«بنك اليابان» في مهمة معقدة لرفع الفائدة رغم زيادة التضخم بالعاصمة

«نيكي» يبدد مكاسبه ويواصل التراجع للجلسة الثامنة

يابانيون في «أوتوبيس نهري» بالعاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
يابانيون في «أوتوبيس نهري» بالعاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
TT

«بنك اليابان» في مهمة معقدة لرفع الفائدة رغم زيادة التضخم بالعاصمة

يابانيون في «أوتوبيس نهري» بالعاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
يابانيون في «أوتوبيس نهري» بالعاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن التضخم الأساسي في العاصمة اليابانية تسارع للشهر الثالث على التوالي في يوليو (تموز) الجاري، لكن مؤشرا يقيس نمو الأسعار بسبب الطلب تباطأ، مما يعقد قرار البنك المركزي بشأن موعد رفع أسعار الفائدة.

وتأتي البيانات قبل اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان الذي يستمر يومين وينتهي يوم الأربعاء، حيث سيناقش مجلس البنك ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة ويضع تفاصيل حول كيفية خططه لتقليص مشترياته الضخمة من السندات.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي في طوكيو، والذي يستبعد تكاليف الأغذية الطازجة المتقلبة، بنسبة 2.2 في المائة في يوليو مقارنة بالعام السابق، وهو ما يتوافق مع متوسط ​​توقعات السوق ويتسارع قليلاً من ارتفاع بنسبة 2.1 في المائة في يونيو (حزيران).

وكان ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في طوكيو، والذي يعتبر مؤشراً رئيسياً للاتجاهات الوطنية، يرجع إلى حد كبير إلى التخلص التدريجي من إعانات الحكومة للحد من فواتير المرافق.

وتباطأ التضخم على مؤشر يستبعد تكاليف الطاقة، والذي يراقبه بنك اليابان من كثب كمؤشر أوسع لاتجاه الأسعار، إلى 1.5 في المائة في يوليو من 1.8 في المائة في يونيو. وكان هذا أبطأ وتيرة سنوية في ما يقرب من عامين، مما يشير إلى أن ارتفاع الأسعار يتباطأ بسبب الاستهلاك الضعيف.

وقال مارسيل ثيليانت، رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في «كابيتال إيكونوميكس»: «إن التباطؤ الحاد في التضخم، باستثناء الأغذية الطازجة والطاقة في طوكيو هذا الشهر، يقلل من احتمالات قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، على الرغم من أننا متمسكون بتوقعاتنا برفع سعر الفائدة إلى 0.3 في المائة».

وتباطأ التضخم في قطاع الخدمات إلى 0.5 في المائة في يوليو من 0.9 في المائة في يونيو، ما ألقى بظلال من الشك على وجهة نظر البنك المركزي القائلة بأن ارتفاع الأجور سيدفع المزيد من الشركات إلى تمرير تكاليف العمالة الأعلى من خلال رفع الأسعار.

وقال تاكاهايدي كيوتشي، الخبير الاقتصادي في معهد نومورا للأبحاث: «قد يبدو التضخم مرتفعاً على السطح بسبب الدعم الذي تلقته أسعار الواردات من ضعف الين. لكن التضخم الأساسي الفعلي ليس قوياً جداً في اليابان. ولا يوجد دليل واضح على أن التضخم الناجم عن التكاليف يتم استبداله بضغوط الأسعار المدفوعة بالطلب، كما يزعم بنك اليابان».

وأنهى بنك اليابان ثماني سنوات من أسعار الفائدة السلبية وبقايا أخرى من التحفيز النقدي الجذري في مارس (آذار)، حيث رأى أن تحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة أصبح الآن في الأفق. ويتوقع البنك المركزي أن تؤدي الأجور المرتفعة إلى ارتفاع أسعار الخدمات والحفاظ على التضخم بشكل دائم عند حوالي 2 في المائة، وهو الشرط الذي حدده كشرط أساسي للتخلص التدريجي من التحفيز النقدي.

ومع تسبب إعانات الوقود الحكومية في تقلبات غير متكررة في المؤشر الأساسي، ينظر بنك اليابان من كثب إلى المؤشر باستثناء الوقود كمقياس أفضل لاتجاه الأسعار الأساسي.

وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا إن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة من مستويات قريبة من الصفر الحالية إذا أصبح أكثر اقتناعا بأن التضخم الأساسي سيظل عند مستوى 2 في المائة في السنوات المقبلة، كما يتوقع.

ويتوقع كثير من اللاعبين في السوق أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة هذا العام، رغم أنهم منقسمون بشأن ما إذا كانت مثل هذه الخطوة قد تأتي الأسبوع المقبل أو في وقت لاحق من هذا العام.

وفي الأسواق، أغلق المؤشر نيكي الياباني على انخفاض يوم الجمعة مبددا مكاسبه المبكرة ومواصلا التراجع للجلسة الثامنة، إذ عدل المتعاملون مراكزهم وسط حالة من الغموض بشأن وول ستريت بعد جلسة متقلبة.

وتراجع المؤشر نيكي 0.53 في المائة ليغلق عند 37667.41 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 25 أبريل (نيسان)، بعد أن ارتفع إلى ما يصل إلى 0.6 في المائة مع إقبال المتعاملين على شراء الأسهم التي بدت مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.

وخلال الأسبوع، انخفض المؤشر 5.48 في المائة مسجلا أسوأ أسبوع له منذ منتصف أبريل. وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.38 في المائة إلى 2699.54 نقطة، وخسر 5.28 في المائة خلال الأسبوع.

وقال شويتشي أريساوا المدير العام لقسم أبحاث الاستثمار في «إيواي كوزمو سكيوريتيز»: «لم تكن هناك إشارات سلبية معينة للسوق، لكن المتعاملين باعوا أسهما لتعديل مراكزهم قبل عطلة نهاية الأسبوع في ظل اضطراب السوق الأميركية، وقد يكون هناك انخفاض كبير خلال ساعات الليل». وأضاف أن السوق كانت حذرة أيضا بشأن قرار السياسة النقدية الذي سيتخذه بنك اليابان الأسبوع المقبل وسط توقعات متزايدة بأنه سيرفع سعر الفائدة.


مقالات ذات صلة

قرضان للمغرب لـ«تحسين الحوكمة الاقتصادية»

شمال افريقيا عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)

قرضان للمغرب لـ«تحسين الحوكمة الاقتصادية»

قال البنك الأفريقي للتنمية، الجمعة، إنه قدّم للمغرب قرضين بقيمة 120 مليون يورو (130 مليون دولار) لكل منهما؛ بهدف تمويل منطقة صناعية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

ارتفاع معتدل لأسعار السلع الأميركية في يونيو

ارتفعت أسعار السلع في الولايات المتحدة بشكل معتدل في يونيو الماضي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بريطانيون يحتسون القهوة على ضفة نهر التيمز بالعاصمة لندن (رويترز)

بريطانيا تتأهب للكشف عن «فجوة هائلة» في المالية العامة

تستعد وزيرة المال البريطانية الجديدة رايتشل ريفز للكشف عن فجوة هائلة في المالية العامة تبلغ 20 مليار جنيه إسترليني خلال كلمة أمام البرلمان يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سيدة تسير إلى جوار متجر «آيفون» في مدينة ووهان الصينية (رويترز)

«أبل» تنضم للشركات الملتزمة بقواعد البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي

انضمت شركة «أبل» إلى حوالي 12 شركة تكنولوجيا التزمت اتباع مجموعة قواعد للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)

بريطانيا تتأهب للكشف عن «فجوة هائلة» في المالية العامة

بريطانيون يحتسون القهوة على ضفة نهر التيمز بالعاصمة لندن (رويترز)
بريطانيون يحتسون القهوة على ضفة نهر التيمز بالعاصمة لندن (رويترز)
TT

بريطانيا تتأهب للكشف عن «فجوة هائلة» في المالية العامة

بريطانيون يحتسون القهوة على ضفة نهر التيمز بالعاصمة لندن (رويترز)
بريطانيون يحتسون القهوة على ضفة نهر التيمز بالعاصمة لندن (رويترز)

تستعد وزيرة المال البريطانية الجديدة رايتشل ريفز للكشف عن فجوة هائلة في المالية العامة تبلغ 20 مليار جنيه إسترليني، خلال كلمة أمام البرلمان يوم الاثنين، حسبما أفادت وكالة «بي آي» الجمعة.

