الذهب يستعيد بريقه في الصين: تحسن الطلب المتوقع مع تزايد المخاوف الاقتصادية

بائع يقف مع مجوهرات «هيريتيج غولد» بمتجر «تشاو تاي فوك» في شنغهاي (رويترز)
بائع يقف مع مجوهرات «هيريتيج غولد» بمتجر «تشاو تاي فوك» في شنغهاي (رويترز)
TT

الذهب يستعيد بريقه في الصين: تحسن الطلب المتوقع مع تزايد المخاوف الاقتصادية

بائع يقف مع مجوهرات «هيريتيج غولد» بمتجر «تشاو تاي فوك» في شنغهاي (رويترز)
بائع يقف مع مجوهرات «هيريتيج غولد» بمتجر «تشاو تاي فوك» في شنغهاي (رويترز)

قال مسؤولون في صناعة الذهب إنه من المتوقع أن يتحسن الطلب على الذهب بالصين في الأشهر المقبلة بتكيف المستهلكين مع ارتفاع الأسعار، في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والمخاوف بشأن ضعف العملة التي تدفع تدفقات الاستثمار.

ومن المتوقع أن يؤدي انتعاش الطلب في أكبر مستهلك للذهب في العالم إلى دعم ارتفاع أسعار الذهب العالمية، التي وصلت إلى مستوى قياسي جديد الأسبوع الماضي.

وقال تاجر مقيم في سنغافورة يعمل لدى بنك كبير إن «المشترين الصينيين يتكيفون مع ارتفاع الأسعار».

وأضاف خلال مؤتمر الذهب في الهند: «في يوليو (تموز)، ظلوا على الهامش، لكن مؤخراً، استأنف الطلب الاستثماري الارتفاع. كما أن الخصومات تتراجع مع تحسن الطلب».

وارتفع الذهب بنسبة 22 في المائة حتى الآن هذا العام، مسجلاً أعلى مستوى له عند 2531.60 دولار للأونصة، وهو أفضل أداء له منذ عام 2020.

ويرجع هذا الارتفاع إلى عدد من العوامل، بما في ذلك احتمال خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية العالمية، وزيادة مشتريات المستثمرين.

وقال المدير الإداري لشركة «ميتالز فوكس»، فيليب نيومان: «علينا أن نرى كيف ستتصرف الأسعار، ومدى سرعة تكيف المستهلكين والمستثمرين مع هذه الأسعار، وكيف سيتطور الاقتصاد في الصين أيضاً».

وأضاف: «لكن بشكل عام، نحن إيجابيون إلى حد ما بشأن النصف الثاني من العام».

وقد توقف المصرف المركزي الصيني عن شراء الذهب في مايو (أيار)، حيث كان شهر يوليو الشهر الثالث على التوالي الذي يكف فيه عن زيادة احتياطياته.

ومع ذلك، فإن الحصص الجديدة التي تم إصدارها لعدد من المصارف الصينية في أغسطس (آب) تهدف إلى المساعدة في تنظيم تدفق الذهب إلى البلاد.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب الموسمي على الذهب بالصين في وقت لاحق من العام، مع استمرار الاهتمام الاستثماري القوي بالذهب بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي والمخاوف بشأن ضعف العملة، وجاذبيته بصفته أصلاً بديلاً في ظل التباطؤ العقاري المطول في البلاد، وفقا لاستراتيجي «يو بي إس»، جوني تيفز.

وأضاف أنه «إذا استمرت الأسعار في تسجيل مستويات مرتفعة جديدة، فسوف تكون هناك بعض الرياح المعاكسة على جانب المجوهرات، ولكن سيتم تعويض ذلك من خلال الاهتمام الاستثماري».

وكان المركزي الصيني أكبر مشترٍ فردي للذهب في العالم عام 2023، حيث بلغت مشترياته الصافية 7.23 مليون أونصة وفقاً لمجلس الذهب العالمي.


مقالات ذات صلة

الذهب يستعد لأفضل أسبوع له في عام

الاقتصاد سبائك ذهبية في مكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)

الذهب يستعد لأفضل أسبوع له في عام

ارتفعت أسعار الذهب 1 في المائة وكانت في طريقها لتسجيل أفضل أسبوع لها في عام، الجمعة، بدعم من الطلب على الملاذ الآمن وسط التصعيد المستمر بين روسيا وأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل يفتح مغلفاً يحتوي على سبائك ذهب وزنها 50 غراماً في بكين (رويترز)

الصين تكتشف احتياطيات من الذهب بقيمة 83 مليار دولار في هونان

أعلنت الصين اكتشاف احتياطيات ضخمة من الذهب في مقاطعة هونان الوسطى، تُقدّر قيمتها بنحو 600 مليار يوان (نحو 82.9 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد صائغ يعرض قطعة من الذهب في متجره بمدينة الكويت (أ.ف.ب)

الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، للجلسة الرابعة على التوالي مدعومة بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط احتدام الحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عملة ذهبية نادرة بقيمة 20 دولاراً تحمل صورة نسر مزدوج من عام 1870 بِيعت بمليون و440 ألف دولار في مزاد علني (أ.ب)

الذهب يرتفع على وقع تفاقم التوتر بين روسيا وأوكرانيا

ارتفعت أسعار الذهب، للجلسة الثالثة على التوالي، إلى أعلى مستوى في أسبوع، يوم الأربعاء، مدفوعةً بتراجع الدولار وتفاقم التوتر بين روسيا وأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب النقي بمصنع «نوفوسيبيرسك» لصياغة وتصنيع المعادن الثمينة في روسيا (الشرق الأوسط)

الذهب يبلغ أعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى في أسبوع بدعم من تراجع الدولار، بينما تنتظر السوق تعليقات من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.