مصر تعيد ترتيب أولويات الإنفاق العام لاحتواء أثر الإصلاحات الاقتصادية

وزير المالية: ارتفاع دعم الوقود 31 %

وزير المالية المصري أحمد كجوك في أول مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك في أول مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)
TT

مصر تعيد ترتيب أولويات الإنفاق العام لاحتواء أثر الإصلاحات الاقتصادية

وزير المالية المصري أحمد كجوك في أول مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)
وزير المالية المصري أحمد كجوك في أول مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)

قال وزير المالية المصري أحمد كجوك، إن الوزارة تعمل على ترتيب الأولويات من جديد، حتى يكون الإنفاق العام أكثر مراعاة للبعد الاجتماعي، وذلك لاحتواء أثر الإصلاحات الاقتصادية.

ولفت الوزير، في أول مؤتمر صحافي بعد توليه المسؤولية، الثلاثاء، إلى أنه «تمت زيادة حجم الإنفاق على التعليم خلال العام المالي الماضي بنسبة 25 في المائة؜، والقطاع الصحي بنسبة 24 في المائة؜ وقطاع الحماية الاجتماعية بنسبة 20 في المائة،؜ بما يفوق معدل نمو المصروفات، دون خدمة الدين».

وأشار الوزير إلى أن «دعم المواد البترولية تجاوز 165 مليار جنيه (3.35 مليار دولار)، بارتفاع 31 في المائة على أساس سنوي، في العام المالي 2023 - 2024، ودعم السلع التموينية ارتفع إلى أكثر من 133 مليار جنيه، بزيادة 10 في المائة على أساس سنوي...».

ورفعت مصر هذا العام أسعار الوقود والخبز، وهي سلعة مدعومة بشكل كبير، تنفيذاً لأحد شروط برنامج قرض صندوق النقد الدولي البالغ 8 مليارات دولار.

وقال الوزير: «الأولوية... تحسين الخدمات للمواطنين، فالشعب المصري هو المالك الحقيقي للموازنة وسنعمل بكل جهد أيضاً لتعظيم الموارد لخلق مساحة مالية كافية للإنفاق على مجالات التنمية البشرية وكل ما يهم المواطنين»، موضحاً أن «أرقام الموازنة مهما تحسنت ستكون بلا معنى... إذا لم تنعكس في تحسين أداء الاقتصاد وتنافسية مجتمع الأعمال وتحسن مستوى المعيشة».

وأضاف الوزير: «عارفين المشاكل فين... وشغالين عليها... وسياساتنا المالية ستدعم أكثر التنمية البشرية والإنتاج والتصدير»، موضحاً أن فاتورة خدمة الدين ما زالت مرتفعة بسبب ارتفاع التضخم ومعدلات الفائدة... «ونستهدف النزول بها إلى 35 في المائة من إجمالي المصروفات على المدى المتوسط».

وعن الحصيلة الضريبية، أوضح كجوك: «لم نفرض ضرائب جديدة العام الماضي... والذي تحقق في الإيرادات الضريبية بزيادة 30 في المائة، صرفناه على برامج الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية»، موضحاً أنه تم تحقيق معدل نمو للإيرادات يبلغ 60 في المائة، وبما يفوق معدل نمو المصروفات، وقد زادت الإيرادات غير الضريبية بنسبة 190 في المائة، نتيجة تنويع مصادر موارد الدولة، وأهمها حصول الخزانة العامة للدولة على 50 في المائة من صفقة رأس الحكمة.

وبخصوص نمو الاستثمارات، أكد الوزير تراجعها، لكنه أكد أيضاً العمل «بكل جهد لزيادة حجم الاستثمارات الخاصة مع التركيز على الاستثمارات الموجهة للصناعة والتصدير... ما زلنا نحتاج لشغل أكثر لزيادة مساهمات القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي»، موضحاً: «تمكنا من ترشيد الإنفاق بنسبة 2.2 في المائة من الناتج المحلي، وخفضنا عجز الموازنة إلى 3.6 في المائة...».

وأضاف: «وسنبذل جهداً أكبر لخفض معدل الدين، ونعمل على تنويع قاعدة المستثمرين والعملات والأسواق وإطالة عمر الدين من أجل تعزيز درجة الثقة بالاقتصاد المصري»، لافتاً إلى أن «الآليات المبسطة لتسوية المنازعات... والحياد الضريبي يساعدان في جذب مزيد من الاستثمارات الخاصة بالأنشطة الاقتصادية».

