إدارة بايدن تعلن خطوات جديدة لزيادة الوصول إلى الإسكان الميسر

وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعدلات الفائدة العالية

نجار يعمل على بناء منازل جديدة لا تزال قيد الإنشاء في تامبا بولاية فلوريدا (رويترز)
نجار يعمل على بناء منازل جديدة لا تزال قيد الإنشاء في تامبا بولاية فلوريدا (رويترز)
TT

إدارة بايدن تعلن خطوات جديدة لزيادة الوصول إلى الإسكان الميسر

نجار يعمل على بناء منازل جديدة لا تزال قيد الإنشاء في تامبا بولاية فلوريدا (رويترز)
نجار يعمل على بناء منازل جديدة لا تزال قيد الإنشاء في تامبا بولاية فلوريدا (رويترز)

أعلنت إدارة بايدن خطوات جديدة لزيادة الوصول إلى السكن بأسعار معقولة، حيث أدى استمرار ارتفاع أسعار البقالة وغيرها من الضروريات، وارتفاع أسعار الفائدة، إلى دفع تكلفة المعيشة إلى أعلى مستوياتها في سنوات ما بعد الوباء.

وستقوم وزيرة الخزانة جانيت يلين بالترويج للاستثمارات الجديدة، يوم الاثنين، خلال زيارة لمينيابوليس. وهي تشمل تقديم 100 مليون دولار، من خلال صندوق جديد، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، لدعم تمويل الإسكان الميسر، وتعزيز تمويل بنك التمويل الفيدرالي للإسكان الميسر، وغيرها من التدابير، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

يأتي الاهتمام المتزايد بأسعار المنازل، في الوقت الذي أصبحت فيه أزمة الإسكان قضية متزايدة في حملة الانتخابات العامة، هذا العام.

وقالت يلين، في تصريحات مُعدّة للتسليم، يوم الاثنين: «إننا نواجه نقصاً كبيراً جداً في المعروض من المساكن، والذي تراكم منذ فترة طويلة. لقد أدت أزمة العرض هذه إلى أزمة القدرة على تحمل التكاليف».

وتقول يلين إن الإدارة «تتبع أجندة واسعة النطاق للقدرة على تحمل التكاليف لمعالجة ضغوط الأسعار التي تشعر بها الأُسر».

ويواجه كل من مشتري المنازل والمستأجرين تكاليف السكن المتزايدة التي ارتفعت بشكل كبير بعد الوباء. ووفقاً لمؤشر «كيس-شيلر المركب» لأسعار المساكن في 20 مدينة، ارتفعت أسعار المساكن بنسبة 46 في المائة، بين مارس (آذار) 2020، ومارس 2024. ويُظهر تحليل جديد لوزارة الخزانة أن تكاليف الإسكان كانت على مدى العقدين الماضيين ترتفع بسرعة أكبر من الدخل.

وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات المنازل الأميركية المستخدمة، في شهر مايو (أيار) الماضي، للشهر الثالث على التوالي، حيث أدى ارتفاع معدلات الرهن العقاري، والأسعار المرتفعة، إلى تثبيط عدد من مشتري المنازل المحتملين، خلال الفترة التي تُعد تقليدياً أكثر فترات سوق الإسكان ازدحاماً خلال العام.

وبالنسبة للأميركيين ذوي الدخل المنخفض، تُظهر الإحصاءات، الصادرة عن التحالف الوطني للإسكان منخفض الدخل، أن هناك نقصاً على المستوى الوطني بأكثر من 7 ملايين منزل بأسعار معقولة لأكثر من 10.8 مليون أسرة أميركية ذات دخل منخفض للغاية. ولا توجد ولاية أو مقاطعة في البلاد يستطيع فيها المستأجر، الذي يعمل بدوام كامل وبالحد الأدنى للأجور، شراء شقة من غرفتي نوم، وفقاً للمجموعة.

وطرح الرئيس بايدن، والمرشح المفترض للحزب الجمهوري دونالد ترامب، مجموعة متنوعة من المقترحات حول كيفية جعل الحياة في متناول الأميركيين العاديين، بدءاً من اقتراح ترامب تقديم نصائح مُعفاة من الضرائب للعمال، واتباع بايدن خطة لخفض مدفوعات القروض الطلابية للمقترضين.

لكن ارتفاع تكاليف الإسكان دفع بعض الاقتصاديين إلى توقع أن الأزمة قد لا تنتهي حتى يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي، والذي يظل عند 5.3 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في «بي إم أو كابيتال ماركتس إيكونوميك ريسيرش»، سال غواتييري، يوم الجمعة، أنه من المتوقع حدوث تغيير طفيف في سوق الإسكان «حتى يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة».

وقالت الرئيسة والمديرة التنفيذية للتحالف الوطني للإسكان منخفض الدخل، ديان ينتل، إن البيت الأبيض بذل جهوداً لمنع عمليات الإخلاء ومعالجة أزمة الإسكان، «لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يتعين القيام به».

وأشارت إلى أنه من الضروري اتخاذ إجراء تشريعي من الكونغرس لـ«سرعة تنفيذ استثمارات الإسكان الجوهرية والضرورية بشدة. فقط من خلال مزيج من الإجراءات الإدارية والتمويل الفيدرالي القوي، يمكن للبلاد أن تحل أزمة الإسكان الميسور التكلفة حقاً».

