ارتفاع أسعار النفط وقوة الأداء التشغيلي يعززان إيرادات شركات الطاقة السعودية

تجاوزت 230 مليار دولار في النصف الأول بقيادة «أرامكو»

اقتنصت «أرامكو» نحو 95.7 % من إيرادات قطاع الطاقة في النصف الأول (أ.ب)
اقتنصت «أرامكو» نحو 95.7 % من إيرادات قطاع الطاقة في النصف الأول (أ.ب)
TT

ارتفاع أسعار النفط وقوة الأداء التشغيلي يعززان إيرادات شركات الطاقة السعودية

اقتنصت «أرامكو» نحو 95.7 % من إيرادات قطاع الطاقة في النصف الأول (أ.ب)
اقتنصت «أرامكو» نحو 95.7 % من إيرادات قطاع الطاقة في النصف الأول (أ.ب)

حققت شركات قطاع الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) نمواً في إيراداتها بنهاية النصف الأول من عام 2024 بنسبة طفيفة بلغت 0.9 في المائة، لتصل إلى 864.69 مليار ريال (230.59 مليار دولار)، مقارنة بـ856.96 مليار ريال (228.53 مليار دولار) خلال النصف المماثل من 2023. وبزيادة قدرها 8 مليارات ريال (2.13 مليار دولار)، رغم تراجع أرباحها خلال ذات الفترة بنسبة 9.1 في المائة لتربح 210.7 مليار ريال (56.2 مليار دولار) في النصف الأول من 2024 مقابل تسجيلها لأرباح وصلت إلى 231.8 مليار ريال (61.8 مليار دولار) في النصف نفسه من العام السابق.

ويأتي هذا النمو في إيرادات شركات القطاع، بفعل ارتفاع أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة وزيادة كمياتها المبيعة، وتحسن نتائج الاستثمار في المشاريع، والأداء التشغيلي القوي لشركات القطاع في مختلف الأنشطة والخدمات التي تقدمها.

ويضم القطاع 7 شركات، هي: «أرامكو السعودية»، و«البحري»، و«أديس»، و«الدريس»، و«الحفر العربية»، و«المصافي»، و«بترورابغ».

وحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في السوق المالية السعودية (تداول)، حققت جميع شركات القطاع نمواً في الإيرادات، ما عدا شركة «بترورابغ» التي سجلت تراجعاً في إيراداتها بنسبة 16.9 في المائة، رغم تسجيلها لثاني أعلى إيرادات بين شركات القطاع والتي وصلت إلى 18 مليار ريال.

7 هو عدد شركات الطاقة المدرجة بالسوق المالية في السعودية (أ.ب)

في حين اقتنصت شركة «أرامكو السعودية» نحو 95.7 في المائة من إيرادات القطاع خلال النصف الأول من 2024 بعد تحقيقها نسبة نمو 0.94 في المائة، لترتفع إيراداتها إلى 827.75 مليار ريال بنهاية النصف الأول من 2024 مقارنة بـ820 مليار ريال تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من 2023. في حين تراجعت أرباحها بنسبة 9 في المائة لتصل إلى 211 مليار ريال، مقارنة بـ232 مليار ريال في النصف المماثل من العام الماضي.

أما «شركة أديس» فحققت أعلى نسبة نمو أرباح بين شركات القطاع، بنسبة نمو 105.89 في المائة لتصل أرباحها إلى نحو 402.97 مليون ريال في النصف الأول من عام 2024، مقابل 195.72 مليون ريال في النصف نفسه من 2023، كما حققت أعلى نسبة نمو في الإيرادات بنسبة 54.34 في المائة بعد تحقيقها نحو 3.06 مليار ريال في النصف الأول من 2024 مقارنة بـ1.98 مليار ريال في النصف نفسه من 2023.

«بترورابغ» الوحيدة التي سجلت تراجعاً في إيراداتها بنسبة 16.9 % (موقع الشركة)

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، وصف خبير ومحلل أسواق المال، عبيد المقاطي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قطاع الطاقة بأنه من القطاعات المهمة في سوق الأسهم السعودية، وذات العوائد الربحية المستدامة، مشيراً إلى أن ربحية شركات القطاع تأثرت بالخطط التوسعية التي تتطلب تحمل الشركات قروضاً تمويلية ومصروفات تشغيلية، الأمر الذي أسهم في تقليل العوائد النقدية، لكنها ستسهم على المدى الطويل في توفير أرباح مجزية، وتدفقات نقدية كبيرة على شركات القطاع والمستثمرين فيها.

