«هيئة المحتوى المحلي» تعمل على 54 مشروع تخصيص بالسعودية

بقيمة إجمالية تتجاوز 71.7 مليار دولار

مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

«هيئة المحتوى المحلي» تعمل على 54 مشروع تخصيص بالسعودية

مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)

وضعت هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية خلال العام الماضي، 54 مشروع تخصيص بالسعودية بقيمة إجمالية تصل إلى 269 مليار ريال (71.7 مليار دولار)، من خلال العمل على تضمين متطلبات المحتوى المحلي فيها، حيث تمكنت من تحقيق أهدافها خلال عام 2023، في 24 مشروع بقيمة تتجاوز 131.1 مليار ريال (تلامس 35 مليار دولار)، وجارٍ العمل على بقية المشروعات في المرحلة الحالية.

وبالرغم من أن السعودية بدأت رحلتها في التخصيص والشراكة بين القطاعين العام والخاص، مؤخراً، فإنها حققت أهدافاً مهمة، ولديها برنامج تخصيص هو الأكبر والأوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط، وانتهت من عشرات المشروعات خلال السنوات الماضية.

وطبقاً لتقرير حديث صادر عن هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، تم طرح 13 مشروع تخصيص تقدر قيمتها الإجمالية بـ45 مليار ريال (12 مليار دولار)، ومحتوى محلي بقيمة 17.2 مليار ريال (4.5 مليار دولار).

وبحسب التقرير الأخير، جرى الاتفاق على متطلبات المحتوى المحلي في 11 مشروع تخصيص أخرى تقدر قيمتها بـ48.3 مليار ريال (12.8 مليار دولار)، ومحتوى محلي يقدر بـ20.6 مليار ريال (5.4 مليار دولار).

الأثر الاقتصادي

ويرتكز الأثر الاقتصادي لمشروعات التخصيص التي تعمل عليها الهيئة، في زيادة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والمساهمة في تنمية المحتوى المحلي وتحسين ميزان المدفوعات، وكذلك رفع مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي، وزيادة معدلات التوظيف وتعزيز الصناعات المحلية.

ويوضح التقرير أن هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، عملت على إدراج أحكام ومتطلبات المحتوى المحلي في اللائحة التنفيذية لمشروعات التخصيص، بهدف تمكين الهيئة والجهات المالكة لمشروعات الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من وضع متطلبات المحتوى المحلي المناسبة لكل مشروع، بشكل يضمن المرونة الكافية التي تحقق المستهدفات المطلوبة، وبما لا يخل بجاذبية مشروعات التخصيص.

وأعلنت هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، مؤخراً، اكتمال مستهدفات مجموعة من اتفاقيات توطين الصناعة ونقل المعرفة بالتعاون مع القطاع الخاص، والتي شملت قطاع المستحضرات الدوائية، وذلك بالشراكة مع «تبوك» للصناعات الدوائية والشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (سبيماكو)، ويسهم توطين هذا القطاع في تعزيز الأمن الصحي والوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة العربية السعودية.

نقل التقنية

ويأتي المشروع ضمن مساعي الهيئة الهادفة إلى توطين الصناعات وتحفيز المستثمرين لإنشاء مصانع محلية في المملكة، ونقل التقنية والمعرفة من خلال التعاون مع المصانع المحلية لإنشاء خطوط إنتاج جديدة عبر نقل المعرفة التصنيعية من المستثمر بما يسهم في تحقيق مستهدفات المحتوى المحلي.

وأوضح الرئيس التنفيذي للهيئة عبد الرحمن السماري، حينها، أن اكتمال مستهدفات هذه الاتفاقيات يأتي ضمن جهود الهيئة في تفعيل أسلوب التعاقد على توطين الصناعة ونقل المعرفة، إذ شهد عام 2023 ظهور نتائج إيجابية لتلك الاتفاقيات.

وأشار إلى أنه تم إدراج عدد من منتجات قطاع المستحضرات الدوائية في القائمة الإلزامية بعد إكمال جميع متطلبات التوطين، ومن المتوقع أن يتم تصنيع أكثر من 14 مليون وحدة سنوياً من هذه المستحضرات لتغطية احتياج الجهات الصحية الحكومية.

ولفت إلى أهمية إدراج هذه المنتجات في القائمة الإلزامية، ودورها المحوري في توجيه القوة الشرائية الحكومية نحو المنتجات الوطنية، حيث ستسهم هذه الأدوية في تحقيق الأمن الصحي للمواطنين، عن طريق تقديم الرعاية الصحية للمرضى بشكل مستدام من دون أي انقطاعات للأدوية.


مقالات ذات صلة

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب» العالمي في نسخته الماضية (الشرق الأوسط)

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

من المقرر أن يجمع معرض «سيتي سكيب» العالمي، الذي سيقام من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل، في العاصمة السعودية الرياض، أبرز خبراء المستقبل والمبتكرين.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد صورة في أثناء توقيع الاتفاقيات التجارية بين الدولتين (واس)

اتفاقيات تجارية سعودية - جورجية في قطاعات النقل والطاقة والسياحة

توقيع اتفاقيات سعودية - جورجية لتعزيز الشراكات التجارية، ومناقشة فرص استثمارية في النقل والزراعة والطاقة المتجددة والسياحة.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية تقفز بنسبة 49.6 % في الربع الثاني

شهدت التراخيص الاستثمارية المصدرة من وزارة الاستثمار السعودية خلال الربع الثاني من العام الحالي قفزة نوعية لتبلغ نحو 2728 ترخيصاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «أرامكو السعودية» في معرض «هايفوليوشن» في باريس (رويترز)

