البنك الدولي: الصراع في الشرق الأوسط قد يبطئ اقتصاد الأردن إلى 2.4 % في 2024

مقذوف يطير في سماء الأردن بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل كما شوهد من عمان (رويترز)
مقذوف يطير في سماء الأردن بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل كما شوهد من عمان (رويترز)
TT

البنك الدولي: الصراع في الشرق الأوسط قد يبطئ اقتصاد الأردن إلى 2.4 % في 2024

مقذوف يطير في سماء الأردن بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل كما شوهد من عمان (رويترز)
مقذوف يطير في سماء الأردن بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل كما شوهد من عمان (رويترز)

توقع البنك الدولي أن يتباطأ الاقتصاد الأردني قليلاً في عام 2024 ليصل إلى 2.4 في المائة في عام 2024، بسبب آثار الصراع الدائر في الشرق الأوسط على حركة السياحة، والتجارة، والنقل والإنشاءات. وقال إن الاقتصاد الأردني أظهر مرونة مستمرة في عام 2023 وأوائل عام 2024، إذ ارتفع إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى 2.7 في المائة في عام 2023.

ويعرض تقرير المرصد الاقتصادي للأردن الذي صدر عن البنك الدولي، لمحة عامة عن أداء اقتصاد الأردن في الآونة الأخيرة، ويتوقع الآفاق المستقبلية له. وخلص إلى تراجع معدلات التضخم على نحو كبير لتصل إلى 2.1 في المائة في عام 2023، ومن المتوقع احتواء التضخم طوال عام 2024.

وسجل نمو التصنيع مستوى قياسياً، كما حققت الزراعة والخدمات أداءً قوياً، وشهد قطاع المطاعم والفنادق أعلى معدلات النمو في السنوات الأخيرة العام الماضي.

وفيما يتعلق بسوق العمل، انخفضت معدلات البطالة بصورة طفيفة، وذلك للعام الثاني على التوالي؛ حيث بلغت 22 في المائة، ثم تراجعت إلى 21.4 في المائة في الربع الأول من عام 2024. ولا تزال معدلات المشاركة في القوى العاملة ثابتة إلى حد كبير، خصوصاً بالنسبة للنساء والشباب، لكن في الربع الأول من عام 2024 ظهرت مؤشرات إيجابية؛ حيث بلغ معدل مشاركة الإناث 15.5 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ الربع الثالث من عام 2018، وفق ما جاء في التقرير الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط».

وذكر البنك الدولي أن الأردن يواصل جهوده لضبط أوضاع المالية العامة، وقد نجح في تقليص عجز الموازنة إلى 5.1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2023. وهذا التراجع سببه خفض النفقات، وهو ما عوض تراجع الإيرادات، لا سيما الإيرادات الضريبية والمنح الأجنبية. كما انخفض عجز الحساب الجاري، مدعوماً بتراجع العجز التجاري وارتفاع عائدات السياحة إلى مستويات قياسية بلغت 14.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام 2023.

وتوقع استمرار ضبط أوضاع المالية العامة في المرحلة المقبلة، وإن كان بوتيرة أقل نسبياً، مدعوماً بزيادة الإيرادات المحلية نتيجة اتخاذ تدابير لتعزيز الإيرادات وتخفيف محتمل للسياسة النقدية. كما يتوقع أن يتقلص عجز المالية العامة الأولي في عام 2024 وأن يتحول إلى فائض صغير بحلول عام 2025.

وأشار التقرير إلى أن عدد السياح الوافدين بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ويونيو (حزيران) 2024 انخفض بنسبة 7.5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، لكنه يتعافى تدريجياً على أساس سنوي منذ مارس (آذار) 2024. وكانت الانخفاضات الأكبر على أساس سنوي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 مع بدء العمليات البرية في غزة، وفي مارس 2024 مع التأثير الموسمي لانخفاض أعداد السياح خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث سجل عدد السياح انخفاضاً سنوياً بلغ 16.3 في المائة و25.6 في المائة على التوالي.

وعن الآفاق الاقتصادية للأردن في المدى المتوسط، قال البنك الدولي إنها مثقلة بعدم اليقين المحيط بالصراع في الشرق الأوسط. وأضاف: «على الرغم من أن الاقتصاد الأردني أظهر بعض الصلابة، فإن التجارة تعطلت وتأثرت السياحة سلباً بالصراع... وقد يؤدي استمرار التأثير على عائدات السفر إلى عكس تحسنات الأخيرة في القطاع الخارجي. كما أن أي اضطرابات أوسع تأتي عبر الحدود ستشكل مخاطر إضافية على التجارة وأسعار النفط وتغييرات في سلوك المستهلك».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تغتال أقرب حلفاء السنوار

المشرق العربي روحي مشتهى (الثاني من اليمين) القيادي في «حماس» وإلى جواره القيادي بالحركة خليل الحية (يمين) في غزة عام 2021  (أ.ف.ب)

إسرائيل تغتال أقرب حلفاء السنوار

بعد نحو ثلاثة أشهر على مقتله، أكد الجيش الإسرائيلي، أمس، اغتيال القيادي الكبير في «حماس» روحي مشتهى، الذي يُعد أقرب أعضاء المكتب السياسي للحركة إلى قائدها يحيى

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل العراقية ترفع صورة نصر الله في بغداد (أ.ف.ب)

دعوات عراقية لحماية ممرات النفط

يسعى العراق إلى حماية الممرات البحرية لنقل النفط في الخليج العربي، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران.