وأضاف المقاطي أن قطاع الطاقة يضم أهم الشركات العالمية، وهي شركة «أرامكو السعودية» التي تعد حالياً ثاني أكبر شركة في القيمة السوقية عالمياً، وتتناوب على مركز الصدارة مع شركتي «أبل»، و«مايكروسوفت» الأميركيتين، لافتاً إلى أن أي شركة تمتلك فيها «أرامكو» حصصاً تأسيسية أو عقوداً استثمارية، فستكون عالية الربحية مستقبلاً بفضل تأثير قيمة وأهمية «أرامكو» وخططها التوسعية.

وأشار المقاطي إلى أن تسجيل عدة شركات في القطاع انخفاضاً في الأرباح والإيرادات، يُشكل فرصة استثمارية جيدة للمستثمرين الراغبين في زيادة حصصهم في أسهم شركات القطاع، والاستثمار طويل الأجل فيها، لافتاً إلى أن قطاع الطاقة في السوق السعودية مقبل على طفرة كبيرة، ومشاركة أكبر في النهضة التنموية التي تعيشها السعودية في كل المجالات، وبمشاركة عدة قطاعات أخرى، بينها قطاعات البتروكيميائيات والإسمنت والبنوك والاتصالات.

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن النتائج المالية لـ«أرامكو» قادت شركات القطاع لتسجيل إيرادات بمئات المليارات، لافتاً إلى أن أبرز الأسباب التي أسهمت في زيادة إيرادات شركات القطاع يعود بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار النفط الخام والمنتجات المكررة والمواد الكيماوية، وكذلك زيادة الكميات المبيعة للمنتجات المكررة والمواد الكيماوية، وارتفاع إيرادات الودائع البنكية والاستثمار في الصكوك، وتحسن نتائج الاستثمار في مشاريع تلك الشركات، والذي قابله انخفاض في الكميات المبيعة من النفط الخام، وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير، مما أسهم في تراجع أرباح القطاع خلال النصف الأول من 2024.

وأشار العتيق إلى أن الأداء التشغيلي القوي لشركات القطاع في مختلف الأنشطة والخدمات التي تقدمها، وتركيزها على كفاءة الأداء والارتقاء بالخدمات والتوسع فيها، وترسيخ الحضور في الأسواق الرئيسية والمحاذية، وإبرام شراكات استراتيجية، واغتنام الفرص الاستثمارية الواعدة، سيقود شركات القطاع لتعزيز إيراداتها وربحيتها خلال الأرباع المقبلة من العام الحالي.


مقالات ذات صلة

هاريس تنتهج سياسة للطاقة تتسم بـ«الغموض الاستراتيجي»

الاقتصاد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة للانتخابات الرئاسية (رويترز)

هاريس تنتهج سياسة للطاقة تتسم بـ«الغموض الاستراتيجي»

حبست نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أنفاس المسؤولين في قطاع الطاقة الأميركي، منذ أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة فيما يقرب من 25 يوماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منزل في كوبورغ بألمانيا مزود بألواح شمسية (رويترز)

نقص العمالة الماهرة في ألمانيا يهدد بإبطاء التحول للطاقة المتجددة

حذرت دراسة حديثة بأن نقص العمالة الماهرة في ألمانيا يهدد بإبطاء التحول إلى الطاقة المتجددة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد سفير الهند لدى السعودية الدكتور سهيل إعجاز خان (الشرق الأوسط)

الهند والسعودية تتجهان نحو تكامل اقتصادي شامل خلال الأشهر الستة المقبلة

في الوقت الذي مهّدت 24 زيارة بين مسؤولي البلدين الطريقَ لزيادة التعاون بعدة مجالات بين الرياض ودلهي، توقع دبلوماسي هندي إطلاق شراكات جديدة بالأشهر الـ6 المقبلة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد خطوط الكهرباء عالية الجهد تمتد في ضاحية يانكينغ بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)

ما هي مؤشرات الطاقة الواجب تتبعها في الصين هذا العام؟

دفع تباطؤ الاستهلاك في الصين «أوبك» إلى خفض تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط، مما يسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه ثاني اقتصاد في العالم.

