بنك إسرائيل: الإنفاق الحربي في موازنة العام المقبل يفاقم الضغوط التضخمية

مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)
مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)
TT

بنك إسرائيل: الإنفاق الحربي في موازنة العام المقبل يفاقم الضغوط التضخمية

مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)
مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)

قال بنك إسرائيل، الأربعاء، إن عدم اليقين بشأن كيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الإنفاق الأعلى في زمن الحرب بموازنة العام المقبل يدعم الضغوط التضخمية.

وأظهر محضر اجتماع السياسة النقدية الذي عقد في 28 أغسطس (آب) أن جميع الأعضاء الخمسة في اللجنة النقدية صوتوا لصالح ترك سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند 4.5 في الأعمال للاجتماع الخامس على التوالي بعد خفضه بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني)، وفق «رويترز».

وأشار مسؤولون في بنك إسرائيل إلى أن خفض أسعار الفائدة حتى نهاية عام 2024 غير مرجح.

وقال المصرف المركزي: «في ضوء الحرب الدائرة، تركز سياسة لجنة السياسة النقدية على استقرار الأسواق، والحد من حالة عدم اليقين، إلى جانب استقرار الأسعار ودعم النشاط الاقتصادي».

وأشار صنّاع السياسات أيضاً إلى التضخم العنيد وسوق العمل الضيقة - بسبب قيود العرض - وارتفاع أقساط المخاطر وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي المتزايدة للحفاظ على استقرار الأسعار.

وارتفع معدل التضخم السنوي في إسرائيل إلى 3.2 في المائة في يوليو (تموز) من 2.9 في المائة في الشهر السابق، ليتجاوز بذلك نطاق هدف الحكومة الذي يتراوح بين واحد في المائة و3 في المائة، بعد أن انخفض إلى 2.5 في المائة في فبراير (شباط). وأشار البنك إلى أن التضخم من المرجح أن يظل أعلى من 3 في المائة حتى عام 2025.

وواصل محافظو المصارف المركزية ربط السياسة المالية الأكثر مرونة بالحفاظ على السياسة النقدية المتشددة.

وجاء في المحضر: «يسهم عدم اليقين بشأن موازنة الدولة لعام 2025، والتعديلات اللازمة لخفض العجز على أساس مستمر في زيادة علاوة المخاطر، وقد يجعل من الصعب إعادة التضخم إلى النطاق المستهدف».

وبلغ الإنفاق على حرب إسرائيل ضد «حماس» نحو 100 مليار شيقل (26.59 مليار دولار) منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما دفع العجز في الموازنة السنوية إلى 8.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في أغسطس، على الرغم من أن مسؤولي وزارة المالية يعتقدون أن العجز سيعود إلى هدفه البالغ 6.6 في المائة لعام 2024 بحلول نهاية العام.

وفي الأسبوع الماضي، قدّم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بعض تفاصيل موازنة 2025، مع خطط لخفض الإنفاق العام بمقدار 35 مليار شيقل، إلى جانب تجميد معدلات الضرائب والمزايا والأجور. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الوزراء في أوائل أكتوبر، وتقول الحكومة إن الموافقة النهائية ستأتي بحلول نهاية العام.

وخفضت وكالات التصنيف الائتماني الثلاث التصنيف الائتماني لإسرائيل في عام 2024.

وبعد أن تضرر الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب، نما بنسبة 1.2 في المائة سنوياً في الربع الثاني، وقال المركزي إن مستوى النشاط أقل من الاتجاه العام.

وقال بنك إسرائيل: «من المتوقع أن يكون مستوى النشاط الاقتصادي معتدلاً في الربع الثالث أيضاً. هذه الاتجاهات، إلى جانب زيادة التضخم، تتماشى مع اقتصاد يعاني من قيود العرض على النشاط، خاصة في ظل التوسع المالي بسبب الحرب».