وقال الوزير: «بدأنا استعادة ثقة المستثمرين... ومستمرون في استهداف دخول أسواق جديدة وسداد الاستحقاقات واستعادة تقييم مصر الائتماني لمساره الإيجابي... وتكلفة الدين بدأت تتراجع في الإصدارات المصرية السيادية الدولية، وعوائد السندات الدولية بالسوق الثانوية انخفضت 6 في المائة لأجل 3 سنوات و3.1 في المائة لأجل 5 سنوات، مقارنة بأسعارها في فبراير (شباط) الماضي». وأشار كجوك إلى تراجع معدلات أسعار التأمين ضد مخاطر السداد لأجل 5 و10 أعوام 224 و168 نقطة على التوالي.


مقالات ذات صلة

ضغوط زيادة الأسعار تحول دون نمو القطاع الخاص غير النفطي في مصر

الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

ضغوط زيادة الأسعار تحول دون نمو القطاع الخاص غير النفطي في مصر

تراجع نشاط القطاع الخاص غير النفطي بمصر بشكل طفيف خلال يوليو الماضي وسط قلق الشركات من ارتفاع محتمل في التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي في العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

صافي الأصول الأجنبية لمصر إيجابي للشهر الثاني على التوالي

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن صافي الأصول الأجنبية في مصر كان إيجابياً للشهر الثاني على التوالي في يونيو بعد أن ظل سلبياً لأكثر من عامين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد امرأة تُنتج القمصان في مصنع بأكرا في غانا. (الموقع الإلكتروني للبنك الدولي)

مصر تعمل على تعزيز الحيّز المالي المتاح لأفريقيا من المؤسسات الدولية

قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، إن بلادها تعمل حالياً على تعزيز الحيّز المالي المتاح لدول قارة أفريقيا من المؤسسات الدولية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا (الشرق الأوسط)

مصر تتوقع الحصول على 820 مليون دولار من صندوق النقد الدولي خلال أيام

قال وزير المالية المصري إن موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة، في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي تُعدّ «شهادة ثقة» في برنامج الحكومة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا شعار صندوق النقد الدولي على مقره في واشنطن (رويترز)

صندوق النقد يسمح لمصر بسحب 820 مليون دولار ويدعوها لـ«مزيد من الإصلاح»

أعلن صندوق النقد الدولي استكمال مراجعة تسمح لمصر بسحب 820 مليون دولار، قائلاً إن الجهود المبذولة لاستعادة الاستقرار على صعيد الاقتصاد الكلي بدأت تؤتي ثمارها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أرباح مجموعة «صافولا» السعودية تنمو 2.5 % خلال الربع الثاني

مقر مجموعة «صافولا» في السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)
مقر مجموعة «صافولا» في السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)
TT

أرباح مجموعة «صافولا» السعودية تنمو 2.5 % خلال الربع الثاني

مقر مجموعة «صافولا» في السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)
مقر مجموعة «صافولا» في السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)

ارتفع صافي أرباح مجموعة «صافولا» السعودية بنسبة 2.5 في المائة، إلى 135 مليون ريال (35.9 مليون دولار)، خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنةً مع 132 مليون ريال (35 مليون دولار) في الفترة ذاتها من العام السابق.

وأرجعت الشركة أسباب النمو، في بيان على موقع سوق الأسهم السعودية الرئيسية (تداول)، إلى التحسن في أداء قطاع التجزئة من صافي خسارة بلغت 22 مليون ريال في الربع الثاني من العام السابق إلى صافي ربح بلغ 6 ملايين ريال في الربع الثاني من العام الحالي، نتيجة التأثير الإيجابي لبرنامج تحسين تجربة العميل، إلى جانب ارتفاع حصة المجموعة في أرباح شركات زميلة، وانخفاض مصروفات الزكاة وضريبة الدخل.

في المقابل سجلت الشركة ارتفاعاً في المصاريف التشغيلية خلال الربع الثاني من العام الجاري، بالإضافة إلى زيادة صافي تكلفة التمويل الذي يرجع بشكل أساسي إلى الارتفاع في أسعار الفائدة السائدة.

وتراجعت إيرادات مجموعة «صافولا» التي تعد من كبرى شركات الصناعات الغذائية في السعودية، بنسبة 11.7 في المائة إلى 5.3 مليار ريال في الربع الثاني من العام الجاري، مقارنةً مع 6 مليارات ريال في الفترة المماثلة من العام السابق، بسبب انخفاض إيرادات قطاع تصنيع الأغذية وذلك نتيجة انخفاض أسعار ومبيعات زيوت الطعام، رغم ارتفاع الأسعار وزيادة حجم المبيعات في قطاع السكر.

وعلى أساس فصلي هبط صافي الربح بنسبة 61 في المائة، حيث كان قد بلغ 348.7 مليون ريال في الربع الأول من العام الجاري، وذلك جراء أنماط الاستهلاك الموسمية حسبما ذكرت الشركة.

يُذكر أن ربحية السهم تراجعت خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 0.92 ريال، مقارنةً مع 0.99 ريال في الفترة المماثلة من العام السابق.

عاجل الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت على علو منخفض في سماء بيروت