«الشرق الأوسط» (كولورادو)
الاقتصاد منزل في كوبورغ بألمانيا مزود بألواح شمسية (رويترز)

وزير المالية الألماني يدعو إلى تسريع إنهاء دعم الطاقة المتجددة

دعا وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، إلى تسريع وتيرة إنهاء دعم الطاقات المتجددة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

هاريس تنتهج سياسة للطاقة تتسم بـ«الغموض الاستراتيجي»

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة للانتخابات الرئاسية (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة للانتخابات الرئاسية (رويترز)
TT

هاريس تنتهج سياسة للطاقة تتسم بـ«الغموض الاستراتيجي»

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة للانتخابات الرئاسية (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة للانتخابات الرئاسية (رويترز)

حبست نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس أنفاس المسؤولين في قطاع الطاقة الأميركي، منذ أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة فيما يقرب من 25 يوماً.

وفي محاولة لاستكشاف سياستها تجاه قطاع الطاقة، حاول البعض الإجابة عن تساؤلات حول: هل هي محاربة للمناخ ومكافحة التلوث؟ وهي كانت المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وحالياً هي النائبة في إدارة الرئيس جو بايدن، الذي أشرف على بلوغ صادرات النفط الأميركية لمستويات قياسية.

وفي خطاباتها التي ألقتها الأسبوع الماضي، ذكرت «هاريس» كلمة المناخ سبع مرات، لكن كلمات الطاقة والتكسير الهيدروليكي والنفط لم تذكرها بعد.

وتظهر استطلاعات الرأي دعماً واسع النطاق لمكافحة تغير المناخ، وخاصة بين الناخبين الشباب. لكن حملة هاريس تهدف إلى تجنب غضب أي من الجانبين. ويصف العديد من مساعديها خطتها بشأن قضايا الطاقة المثيرة للجدل بأنها تتسم بـ«الغموض الاستراتيجي».

والهدف من ذلك هو جذب الناخبين في الولايات الحاسمة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. وهي الولايات التي يعتمد فيها العمال من ذوي الياقات الزرقاء على الصناعات الاستخراجية والطاقة والتصنيع، وغالباً ما يدعمون السياسات الجمهورية التي تسعى إلى تعظيم إنتاج الوقود الأحفوري وإطالة أمده.

ترمب واضح

إلى ذلك، فقد أعرب المنافس الجمهوري لهاريس، دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عن وجهة نظره بالفعل. وفي مقابلة مع الملياردير إيلون ماسك يوم الاثنين، وصف ترمب هاريس بأنها «مجنونة يسارية متطرفة». وتساءل عن مدى إلحاح مسألة تغير المناخ.

وفي خمسة من خطاباتها الأسبوع الماضي، ذكرت هاريس نفس العبارة المكونة من بضع كلمات، قائلة: «إنه ينوي (ترمب) التنازل عن معركتنا ضد أزمة المناخ».

ودخول هاريس المتأخر إلى السباق الرئاسي لم يمنحها سوى القليل من الوقت لضبط السياسات. وعندما سُئل أحد مسؤولي الحملة عن مقترحات سياسية محددة، قال: «بالكاد لدينا لافتات انتخابية».

اتباع نفس سياسة بايدن

رفضت حملة هاريس تقديم إجابات محددة عن أسئلة مفصلة حول سياستها في مجال الطاقة وكيف تتماشى تصريحاتها السابقة مع نهجها الحالي، وفق وكالة «رويترز»، لكنها تعهدت بأنها ستلتزم بشكل أوثق بسياسات إدارة بايدن.

كان الرئيس جو بايدن قد تحدث بصرامة عن محاربة شركات النفط الكبرى، خاصة بعد تحقيق أرباح قياسية، لكنه لم يفعل الكثير لتقييد إنتاج الوقود الأحفوري. وقد وصل إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية في ظل إدارته، وحققت شركتا الطاقة الكبرى «إكسون موبيل»، و«شيفرون» أرباحاً قياسية.

وعلى عكس الحكومات في أوروبا، لم يفرض بايدن قط ضريبة غير متوقعة على الأرباح التي حققتها تلك الشركات عندما ارتفعت أسعار النفط والغاز بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.

