الصين تحاول استعادة الثقة في أسواقها المالية

تعهدت بحل الأزمات ومواجهة الأنشطة غير القانونية

صينيون يعبرون إحدى الطرقات وسط العاصمة بكين في يوم شديد الحرارة (أ.ف.ب)
صينيون يعبرون إحدى الطرقات وسط العاصمة بكين في يوم شديد الحرارة (أ.ف.ب)
TT

الصين تحاول استعادة الثقة في أسواقها المالية

صينيون يعبرون إحدى الطرقات وسط العاصمة بكين في يوم شديد الحرارة (أ.ف.ب)
صينيون يعبرون إحدى الطرقات وسط العاصمة بكين في يوم شديد الحرارة (أ.ف.ب)

قالت هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية، يوم الثلاثاء، إنها ستعزز تنظيم جميع الأنشطة المالية، مع منع المخاطر وحلها، في خطوة لتحسين وإصلاح الأسواق المالية، وسط تعافٍ اقتصادي متعثر.

وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، في بيان، إنها ستحافظ على موقف «عدم التسامح مطلقاً» مع الأنشطة غير القانونية في سوق رأس المال. وتعهدت بـ«منع المخاطر المالية وتبديدها، وخصوصاً منع المخاطر المالية النظامية، وهي المهمة الأساسية للعمل المالي».

وجاءت هذه التعليقات قبل يوم من منتدى لوجياتسوي في شنغهاي، وهو منتدى مالي كبير؛ حيث سيلقي مسؤولون من لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، بما في ذلك رئيسها وو تشينغ، كلمات حول سياسات سوق رأس المال.

وتكثف السلطات الصينية جهودها لإحياء ثقة المستثمرين في ثاني أكبر سوق للأوراق المالية في العالم. وقد انتعش مؤشر الأسهم القيادية من أدنى مستوياته في 5 سنوات، الذي سجله في فبراير (شباط) الماضي، ولكنه لا يزال يكافح من أجل العودة، مثقلاً بالاقتصاد المتعثر والتوترات الجيوسياسية.

وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، إنها ستعزز مراقبة سلوك التداول من قبل المستثمرين الرئيسيين، ومنع التقلبات غير الطبيعية في سوق الأسهم، مضيفة أنها ستحسن تنظيم التداول الكمي، وتعزز الإشراف على التداول عالي التردد. وقالت الهيئة التنظيمية أيضاً إنها ستعزز التدقيق في قوائم الشركات وإلغاء إدراجها.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية، يوم الثلاثاء، مقتفية أثر الأسواق الإقليمية قبل تعليقات من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» في وقت لاحق، بينما تراجعت أسهم هونغ كونغ.

ويتطلع المستثمرون العالميون إلى سلسلة من المتحدثين من «الاحتياطي الفيدرالي» للحصول على مزيد من الأدلة على مسار خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأميركي، بعد قرار الأسبوع الماضي بالبقاء على السياسة.

وأظهرت البيانات، يوم الاثنين، أن الناتج الصناعي الصيني في مايو (أيار) جاء أقل من التوقعات، مع استمرار ضعف قطاع العقارات، مما يزيد الضغوط على بكين لزيادة السياسات الدعمة للنمو؛ بينما تجاوزت مبيعات التجزئة التوقعات بفضل دفعة العطلات.

وقال محللون في «جافيكال دراغونوميكس» في مذكرة: «لا يبدو من المرجح أن يتحسن النمو الاقتصادي في الصين بشكل كبير في الأشهر المقبلة، رغم أنه ليس ضعيفاً بما يكفي لتحفيز استجابة حكومية، مما يعني أن المشاركين في السوق سينتظرون مرة أخرى وصول مزيد من الدعم السياسي».

