«بريتيش بتروليوم» توقف التوظيف وتبطئ نشر مصادر الطاقة المتجددة

الرئيس التنفيذي الجديد قرر التركيز مجدداً على النفط والغاز

النباتات في جناح «بي بي» خلال معرض الغاز الطبيعي 2023 في فانكوفر (رويترز)
النباتات في جناح «بي بي» خلال معرض الغاز الطبيعي 2023 في فانكوفر (رويترز)
TT

«بريتيش بتروليوم» توقف التوظيف وتبطئ نشر مصادر الطاقة المتجددة

النباتات في جناح «بي بي» خلال معرض الغاز الطبيعي 2023 في فانكوفر (رويترز)
النباتات في جناح «بي بي» خلال معرض الغاز الطبيعي 2023 في فانكوفر (رويترز)

فرض الرئيس التنفيذي الجديد لشركة «بريتيش بتروليوم» (بي بي) موراي أوشينكلوس تجميد التوظيف وأوقف مؤقتاً مشاريع طاقة الرياح البحرية الجديدة، حيث يركز مجدداً على النفط والغاز، وسط استياء المستثمرين من استراتيجية تحول الطاقة.

وقالت مصادر عدة في شركة «بريتيش بتروليوم» لـ«رويترز» إن هذه التحركات، التي لم يتم الإعلان عنها من قبل، هي جزء من قرار أوشينكلوس إبطاء الاستثمارات في الميزانية الكبيرة، والمشاريع منخفضة الكربون، خصوصاً في طاقة الرياح البحرية، التي من غير المتوقع أن تدر أموالاً لسنوات.

وفق مصادر رفضت الكشف عن هويتها، فإن هذا يمثل انعكاساً صارخاً عن الاتجاه الذي اتخذه سلفه الرئيس التنفيذي برنارد لوني للابتعاد بسرعة عن الوقود الأحفوري.

وقد أثر هذا على أسهم شركة «بريتيش بتروليوم» مع تقلص عائدات مصادر الطاقة المتجددة، في حين ارتفعت أرباح النفط والغاز في أعقاب جائحة «كوفيد – 19» والغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت ثلاثة مصادر إن شركة «بريتيش بتروليوم» أعادت تعيين عشرات الأشخاص المكلفين بتحديد فرص جديدة للطاقة المتجددة في مشاريع جارية بالفعل مثل طاقة الرياح البحرية في بريطانيا وألمانيا.

وذكرت مصادر مطلعة على الأمر في الشركة أن أوشينكلوس والمدير المالي كيت طومسون أعطيا الأولوية للاستثمار في أصول جديدة للنفط والغاز وحتى الاستحواذ عليها، خصوصاً في خليج المكسيك وفي أحواض الصخر الزيتي البرية في الولايات المتحدة؛ حيث تمتلك شركة «بريتيش بتروليوم» عمليات كبيرة.

وستفكر «بريتيش بتروليوم» أيضاً في الاستثمار في الوقود الحيوي وبعض الشركات منخفضة الكربون التي يمكنها تحقيق عوائد على المدى القصير.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافقت شركة «بريتيش بتروليوم» على شراء حصة شركة «بونغ» لتجارة الحبوب البالغة 50 في المائة في المشروع المشترك للسكر والإيثانول البرازيلي مقابل 1.4 مليار دولار.

وتوقعت المصادر أيضاً إجراء بعض التخفيضات في الوظائف في مجال مصادر الطاقة المتجددة، على الرغم من عدم تحديد أهداف محددة، مضيفة أن شركة «بريتيش بتروليوم» فرضت تجميد التوظيف على مستوى الشركة، مع استثناءات قليلة فقط بمن فيهم موظفو الخطوط الأمامية والسلامة.

ووعد أوشينكلوس باتباع نهج عملي منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني)، بعد أربعة أشهر من استقالة لوني بسبب فشله في الكشف عن علاقاته مع الموظفين.

وفي شهر مايو (أيار)، أعلن أوشينكلوس عن حملة لتوفير التكاليف بقيمة ملياري دولار بحلول نهاية عام 2026 مقارنة بعام 2023، كما خفّض الرجل البالغ من العمر 53 عاماً عدد أعضاء فريق قيادته التنفيذية من 11 إلى 10 أعضاء.

وقالت شركة «بريتيش بتروليوم»، في بيان لـ«رويترز»، إن أوشينكلوس قدمت 6 أولويات «للتقديم بوصفها شركة أبسط وأكثر تركيزاً وأعلى قيمة».

وتشمل الأولويات تركيز الأعمال وتقديم «الموجة التالية من الكفاءات ومشاريع النمو الخاصة بشركة بريتيش بتروليوم».