وبصفتها نائبة للرئيس، دعمت هاريس تشريع بايدن التاريخي بشأن المناخ (قانون خفض التضخم) (IRA). وقال متحدث باسم الحملة: «كرئيسة (حال نجاحها)، ستنتهي كامالا هاريس من تنفيذ قانون IRA وقانون البنية التحتية الذي أقره الحزبان والبناء على نجاحاتهما»، في إشارة إلى التشريع الذي يحتوي على برامج دعم الطاقة النظيفة المربحة.

وقد سعت هاريس وبايدن، إلى توسيع طاقة الرياح البحرية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، مما يتناقض مع سياسات ترمب التي أعلن عنها، والذي انتقد طاقة الرياح البحرية وغيرها من تقنيات الطاقة النظيفة، إذ يعلن بانتظام دعمه لصناعة الوقود الأحفوري.

حظر التكسير الهيدروليكي

أوضحت حملة هاريس موقفها من قضية واحدة، وهي إنها لم تعد تدعم فرض حظر على التكسير الهيدروليكي على الأراضي الفيدرالية. وحاول بايدن فرض هذا الحظر، لكنه فشل، وهو ما اعترضت عليه عدة ولايات وأوقفه قاض اتحادي في لويزيانا.

ويعد هذا تحولاً ملحوظاً في سياسة هاريس، إذ إنها دعمت الحظر وعارضت جميع مشاريع البنية التحتية الجديدة للوقود الأحفوري، في عام 2019، كما دعمت قراراً ديمقراطياً لإنشاء «صفقة جديدة خضراء»، وهو جهد تقدمي كبير لتحويل البلاد نحو الطاقة المتجددة.

وبصفتها المدعي العام لولاية كاليفورنيا من عام 2011 إلى عام 2017، فازت هاريس بتسويات بملايين الدولارات مع شركتي النفط الكبرى «شيفرون» و«بي بي» بشأن انتهاكات التلوث من صهاريج تخزين الوقود تحت الأرض.

وقال ستيفن براون، مستشار الطاقة وعضو من جماعات الضغط، والذي كان له بصمة كبيرة في مجال التكرير في كاليفورنيا، إن «هاريس لم تتعامل بشكل بناء مع صناعة النفط والغاز خلال السنوات التي قضتها في الكابيتول من 2017 إلى 2021».

وأضاف: «لا أستطيع أن أقول إنه تم الترحيب بنا بشكل كبير في مكتبها سواء من قبلها أو من قبل موظفيها، وبالتالي لم يكن هناك الكثير من المشاركة والدعم...».

حسم بنسلفانيا

وفي ولاية بنسلفانيا - وهي ولاية لا بد أن يفوز فيها هاريس وترمب، حيث يخوضان سباقاً متقارباً – وهي الولاية التي فازت بتأييد جميع النقابات العمالية الكبرى.

تعد الولاية ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في البلاد، وتأمل في الاستفادة من الطلب المتزايد من أوروبا على صادرات الغاز الطبيعي المسال. لكن بايدن أوقف مؤقتاً جميع تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال الجديدة في وقت سابق من هذا العام، ورفضت حملة هاريس الإفصاح عما إذا كانت سترفع الإيقاف المؤقت وتشجع إنشاء منشآت جديدة في هذا الصدد.

يقول روب بير، رئيس مجلس تجارة «البناء والتشييد» بولاية بنسلفانيا، الذي يعمل أعضاؤه في محطات توليد الطاقة ومصافي التكرير وحقول الغاز الطبيعي بالولاية، إنه تحدث مع فريق هاريس وهو واثق من أنها ستتبع «كل ما سبق» في مجال الطاقة. لكنه أقر بأن بعض الوضوح سيساعده في إقناع الأعضاء بالتصويت لصالحها.

وقال بير: «هل سيكون أمراً رائعاً لو خرجت وقالت: أنا أحب التكسير الهيدروليكي، وأريد تصدير الغاز الطبيعي المسال، وأريد المزيد من المنشآت النووية؟ بالتأكيد، لكن هذا ليس واقعياً».

ويرى شيت طومسون، الرئيس والمدير التنفيذي لـ«AFPM»: أنه «إلى أن تقول نائبة الرئيس خلاف ذلك، علينا أن نعتقد أنها لا تزال تدافع عن كل ما كان في خطتها السياسية لعام 2019 ولكل سياسة شاركت في رعايتها كعضو في مجلس الشيوخ».