«أونيبر» الألمانية تفوز بحكم تحكيم بـ14 مليار دولار ضد «غازبروم» الروسية

عُدّ انتصاراً تاريخياً لها ويقطع آخر العلاقات المتبقية في مجال الطاقة بين برلين وموسكو

شعار شركة «أونيبر» مورد الطاقة في قاعة المدخل بمقر الشركة في دوسلدورف غرب ألمانيا (أ.ف.ب)
شعار شركة «أونيبر» مورد الطاقة في قاعة المدخل بمقر الشركة في دوسلدورف غرب ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

«أونيبر» الألمانية تفوز بحكم تحكيم بـ14 مليار دولار ضد «غازبروم» الروسية

شعار شركة «أونيبر» مورد الطاقة في قاعة المدخل بمقر الشركة في دوسلدورف غرب ألمانيا (أ.ف.ب)
شعار شركة «أونيبر» مورد الطاقة في قاعة المدخل بمقر الشركة في دوسلدورف غرب ألمانيا (أ.ف.ب)

قالت شركة المرافق الألمانية ومُورّدة الطاقة «أونيبر (Uniper)»، يوم الأربعاء، إنها فازت بتحكيم بمليارات اليورو ضد شركة «غازبروم» الروسية، المورّدة السابقة منذ فترة طويلة، مما يسمح لها بإنهاء عقود توريد الغاز الخاملة، وربما يشكل سابقة لقضايا مماثلة.

يمثل الحكم انتصاراً تاريخياً لشركة «أونيبر»، التي كان لا بد من إنقاذها من قِبل الحكومة الألمانية في عام 2022، بعد أن قامت شركة «غازبروم» بخفض الإمدادات ثم تعليقها لاحقاً، مما أجبر المجموعة على شراء كميات بديلة بأسعار مرتفعة جداً في السوق الفورية، كما أنه يقطع آخر العلاقات المتبقية من شراكة الطاقة التي استمرت عقداً من الزمن بين برلين وموسكو، والتي توقفت فجأة في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا عام 2022.

وقالت «أونيبر» إن الحكم الذي أصدرته محكمة التحكيم بستوكهولم، في 7 يونيو (حزيران) الحالي، وهو جزء من عملية أطلقتها الشركة في أواخر عام 2022، مكّنها من إنهاء عقود توريد الغاز الحالية، والتي لا تزال قائمة من الناحية القانونية، على الرغم من عدم تدفق الغاز.

كما منحت المحكمة الشركة أكثر من 13 مليار يورو (14 مليار دولار) تعويضات عن كميات الغاز التي لم توفرها شركة «غازبروم» منذ منتصف عام 2022، عندما خفّضت المجموعة المملوكة للدولة الروسية، لأول مرة، عمليات التسليم المتفَق عليها تعاقدياً.

وقالت مصادر، لـ«رويترز»، الشهر الماضي، إن محكمة التحكيم قد تسمح لشركة «أونيبر» بإنهاء 250 تيراواط ساعة في عقود الغاز الروسية الخاملة، والتي يستمر بعضها حتى منتصف العقد المقبل.

وأوضحت المصادر، في ذلك الوقت، أن إلغاء ذلك سيؤدي إلى إزالة خطر كبير قبل عودة «أونيبر» المخطط لها إلى البورصة، العام المقبل.

وقال مايكل لويس، الرئيس التنفيذي لشركة «أونيبر»، في بيان: «هذا الحكم يوفر وضوحاً قانونياً لشركة أونيبر. ومع حق الإنهاء الذي تلقّيناه في حكم التحكيم، فإننا نُنهي العقود مع شركة غازبروم إكسبورت».

وقالت مصادر قانونية، لـ«رويترز»، الشهر الماضي، إن قرار التعويضات يمثل، في المقام الأول، انتصاراً رمزياً لألمانيا، حيث من غير المرجح أن تتدفق مبالغ كبيرة، وهو ما أكده الرئيس التنفيذي.

ونجحت شركة «غازبروم إكسبورت»، ذراع التصدير للشركة الروسية، في الطعن بالقضية أمام محكمة في سان بطرسبرغ، التي قضت، في مارس (آذار) الماضي، بتغريم شركة «أونيبر» وشركتها التابعة مبلغ 14.3 مليار يورو في حالة المضي قدماً في التحكيم.

وإذا تدفقت أي أموال، فسوف تذهب إلى الحكومة الألمانية، التي تمتلك أكثر من 99 في المائة من شركة «أونيبر».

ويؤدي إنهاء العقود إلى إزالة المخاطر الأخيرة التي واجهتها شركة «أونيبر» فيما يتعلق بانكشافها على روسيا، بعد أن قامت المجموعة بخفض تمويلها في خط أنابيب «نورد ستريم 2»، بالإضافة إلى حصتها في فرعها الروسي «يونيبرو».