وتفاعلت الأسواق مع تلك التحركات؛ إذ ارتفع مؤشر «شنغهاي المركب» عند الإغلاق بنسبة 0.48 في المائة، وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 0.27 في المائة، مع ارتفاع مؤشره الفرعي للقطاع المالي بنسبة 0.32 في المائة، وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.33 في المائة، وانخفض مؤشر العقارات بنسبة 1.23 في المائة، وانخفض مؤشر الرعاية الصحية بنسبة 0.98 في المائة.

وبالمقابل، انخفض مؤشر «هانغ سنغ» 0.11 في المائة عن الإغلاق، وانخفض مؤشر «هانغ سنغ للشركات الصينية» بنسبة 0.08 في المائة؛ لكن المؤشر الفرعي لمؤشر «هانغ سنغ» الذي يتتبع أسهم الطاقة زاد بنسبة 0.3 في المائة، بينما انخفض قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 0.66 في المائة، وانتهى القطاع المالي على ارتفاع بنسبة 0.37 في المائة، وانخفض قطاع العقارات بنسبة 0.98 في المائة.

وأنهى مؤشر «شنتشن» الأصغر تعاملات يوم الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 0.71 في المائة، كما ارتفع مؤشر «تشينيكست المركب للشركات الناشئة» بنسبة 0.286 في المائة.


مقالات ذات صلة

السعودية تستعد لبدء جولة صادرات الخدمات الوطنية إلى الكويت

الاقتصاد جناح هيئة تنمية الصادرات السعودية في أحد المعارض (الموقع الإلكتروني لهيئة تنمية الصادرات)

السعودية تستعد لبدء جولة صادرات الخدمات الوطنية إلى الكويت

تستعد هيئة تنمية الصادرات السعودية لبدء جولة صادرات الخدمات السعودية إلى دولة الكويت في الفترة من 29 سبتمبر (أيلول) حتى 1 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

«موديز» تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني بسبب ارتفاع «المخاطر الجيوسياسية»

خفّضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لإسرائيل، مشيرة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة مع تفاقم النزاع مع «حزب الله وتراجع احتمالات وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الوزير بندر الخريف يتحدث خلال افتتاح فعالية «الليلة السعودية» في لاس فيغاس (واس)

السعودية تروّج في لاس فيغاس لفرصها التعدينية الواعدة

استضافت لاس فيغاس فعالية «الليلة السعودية» التي تهدف إلى ترويج الفرص الاستثمارية التعدينية الواعدة بالمملكة أمام مجموعة مستثمرين أميركيين وعالميين.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
الاقتصاد عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)

الصين تخفّض «الاحتياطي الإلزامي» في محاولة لتحفيز الاقتصاد

خفّضت الصين، الجمعة، معدّل الاحتياطي الإلزامي المفروض على المصارف الاحتفاظ به في محاولة لتحفيز الاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام أوروبية ترفرف أمام مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

انخفاض التضخم بأكبر اقتصادات اليورو يعزز الدعوات لخفض الفائدة

شهد اثنان من أكبر اقتصادات منطقة اليورو، فرنسا وإسبانيا، انخفاضاً أكبر من المتوقع في معدلات التضخم، بينما استمر ضعف سوق العمل في ألمانيا هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
TT

السعودية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في الأمن السيبراني

جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)
جانب من أعمال المنتدى الدولي للأمن السيبراني 2023 في الرياض (الهيئة)

في ظل التطور المتسارع والتحديات المتصاعدة التي يشهدها قطاع الأمن السيبراني عالمياً، تقدم السعودية نموذجاً استثنائياً في هذا المجال. فقد تفوقت في مؤشر الأمم المتحدة للأمن السيبراني لعام 2024، كما تسعى من خلال استضافة المنتدى الدولي للأمن السيبراني، إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة المصاعب المشتركة، لا سيما باتساع الفجوة الرقمية بين المنشآت.

وكانت السعودية برزت بشكل لافت في تقرير حديث للأمم المتحدة عن الأمن السيبراني، أظهر تحقيق المملكة نسبة 100 في المائة في جميع معايير المؤشر الذي شمل 83 مؤشراً فرعياً. وهو ما يضع البلاد في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، متفوقة على 190 دولة عضواً بالأمم المتحدة.

