بنوك اليابان متفائلة حول أسعار الفائدة والأرباح

الأسهم تغلق على استقرار مع ترقب بيانات أميركية

سياح في إحدى الأسواق القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
سياح في إحدى الأسواق القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

بنوك اليابان متفائلة حول أسعار الفائدة والأرباح

سياح في إحدى الأسواق القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
سياح في إحدى الأسواق القديمة بالعاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

توقعت أكبر ثلاثة بنوك في اليابان يوم الأربعاء تحقيق أرباح قياسية في العام المقبل، مما يشير إلى زيادة التفاؤل بشأن اقتصاد خرج للتو من سنوات أسعار الفائدة السلبية.

وتظهر النتائج الصادرة عن مجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» المالية ومجموعة «ميزوهو» المالية ومجموعة «سوميتومو ميتسوي» المالية أيضاً كيف تستفيد البنوك اليابانية من ارتفاع أسعار الفائدة في الأسواق الخارجية، مثل الولايات المتحدة، فضلاً عن ضعف الين، مما يؤدي إلى تضخم الأرباح عند تحقيق أرباح في الخارج تتم إعادتها إلى الوطن.

لسنوات عديدة، تعرضت البنوك اليابانية الكبرى لضغوط شديدة بسبب التحفيز النقدي الضخم الذي قدمه البنك المركزي، بما في ذلك أسعار الفائدة السلبية. ورفع بنك اليابان في مارس (آذار) الماضي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من عقد ونصف، مما زاد التوقعات بأن البنوك ستكون قادرة على جني المزيد من الأموال من الإقراض.

وقال هيرونوري كاميزاوا، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» للصحافيين: «إننا ندخل عالماً بأسعار الفائدة الطبيعية (الإيجابية)، وهو أمر إيجابي بالنسبة لنا».

وبالنسبة للعام الحالي، تتوقع المجموعة تحقيق أرباح صافية قدرها 1.5 تريليون ين (9.6 مليار دولار)، وهي زيادة طفيفة مقارنة بالعام المنتهي، والذي شهد قفزة في الأرباح بمقدار الثلث إلى مستوى قياسي. وقال كاميزاوا إن نتائج العام بأكمله، التي تركز عليها البنوك بدلاً من الأرقام الفصلية، كانت «قوية للغاية».

وعلى نحو مماثل، توقعت مجموعة «سوميتومو ميتسوي»، التي احتلت المرتبة الثانية تحقيق صافي أرباح قياسية للعام بأكمله بقيمة 1.06 تريليون ين؛ وهي المرة الأولى التي ستتجاوز فيها علامة التريليون ين. وتوقعت شركة ميزوهو في المرتبة الثالثة تحقيق رقم قياسي قدره 750 مليار ين. ويمثل كلا هذين التوقعين زيادة بنسبة 10 في المائة عن العام المنتهي.

والسؤال الآن هو إلى أي مدى يمكن للبنوك أن تستفيد من تحسن الطلب على الصفقات وارتفاع أسعار الفائدة في الداخل، وقد تكون تلك إحدى العلامات الواضحة في عقلية الشركات والأسر اليابانية، حيث أجبرت سنوات من الانكماش الناس والشركات على اكتناز الأموال النقدية.

وقال تورو ناكاشيما، الرئيس التنفيذي لشركة «سوميتومو ميتسوي» للصحافيين: «نحن متفائلون للغاية بشأن الاقتصاد الياباني»، مضيفاً أن «عقلية مديري الشركات اليابانية أكثر تفاؤلاً بكثير مما كانت عليه في الماضي»، على الرغم من أنه أضاف أن الفوائد الاقتصادية لم تصل بعد إلى المواطن العادي.

ويبدو أن المستثمرين متفائلون بشأن التوقعات بالنسبة للبنوك. ارتفع مؤشر سوق طوكيو لأسهم البنوك بنسبة 61 في المائة خلال العام الماضي، متجاوزاً بكثير مؤشر توبكس، وهو المقياس الأوسع لأداء أسهم طوكيو، والذي ارتفع بنسبة 29 في المائة.

وقالت كل من «ميتسوبيشي يو إف جيه» و«سوميتومو ميتسوي» إنهما ستنفقان ما يصل إلى 100 مليار ين لإعادة شراء وإلغاء الأسهم. وقالت «سوميتومو ميتسوي» إنها ستجري أيضاً تقسيماً للأسهم بنسبة 3 مقابل 1 للمساهمين اعتباراً من 30 سبتمبر (أيلول) المقبل.

