أرباح «ميتا» تفوق التوقعات بفضل الذكاء الاصطناعي والإعلانات

شعار مجموعة أعمال «ميتا بلاتفورمز» في بروكسل (رويترز)
شعار مجموعة أعمال «ميتا بلاتفورمز» في بروكسل (رويترز)
TT

أرباح «ميتا» تفوق التوقعات بفضل الذكاء الاصطناعي والإعلانات

شعار مجموعة أعمال «ميتا بلاتفورمز» في بروكسل (رويترز)
شعار مجموعة أعمال «ميتا بلاتفورمز» في بروكسل (رويترز)

حققت شركة «ميتا بلاتفورمز» نتائج مالية أفضل من توقعات السوق لإيرادات الربع الثاني يوم الأربعاء، وأصدرت توقعات متفائلة للمبيعات للربع الثالث، مما يشير إلى أن الإنفاق القوي على الإعلانات الرقمية على منصاتها الاجتماعية يمكن أن يغطي تكلفة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 6.8 في المائة بعد انتهاء التداول، وفق «رويترز».

وقالت الشركة، المالكة لـ«فيسبوك» و«إنستغرام»، إنها تتوقع أن تتراوح الإيرادات للربع الثالث بين 38.5 مليار دولار و41 مليار دولار، حيث يتجاوز منتصف النطاق تقديرات المحللين البالغة 39.1 مليار دولار، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وأشارت «ميتا» إلى أن الإيرادات ارتفعت بنسبة 22 في المائة إلى 39.1 مليار دولار للفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران)، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 38.3 مليار دولار.

وقالت المديرة المالية لشركة «ميتا»، سوزان لي، للمحللين في مكالمة هاتفية إن الشركة «تواصل رؤية طلب قوي على الإعلانات العالمية، كما نجني ثمار مشروع متعدد السنوات لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أنظمة الاستهداف والتصنيف والتسليم للإعلانات الرقمية على منصاتها». وأضافت لي والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ أن هذه الأدوات ستواصل دفع النمو في العامين المقبلين، بينما ستستغرق الميزات الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي مثل مساعدي الدردشة وقتاً أطول لتحقيق العائد المالي.

وارتفعت أسهم تطبيق الوسائط الاجتماعية «سناب»، الذي يعتمد أيضاً بشكل كبير على الإعلانات الرقمية، بنسبة 3 في المائة بعد تقرير «ميتا».

وقال المحلل في «إي ماركتر»، ماكس ويلنز: «من المحتمل أن تتم إزالة أي قلق كان لدى المستثمرين حول إنفاق (ميتا) على الذكاء الاصطناعي والميتافيرس بفضل نتائج هذا الربع». وأضاف: «مع هوامش الربح الصحية كما هي، يجب أن يشعر مستثمرو (ميتا) بالراحة مع استثمارات الشركة الطموحة في خططها المستقبلية».

وعلى الرغم من أن تكاليف «ميتا» ارتفعت بنسبة 7 في المائة في الربع الثاني، فإن الزيادة الكبيرة في الإيرادات فاقت بكثير نمو النفقات، مما أدى إلى ارتفاع بنسبة 9 نقاط في هامش التشغيل، إلى 38 في المائة من 29 في المائة.

وارتفع عدد الأشخاص النشطين يومياً (دي إيه بي)، وهو مقياس تستخدمه الشركة لتتبع عدد المستخدمين الفريدين الذين يفتحون أياً من تطبيقاتها يومياً، بنسبة 7 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى متوسط قدره 3.27 مليار في يونيو (حزيران).

وتأتي نتائج «ميتا» بعد نتائج مخيبة للآمال من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى، التي أشارت إلى أن العائد من الاستثمارات الكبيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد يستغرق وقتاً أطول مما كانت تأمله «وول ستريت».

وقالت «مايكروسوفت» يوم الثلاثاء إنها ستنفق مزيداً من المال هذا العام المالي لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، بينما حذرت شركة «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، الأسبوع الماضي من أن إنفاقها الرأسمالي سيظل مرتفعاً لبقية العام.