مقالات ذات صلة

الذهب مستقر ترقباً لبيانات التضخم الأميركية المهمة اليوم

الاقتصاد موظف في محل للمجوهرات بالسعودية يعرض أساور لإحدى زبوناته (الشرق الأوسط)

الذهب مستقر ترقباً لبيانات التضخم الأميركية المهمة اليوم

استقرت أسعار الذهب يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بفارغ الصبر بيانات التضخم الأميركية، للحصول على تلميحات بشأن حجم خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي أطفال يتلقون الدروس في مخيم للنازحين بخان يونس (الشرق الأوسط)

غزة... اغتيال التعليم يدخل عامه الثاني

للعام الثاني يواجه الطلبة في غزة مستقبلاً مجهولاً بعدما اغتالت الحرب الإسرائيلية عناصر المنظومة التعليمية بالقطاع فحصدت أرواح تلاميذ ومعلمين بالآلاف.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الاقتصاد احتجاج يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى «حماس» بالقرب من تل أبيب (وكالة حماية البيئة)

عجز الموازنة الإسرائيلية يتسع إلى 3.24 مليار دولار في أغسطس

قالت وزارة المالية الاثنين إن إسرائيل سجلت عجزاً في الموازنة قدره 12.1 مليار شيقل (3.24 مليار دولار) في أغسطس مشيرة إلى زيادة نفقات الحرب مع «حماس»

«الشرق الأوسط» (القدس)
أوروبا صورة عامة من اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية بألمانيا 21 أبريل 2023 (رويترز)

مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا تجتمع اليوم في ألمانيا

يجتمع الكثير من وزراء الدفاع والمسؤولين العسكريين رفيعي المستوى صباح اليوم (الجمعة)؛ لمناقشة المزيد من الدعم لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تحقيقات وقضايا جانب من مرفأ بيروت المدمر وفي الخلفية مبان شاهقة (رويترز)

لبنان الناهض على الصداقة ولبنان الناهض على العداوة

كان من مصادر التكريم الذي أُسبغ على فينيقيا، وعلى الاستمراريّة التي قيل إنّها تضمّنا إليها، أنّ الفينيقيّين تجّار يعبرون المحيطات ويقصّرون المسافات.

حازم صاغيّة (بيروت)

شركات عالمية لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تتحرك بوتيرة متسارعة في رحلة الذكاء الاصطناعي

TT

شركات عالمية لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تتحرك بوتيرة متسارعة في رحلة الذكاء الاصطناعي

حضور كبير في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بالرياض (الشرق الأوسط)
حضور كبير في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بالرياض (الشرق الأوسط)

كشفت شركات تقنية عالمية مشاركة في اليوم الثاني من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، المقامة حالياً في الرياض، عن تحركات السعودية المتسارعة في رحلة الذكاء الاصطناعي، وأن البلاد تأخذ دوراً قيادياً في هذا المجال، مبينة أن الحدث يمثل للقطاع الخاص فرصة لتوسيع شراكاته مع العملاء محلياً ودولياً.

وتحدثت الشركات إلى «الشرق الأوسط» عن أهمية الحدث الدولي في الرياض، كونه منصة ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي واستشراف التحديات من أجل مجابهتها في المرحلة المقبلة والاستفادة القصوى من هذه التقنية.

وتطرقت الشركات إلى أهمية الذكاء الاصطناعي، كونه يرتبط كلياً بالحوسبة السحابية، ويقدم حلولاً جديدة ومتغيرة ومعتمدة على أكثر من اعتبار، مؤكدين أن هذه التقنية تتطلب إدارة وحماية وتحليل بأعلى معايير الأمن السيبراني.

الحوسبة السحابية

أشار المدير العام لشركة «غوغل كلاود» في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، عبد الرحمن الذهيبان، إلى أهمية الذكاء الاصطناعي، كونه يرتبط كلياً بالحوسبة السحابية، ويقدم حلولاً جديدة ومتغيرة ومعتمدة على أكثر من اعتبار.

