تنحية الرئيس التنفيذي لـ«بتروبراس» البرازيلية بعد خلافات بشأن توزيعات الأرباح

الرئيس التنفيذي المقال لشركة النفط الحكومية «بتروبراس» جان بول براتس يغادر مقر الشركة في ريو دي جانيرو بالبرازيل (إ.ب.أ)
الرئيس التنفيذي المقال لشركة النفط الحكومية «بتروبراس» جان بول براتس يغادر مقر الشركة في ريو دي جانيرو بالبرازيل (إ.ب.أ)
TT

تنحية الرئيس التنفيذي لـ«بتروبراس» البرازيلية بعد خلافات بشأن توزيعات الأرباح

الرئيس التنفيذي المقال لشركة النفط الحكومية «بتروبراس» جان بول براتس يغادر مقر الشركة في ريو دي جانيرو بالبرازيل (إ.ب.أ)
الرئيس التنفيذي المقال لشركة النفط الحكومية «بتروبراس» جان بول براتس يغادر مقر الشركة في ريو دي جانيرو بالبرازيل (إ.ب.أ)

أعلنت شركة «بتروبراس» البرازيلية العملاقة للنفط والغاز التي تسيطر عليها الدولة، استقالة رئيسها التنفيذي من منصبه، بعد أشهر من التوترات مع الحكومة الفيدرالية.

ففي وقت سابق من هذا العام، اختارت «بتروبراس» عدم دفع أرباح غير عادية لمساهميها، ما أدى إلى توتر العلاقات بين الرئيس التنفيذي لشركة «بتروبراس» جان بول براتس والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس حزب العمال اليساري الحاكم.

وتمتلك الحكومة الفيدرالية البرازيلية حصة مسيطرة في «بتروبراس»، بينما يمتلك مستثمرون من القطاع الخاص أيضاً أسهماً.

وذكرت صحيفة «أو غلوبو» المحلية أن لولا نفسه أبلغ براتس بإقالته. كما تم فصل المدير المالي للشركة سيرجيو كايتانو ليتي.

ويعتزم لولا، كما يعرف الرئيس، ترشيح ماجدة شامبريارد، الرئيسة السابقة لهيئة تنظيم النفط والغاز في البرازيل، لتحل محل براتس، وهو عضو سابق في مجلس الشيوخ عن حزب العمال.

وقد بدأت تشامبريارد عملها في الصناعة بصفتها مهندسة في «بتروبراس» في عام 1980، وأدارت هيئة تنظيم النفط والغاز البرازيلية من عام 2012 إلى عام 2016.

وقالت «بتروبراس» إن كلاريس كوبيتي، المديرة التنفيذية لشؤون الشركة، ستشغل منصب الرئيس التنفيذي المؤقت.

وأضافت أن مجلس الإدارة سيجتمع للبحث في ترشيح شامبريارد لمنصب الرئيس التنفيذي.

وكانت ردود الفعل في الأسواق سريعة وسلبية؛ حيث استعد المستثمرون لمنصب رئيس تنفيذي جديد، ويحذر المحللون من أنه قد يكون أكثر استعداداً من سلفه لوضع أولويات الرئيس فوق أولويات المساهمين.

وانخفضت الأسهم المفضلة لشركة «بتروبراس» بما يصل إلى 8.3 في المائة في ساو باولو، وهو أكبر انخفاض خلال اليوم منذ 8 مارس (آذار)، عندما خيب الإعلان عن توزيع أرباح أقل من المتوقع الأسواق وأدى إلى موجة واسعة النطاق من الأصول البرازيلية.

وينهي رحيل براتس أشهراً من التكهنات بأن أيامه في «بتروبراس» أصبحت معدودة. وكانت التوترات تصاعدت في وقت سابق من هذا العام عندما رفض براتس الانضمام إلى أعضاء مجلس الإدارة المعينين من قبل الحكومة في التصويت لصالح حجب توزيع الأرباح غير العادية للمساهمين الذين اعتادوا على عوائد ثابتة.

وقد صفق الموظفون لبراتس بعد ظهر الأربعاء في ريو دي جانيرو عندما غادر مقر الشركة في وسط المدينة.

وقال براتس: «أنا حزين، هذا كل شيء»، بينما دافع أيضاً عن سجله الحافل فيما يتعلق بتسعير الوقود والاستثمارات. وأضاف أن «مستقبل الشركة يسير على الطريق الصحيح مع تحول الطاقة، ويجب تحليل المشروعات الجيدة في المحفظة».

وقد تزيد هذه الإقالة من المخاوف من أن «بتروبراس» تتعرض لضغوط متزايدة من حزب العمال الحاكم للمساعدة في إنعاش الصناعة البرازيلية وخلق فرص العمل، على حساب المساهمين. وصدمت توزيعات الأرباح بعض المستثمرين الذين عدّوها علامة على التدخل السياسي المتزايد في أكبر دولة منتجة للنفط في أميركا اللاتينية.


