عجز الموازنة يضرب فرنسا ويهدد استقرارها الاقتصادي

متظاهر يحمل العَلم الفرنسي أثناء تجمع الناس في ساحة الجمهورية بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المبكرة (رويترز)
متظاهر يحمل العَلم الفرنسي أثناء تجمع الناس في ساحة الجمهورية بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المبكرة (رويترز)
TT

عجز الموازنة يضرب فرنسا ويهدد استقرارها الاقتصادي

متظاهر يحمل العَلم الفرنسي أثناء تجمع الناس في ساحة الجمهورية بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المبكرة (رويترز)
متظاهر يحمل العَلم الفرنسي أثناء تجمع الناس في ساحة الجمهورية بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المبكرة (رويترز)

قال مكتب التدقيق الوطني في فرنسا، يوم الاثنين، إن المالية العامة الفرنسية وعجزها المتزايد يثيران القلق ويتركان البلاد «معرَّضة بشكل خطير»، في حال حدوث صدمة جديدة للاقتصاد الكلي.

وأكد مكتب التدقيق، المعروف باسم ديوان المحاسبة، أنه من الضروري لفرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، خفض العجز العام، وفق «رويترز».

وقال: «بسبب التأخيرات في إجراء إصلاحات هيكلية حقيقية، أصبحت تكلفة الدين العام، التي تفاقمت بسبب العجز المتكرر وثقل هذا العجز، أكثر تكلفة».

وأضاف أن هذا «قد عاق الإنفاق الآخر، ويعوق القدرة على القيام بالاستثمارات ويترك البلاد معرضة بشكل خطير في حال حدوث صدمة اقتصادية جديدة».

وأشار إلى أن برامج التمويل العامة في فرنسا لم تأخذ في الحسبان بشكل كاف التكاليف المرتبطة بالسياسات الهادفة إلى حماية البيئة، مثل استخدام مزيد من الطاقة المتجددة.

وفي الشهر الماضي، قالت المفوضية الأوروبية إن فرنسا وست دول أخرى يجب أن تخضع للتأديب بسبب عجز الموازنة، الذي يتجاوز حدود الاتحاد الأوروبي، مع تحديد مواعيد نهائية لخفض الفجوات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وبلغ العجز في موازنة فرنسا 5.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023، مرتفعاً من 4.8 في المائة خلال عام 2022، وفوق حد العجز في الاتحاد الأوروبي البالغ 3 في المائة.

وكان الدَّين العام الفرنسي 110.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023. وتتوقع المفوضية الأوروبية أن يرتفع هذا إلى 112.4 في المائة، هذا العام، وإلى 113.8 في المائة خلال عام 2025، في حين أن حد الاتحاد الأوروبي هو 60 في المائة.

وتعهدت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بالوصول إلى حد العجز في الاتحاد الأوروبي البالغ 3 في المائة بحلول عام 2027، لكن التوقعات تعقدت بسبب الانتخابات البرلمانية، هذا الشهر، التي أسفرت عن برلمان معلق.

وحذرت وكالات التصنيف الائتماني «موديز» و«إس آند بي غلوبال» من التأثيرات السلبية على الاقتصاد الفرنسي بسبب الجمود السياسي، حيث لم يفز أي حزب سياسي بأغلبية مطلقة.


مقالات ذات صلة

بنك فرنسا يأمل في استقرار سياسي قبل التصويت على الموازنة

الاقتصاد واجهة المقر الرئيسي لـ«بنك فرنسا» في باريس (رويترز)

بنك فرنسا يأمل في استقرار سياسي قبل التصويت على الموازنة

قال رئيس بنك فرنسا فرنسوا فيليروي دي غالهاو، يوم الخميس، إنه يأمل في حل الجمود السياسي الذي تعيشه البلاد بحلول سبتمبر (أيلول).

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مقر المصرف المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

استقرار عجز موازنة روسيا في يونيو

قال وزير المالية الروسي يوم الثلاثاء إن عجز موازنة روسيا ظل ثابتاً عند 0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في يونيو كما هو الحال في مايو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد علم ألماني يرفرف أمام مبنى الرايخستاغ في برلين (رويترز)

ألمانيا تتخطى عقبة موازنة 2025 وتتفادى أزمة حكومية

توصَّلت الحكومة الألمانية، يوم الجمعة، إلى اتفاق بشأن موازنة عام 2025 وحزمة تحفيز لأكبر اقتصاد في أوروبا، منهية مشادة استمرت عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد تاجر عملات يعد أوراق روبية باكستانية بينما يستعد لتبادل الدولار الأميركي في إسلام آباد (رويترز)