وأكد الذهيبان لـ«الشرق الأوسط» على هامش القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة، والمقامة حالياً في الرياض، أهمية مشاركة «غوغل كلاود» في هذا الحدث العالمي للتواصل مع العملاء، سواء داخل المملكة أو خارجها، إذ تسعى الشركة من خلالها لتقديم الحلول التقنية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

وقال إن «غوغل كلاود» تتعامل مع جميع متطلبات الأعمال والحكومات من حلول الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتعلق بالتغير المناخي، كاشفاً عن وجود عدد من الاتفاقيات بين الشركة و«سدايا»، تم خلالها تدريب عدد من الكفاءات النسائية في الذكاء الاصطناعي.

وواصل الذهيبان أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن له تأثير جذري، ليس على الأعمال والشركات والحكومات فقط، بل على الأفراد، إذ أصبح الاعتماد عليه كبيراً.

واستطرد: «حجم البيانات المطلوبة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي عالية جداً، فقبل نحو 6 سنوات كان يوجد استقطاب واستفادة من جمع البيانات، والآن أصبحت نواة لتنفيذ الذكاء الاصطناعي».

التحول الرقمي

وأكمل الذهيبان: «نحن موجودون في المملكة منذ فترة قريبة، وسبق أن تم إعلان تدشين مركز الحوسبة السحابية، ويعد واحداً من ضمن 21 مركزاً على مستوى العالم، واستثمار (غوغل كلاود) في السعودية معتمد كلياً على التطورات والرؤى في البلاد، سواء (رؤية 2030) أو فكرة التحول الرقمي حتى متطلبات القطاع الخاص».

وأفصح عن عدة معايير تجعل الشركات تستثمر في الحوسبة السحابية، الأول منها وجود أنظمة وحوكمة لتطبيق هذه التقنية، والسعودية كانت من أوائل الدول التي طبقت نظام «كلاود أكت» ووضع أنظمة خاصة لإدارة الحوسبة السحابية.

وهناك معيار آخر يعتمد على البنية التحتية «إنفو ستراكتشر» (هيكل المعلومات)، مؤكداً أن السعودية تتوفر لديها هذه الميزة، أما المعيار الثالث فهو الأعمال والوضع الاقتصادي لفكرة الاستثمار في الحوسبة السحابية، موضحاً أن المملكة تستثمر أيضاً بمبالغ هائلة لتحقيق ذلك.

وبحسب الذهيبان، السعودية تعتمد على استراتيجية في الحوسبة السحابية، وتعدّ رائدة مقارنة بدول العالم، وهذا يعطي انطباعاً يساعد «غوغل كلاود» والشركات الأخرى، للاستفادة من هذه الاستراتيجية لاستقطاب وتقديم الحلول للقطاع العام في المملكة.

تحليل البيانات

بدوره، أفاد الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة السعودية للحوسبة السحابية أحمد الرشودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى خدمات سحابية متقدمة وإدارة وحماية وتحليل البيانات الضخمة بأعلى معايير الأمن السيبراني.

وأشار خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة بالرياض، إلى حرص شركته على توطين أحدث التقنيات في مراكز البيانات الموجودة داخل السعودية، مبيناً أنه يتم تشغيلها بالكامل من قبل شباب وشابات الوطن توافقاً مع أحد مستهدفات «رؤية 2030» في هذا الإطار.

وشرح أن لدى الشركة تعاوناً مع أغلب الجهات في المملكة، سواء حكومية وخاصة ومالية وشركات صغيرة ومتوسطة وغيرها، من المجالات.

ووفق الرشودي، فإن الذكاء الاصطناعي يدخل الآن في أغلب المجالات كالمدن الذكية والتقنيات المالية والطبية وغيرها، مؤكداً أن السوق السعودية لديها احتياج كبير في تلك المجالات، مشدداً في الوقت ذاته على حرص شركته على توفير أغلب احتياج المملكة الحالية والمستقبلية في الخدمات السحابية.