وبالنسبة للربع الرابع، أعلنت «ميتسوبيشي يو إف جيه» عن انخفاض بنسبة 75 في المائة في صافي الأرباح إلى 193 مليار ين (1.2 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عندما ارتفعت الأرباح بسبب بيع شركة تابعة.

وارتفعت أرباح «سوميتومو ميتسوي» أكثر من أربع مرات لتصل إلى 170 مليار ين، وبذلك تجاوز كلا البنكين التوقعات بسهولة. وفي الوقت نفسه، أعلنت «ميزوهو» أن صافي أرباحها تضاعف ثلاث مرات ليصل إلى 36.7 مليار ين.

وفي أسواق الأسهم، تخلت الأسهم اليابانية عن معظم المكاسب التي سجلتها في وقت مبكر من جلسة يوم الأربعاء لتغلق على استقرار، إذ ساد الحذر بشأن نتائج أعمال شركات يابانية وبشأن أثر بيانات مهمة عن التضخم في الولايات المتحدة تصدر في وقت لاحق.

ولم يشهد المؤشر نيكي إلا ارتفاعاً طفيفاً عند الإغلاق بنسبة 0.08 بالمائة ليغلق عند 38385.73 نقطة، بعد أن ارتفع أكثر من واحد في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما تخلى المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً عن المكاسب المبكرة ليغلق دون تغير عند 2730.88 نقطة.

وقال ناوكي فوجيوارا، كبير مديري الصناديق في شينكين لإدارة الأصول: «المكاسب المبكرة لم تدم طويلاً، حيث أثرت توقعات بعدم تسجيل نتائج جيدة للشركات على معنويات المستثمرين... كما تترقب السوق بيانات تضخم أميركية تصدر قريباً».

وقفز سهم مجموعة سوني 8.23 في المائة بعد أن تعهدت عملاقة التكنولوجيا والترفيه بتعزيز عوائد المساهمين وتوقعت أرباحاً سنوية أعلى. كما ارتفع سهم طوكيو إلكترون المصنعة لمعدات تصنيع الرقائق 1.85 في المائة ليقدم أكبر دعم للمؤشر نيكي. وصعد سهم أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق 1.86 في المائة.

وقفز سهم اسيتان ميتسوكوشي هولدينغز 13.57 في المائة ليصبح أكبر الرابحين بالنسبة المئوية على المؤشر نيكي بعد أن أعلنت مشغلة المتاجر الكبرى عن مكاسب في مبيعاتها وأرباحها السنوية.

وهوى سهم نيتوري هولدينغز 16 في المائة ليصبح الخاسر الأكبر على المؤشر نيكي، بعد أن جاءت توقعات صافي الربح السنوي للشركة المشغلة لمتاجر السلع المنزلية مخالفة لتوقعات السوق.

كما هبط سهم مجموعة راكوتين 3.15 في المائة بعد أن سجلت شركة الإنترنت خسائر للربع الخامس عشر على التوالي، إذ بددت خسائر وحدة شبكة خدمات الهاتف المحمول التابعة لها مكاسب الأداء القياسي لوحدتها المالية.


مقالات ذات صلة

قرضان للمغرب لـ«تحسين الحوكمة الاقتصادية»

شمال افريقيا عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)

قرضان للمغرب لـ«تحسين الحوكمة الاقتصادية»

قال البنك الأفريقي للتنمية، الجمعة، إنه قدّم للمغرب قرضين بقيمة 120 مليون يورو (130 مليون دولار) لكل منهما؛ بهدف تمويل منطقة صناعية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد صيدلية في أحد شوارع منطقة مانهاتن بولاية نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

ارتفاع معتدل لأسعار السلع الأميركية في يونيو

ارتفعت أسعار السلع في الولايات المتحدة بشكل معتدل في يونيو الماضي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بريطانيون يحتسون القهوة على ضفة نهر التيمز بالعاصمة لندن (رويترز)

بريطانيا تتأهب للكشف عن «فجوة هائلة» في المالية العامة

تستعد وزيرة المال البريطانية الجديدة رايتشل ريفز للكشف عن فجوة هائلة في المالية العامة تبلغ 20 مليار جنيه إسترليني خلال كلمة أمام البرلمان يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سيدة تسير إلى جوار متجر «آيفون» في مدينة ووهان الصينية (رويترز)

«أبل» تنضم للشركات الملتزمة بقواعد البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي

انضمت شركة «أبل» إلى حوالي 12 شركة تكنولوجيا التزمت اتباع مجموعة قواعد للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
TT

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة، قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

وقال نائب رئيس البنك، جودت أكتشاي، إن دورة خفض أسعار الفائدة لا يتم تقييمها في الوقت الحالي، وإن الشرط الرئيسي لتقييم دورة الاسترخاء في السياسة النقدية هو الانخفاض الكبير والدائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكتشاي قوله، في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نراقب عن كثب توقعات التضخم في السوق والشركات والأسر، التوقعات بدأت للتو في التقارب مع توقعاتنا لنهاية العام، نحن نقدر أن التعديلات في الضرائب والأسعار المدارة ستضيف 1.5 نقطة إلى التضخم الشهري في يوليو (تموز) الحالي».

