استمرار تحسن ثقة الشركات الصغيرة في أميركا رغم التضخم

مدير حسابات يتابع تحركات أسعار أسهم الشركات في «وول ستريت» (رويترز)
مدير حسابات يتابع تحركات أسعار أسهم الشركات في «وول ستريت» (رويترز)
TT

استمرار تحسن ثقة الشركات الصغيرة في أميركا رغم التضخم

مدير حسابات يتابع تحركات أسعار أسهم الشركات في «وول ستريت» (رويترز)
مدير حسابات يتابع تحركات أسعار أسهم الشركات في «وول ستريت» (رويترز)

استمر تحسن ثقة الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عامين ونصف العام، خلال الشهر الماضي، رغم استمرار التضخم بوصفه أقوى الهواجس لدى الشركات.

ووفق المسح الشهري للاتحاد الوطني للشركات المستقلة في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر الثقة، خلال يوليو (تموز) الماضي، للشهر الرابع على التوالي، بمقدار 2.2 نقطة، إلى 93.7 نقطة، مقابل 91.5 نقطة خلال يونيو (حزيران) الماضي. كان المحللون يتوقعون استقرار المؤشر دون تغيير، خلال الشهر الماضي.

وأشار الاتحاد إلى ارتفاع المؤشر، خلال يوليو، إلى أعلى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2022. وقال بيل دونكلبرج، كبير المحللين الاقتصاديين في الاتحاد، إنه رغم زيادة التفاؤل، ما زالت الطريق صعبة أمام أصحاب الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة.

وأضاف: «ضغوط التكاليف، وخصوصاً تكاليف العمالة، ما زالت تُعرقل أنشطة الشركات، وتؤثر على أرباحها».

في الوقت نفسه فإن قراءة المؤشر أقل من متوسط القراءة الشهرية له خلال 50 عاماً، ويبلغ 98 نقطة، للشهر الحادي والثلاثين على التوالي.

وقال دنكلبرج إن أصحاب الشركات الصغيرة يواجهون أمامهم شهوراً لا يمكن التنبؤ بتطوراتها، ولا يعرفون كيفية تأثير الأحوال الاقتصادية المستقبلية، ولا سياسات الحكومة، على الشركات.

وقال 25 في المائة من الشركات، التي شملها المسح، إن التضخم هو أكبر هاجس لها، بزيادة قدرها 4 نقاط عن النسبة المسجَّلة في مسح الشهر السابق.

وقال 33 في المائة من الشركات إنها سجلت زيادة في الإنفاق، خلال يوليو، وهو ما يقل بمقدار 5 نقاط عن يونيو الماضي، وأقل قراءة لها منذ أبريل (نيسان) 2021.


مقالات ذات صلة

التضخم في أميركا يتباطأ إلى 2.9 %... أدنى مستوياته من 3 سنوات

الاقتصاد عَلم الولايات المتحدة ومبنى الكابيتول (رويترز)

التضخم في أميركا يتباطأ إلى 2.9 %... أدنى مستوياته من 3 سنوات

بلغ التضخم في الولايات المتحدة على أساس سنوي أدنى مستوى له منذ أكثر من 3 سنوات في يوليو (تموز)، ليتباطأ إلى 2.9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في واشنطن (رويترز)

رئيس «فيدرالي» أتلانتا يؤكد الحاجة لمزيد من البيانات قبل خفض الفائدة

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا إن البيانات الاقتصادية الأخيرة جعلته «أكثر ثقة» بقدرة «المركزي» الأميركي على إعادة التضخم إلى هدفه.

«الشرق الأوسط» (أتلانتا )
الاقتصاد سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)

تراجع الذهب مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأميركي

انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف يوم الأربعاء حيث يظل المستثمرون على الحياد ترقباً لتقرير التضخم الأميركي الرئيسي في وقت لاحق من اليوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد زبائن يتسوقون في أحد أكشاك الفواكه والخضراوات بشارع بورتوبيلو بلندن (رويترز)

التضخم يعود ليطارد البريطانيين... أسعار الخدمات ترتفع والجنيه يهوي

عاود التضخم بأسعار المستهلك البريطاني ارتفاعه إلى 2.2 في المائة بعد شهرين من بلوغ هدف بنك إنجلترا 2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (أ ب)

أسعار المنتجين تدفع عوائد السندات الأميركية إلى الهبوط

شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعاً ملحوظاً يوم الثلاثاء، وذلك عقب صدور بيانات أسعار المنتجين التي جاءت أقل من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )

«بيانات الإقراض» تدفع الأسهم الصينية لأدنى مستوى في 6 أشهر

سيدة تتسوق في أحد المراكز التجارية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المراكز التجارية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

«بيانات الإقراض» تدفع الأسهم الصينية لأدنى مستوى في 6 أشهر

سيدة تتسوق في أحد المراكز التجارية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المراكز التجارية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

هبطت الأسهم الصينية إلى أضعف مستوياتها في 6 أشهر، الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات أن الإقراض من جانب البنوك في البلاد انخفض أكثر من المتوقع في يوليو (تموز) الماضي، في حين ظل حجم التداول ضعيفاً، ما يُسلط الضوء على هشاشة معنويات المستثمرين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني منخفضاً 0.8 بالمائة، مسجلاً أدنى مستوى منذ فبراير (شباط)، وخسر مؤشر «شنغهاي» المركب 0.6 بالمائة.

ويأتي الضعف حتى مع تقدم الأسهم الآسيوية وتكبد الدولار خسائر، بعد أن أثارت بيانات أسعار المنتجين الأميركية الضعيفة الآمال في أن يكون التضخم في أسعار المستهلكين حميداً، ما دفع عائدات السندات إلى الانخفاض.