حمزة مصطفى ( بغداد)
الاقتصاد أشخاص قرب دمار سببه القصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

صندوق النقد: صراع الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة

قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عربية ستُكلّف لجنة الانضباط بالفيفا ببدء تحقيق في جرائم تمييز ضد إسرائيل (د.ب.أ)

«فيفا»: تكليف لجنة الانضباط بالتحقيق في مزاعم تمييز بسبب حرب غزة

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الخميس أنه سيطلب من لجنة الانضباط التابعة له النظر في مزاعم تمييز أثارها الاتحاد الفلسطيني للعبة على صلة بالحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية احتجاج يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجَزين لدى «حماس» بالقرب من تل أبيب (إ.ب.أ)

عائلات الرهائن الإسرائيليين تلغي مسيرات في تل أبيب والقدس بسبب «الوضع الأمني»

ألغى تجمع عائلات الرهائن والمفقودين، الخميس، مسيرات كانت مقررة في تل أبيب والقدس السبت المقبل بمناسبة مرور عام على هجوم 7 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

نشاط قطاع الخدمات الأميركي يسجل أعلى مستوى منذ عام ونصف

نادل يتجول بين الزبائن في مطعم «بيتر لوغر ستيك هاوس» في بروكلين مدينة نيويورك (رويترز)
نادل يتجول بين الزبائن في مطعم «بيتر لوغر ستيك هاوس» في بروكلين مدينة نيويورك (رويترز)
TT

نشاط قطاع الخدمات الأميركي يسجل أعلى مستوى منذ عام ونصف

نادل يتجول بين الزبائن في مطعم «بيتر لوغر ستيك هاوس» في بروكلين مدينة نيويورك (رويترز)
نادل يتجول بين الزبائن في مطعم «بيتر لوغر ستيك هاوس» في بروكلين مدينة نيويورك (رويترز)

قفز نشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ عام ونصف في سبتمبر (أيلول) وسط نمو قوي في الطلبات الجديدة، مما يقدم المزيد من الأدلة على أن الاقتصاد لا يزال في حالة جيدة خلال الربع الثالث.

وأفاد معهد إدارة التوريد (ISM)، الخميس، بأن مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي تسارع إلى 54.9 الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 2023، من 51.5 في أغسطس (آب). وتشير قراءة المؤشر فوق 50 إلى النمو في قطاع الخدمات، الذي يمثل أكثر من ثلثي الاقتصاد.

ويعد المعهد أن قراءات المؤشر فوق 49 على مدى الزمن تشير عموماً إلى توسع الاقتصاد الكلي. وقد توقع اقتصاديون استطلعت آراءهم «رويترز» أن يرتفع مؤشر الخدمات إلى 51.7.

وتنضم هذه البيانات إلى بيانات أغسطس المتفائلة بشأن إنفاق المستهلكين وعجز التجارة في السلع الأصغر، مما يشير إلى أن الاقتصاد احتفظ بمعظمه من الزخم من الربع الثاني.

ويقدر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا أن الناتج المحلي الإجمالي زاد بمعدل سنوي يبلغ 2.5 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر. وقد نما الاقتصاد بمعدل 3 في المائة في الربع الثاني. وأظهرت مراجعات الحكومة السنوية للبيانات المنشورة الأسبوع الماضي أداءً اقتصادياً أقوى خلال السنوات الثلاث الماضية مما تم الإبلاغ عنه سابقاً.

وسجل مقياس الطلبات الجديدة في مسح المعهد ارتفاعاً كبيراً إلى 59.4، وهو أيضاً أعلى مستوى منذ فبراير 2023، من 53 في أغسطس. ومع زيادة الطلب، واجهت الشركات أسعاراً أعلى للمدخلات. ومن المحتمل ألا يغير ذلك مسار التضخم البطيء حيث تستمر أسعار السلع في الانخفاض.

وكانت الزيادة السنوية في التضخم هي الأصغر في ثلاث سنوات ونصف في أغسطس. وارتفع مؤشر أسعار الخدمات الذي يصدره معهد إدارة التوريدات إلى أعلى مستوى له في ثمانية أشهر عند 59.4، من 57.3 في أغسطس.

وانخفض مقياس توظيف الخدمات إلى 48.1 من 50.2 في أغسطس، وهو ما يتماشى مع تباطؤ في سوق العمل. وترجع معظم التعديلات في نمو الوظائف إلى تراجع الطلب بعد الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة في 2022 و2023، لكن هناك بعض النقاط التي تعاني من نقص العمالة، خاصة في قطاع الترفيه والضيافة حيث ارتفعت فرص العمل بمقدار 80 ألفاً في أغسطس، بينما تراجعت التعيينات.

ومن المتوقع أن تكون هناك وتيرة ثابتة من نمو الوظائف في سبتمبر. وتوقع استطلاع من «رويترز» أن تزيد وظائف القطاع غير الزراعي بمقدار 140 ألف وظيفة الشهر الماضي بعد أن زادت بمقدار 142 ألفاً في أغسطس.

ومن المتوقع أن يبقى معدل البطالة ثابتاً عند 4.2 في المائة، وقد ارتفع من 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) 2023.

وخفض الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس بشكل غير معتاد إلى نطاق 4.75-5 في المائة، وهو أول خفض في تكاليف الاقتراض منذ عام 2020، معترفاً بالمخاطر المتزايدة على سوق العمل. من المتوقع أن يقوم المصرف المركزي الأميركي بخفض الأسعار مرة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).