وأكد أن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه «بالصبر والتصميم»، مضيفاً: «تخفيض سعر الفائدة ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي، ولن يكون خفض سعر الفائدة على جدول الأعمال حتى تتم ملاحظة انخفاض دائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وترافق ذلك مع المؤشرات الأخرى التي نتابعها عن كثب».

ولفت أكتشاي إلى أن المصارف المركزية تميل إلى البقاء في الجانب الحذر، ولا تتخلى عن احتياطاتها و«تفضل ارتكاب الأخطاء من خلال البقاء في الجانب الحذر».

وأوضح أنه سيكون هناك خطر عودة التضخم بسبب التخفيض المبكر لأسعار الفائدة، أو في الوضع الذي تؤدي فيه فترة التشديد المفرطة أو الطويلة، دون داعٍ، إلى هبوط حاد».

وأضاف المسؤول المصرفي التركي أنه «على الرغم من عدم تقييم دورة خفض أسعار الفائدة حالياً، فإنه ستتم إدارة هذه العملية من خلال إعطاء إشارة، لا لبس فيها، بأن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه عندما تبدأ التخفيضات».

ورداً على سؤال بشأن مراقبة المشاركين في السوق، عن كثب، توقعات التضخم للشركات والأسر، قال أكتشاي: «لسوء الحظ، فقط توقعات المشاركين في السوق هي التي بدأت تتقارب مع توقعاتنا لنهاية العام الحالي، الأسر أقل حساسية نسبياً لتوقعات المصرف المركزي».

وأظهر آخر استطلاع للمشاركين في السوق من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، أعلن «المركزي» التركي نتائجه منذ أيام، أن التضخم سيتراجع في نهاية العام إلى 43 في المائة، وإلى 30 في المائة بعد 12 شهراً، بينما أظهر أن توقعات الأسر للتضخم في يوليو تبلغ 72 في المائة، وتوقعات الشركات 55 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من توقعات السوق.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس «المركزي» التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيستمر في موقفه النقدي المتشدد حتى نرى انخفاضاً كبيراً ومستداماً في التضخم الشهري، وتقترب توقعات التضخم من توقعاتنا.

وثبت «المركزي» التركي، الثلاثاء الماضي، سعر الفائدة الرئيسي عند 50 في المائة للشهر الرابع على التوالي، متعهداً بالاستمرار في مراقبة الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتشديد السياسة النقدية إذا دعت الضرورة لذلك.

وقال كاراهان إن «المركزي» التركي يستهدف خفض التضخم لا تحديد سعر صرف الليرة، موضحاً أن الأخير هو نتيجة للأول.

مركز الغاز الروسي

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قريبة من إنجاز مركز الغاز الروسي، وإن البنية التحتية اللازمة للمشروع متوافرة.

وأضاف بيرقدار، في مقابلة تلفزيونية الجمعة: «لقد أنشأنا بالفعل البنية التحتية اللازمة وبحلول عام 2028، سنضاعف حجم مرافق تخزين الغاز، كما نناقش مع بلغاريا زيادة قدرة الربط البيني».

وقال رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي لشؤون الطاقة، بافيل زافالني، بعد زيارة عمل إلى تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، إن القرارات بشأن بناء مشروع «مركز للغاز» في تركيا ستتخذ هذا العام، في ظل زيادة الاهتمام به، مؤكداً أن المشروع «موثوق وآمن ولن يتعرض للعقوبات».

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن المركز، الذي كان اتخذ القرار بتنفيذه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ نحو عامين، سيقام في تراقيا، شمال غربي تركيا.

وتأمل تركيا في أن يسمح لها مركز الغاز، الذي سيعمل على نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بأن تصبح مركزاً لتحديد أسعار الغاز.

وقال بيرقدار إنه «من خلال الاستثمارات في البنية التحتية، ستتمكن تركيا من زيادة واردات الغاز الطبيعي إلى حجم 70 - 80 مليار متر مكعب قياساً بـ50 ملياراً حالياً».

ولفت إلى أن العمل سينطلق في المستقبل القريب بين شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) وشركة «غازبروم» الروسية بشأن إنشاء مركز الغاز.