مقالات ذات صلة

تراجع معظم الأسواق الخليجية تزامناً مع انخفاض أسعار النفط

الاقتصاد متداولون يراقبون شاشات تعرض معلومات الأسهم في البورصة القطرية (رويترز)

تراجع معظم الأسواق الخليجية تزامناً مع انخفاض أسعار النفط

انخفضت أغلب أسواق الأسهم في منطقة الخليج بنهاية جلسة تداولات الثلاثاء، وذلك تزامناً مع تراجع أسعار النفط بنسبة 5 في المائة خلال الجلستين السابقتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
منصات لاستخراج النفط في بحر الشمال (رويترز)

«شل» و«إكوينور» تقاومان تحديات مشروعات النفط والغاز في بحر الشمال

حثّت شركتا «شل» و«إكوينور» محكمة أسكوتلندية على تأييد موافقة بريطانيا على تطوير حقلين كبيرين للنفط والغاز في بحر الشمال، في حين حاول نشطاء بيئيون منع المشروعين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

«أوبك» تخفّض توقعاتها لنمو الطلب على النفط للشهر الرابع

خفّضت منظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط بعامَي 2024 و2025 في رابع تعديل بالخفض من جانب المنظمة توالياً

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلات نفط في ميناء بحري تابع لشركة «سينوبك» في نانتونغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

أحدث مصفاة في الصين ترفع إنتاجها من النفط إلى 90 %

ذكرت مصادر تجارية أن مصفاة شاندونغ يولونغ للبتروكيماويات، الأحدث في الصين، تشغل وحدتها الجديدة للنفط الخام البالغ طاقتها 200 ألف برميل يومياً بنحو 90 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يتحدث في حفل افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (رويترز) play-circle 01:32

الرئيس الأذربيجاني في «كوب 29»: النفط والغاز «هبة من الله»

أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي تستضيف بلاده مؤتمر «كوب 29» للمناخ الثلاثاء أن النفط والغاز والموارد الطبيعية الأخرى هي «هبة من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)

الحكومة النرويجية للاستحواذ على شبكة تصدير الغاز مقابل 1.6 مليار دولار

خط أنابيب غاز في محطة استيراد الغاز الجديدة النرويجية (رويترز)
خط أنابيب غاز في محطة استيراد الغاز الجديدة النرويجية (رويترز)
TT

الحكومة النرويجية للاستحواذ على شبكة تصدير الغاز مقابل 1.6 مليار دولار

خط أنابيب غاز في محطة استيراد الغاز الجديدة النرويجية (رويترز)
خط أنابيب غاز في محطة استيراد الغاز الجديدة النرويجية (رويترز)

قالت وزارة الطاقة النرويجية، اليوم (الثلاثاء)، إن النرويج توصلت إلى اتفاق مع سبعة مُلَّاك من القطاع الخاص لاستحواذ الحكومة على جزء كبير من شبكة خطوط أنابيب الغاز الواسعة في البلاد.

كانت النرويج قد أعلنت في عام 2023 خططاً لتأميم معظم شبكة خطوط أنابيب الغاز الضخمة، ومصنع معالجة رئيسي وبنية أساسية أخرى، عندما تنتهي الامتيازات القائمة للقطاع الخاص في عام 2028، ودعت الملاك الحاليين للتفاوض على صفقة الاستحواذ. ووافقت الحكومة وقتها على دفع 18.1 مليار كرونة (1.64 مليار دولار) لأصحاب الأصول السبعة.

والنرويج هي أكبر مورِّد للغاز في أوروبا، بعد انخفاض حاد في عمليات التسليم الروسية، منذ بدء الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022.

تَعد الحكومة، شبكة خطوط الأنابيب الممتدة على طول 9 آلاف كيلومتر على طول قاع البحر، بمثابة أصل من أصول الدولة الوطنية التي تريد ملكية الدولة الكاملة لها. وفي حين توصلت سبع شركات إلى اتفاق مع الحكومة، رفضت شركتان العرض، هما: «نورث سي إنفراستراكتشر» و«إم فيست إنرجي».

وتمتلك شركة «غاسليد»، وهي شراكة تأسست في عام 2003 من شركات النفط التي كانت تنتج الغاز قبالة سواحل النرويج في ذلك الوقت، جزءاً كبيراً من شبكة خطوط أنابيب نقل الغاز في النرويج. ويرفع الاتفاق حصة الدولة النرويجية في «غاسليد» إلى 100 في المائة من 46.7 في المائة سابقاً.

وقالت وزارة الطاقة النرويجية في البيان، إن الاستحواذ الحكومي سيدعم الأهداف الرئيسية لسياسة النفط النرويجية، بما في ذلك التعريفات المنخفضة لمستخدمي شبكة خطوط الأنابيب.

وأضافت أنها وافقت على الشروط مع «شل» و«كيب أوميغا» و«كونوكو فيليبس» و«إكوينور» و«هاف إنرجي» و«أورلين» و«سيلكس» للاستحواذ على حصصهم في المشاريع المشتركة. ويعود تاريخ الاتفاق إلى الأول من يناير (كانون الثاني) 2024.