الاعتذار والتعويض... ثقافة ترفع موثوقية الخدمات الكهربائية بالسعودية

تحول في مشهد حقوق المستهلك... و533 دولاراً للمتضرر عن الانقطاع

مهندسون يقومون بإصلاح الكهرباء في إحدى المحطات في السعودية (شركة الكهرباء)
مهندسون يقومون بإصلاح الكهرباء في إحدى المحطات في السعودية (شركة الكهرباء)
TT

 الاعتذار والتعويض... ثقافة ترفع موثوقية الخدمات الكهربائية بالسعودية

مهندسون يقومون بإصلاح الكهرباء في إحدى المحطات في السعودية (شركة الكهرباء)
مهندسون يقومون بإصلاح الكهرباء في إحدى المحطات في السعودية (شركة الكهرباء)

لم يتوقع سكان محافظة شرورة الواقعة في جنوب السعودية أن يكونوا النموذج الجديد في علاقة المشتركين في قطاع الكهرباء مع الجهات التنظيمية بالمملكة؛ حيث شكّل حدث انقطاع التيار الكهربائي يومي الجمعة والسبت سابقة جديدة عبر تقديم الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء اعتذاراً وتعويضاً عن الضرر الذي لحق بسكان المحافظة، ما يظهر تحولاً كبيراً في مفهوم حقوق المستهلك وتعزيز العلاقة بين الطرفين.

وشهدت الخدمة الكهربائية انقطاعاً عن بعض المشتركين في المحافظة التي تصل درجات الحرارة فيها لـ40 درجة مئوية في يوم الجمعة الماضي، وامتد إلى أوقات متأخرة من اليوم التالي، في الوقت الذي قدمت الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء اعتذاراً للمستهلكين عن انقطاع الخدمة في بيان مساء الأحد الماضي.

وعوّضت الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء المتضررين من انقطاع التيار الكهربائي يومي الجمعة والسبت في محافظة شرورة (جنوب المملكة) بمقابل مالي يصل إلى ألفي ريال (533.25 دولار)، بالإضافة إلى تقديم اعتذار عن تأخرها في إعادة الخدمة.

كما قدّم مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء اعتذاره لجميع المستهلكين عن التأخر في إعادة الخدمة الكهربائية، وقرر البدء في إجراء تحقيق عاجل بإشراف «هيئة تنظيم الكهرباء»، للوقوف على أسباب الانقطاع وتحديد أي تقصير أو إهمال أدى للتأخر في إعادة الخدمة.

ويظهر دليل المعايير المضمونة التابع للهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء، الصادر في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، أنه في حال انقطاع الخدمة الكهربائية عن المستهلك، يجب على مقدم الخدمة إعادة الخدمة الكهربائية بأسرع وقت ممكن، وبما لا يتجاوز 6 ساعات من وقت انقطاع الخدمة الكهربائية.

وذكرت أنه في حال أخفق مقدم الخدمة في الالتزام بإعادة الكهرباء خلال هذه المدة، فعليه أن يقوم بتعويض المستهلك بمبلغ مالي قدره 200 ريال (53 دولاراً). وإذا استمرت الأعطال، فعلى مقدّم الخدمة تعويض مالي إضافي للمستهلك قدره 50 ريالاً (13 دولاراً) عن كل ساعة إضافية أو جزء منها.

كما أوضحت في الدليل أنه على مقدم الخدمة ضمان عدم انقطاع الخدمة الكهربائية عن أي مستهلك، وفي حال تكرر انقطاع الكهرباء عنه لأكثر من مرتين واستمر لأكثر من ساعتين فأكثر خلال السنة الميلادية، فعلى مقدّم الخدمة معالجة الحالة وضمان عدم تكرارها وتعويض المستهلك.

أما إذا أخفق في الالتزام بهذا المعيار، فعليه أن يقوم بتعويض المستهلك بمبلغ مالي قدره 400 ريال (106 دولارات)، بالإضافة إلى تعويض قدره 50 ريالاً عن كل انقطاع إضافي مدته ساعتان فأكثر.

ويحق للمستهلك الحصول على جميع التعويضات السابقة إذا تأثر بهما معاً، وفقاً لدليل المعايير.

وبحسب الدليل، فإنه يجب على مقدم الخدمة في حال الانقطاع المؤقت للخدمة الكهربائية، إرسال إشعار مسبق للمستهلكين قبل يومين على الأقل من الانقطاع، وإذا لم يلتزم بذلك عليه تعويض المستهلك بمبلغ مالي قدره 100 ريال (26.7 دولار).

وتأتي هذه الخطوة للتأكيد على التزام البلاد بحماية حقوق المستهلكين، وذلك عبر تشريعات وقوانين تدخل في إطار التنفيذ، والتزام الجهات المعنية في تقديم خدماتها بجودة عالية، مما يرفع جودة الحياة في المملكة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق «ليلة الأحلام» جمعت عمر خيرت وآمال ماهر في جدة (بنش مارك)

«ليلة الأحلام» تُبهر جمهور جدة بتألُّق عمر خيرت وآمال ماهر

صعدت آمال ماهر إلى المسرح، وافتتحت عرضها بأغنيتها الشهيرة «اللي قادرة» بمشاركة عمر خيرت على البيانو، ثم تتابعت الأغاني بتألُّق صوتها وموسيقى الموسيقار المصري.

أسماء الغابري (جدة) نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

السعودية تحقّق هدف 2030 بتسجيل 8 مواقع تراثية بـ«اليونسكو»

نجحت السعودية في تحقيق مستهدف «رؤية 2030» بتسجيل 8 مواقع تراثية على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية، السبت.

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق يُقدّم مجموعة حِرفيين سعوديين أعمالاً مبتكرة أمام زوار المهرجان (وزارة الثقافة)

السعودية تبرز نهضتها الثقافية في «مهرجان جرش»

تستعرض السعودية تنوعها الثقافي والفني أمام زوّار «مهرجان جرش للثقافة والفنون 2024» في المدينة التاريخية الأردنية، وذلك خلال الفترة بين 24 يوليو و3 أغسطس.

«الشرق الأوسط» (جرش)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.