وأضافت الشركة: «الإجراءات التي نتخذها هي جزء من تحقيق ذلك - وبالطبع كلها في خدمة هدفنا المتمثل في زيادة قيمة (بي بي)».

كان التوظيف الخارجي الأكثر شهرة لشركة «بي بي» تحت قيادة أنجا إيزابيل دوتزنراث، الرئيسة السابقة لشركة RWE Renewables التي انضمت في عام 2022 لقيادة قسم الطاقة المتجددة والغاز لكنها استقالت لأسباب شخصية في أبريل (نيسان). وقال مصدران إن من المتوقع أن يركز خليفتها، ويليام لين، المدير التنفيذي المخضرم لشركة «بي بي»، بشكل أكبر على عمليات الغاز عندما يتولى منصبه في الأشهر المقبلة.

وكان أداء أسهم شركة «بريتيش بتروليوم» أقل من أداء منافسيها في الأشهر الأخيرة، ما أثار تكهنات بأنها قد تكون هدفاً للاستحواذ. وقد أدى ذلك إلى زيادة الضغوط على أوشينكلوس وهو يسعى إلى طمأنة المستثمرين الذين يتعاملون مع الحاجة إلى إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي مع ارتفاع الطلب على الوقود الأحفوري على المدى القريب.

وقد أنفقت شركة «بريتيش بتروليوم» 2.5 مليار دولار على مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين وشحن المركبات الكهربائية والوقود الحيوي في عام 2023 من إجمالي النفقات الرأسمالية البالغة 16 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

تركيا إلى إطلاق عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الصومال

شؤون إقليمية سفينة الأبحاث التركية «أوروتش رئيس» تستعد للمغادرة إلى الصومال (أرشيفية)

تركيا إلى إطلاق عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الصومال

تغادر سفينة الأبحاث السيزمية التركية «أوروتش رئيس» إسطنبول، السبت، في طريقها إلى الصومال لإطلاق أنشطة البحث عن النفط والغاز الطبيعي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أنابيب لنقل الغاز الطبيعي المسال في مشروع تابع لشركة «نوفاتيك» الروسية (الموقع الإلكتروني لمشروع «أركتيك إل إن جي2»)

ارتفاع صادرات روسيا من الغاز الطبيعي 7 % خلال 9 أشهر

ارتفعت صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال، إلى 23.5 مليون طن متري، بنسبة 7.3 في المائة، في الفترة من يناير إلى سبتمبر، مقارنة بالعام السابق.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد الطرح يرفع قيمة «أوكيو للاستكشاف» إلى 8.104 مليار دولار (موقع الشركة)

أكبر اكتتاب في تاريخ عُمان... طرح سهم «أوكيو للاستكشاف والإنتاج» اليوم

يبدأ، اليوم الاثنين، الاكتتاب العام في ملياريْ سهم من أسهم شركة «أوكيو للاستكشاف والإنتاج» العمانية بوصفه أول اكتتاب للأسهم خلال 2024.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد جناح السعودية في المؤتمر العالمي للطاقة 2024 (وزارة الطاقة)

السعودية تعلن بدء تشغيل أول مشروع لتخزين الغاز الطبيعي عن طريق حقن الغاز المعالج

أعلنت وزارة الطاقة السعودية بدء تشغيل أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي عن طريق حقن الغاز المعالج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد علم الولايات المتحدة يلوح في السماء في حين تشتد قوة الإعصار «هيلين» (رويترز)

توقف 24% من إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك بسبب «هيلين»

توقف نحو 24 في المائة من إنتاج النفط الخام و18 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة نتيجة العاصفة «هيلين»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نمو الوظائف الأميركية يتسارع... والبطالة تنخفض إلى 4.1 %

امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)
امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يتسارع... والبطالة تنخفض إلى 4.1 %

امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)
امرأة تدخل متجراً بجوار لافتة تعلن عن وظائف شاغرة في تايمز سكوير (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال سبتمبر (أيلول)؛ إذ انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يقلّص الحاجة لدى «مجلس الاحتياطي» للحفاظ على تخفيضات كبيرة لأسعار الفائدة في اجتماعاته المتبقية هذا العام.

ووفقاً للتقرير الذي أصدره مكتب إحصاءات العمل، التابع لوزارة العمل يوم الجمعة، زادت الوظائف غير الزراعية بمقدار 254 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بمقدار 159 ألف وظيفة في أغسطس (آب).