ويعود هذا التفوق إلى استراتيجية المملكة الشاملة للأمن السيبراني، التي ركزت على تحقيق التوازن بين الحوكمة المركزية والتشغيل اللامركزي. كما ساهمت الاستثمارات الكبيرة في بناء القدرات الوطنية وتطوير الكوادر المتخصصة في تعزيز الأمن السيبراني في السعودية.

وحسب الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، يعد هذا التصنيف امتداداً لموقع البلاد المتقدّم في عدد من المؤشرات الدولية، حيث حققت المملكة في يونيو (حزيران) الماضي المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني وفق الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الأمر الذي يؤكد نجاح نموذج السعودية في الأمن السيبراني، والذي يعتمد على التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص، وتبادل المعلومات مع الشركاء الدوليين.

وتُعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى حماية المصالح الحيوية للدولة وأمنها الوطني والبنى التحتية الحساسة والقطاعات ذات الأولوية، والخدمات والأنشطة الحكومية. وتعمل على تحفيز نمو القطاع وتشجيع الابتكار والاستثمار فيه، وإجراء الدراسات والبحوث والتطوير.

حجم القطاع

في نهاية عام 2023، بلغ حجم سوق الأمن السيبراني في السعودية 13.3 مليار ريال (3.54 مليار دولار)، كما وصل إسهام القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 15.6 مليار ريال (4.15 مليار دولار)، وجاءت المشاركة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 0.81 في المائة.

وكان مجموع إنفاق الجهات الحكومية السعودية 4.1 مليار ريال (مليار دولار)، يشكّل 31 في المائة من حجم السوق. في حين أنفقت منشآت القطاع الخاص ما يقارب 9.2 مليار ريال (2.4 مليار دولار)، وهو ما يمثّل 69 في المائة من الإجمالي.

وفي الفترة ذاتها، بلغ عدد كوادر الأمن السيبراني في المملكة 19.6 ألف مختص، وتمثّل المرأة فيه أكثر من 32 في المائة، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي لمشاركة المرأة بالعمل في قطاع الأمن السيبراني الذي يبلغ قرابة 25 في المائة.

المنتدى الدولي للأمن السيبراني

وتزامناً مع التحديات المختلفة التي يشهدها القطاع عالمياً، تستضيف الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بتنظيم الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، النسخة الرابعة من المنتدى الدولي للأمن السيبراني، بتاريخ 2 و3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت شعار «تعظيم العمل المشترك في الفضاء السيبراني»، وذلك لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة القضايا المُلحّة في الفضاء السيبراني، بمشاركة أبرز الجهات الدولية ذات العلاقة.

وتناقش النسخة الرابعة من المنتدى 5 محاور رئيسية، وهي: تجاوز التباينات السيبرانية، وإسهام الاقتصاد السيبراني في التنمية الاقتصادية، من خلال تطوير الأسواق في قطاع الأمن السيبراني، والبنية الاجتماعية في الفضاء السيبراني، إلى جانب السلوكية السيبرانية، وآليات الاستفادة من التقنيات الصاعدة في دفع التقدم والابتكار.

ويتضمن المنتدى القمة العالمية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومعهد «دي كيو»، والتحالف العالمي «وي بروتيكت»؛ حيث تهدف إلى إرساء أُسس التعاون الدولي من أجل بناء فضاء سيبراني آمن ومُمكِّن للأطفال في جميع أنحاء العالم.

وكان تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024، أظهر وجود فجوة متزايدة في المرونة السيبرانية بين الشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة. فبينما تسعى الشركات الكبرى للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تعاني الشركات الأصغر من نقص في المهارات والموارد اللازمة لحماية أنظمتها، الأمر الذي يدعو إلى أهمية تكثيف الجهود العالمية لمعالجة هذه الفجوة الرقمية.