ومثل الشركتين، كانت «ميتا» تستثمر مليارات الدولارات في مراكز بياناتها في محاولة للاستفادة من ازدهار الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد تراجعت أسهمها في أبريل بعد أن كشفت عن توقعات نفقات أعلى من المتوقع، مما أدى بسرعة إلى انخفاض قيمتها السوقية بمقدار 200 مليار دولار. وقد أنهى ذلك فترة من الربع القوي لشركة «ميتا»، التي استعادت قيمتها السوقية بعد انهيار أسهمها في 2022 عن طريق تقليص قوتها العاملة، والتركيز على حماس المستثمرين لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقالت مؤسسة شركة أبحاث «سوناتا إنسايتس»، ديبرا آهو ويليامسون، إنها ترى نتائج «ميتا»، «مؤشراً» لأسهم الذكاء الاصطناعي. وأضافت: «إذا تمكنت شركة ما من إظهار نتائج قوية من أعمالها الأساسية، فإن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي ستُرى بشكل أكثر إيجابية. إذا كانت الأعمال الأساسية تُظهر أي علامات ضعف - كما رأينا الأسبوع الماضي مع (يوتيوب) التابع لـ(ألفابت) - فقد يبدو السهم أكثر خطورة».

وزادت «ميتا» عدد موظفيها على مدار العام الماضي، لا سيما من مهندسي الذكاء الاصطناعي، مع الاستمرار في حل الفرق في أماكن أخرى بهدوء. وقالت يوم الأربعاء إن عدد الموظفين انخفض بنسبة 1 في المائة على أساس سنوي، على الرغم من أن لي قالت: إنها تتوقع أن يكون العدد «أعلى بشكل ملحوظ» بنهاية العام.

كما أشارت شركة الوسائط الاجتماعية إلى أنها ستواصل الإنفاق الكبير على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، متوقعة أن يكون الإنفاق الرأسمالي لعام 2024 بين 37 مليار دولار و40 مليار دولار، بزيادة قدرها 2 مليار دولار على الحد الأدنى من التوقعات السابقة البالغة 35 مليار دولار إلى 40 مليار دولار.

وتركت التوقعات الإجمالية للنفقات للسنة دون تغيير عند 96 مليار دولار إلى 99 مليار دولار، مع التحذير من أن تكاليف البنية التحتية ستستمر في كونها «محركاً رئيسياً» لنمو النفقات في عام 2025. وقالت أيضاً إن الخسائر المرتبطة بوحدة الميتافيرس «رياليتي لابز»، التي تنتج نظارات الواقع الافتراضي، ونظارات ذكية مصنوعة بالتعاون مع «إيسيلور لوكسوتيكا» ورموز الواقع المعزز المقبلة، ستستمر في «الزيادة بشكل كبير».

وعلى الرغم من أن مسؤولي «ميتا» قالوا إن النسخة الأخيرة من النظارات الذكية كانت أكثر نجاحاً من المتوقع، فقد تكبدت «رياليتي لابز» خسائر بلغت نحو 4.5 مليار دولار في الربع الثاني، وأرجعت لي الزيادة في إيرادات الوحدة أساساً إلى مبيعات نظارات الواقع الافتراضي «كويست».


مقالات ذات صلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد علم شركة «إنفيديا» على الحرم الجامعي في سانتا كلارا بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

بالأرقام... كيف أصبحت «إنفيديا» الشركة الأكثر قيمة في العالم؟

حققت «إنفيديا» مرة أخرى نتائج ربع سنوية تجاوزت توقعات «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا 7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

تمنحنا «غوغل» إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأدوات التجريبية التي لم تصبح منتجات كاملة بعد.