وقد يكون مثل هذا الإعلان مقدمة لزيادة الضرائب في الأشهر المقبلة، وستحدّد ريفز خلال كلمتها موعد إعلان موازنة الحكومة في الخريف، وفقاً للوكالة. ولم يتمكّن متحدثون باسم وزارة الخزانة البريطانية اتصلت بهم وكالة الصحافة الفرنسية من تأكيد هذه المعلومات على الفور، الجمعة.

وفي قمة مجموعة العشرين في البرازيل، قالت ريفز للصحافيين، الخميس، إنها ستدلي «بخطاب أمام البرلمان الاثنين حول وضع المالية العامة والضغوط على الإنفاق الحكومي». وتحدثت عن «تحدٍّ هائل للحكومة» العمالية «بسبب الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والخدمات العامة خلال حكم المحافظين»، ووعدت «بانضباط من حديد» فيما يتعلق بالموازنة.

وسيكون أمام حكومة كير ستارمر هامش محدود للتصرّف في الموازنة بهدف إحداث التغيير الذي وعد به خلال حملته الانتخابية.

وبلغ الدين العام 14.5 مليار جنيه إسترليني (17.2 مليار يورو) في يونيو (حزيران)، بانخفاض بنحو 20 في المائة مقارنة بالعام السابق، لكنه أعلى من المتوقع، حسبما أعلن مكتب الإحصاءات الوطني، الأسبوع الماضي.

ويلامس الدين العام منذ أشهر 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، نتيجة للمساعدات الموزعة أثناء الوباء أو أثناء أزمة الطاقة على نحو خاص، وبلغ 99.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية يونيو، ليبقى عند مستويات لم نشهدها منذ «مطلع ستينات القرن الماضي»، وفقاً لمكتب الإحصاءات الوطنية.

واستبعد حزب العمال الذي حقق فوزاً واسعاً في انتخابات الرابع من يوليو (تموز) بعد 14 عاماً من حكم المحافظين، زيادة الضريبة على الدخل أو على القيمة المضافة، ومساهمات الضمان الاجتماعي والضريبة على الشركات، ولكن قد يُنظر في إدخال تغييرات على الضرائب على أرباح رؤوس الأموال أو على الميراث.

وفي سياق منفصل، طرحت هيئة مراقبة الأسواق البريطانية، يوم الجمعة، مقترحات لجعل جمع المزيد من الأموال أقل تكلفة بالنسبة للشركات المدرجة بالفعل، وذلك في إطار حزمة من التدابير لتعزيز القطاع المالي بالجملة في لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبدأت بريطانيا بالفعل في إصلاح قواعدها المالية في محاولة للتنافس بشكل أفضل مع نيويورك والمراكز المالية للاتحاد الأوروبي، على أمل جذب الاستثمارات الدولية نظراً لأن أوضاعها المالية المتعثرة تعني أنها مضطرة إلى الاعتماد على رأس المال الخاص لتمويل النمو الاقتصادي.

وقالت هيئة مراقبة السلوك المالي إن أحدث مقترحاتها تساعد في تعزيز أسواق رأس المال البريطانية ومكانتها بوصفها «مركزاً مالياً عالمياً نابضاً بالحياة».

وتنص المقترحات على إنشاء نظام جديد للعروض العامة والقبول للتداول ليحل محل النظام الحالي للشركات التي تنشر نشرة الاكتتاب عندما تريد بيع المزيد من الأسهم في البورصة. وقالت هيئة الرقابة المالية، في بيان: «بموجب المقترحات، ستظل الشركات ملزمة بنشر نشرة الاكتتاب عند قبول الأوراق المالية لأول مرة في الأسواق العامة. ومع ذلك، لن تكون هناك حاجة لنشرة الاكتتاب عندما تجمع الشركة المزيد من رأس المال إلا في ظروف محدودة».

ومن شأن هذا التبسيط أن يقلل «بشكل كبير» من تكاليف جمع رأس المال الإضافي للشركات. وقالت الهيئة الرقابية إنها تتشاور أيضاً بشأن مقترحات لنشاط جديد لتشغيل منصة الاكتتاب العام، وأضافت: «ستوفر هذه المنصات طريقاً بديلاً للشركات لجمع رأس المال خارج الأسواق العامة، بما في ذلك من المستثمرين الأفراد. ويجب أن يعزز تقديم المنصات جمع رأس المال للشركات الصغيرة مع ضمان حصول المستثمرين على الإفصاحات الصحيحة بشأن الشروط والمخاطر الرئيسية للاستثمار».