ووفقاً لبيانات أصدرها بنك الشعب الصيني، يوم الثلاثاء، قدمت البنوك الصينية 260 مليار يوان (36.28 مليار دولار) من القروض الجديدة باليوان في يوليو، بانخفاض نحو 88 بالمائة عن يونيو (حزيران)، وبما يقل عن توقعات المحللين.

وانخفض الإقراض إلى أدنى مستوى له في نحو 15 عاماً، بسبب ضعف الطلب على الائتمان والعوامل الموسمية، ما أثار التوقعات بأن البنك المركزي قد يوزع مزيداً من خطوات التيسير.

وقال محللو «غولدمان ساكس» في مذكرة: «مع تسليط بنك الشعب الصيني الضوء على أهمية التعديل المضاد للدورة الاقتصادية لدعم الطلب المحلي، فإننا نحافظ على توقعاتنا بخفض نسبة الإقراض الإلزامي بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الثالث لتسهيل زيادة إصدار السندات الحكومية وخفض سعر الفائدة بمقدار 10 نقاط أساس في الربع الرابع لخفض تكاليف التمويل للاقتصاد الحقيقي».

وعند الإغلاق، انخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية في الصين بنسبة 1.05 بالمائة، في حين انخفض مؤشر العقارات بنسبة 0.92 بالمائة. كما أغلق مؤشر «شنتشن» الأصغر، منخفضاً بنسبة 0.86 بالمائة، ومؤشر «تشينيكست» المركب للشركات الناشئة بنسبة 1.422 بالمائة.

وانخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ 0.36 بالمائة، ومؤشر «هانغ سنغ الصيني» للشركات بنسبة 0.41 بالمائة.

وبالتوازي مع هبوط سوق الأسهم، قالت صحيفة تابعة للبنك المركزي الصيني في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، إن العائدات على السندات طويلة الأجل في الصين عادت إلى الارتفاع نحو مستويات معقولة، وإن المضاربة قصيرة الأجل تتراجع، ما يُظهر أن تحذيرات الجهات التنظيمية من شراء السندات بتهور نجحت.

وجاء إعلان نجاح صحيفة «فاينانشال نيوز»، التابعة لبنك الشعب الصيني، في الوقت الذي أدت فيه بيانات القروض الشهرية المخيبة للآمال في الصين إلى زيادة توقعات التيسير النقدي، وساعدت في دفع العائدات إلى الانخفاض، يوم الأربعاء.

وقال مدير صندوق طلب عدم الكشف عن هويته: «يبدو أن بنك الشعب الصيني يتخذ وقفة» في معركته ضد صعود السندات.

وقال لف بين، المحلل في «توبسبيريتي» للأوراق المالية، في مذكرة: «في غياب علامات على تحول اقتصادي... قد تستمر العائدات في الاتجاه النزولي».

وقفزت العقود الآجلة لسندات الخزانة الصينية لأجل 30 عاماً بنحو 1 بالمائة في التعاملات المبكرة يوم الأربعاء، في حين هبطت العائدات، التي تتحرك عكسياً مع الأسعار، في جميع الفترات.

وقفزت العائدات الصينية على مدى الأسبوع الماضي مع تكثيف السلطات، التي تخشى من مخاطر الفقاعة، جهودها لتهدئة ارتفاع السندات السريع المدعوم من المستثمرين، التي تعد الملاذ الآمن للفارين من أسواق العقارات والأسهم المتذبذبة.

وخلال الأسبوع الماضي، شوهدت البنوك الحكومية الصينية تبيع سندات الخزانة على دفعات كبيرة، في حين حققت الهيئات التنظيمية في عدد من البنوك الريفية للاشتباه في التلاعب، ما أدى إلى اهتزاز سوق السندات.

وفي السابق، كانت العائدات طويلة الأجل منخفضة للغاية، لكنها «صعدت إلى مستويات معقولة مؤخراً»، وفق ما ذكرت صحيفة «فاينانشال نيوز»، التي تعدّ لسان حال البنك المركزي.

وبلغ العائد الصيني لأجل 30 عاماً 2.39 بالمائة يوم الثلاثاء، وهو أعلى بـ9 نقاط أساس من أدنى مستوى قياسي سجل في الخامس من أغسطس (آب).

وقالت صحيفة «فاينانشال نيوز»: «من الواضح أن إصدار السندات الحكومية يتسارع، والمضاربة في السوق قصيرة الأجل آخذة في الانخفاض. كل هذا يُشير إلى أن العرض والطلب على السندات يتحركان نحو التوازن، وأن التحذيرات المتكررة من المخاطر من قِبل الجهات التنظيمية المالية نجحت».

وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أصدر بنك الشعب الصيني بيانات تظهر أن الإقراض المصرفي انخفض أكثر من المتوقع في يوليو الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له فيما يقرب من 15 عاماً، ما أثار التوقعات بأن البنك المركزي قد يخفف السياسة بشكل أكبر.

وفي تعليقه على البيانات، قال «غولدمان ساكس» إنه يحافظ على توقعاته بأن الصين ستخفض نسب متطلبات الاحتياطي بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الثالث، وتخفض سعر الفائدة بمقدار 10 نقاط أساس في الربع الرابع.

ومزيد من التيسير النقدي من شأنه أن يضيف مزيداً من الحافز إلى ارتفاع السندات، ما قد يعقد معركة بنك الشعب الصيني ضد صعود السندات.

وقال مدير صندوق مقره شنغهاي، رفض الكشف عن هويته، إن التحركات الأخيرة للسلطات «تبدو كأنها تهدف إلى منع العائدات طويلة الأجل من الانخفاض كثيراً»، مع استعداد بنك الشعب الصيني لتيسير جديد.