دوغ آموث (واشنطن)
علوم ​الذكاء الاصطناعي في علاج جذور الأسنان

​الذكاء الاصطناعي في علاج جذور الأسنان

يحدد الآفات والخراجات حولها

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)
منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)
TT

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)
منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار، وفقاً لمسح حديث، ما يُشكل نكسةً جديدة لجهود رئيس الوزراء كير ستارمر في تعزيز النمو الاقتصادي.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الأولي لشركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، الذي نُشر يوم الجمعة، إلى 49.9 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو مستوى أقل من مستوى عدم التغيير البالغ 50 نقطة للمرة الأولى في 13 شهراً، من 51.8 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وقال كبير الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال»، كريس ويليامسون: «إن أول مسح بعد الموازنة لصحة الاقتصاد يعطي قراءة متشائمة». وأضاف: «قام أصحاب العمل بتقليص أعداد العاملين للشهر الثاني على التوالي؛ حيث خفضت الشركات الصناعية عدد موظفيها بأسرع وتيرة منذ فبراير، مع تزايد التشاؤم بشأن الآفاق المستقبلية».

وأشار المسح إلى أن مؤشر الأعمال الجديدة سجّل أضعف مستوى له منذ نوفمبر الماضي، وهو ما يعكس التأثير السلبي للنظرة المستقبلية الضعيفة للاقتصاد العالمي، خاصة مع تراجع قطاع السيارات. ولكن السياسات التي بدأتها حكومة حزب العمال البريطانية كانت أيضاً أحد الأسباب الرئيسية للقلق.

وقال ويليامسون: «إن الشركات توضح رفضها للسياسات المعلنة في الموازنة، وخاصة الزيادة المخطط لها في مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل». وقامت المستشارة راشيل ريفز بزيادة مبلغ مساهمات الضمان الاجتماعي التي يجب على أصحاب العمل دفعها، وخفض الحد الأدنى للمبلغ الذي يجب على الشركات دفعه، في خطوة تهدف إلى زيادة الإيرادات لتمويل الخدمات العامة.

وقد أشار العديد من أصحاب الأعمال إلى أن التغييرات في الموازنة تتعارض مع وعد ريفز وستارمر بتحويل المملكة المتحدة إلى أسرع اقتصادات مجموعة السبع نمواً.

وكان الزخم الاقتصادي ضعيفاً بالفعل؛ حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1 في المائة فقط في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي نُشرت الأسبوع الماضي. كما أظهرت الأرقام الصادرة يوم الخميس أن الاقتراض الحكومي تجاوز التوقعات في أكتوبر، مما يعكس اعتماد ريفز المحتمل على تحسن النمو الاقتصادي لتوليد الإيرادات الضريبية اللازمة لتمويل المزيد من الإنفاق على الخدمات العامة.

وأفاد المسح بأن الشركات لا تقوم بالتوظيف ليحلوا محل الموظفين الذين يغادرون، في الوقت الذي تستعد فيه لارتفاع متوقع في تكاليف الأجور في أبريل (نيسان).

وأشار ويليامسون إلى أن المسح أظهر أن الاقتصاد قد ينكمش بمعدل ربع سنوي قدره 0.1 في المائة، لكن تراجع الثقة قد ينذر بمعدل أسوأ في المستقبل، بما في ذلك مزيد من فقدان الوظائف.

وارتفعت أسعار البيع بأبطأ وتيرة منذ الجائحة، لكن الارتفاع الحاد في أسعار المدخلات وتكاليف الأجور كان يثقل كاهل قطاع الخدمات، وهو ما قد يثير قلق بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، الذين يراقبون عن كثب الأسعار في قطاع الخدمات.

كما قفزت معدلات التضخم بشكل أكبر من المتوقع الشهر الماضي، مما يوضح السبب وراء توخي البنك المركزي الحذر في خفض أسعار الفائدة. وقد تراجع مؤشر النشاط التجاري للقطاع الخدمي، الأكثر هيمنة في الاقتصاد، إلى أدنى مستوى له في 13 شهراً عند 50 من 52.0 في أكتوبر. كما تراجع مؤشر التصنيع إلى 48.6، وهو أدنى مستوى له في 9 أشهر، من 49.9 في أكتوبر.