وكان خبراء اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا زيادة بمقدار 140 ألف وظيفة، بعد ارتفاعها بمقدار 142 ألف وظيفة في أغسطس، وهو ما تم الإبلاغ عنه في تقرير سابق. وكان عدد الوظائف الأولية لشهر أغسطس عادة ما يجري تعديله إلى أعلى على مدى العقد الماضي. وتراوحت تقديرات مكاسب الوظائف في سبتمبر بين 70 ألفاً و220 ألفاً.

ويعود تباطؤ سوق العمل إلى ضعف التوظيف الذي يرجع في الغالب إلى العرض الزائد من العمالة بسبب ارتفاع معدلات الهجرة. ومع ذلك، ظلّت عمليات تسريح العمال منخفضة، مما دعّم الاقتصاد من خلال الإنفاق الاستهلاكي المستقر.

وارتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.4 في المائة، بعد زيادة بنسبة 0.5 في المائة خلال أغسطس، وزادت الأجور بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي، بعد ارتفاعها بنسبة 3.9 في المائة خلال الشهر السابق. كما انخفض معدل البطالة من 4.2 في المائة في أغسطس، بعدما قفز من 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) 2023، ويرجع ذلك جزئياً إلى الفئة العمرية 16 - 24، وارتفاع عمليات التسريح المؤقتة خلال إغلاق مصانع السيارات السنوية في يوليو (تموز).

وبدأت لجنة وضع السياسات التابعة للمصرف المركزي الأميركي دورة تخفيف السياسة من خلال خفض غير عادي لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر الماضي؛ إذ أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى المخاوف المتزايدة بشأن صحة سوق العمل.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه سوق العمل، أظهرت المراجعات المعيارية السنوية لبيانات الحسابات القومية خلال الأسبوع الماضي أن الاقتصاد في حالة أفضل بكثير مما كان متوقعاً سابقاً، مع ترقيات في النمو والدخل والادخار وأرباح الشركات. وقد اعترف باول بهذه الخلفية الاقتصادية المحسّنة هذا الأسبوع عندما رفض توقعات المستثمرين بشأن خفض آخر لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلاً: «هذه ليست لجنة تشعر أنها في عجلة من أمرها لخفض الأسعار بسرعة».

ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس في عامي 2022 و2023، ونفّذ أول خفض لسعر الفائدة منذ عام 2020 خلال الشهر الماضي. ويبلغ سعر الفائدة الرئيسي حالياً 4.7 - 5 في المائة.

وأظهرت أداة «فيدووتش»، في وقت مبكر من يوم الجمعة، أن الأسواق المالية تتوقع احتمالاً بنحو 71.5 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في نوفمبر، في حين كانت احتمالات خفض 50 نقطة أساس نحو 28.5 في المائة.

ومع ذلك، من المرجح أن تشهد سوق العمل بعض الاضطرابات القصيرة الأجل، بعد أن دمّر إعصار «هيلين» مساحات شاسعة من جنوب شرقي الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي. كما شهد عشرات الآلاف من عمال الماكينات في شركة «بوينغ» إضراباً في سبتمبر؛ مما قد يؤثر سلباً على موردي الشركة.

وانتهى توقف العمل لنحو 45 ألف عامل في الموانئ على الساحل الشرقي وساحل الخليج يوم الخميس، بعد أن توصلت نقابتهم ومشغلو الموانئ إلى اتفاق مبدئي. وإذا استمر إضراب «بوينغ» بعد الأسبوع المقبل، فقد يؤثر سلباً على بيانات الرواتب غير الزراعية لشهر أكتوبر (تشرين الأول) التي سيجري إصدارها قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر.

وبعد هذه البيانات، قفز الدولار إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع؛ مما دفع المتداولين إلى تقليص الرهانات على أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيخفّض أسعار الفائدة مرة أخرى بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه في نوفمبر.

ووصل مؤشر الدولار إلى 102.54، وهو أعلى مستوى منذ 16 أغسطس، في حين انخفض اليورو إلى 1.0965 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 15 أغسطس.

كما ارتفع الدولار إلى 148.495 ين، وهو أعلى مستوى له منذ 16 أغسطس.

وواصلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية مكاسبها يوم الجمعة، مدفوعة بزيادة أكبر من المتوقع في الوظائف وانخفاض أقل من المتوقع في معدل البطالة، وهو ما ساعد في تخفيف المخاوف بشأن تباطؤ سريع في سوق العمل.

وشهدت مؤشرات «داو جونز» الصناعية زيادة قدرها 102 نقطة، أو 0.24 في المائة، في حين ارتفعت مؤشرات «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 24.5 نقطة، أو 0.43 في المائة. كما زادت مؤشرات «ناسداك 100» بمقدار 107 نقاط، أو 0.54 في المائة.