باكستان على أعتاب إنقاذ مالي من «صندوق النقد» بقيمة 6 مليارات دولار

قال وزير الدولة للشؤون المالية والإيرادات والطاقة، علي برويز مالك، إن باكستان تسعى للتوصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين بشأن برنامج إنقاذ مالي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
الاقتصاد ناخب يدلي بصوته في مركز اقتراع للجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في باريس (رويترز)

موازنة فرنسا على المحك: الوعود الانتخابية تزيد الضغوط المالية

من المتوقع أن تتزايد الضغوط على المالية العامة الفرنسية بغض النظر عن نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي بدأت بجولة أولى من التصويت على الدستور، الأحد.

«الشرق الأوسط» (باريس)

اتفاقية سعودية - أميركية للتعاون الاستراتيجي في مجال الفضاء

تركز الاتفاقية على التعاون في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية (وكالة الفضاء السعودية)
تركز الاتفاقية على التعاون في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية (وكالة الفضاء السعودية)
TT

اتفاقية سعودية - أميركية للتعاون الاستراتيجي في مجال الفضاء

تركز الاتفاقية على التعاون في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية (وكالة الفضاء السعودية)
تركز الاتفاقية على التعاون في مجال استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية (وكالة الفضاء السعودية)

وقّعت السعودية والولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، اتفاقية تعاون استراتيجي في مجال استكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وذلك في ظل الدعم الذي يحظى به القطاع من قبل حكومة المملكة، والجهود المبذولة بين الجانبين لتطوير العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون في مجال الفضاء والاستكشاف العلمي، وزيادة الاستثمار المشترك في الأنشطة التجارية المختلفة، وإنشاء إطار قانوني شامل يسهل تبادل الخبرات وتطوير برامج مشتركة.

كما حددت الاتفاقية مجالات العمل المشترك بين الطرفين، والتي تشمل علوم الفضاء والأرض، والملاحة الجوية، والمهمات الفضائية، والتعليم، بالإضافة إلى كثير من المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

وأكد رئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء السعودية المهندس عبد الله السواحة، أن الاتفاقية تمثل نقطة تحول في رحلة البلاد نحو بناء قطاع فضاء قوي ومزدهر، مشيراً إلى أنها تعكس التزام المملكة الراسخ بالتقدم والابتكار في هذا المجال، إلى جانب سعيها المستمر لتعزيز مكانتها كونها شريكاً مهماً على الساحة العالمية للاستكشاف الفضائي والعلمي.

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية الدكتور محمد التميمي أنه من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، سيجري العمل على تحديد المجالات ذات الاهتمام المشترك والسعي إلى تطوير التعاون بين الجانبين؛ ما يعزز القدرات الوطنية في مجالات الملاحة الجوية، واستكشاف الفضاء والتطبيقات الفضائية، ويمكّن المملكة من اغتنام كل الفرص المتاحة لتحقيق التقدم العلمي والتقني، ويعزز دورها بوصفها لاعباً رئيسياً في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

من جانبه، أشار مدير وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بيل نيلسون، إلى تطلعه لتعزيز التعاون مع المملكة في مجال الفضاء، قائلاً: «زيارتي للمملكة في وقت سابق من هذا العام أظهرت لي الإمكانات الهائلة للتعاون بيننا ونحن الآن في العصر الذهبي للاستكشاف، وهو عصر يعتمد على الشراكة، وهذه الاتفاقية الجديدة توضح كيف سنعمل ونستكشف معاً لصالح البشرية».

ووفق الاتفاقية، سيُجرى تنفيذ البرامج المتفق عليها في مختلف الاستخدامات مثل الرحلات الجوية وحملات المناطيد وتبادل البيانات العلمية والمشاركة في ورش العمل والاجتماعات المشتركة، بالإضافة إلى كثير من الأنشطة الأخرى التي تعزز التعاون والتقدم في مجال الفضاء.

ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية في ترسيخ مستقبل التعاون بين البلدين في هذا القطاع الحيوي، كما أنها تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق فوائد محتملة لكل منهما، مع تعزيزها مكانة المملكة بصفتها لاعباً رئيساً في المجال الفضائي على المستويين الإقليمي والعالمي.

يُشار إلى أن قطاع الفضاء في المملكة يحظى باهتمام واسع ودعم وتمكين مقدرين من القيادة، كونه الاقتصاد التريليوني المقبل والقطاع المحفز للابتكار، حيث تتطلع المملكة عبر «رؤية 2030» إلى تدعيم موقعها في عالم الفضاء وصناعة تقنياته.