فلسطينيون يعملون في مصنع للبناء بالألمنيوم بمستوطنة معاليه أدوميم اليهودية بالضفة الغربية (رويترز)

السلطة الفلسطينية تدفع 70 % من رواتب أكتوبر

أعلنت وزارة المالية الفلسطينية أنها ستدفع، الثلاثاء، 70 في المائة من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية بالقطاعين المدني والعسكري عن شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
الاقتصاد منطقة تسوق بمدينة طوكيو (رويترز)

الاقتصاد الياباني يحقق نمواً أسرع من التوقعات في الربع الثالث

سجل الاقتصاد الياباني نمواً بمعدل أسرع من التوقعات، في الربع الثالث، حيث أظهرت المراجعات زيادة بالاستثمارات الرأسمالية والصادرات.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ستارمر يدفع من الرياض بالاستثمارات إلى المدن والمناطق في المملكة المتحدة

ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)
ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)
TT

ستارمر يدفع من الرياض بالاستثمارات إلى المدن والمناطق في المملكة المتحدة

ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)
ترحيب برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال مراسم استقبال لمناسبة وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض (أ.ف.ب)

بالتقاطع مع الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، للسعودية، كشف مكتبه عن أن إطلاق أول مشروع جديد لمصنع ألياف الكربون المخصب بالغرافين في السعودية، سيعزز الوظائف في شمال إنجلترا.

يأتي ذلك في وقت تحقق فيه مشاريع الطاقة الخضراء الكبرى مكاسب للمملكتين، مما يخلق أكثر من 4 آلاف فرصة عمل ويحقق خطة رئيس الوزراء للتغيير، وفقاً للسفارة البريطانية.

وشدد مكتب رئيس الوزراء البريطاني في إدلاء صحافي أرسلته «السفارة البريطانية» إلى «الشرق الأوسط»، على أنه في إطار تنفيذ خطة ستارمر للتغيير، فإنه سيستخدم رحلته الحالية إلى الخليج، باتجاه دفع الاستثمار إلى المدن والمناطق في جميع أنحاء المملكة المتحدة، في ظل السعي الدؤوب لتوثيق العلاقات مع السعودية، لزيادة الاستثمار وتعميق العلاقات الدفاعية والأمنية وتعزيز النمو والفرص الجديدة في الداخل والخارج.

كانت زيارة ولي العهد للمملكة المتحدة في عام 2018، قد أسهمت في توسيع نطاق التعاون وتنمية العلاقات بين البلدين، إذ أُطلق خلالها مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي - البريطاني. وأثمرت هذه الشراكة الاستراتيجية في نمو التجارة البينية بين البلدين بأكثر من 30 في المائة منذ 2018م حتى 2023، محققةً 103 مليارات دولار.

كما يسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما عبر مجموعة من الاستراتيجيات الاستثمارية والفعاليات، من بينها «منتدى الشراكة والأعمال السعودي - البريطاني» الذي يهدف إلى تحفيز التواصل والزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال في البلدين، وتذليل العقبات أمام القطاع الخاص، للتوسع في المشاريع القائمة وضخ استثمارات جديدة، حيث تعد المملكة المتحدة ثاني أكبر مستثمر أجنبي في السوق السعودية بنحو 16 مليار دولار، ويعمل في المملكة أكثر من 1139 مستثمراً بريطانياً، كما افتتحت 52 شركة بريطانية مقرات إقليمية لها في الرياض.

شمال إنجلترا

وسيجني شمال إنجلترا، وفق مكتب رئيس الوزراء البريطاني، الفوائد المباشرة من التعاون الوثيق، بناءً على العلاقات الوثيقة بين نيوكاسل والسعودية، في وقت تعلن فيه شركة Graphene Innovation Manchester -ومقرها مانشستر- عن إطلاق أول إنتاج تجاري في العالم لألياف الكربون المخصبة بالغرافين، مع مشروع «نيوم جيغا» في السعودية بوصفه خطوة متقدمة في مجال المواد المتقدمة المستدامة بيئياً.

ويهدف المشروع إلى توليد استثمارات بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني في مركز للبحث والابتكار في مانشستر الكبرى، مع توقعات بأن يخلق أكثر من ألف فرصة عمل للمهارات في المنطقة.