وفي خطابها، من المتوقع أن تدعو يلين الكونغرس إلى الموافقة على الموازنة المقترحة من قِبل بايدن، والتي صدرت في مارس.

وتطلب الموازنة من الكونغرس توفير رصيد ضريبي للمشترين المنزليين لأول مرة، وتتضمن خطة لبناء أكثر من مليونيْ منزل، كما أنها ستُوسع ائتمان الإسكان للدخل المنخفض.

واتخذت إدارة بايدن خطوات أخرى لزيادة إمدادات الإسكان، بما في ذلك إطلاق جهد متعدد الوكالات لتشجيع الولايات والمدن على تحويل المباني المكتبية الفارغة إلى وحدات سكنية، مع توفير مليارات الدولارات الفيدرالية للمساعدة في تحفيز مثل هذه التحولات.

وفي يوليو (تموز) 2023، قدمت وزارة الإسكان والتنمية العمرانية 85 مليون دولار للمجتمعات لتقليل الحواجز أمام الإسكان الميسر، مثل القيود التنظيمية التي أصبحت عَقبة في بعض الأماكن لزيادة إمدادات وكثافة الإسكان الميسرة.



السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
TT

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال. فقد تفوقت في مؤشر الأمم المتحدة للأمن السيبراني لعام 2024، كما تسعى من خلال استضافة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة المصاعب المشتركة، لا سيما باتساع الفجوة الرقمية بين المنشآت.

وكانت السعودية برزت بشكل لافت في تقرير حديث للأمم المتحدة عن الأمن السيبراني، أظهر تحقيق المملكة نسبة 100 في المائة في جميع معايير المؤشر الذي شمل 83 مؤشراً فرعياً. وهو ما يضع البلاد في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، متفوقة على 190 دولة عضواً بالأمم المتحدة.

ويعود هذا التفوق إلى استراتيجية المملكة الشاملة للأمن السيبراني، التي ركزت على تحقيق التوازن بين الحوكمة المركزية والتشغيل اللامركزي. كما ساهمت الاستثمارات الكبيرة في بناء القدرات الوطنية وتطوير الكوادر المتخصصة في تعزيز الأمن السيبراني في السعودية.

وحسب الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، يعد هذا التصنيف امتداداً لموقع البلاد المتقدّم في عدد من المؤشرات الدولية، حيث حققت المملكة في يونيو (حزيران) الماضي المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني وفق الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الأمر الذي يؤكد نجاح نموذج السعودية في الأمن السيبراني، والذي يعتمد على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وتبادل المعلومات مع الشركاء الدوليين.

وتُعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية. وتعمل على تحفيز نمو القطاع وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، وإجراء الدراسات والبحوث والتطوير.

حجم القطاع

في نهاية عام 2023، بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في السعودية 13.3 مليار ريال (3.54 مليار دولار)، كما وصل إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 15.6 مليار ريال (4.15 مليار دولار)، وجاءت المشاركة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 0.81 في المائة.

وكان مجموع إنفاق الجهات الحكومية السعودية 4.1 مليار ريال (مليار دولار)، يشكّل 31 في المائة من حجم السوق. في حين أنفقت منشآت القطاع الخاص ما يقارب 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، وهو ما يمثّل 69 في المائة من الإجمالي.

وفي الفترة ذاتها، بلغ عدد كوادر الأمن السيبراني في المملكة 19.6 ألف مختص، وتمثّل المرأة فيه أكثر من 32 في المائة، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي لمشاركة المرأة بالعمل في قطاع الأمن السيبراني الذي يبلغ قرابة 25 في المائة.

المنتدى الدولي للأمن السيبراني

وتزامناً مع التحديات المختلفة التي يشهدها القطاع عالمياً، تستضيف الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتنظيم الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، النسخة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بتاريخ 2 و3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت شعار «تعظيم العمل المشترك في الفضاء السيبراني»، وذلك لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة القضايا المُلحّة في الفضاء السيبراني، بمشاركة أبرز الجهات الدولية ذات العلاقة.

وتناقش النسخة الرابعة من المنتدى 5 محاور رئيسية، وهي: تجاوز التباينات السيبرانية، وإسهام الاقتصاد السيبراني في التنمية الاقتصادية، من خلال تطوير الأسواق في قطاع الأمن السيبراني، والبنية الاجتماعية في الفضاء السيبراني، إلى جانب السلوكية السيبرانية، وآليات الاستفادة من التقنيات الصاعدة في دفع التقدم والابتكار.

ويتضمن المنتدى القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومعهد «دي كيو»، والتحالف العالمي «وي بروتيكت»؛ حيث تهدف إلى إرساء أُسس التعاون الدولي من أجل بناء فضاء سيبراني آمن ومُمكِّن للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وكان تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، أظهر وجود فجوة متزايدة في المرونة السيبرانية بين الشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة. فبينما تسعى الشركات الكبرى للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تعاني الشركات الأصغر من نقص في المهارات والموارد اللازمة لحماية أنظمتها، الأمر الذي يدعو إلى أهمية تكثيف الجهود العالمية لمعالجة هذه الفجوة الرقمية.