«أرامكو» تنهي إصدار صكوك دولية بـ3 مليارات دولار وسط إقبال واسع

أعلنت «أرامكو السعودية»، يوم الخميس، إكمال إصدار صكوك دولية بقيمة 3 مليارات دولار، وهو مؤلف من شريحتين من الصكوك المقوّمة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)

أعلى مستوى لنشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية منذ 4 أشهر

تسارعت أنشطة الأعمال في غير القطاع النفطي في السعودية إلى أعلى مستوى خلال 4 أشهر في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

توترات الشرق الأوسط تشعل أسواق النفط

شعلة في أحد الحقول النفطية الإيرانية على شاطئ الخليج العربي (رويترز)
شعلة في أحد الحقول النفطية الإيرانية على شاطئ الخليج العربي (رويترز)
TT

توترات الشرق الأوسط تشعل أسواق النفط

شعلة في أحد الحقول النفطية الإيرانية على شاطئ الخليج العربي (رويترز)
شعلة في أحد الحقول النفطية الإيرانية على شاطئ الخليج العربي (رويترز)

واصلت أسعار النفط الارتفاع، الجمعة، وكانت تمضي نحو تسجيل مكاسب أسبوعية قوية، وسط تقييم المستثمرين باحتمالات حدوث تعطل للإمدادات في حالة اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط رغم وفرة الإمدادات في السوق العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.10 دولار، أي 1.42 في المائة، إلى 78.72 دولار للبرميل بحلول الساعة 1226 بتوقيت غرينتش، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.07 دولار، أي 1.45 في المائة، إلى 74.78 دولار للبرميل. واتجه الخامان لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 10 في المائة.

وقال المحلل آشلي كيلتي من «بانمور غوردون»: «أنقذت إيران ماء وجهها بهجومها الصاروخي على إسرائيل يوم الثلاثاء، لكن المخاوف تتزايد من احتمال أن تستهدف إسرائيل البنية التحتية النفطية الإيرانية في إطار ردها؛ ما قد يؤدي إلى ردود مقابلة وجر الدول المجاورة إلى الصراع».

وقال الرئيس جو بايدن مساء الخميس إن الولايات المتحدة تدرس ما إذا كانت ستؤيد ضربات إسرائيلية لمنشآت النفط الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنّته طهران على إسرائيل، في الوقت الذي واصل فيه الجيش الإسرائيلي قصف بيروت استمراراً لصراعه مع جماعة «حزب الله» اللبنانية.

وساهمت تعليقات بايدن في ارتفاع أسعار النفط بخمسة في المائة، في وقت تدرس فيه إسرائيل خياراتها في الرد بعد أن شنت إيران أكبر هجماتها على إسرائيل الثلاثاء... إلا أن المخاوف بشأن الإمدادات ظلت محدودة بالنظر لتوافر قدرة إنتاجية فائضة لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحقيقة أن إمدادات النفط الخام العالمية لم تتأثر حتى الآن بالاضطرابات في الشرق الأوسط.

وأعلنت الحكومة الليبية المتمركزة في الشرق والمؤسسة الوطنية للنفط ومقرها طرابلس، الخميس، إعادة فتح جميع حقول النفط وموانئ التصدير بعد حل نزاع رئاسة المصرف المركزي؛ ما أنهى أزمة أدت إلى خفض إنتاج النفط بشدة. ويسمح هذا للبلاد بزيادة مستويات إنتاجها ليعود إلى نحو 1.2 مليون برميل يومياً.

وفي سياق منفصل، أعلنت شركة النفط الوطنية الكولومبية «إيكوبترول» وشركة النفط البرازيلية العملاقة «بتروبراس» مساء الخميس أنهما اكتشفتا في البحر الكاريبي قبالة سواحل كولومبيا احتياطياً «ضخماً» من الغاز الطبيعي يمكن أن «يضاعف احتياطيات» كولومبيا من هذه الثروة.

ويقع حقل الغاز هذا قبالة سواحل مدينة سانتا مارتا، وقد تمّ اكتشافه في 2022.

وقالت «إيكوبترول» في منشور على منصة «إكس» إنّ احتياطيات هذا الحقل من الغاز باتت تقدر الآن «بنحو 6000 مليار قدم مكعبة من الغاز» بفضل «أكبر بئر يتم اكتشافها منذ تسعينات القرن الماضي».

بدوره، قال روجيريو سواريس، المدير العام للأصول الاستكشافية في «بتروبراس»، خلال فعالية في قرطاجنة (شمال البلاد) إن هذا الحقل «لديه القدرة على مضاعفة احتياطيات كولومبيا» من الغاز الطبيعي. ويقارب حجم هذا الحقل حجم حقل كوتشوبا في ريوهاتشا الذي يزوّد البلاد بالغاز منذ 45 عاماً.

ويأتي هذا الإعلان غداة إعلان حكومة الرئيس اليساري غوستافو بيترو عن خطة بقيمة 40 مليار دولار لتمويل التحول الطاقوي لتحرير البلاد من اعتمادها على النفط والغاز والفحم.

وبيترو الذي أصبح في منتصف 2022 أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، ينتقد بشدّة الوقود الأحفوري ويريد أن تتخصص شركة «إيكوبترول» العامة، أكبر ربّ عمل في البلاد مع 33000 موظف، في الطاقات المتجددة.

وعلّقت حكومة بيترو منح عقود جديدة للتنقيب عن النفط. وتتعرض هذه السياسة لانتقاد شديد من قِبل المعارضة المحافظة والنقابات النفطية التي تدعو إلى «تحوّل تدريجي دون المساس بالأمن الاقتصادي». ويمثّل قطاع المحروقات 2.8 في المائة من إجمالي الناتج المحلّي الكولومبي، بحسب الأرقام الرسمية. ويشكّل النفط أحد منتجات التصدير الرئيسية لرابع أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.