جانب من الجلسات الحوارية ضمن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

البحث والابتكار

من جهة أخرى، ذكر الرئيس التنفيذي لشركة «سامبانوفا سيستمز» رودريجو ليانج لـ«الشرق الأوسط»، على هامش القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة، أن الشركة تعمل على توسيع أعمالها مع المؤسسات السعودية، كما يرى أن البلاد تقود العالم للتحول إلى الذكاء الاصطناعي.

جاء ذلك بالتزامن مع توقيع كل من «أرامكو السعودية» و«إس تي سي» و«تمكين»، اتفاقيات مع شركة «سامبانوفا سيستمز»، لاستكشاف طرق تسريع قدرات الذكاء الاصطناعي والابتكار ونظم الاعتماد على مستوى المملكة.

وشدّد رودريجو ليانج، على التزام المملكة برحلة الذكاء الاصطناعي، وهي تأخذ دوراً قيادياً في التحرك بسرعة كبيرة في هذا المجال، مؤكداً أن هذه الخطوة تنشط أيضاً في أميركا، وبالتالي هذه التقنية ستغير الأعمال كافة على مدى السنوات المقبلة، وأن جميع من على الكوكب سيلمس خدمات الذكاء الاصطناعي.

وأردف: «نحن نتشارك مع (أرامكو السعودية) لأكثر من عام حتى الآن، نبني هذه النماذج الخاصة والآمنة للغاية للشركات الكبيرة». وأبان الرئيس التنفيذي أن شركته تستفيد من القمة العالمية لتوسيع علاقاتها مع العملاء وجلب تقنية الذكاء الاصطناعي إلى المنظمات والمؤسسات.

وضمن الجلسات الحوارية لليوم الثاني من القمة، أكد نائب المستشار العام في شركة «مايكروسوفت» أنتوني كوك أهمية جمع مجموعة متنوعة من الخبراء، بمن في ذلك التقنيون والمحامون؛ لمناقشة وتطوير إطار أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يستخدم لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، مع الأخذ في الاعتبار آثاره المحتملة على المجتمع.

ولفت إلى أن «مايكروسوفت» تركز منذ أكثر من عقد على أهمية دمج الأخلاقيات في تطوير الذكاء الاصطناعي، وتسعى إلى تحقيق توازن بين الابتكار التقني والحاجة إلى ضمان استخدام أخلاقي للذكاء الاصطناعي. كما تعمل على وضع مبادئ توجيهية واضحة لضمان أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة ومسؤولة.

الحضور يقومون بتجربة إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

مذكرات تفاهم

وشهدت القمة إطلاق مبادرات وبرامج وتوقيع مذكرات تفاهم محلية ودولية، في سبيل الاستفادة المثلى من خدمات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الواعدة.

وأطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وثيقة المبادئ التوجيهية للتصدي لعمليات التزييف العميق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للإسهام في رفع الوعي وإيضاح الأسلوب الأمثل للاستفادة من هذه التقنيات الواعدة، والتعريف بطرق الاستخدام المسؤول.

كما أعلنت «سدايا» توقيع مذكرة تفاهم مع المركز الوطني لإدارة النفايات للتعاون حول معالجة التحديات في قطاع إدارة النفايات عن طريق حلول التقنيات الناشئة، وسبل تطوير حلول مستدامة لإدارة النفايات باستخدام أحدث التكنولوجيا.

ووقّعت «سدايا»، أيضاً مذكرة تفاهم مع «برنامج الخدمات المشتركة»، ليتم على ضوئه رفع مستوى الوعي لدى الجهات المستفيدة ببرامج وخدمات الطرف الآخر، وتحليل الجهات المستفيدة من الخدمات السحابية تقنياً.

وأبرمت الهيئة مذكرة تفاهم مع «نيوم»، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات التشغيل والأبحاث والابتكار في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تحقيق أهداف نيوم في هذا المجال، بصفتها مشروعاً رائداً في تطوير المدن الإدراكية في المملكة.

من جهتها، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة، إطلاق خدمة «Namaa AI» لتوفير خدمات استباقية وقنوات تواصل رقمية ذكية وسهلة تعزز وتحسن تجربة المستفيدين من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.