وقال ستارمر: «يجب أن تشعر كل منطقة ودولة في المملكة المتحدة بتأثير خطتنا للتغيير، ولهذا السبب أنا في الخليج لإقامة علاقات أوثق وتعزيز العلاقات التي تدعم مهمة النمو لدينا في كل ركن من أركان البلاد».

وأضاف: «عازمون على ضمان أن تؤدي الدبلوماسية الدولية إلى تحقيق نتائج محلية، سواء كان ذلك بمناقشة كيف يمكننا دعم التجديد في المملكة المتحدة أو دعم الصفقات التجارية التي تخلق فرص العمل -أجندتي الدولية تبدأ في الداخل».

ولتعزيز علاقة الطاقة الخضراء بين المملكتين، يدعم صندوق الأسهم الخاصة (HYCAP) ومقره أكسفورد، والخطط السعودية للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060 من خلال استثمار 785 مليون جنيه إسترليني لتطوير مجموعات التنقل الهيدروجيني في آيرلندا الشمالية وعبر المملكة المتحدة، وخلق أكثر من ألف فرصة عمل.

وسيعمل المشروع على توفير حافلات وشاحنات ومكونات حيوية تعمل بالهيدروجين وعناصر أخرى لإنتاج وتوزيع الهيدروجين، مع إزالة أكثر من 25 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون المرتبط بالنقل على مدار عمر المشروع.

وتعمل المملكتان معاً لإنشاء معهد دولي مشترك جديد للهيدروجين النظيف، مع دعم المعهد من مجموعة من الجامعات السعودية والبريطانية، بما في ذلك الدور الرائد لجامعة نيوكاسل، وتطوير أحدث الخبرات والمهارات في مجال الطاقة النظيفة.

وسيؤدي التعاون البحثي المشترك في مجال الطاقة النظيفة بين المملكتين إلى تعزيز سمعة منطقة الشمال الشرقي بوصفها قوة هندسية أكاديمية.

وسينضم عمدة شمال شرقي البلاد، كيم ماكغينيس، إلى رئيس الوزراء في السعودية لإحراز تقدم في المحادثات حول مزيد من الاستثمار في الطاقة الخضراء والفرص بين المملكة العربية السعودية والشمال الشرقي.

ومن المقرر أن يسافر وفد من الجامعات إلى السعودية خلال الأشهر المقبلة لتطوير المشروع.

ويمكن للطاقة النظيفة أن تكون مصدر وظائف المستقبل، وستوفر هذه الاستثمارات والشراكات الجديدة وظائف جديدة في صناعات جديدة، مما يعزز استقلال بلادنا في مجال الطاقة، ونمونا الاقتصادي.

وقال ستارمر: «هذه هي خطة الحكومة للتغيير في العمل، لجعلنا قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة وتحقيق عقد من التجديد».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقَّعت شركة «كربون كلين»، المتخصصة في مجال التكنولوجيا النظيفة في المملكة المتحدة، تعاوناً مع شركة «أرامكو السعودية» للتعاون في مجال تكنولوجيا احتجاز الكربون المعيارية المبتكرة، بهدف خلق ألفي فرصة عمل في بريطانيا.

وأبرمت شركة الإسمنت المستدامة ومقرها المملكة المتحدة وشركة Next Generation SCM وشركة «إسمنت المدينة»، ومقرها السعودية، شراكة لتوريد الخرسانة المستدامة لإنتاج 2.5 مليون طن سنوياً من الإسمنت والمواد الخرسانية المستدامة.

ومن المتوقع أن يثمر ذلك عن استثمار 200 مليون جنيه إسترليني على مدى السنوات الخمس المقبلة وخلق أكثر من 200 فرصة عمل في المملكتين.

وتستفيد منطقة مانشستر الكبرى من الاستثمارات السعودية الكبيرة في مجال الإسكان، حيث ضخت «البوابة الدولية للاستثمار» مبلغ 41 مليون جنيه إسترليني في تجديد مصنع «برونزويك» في ستوكبورت. وأثمر ذلك عن إنشاء 277 شقة و24 منفذاً تجارياً، وبالتالي دعم هدف رئيس الوزراء المتمثل في بناء 1.5 مليون مسكن بحلول عام 2018.