كبير خبراء الاقتصاد في «المركزي الأوروبي»: هدف التضخم ليس آمناً بعد

الأسواق تترقب أرقام أغسطس يوم الجمعة مع ازدياد توقعات خفض الفائدة بسبتمبر

فيليب لين (على اليمين) يتحدث مع محافظ البنك المركزي البرتغالي ماريو سينتينو في جاكسون هول (رويترز)
فيليب لين (على اليمين) يتحدث مع محافظ البنك المركزي البرتغالي ماريو سينتينو في جاكسون هول (رويترز)
TT

كبير خبراء الاقتصاد في «المركزي الأوروبي»: هدف التضخم ليس آمناً بعد

فيليب لين (على اليمين) يتحدث مع محافظ البنك المركزي البرتغالي ماريو سينتينو في جاكسون هول (رويترز)
فيليب لين (على اليمين) يتحدث مع محافظ البنك المركزي البرتغالي ماريو سينتينو في جاكسون هول (رويترز)

حذر كبير خبراء الاقتصاد في البنك المركزي الأوروبي من أن هدف البنك المتمثل في إعادة التضخم إلى 2 في المائة «ليس آمناً بعد»، حيث قال إن أسعار الفائدة ستحتاج إلى البقاء مقيدة في الوقت الحالي.

تصريحات فيليب لين أمام المؤتمر السنوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي عقدت في جاكسون هول بولاية وايومنغ، تأتي قبل صدور أرقام التضخم الأولية في منطقة اليورو لشهر أغسطس (آب)، التي ستوفر رؤى حول مسار البنك المركزي الأوروبي في المستقبل، مع ازدياد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك في 12 سبتمبر (أيلول).

وتأتي أرقام أغسطس بعد مؤشر مديري المشتريات الأولي لمنطقة اليورو الصادر عن بنك هامبورغ التجاري في أغسطس، والذي أظهر تراجع التضخم في التكاليف، وهو الأضعف في 8 أشهر، خصوصاً في قطاع الخدمات.

وقال لين إنه كان هناك «تقدم جيد» حتى الآن في ترويض ضغوط الأسعار بجميع أنحاء منطقة اليورو. ومع ذلك، فقد استخدم نبرة حذرة حول مقدار الراحة التي سيتمكن البنك المركزي الأوروبي من تقديمها للمقترضين.

وقال في حلقة نقاشية: «العودة إلى الهدف ليست آمنة بعد. سيتعين على الموقف النقدي أن يظل في منطقة تقييدية ما دام ذلك ضرورياً لتوجيه عملية خفض التضخم نحو العودة في الوقت المناسب إلى الهدف».

وكان البنك المركزي الأوروبي أحد أوائل البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة التي بدأت في تخفيف السياسة، وخفض سعر الفائدة على الودائع الرئيسية بمقدار ربع نقطة في يونيو (حزيران). وكانت هذه أول خطوة من نوعها منذ ما يقرب من 5 سنوات.

وتتوقع الأسواق أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرتين أخريين هذا العام، مع تحديد الخطوة التالية في سبتمبر (أيلول).

وتأتي تعليقات لين في وقت يناقش فيه نظراء المركزي الأوروبي في الولايات المتحدة وبنك إنجلترا، مدى خفض أسعار الفائدة الآن بعد أن انخفض التضخم وبدأت أسواق العمل في التباطؤ.

وبحديثه في جاكسون هول يوم الجمعة، أرسل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أقوى إشارة له حتى الآن لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، قائلاً: «لقد حان الوقت لتعديل السياسة».

وقال باول إن «اتجاه السفر واضح، وسوف يعتمد توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة على البيانات الواردة، والتوقعات المتطورة، وتوازن المخاطر».

وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، قال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، إنه «متفائل بحذر» بشأن التضخم، لكن «من السابق لأوانه إعلان النصر» بعد فترة طويلة من ارتفاع الأسعار.

وخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة في أغسطس في تصويت حاسم، ومن المتوقع أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في سبتمبر، مع تسعير خفض آخر لشهر نوفمبر (تشرين الثاني).

والآن بعد أن تراجع التضخم، يبدو أن صناع السياسات يركزون بشكل مزداد على حماية اقتصاداتهم من الضرر غير المبرر.

وقال لين إن العودة إلى هدف التضخم يجب أن تكون «مستدامة». وأضاف أن «مسار أسعار الفائدة المرتفع للغاية لفترة طويلة من شأنه أن يؤدي إلى تضخم أقل من المستهدف بشكل مزمن في الأمد المتوسط، وسيكون غير فعال من حيث تقليل الآثار الجانبية على الناتج والعمالة».


مقالات ذات صلة

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأسواق الأوروبية ترتفع بفضل بيسنت وتصريحات تخفيف السياسة النقدية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسواق الأوروبية ترتفع بفضل بيسنت وتصريحات تخفيف السياسة النقدية

مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

افتتح المؤشر الرئيسي للأسواق الأوروبية تداولاته اليوم (الاثنين) على ارتفاع، ليصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، بدعم من تعيين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية، بالإضافة إلى التصريحات الإيجابية من كبير اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي حول تخفيف السياسة النقدية.

وسجل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي زيادة بنسبة 0.5 في المائة، بحلول الساعة 08:10 (بتوقيت غرينتش)، مدفوعاً بارتفاع أسهم القطاعات الأساسية، مثل الموارد والسلع الاستهلاكية المنزلية.

كما ارتفعت عقود الأسهم الأميركية المستقبلية، بالتوازي مع انخفاض عوائد السندات الأميركية، وذلك بعد اختيار ترمب لسكوت بيسنت وزيراً للخزانة، وهو ما يُتوقع أن يسهم في مراقبة الدين الأميركي عن كثب.

من جهته، صرح كبير اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي، فيليب لين، بأن السياسة النقدية للبنك يجب ألا تظل تقييدية لفترة طويلة، مع الاعتراف بأن التضخم سيستغرق بعض الوقت للعودة إلى مستهدف البنك البالغ 2 في المائة.

أما على مستوى الأسهم الفردية، فقد انخفضت أسهم بنك «يونيكريديت» الإيطالي بنسبة 2 في المائة، بعد تقديمه عرضاً مفاجئاً للاستحواذ على منافسه الأصغر بنك «بي بي إم» من خلال عرض استحواذ بقيمة 10 مليارات يورو (10.45 مليار دولار)، ما دفع أسهم «بي بي إم» للارتفاع بنسبة 5 في المائة.

وفي السياق نفسه، تراجعت أسهم بنك «كوميرتس» الألماني بنسبة 6 في المائة؛ حيث قام المستثمرون بتقييم تأثير عرض الاستحواذ على البنك الألماني من قبل «يونيكريديت».

من ناحية أخرى، شهدت أسهم شركة «أنغلو أميركان» ارتفاعاً بنسبة 2 في المائة، بعد إعلانها عن خطط لبيع مناجم الفحم الخاصة بها المخصصة لصناعة الصلب في أستراليا، مقابل ما يصل إلى 3.78 مليار دولار.