مقالات ذات صلة

إطلاق مبادرة لتمكين الذكاء الاصطناعي في 100 شركة صغيرة ومتوسطة بالسعودية

الاقتصاد جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)

إطلاق مبادرة لتمكين الذكاء الاصطناعي في 100 شركة صغيرة ومتوسطة بالسعودية

أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية و«غوغل» مبادرة «SMB Lab»، بهدف تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الشركات الصغيرة والمتوسطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من النسخة الثانية لمعرض «سيتي سكيب العالمي» في الرياض (واس)

«سيتي سكيب العالمي» بالسعودية سيضخ أكثر من 100 ألف وحدة سكنية 

من المقرر أن يضخ معرض «سيتي سكيب العالمي»، الذي يفتتح أبوابه للزوار يوم الاثنين المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكثر من 100 ألف وحدة سكنية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد أحد المسثمرين يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية (أ.ف.ب)

قطاعا الطاقة والمصارف يقودان ارتفاع السوق السعودية

ارتفع مؤشر السوق السعودية لأعلى مستوياته منذ أكثر شهر، بفضل صعود سهمي «أرامكو» و«الراجحي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من مدينة الملك سلمان للطاقة (موقع رؤية 2030)

مدينة الملك سلمان للطاقة توقّع 5 خطابات نوايا بقيمة 800 مليون دولار

وقّعت مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) السعودية، 5 خطابات نوايا مع جهات متقدمة في قطاع الطاقة، بقيمة إجمالية تتجاوز 3 مليارات ريال.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
الاقتصاد مقر «أكوا باور» الرئيسي في الرياض (موقع الشركة الإلكتروني)

تكاليف المشاريع تخفّض أرباح «أكوا باور» السعودية 17% في الربع الثالث

تراجعت أرباح «أكوا باور» السعودية، التي تعمل في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه والطاقة المتجددة، بنسبة 17.5 في المائة، بالربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تدفقات ضخمة إلى صناديق أسواق المال قبل الانتخابات واجتماع «الفيدرالي»

أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)
TT

تدفقات ضخمة إلى صناديق أسواق المال قبل الانتخابات واجتماع «الفيدرالي»

أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو ودولار هونغ كونغ والدولار الأميركي والين الياباني والجنيه الإسترليني واليوان الصيني (رويترز)

شهدت صناديق أسواق المال العالمية تدفقات ضخمة في الأسبوع المنتهي في 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث سارع المستثمرون إلى اللجوء إلى الأمان قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية واجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وأظهرت البيانات أن المستثمرين ضخوا مبلغاً هائلاً قدره 127.44 مليار دولار في صناديق أسواق المال العالمية خلال الأسبوع، ما يعد أكبر صافي شراء أسبوعي منذ 3 يناير (كانون الثاني)، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وتم انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة هذا الأسبوع، حيث كانت أسواق المراهنات ترجح فوزه، بينما أظهرت الاستطلاعات حالة من التنافس الشديد في الانتخابات. في الوقت نفسه، قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية يوم الخميس، في خطوة تهدف إلى معالجة التعقيدات المحتملة في المشهد الاقتصادي مع استعداد الرئيس المنتخب لتولي منصبه في يناير المقبل.

وجذبت صناديق أسواق المال الأميركية 78.68 مليار دولار، وهو أعلى تدفق في ستة أسابيع. بينما استفادت صناديق أسواق المال الأوروبية والآسيوية أيضاً من هذا التوجه، حيث ضخ المستثمرون 42.87 مليار دولار و4.76 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، سجلت صناديق الأسهم العالمية صافي شراء بقيمة 10.76 مليار دولار، مقارنة مع صافي سحب بقيمة 2.95 مليار دولار في الأسبوع السابق. كما تزايدت الاستثمارات في صناديق القطاع الصناعي، حيث حققت صافي شراء قدره 1.02 مليار دولار، وهو أكبر صافي شراء أسبوعي منذ 17 يوليو (تموز). وفي المقابل، شهدت قطاعات المال والسلع الاستهلاكية الأساسية سحوبات قيمتها 420 مليون دولار و354 مليون دولار على التوالي.

من ناحية أخرى، واصلت صناديق السندات العالمية جذب الاستثمارات للأسبوع الـ46 على التوالي، محققة تدفقات بلغت 11.45 مليار دولار.

وقال كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات العالمية في «يو بي إس»، مارك هايفلي: «نواصل التوقع بخفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس من الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، بالإضافة إلى 100 نقطة أساس أخرى من التيسير في 2025. ننصح المستثمرين بتحويل السيولة الزائدة إلى الدخل الثابت عالي الجودة، خاصة مع الزيادة الأخيرة في العوائد التي توفر فرصة لإغلاق مستويات جذابة».

وشهدت صناديق السندات قصيرة الأجل العالمية صافي شراء بلغ 3.23 مليار دولار، وهو الأعلى منذ 25 سبتمبر (أيلول). في المقابل، جذبت صناديق السندات متوسطة الأجل المقومة بالدولار وصناديق السندات الحكومية والشركات تدفقات قدرها 1.42 مليار دولار و824 مليون دولار و606 مليون دولار على التوالي.

وفي السلع الأساسية، باع المستثمرون صناديق الذهب والمعادن الثمينة الأخرى، ما أسفر عن بيع صاف بقيمة 649 مليون دولار، منهين بذلك سلسلة من المشتريات استمرت 12 أسبوعاً متتالياً من عمليات الشراء. كما شهد قطاع الطاقة تدفقات خارجة بلغت 245 مليون دولار.

وفي الأسواق الناشئة، أظهرت البيانات التي تغطي 29675 صندوقاً مشتركاً أن صناديق السندات شهدت تدفقات خارجة صافية بلغت 1.55 مليار دولار، وهو الأسبوع الثالث على التوالي من البيع الصافي. وشهدت صناديق الأسهم تدفقات خارجة بلغت 518 مليون دولار، ما يعكس انخفاض شهية المستثمرين للأسواق الناشئة.