«سوكار» و«أكوا باور» تعقدان شراكة لتسريع تطوير الطاقة المتجددة في أذربيجان

من خلال اتفاقية للتقييم المشترك لمشروع «الأسمدة منخفضة الكربون - الخضراء» والتزام الطرفين لاستكشاف سبل للتنمية المستدامة.

ماركو أرتشيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور» وأنار محمدوف نائب رئيس شركة «سوكار» خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
ماركو أرتشيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور» وأنار محمدوف نائب رئيس شركة «سوكار» خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

«سوكار» و«أكوا باور» تعقدان شراكة لتسريع تطوير الطاقة المتجددة في أذربيجان

ماركو أرتشيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور» وأنار محمدوف نائب رئيس شركة «سوكار» خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
ماركو أرتشيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور» وأنار محمدوف نائب رئيس شركة «سوكار» خلال توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة النفط الحكومية في أذربيجان «سوكار»، وشركة «أكوا باور» السعودية توقيع اتفاقية تعاون تهدف إلى تسريع تطوير مشروعات الطاقة المتجددة في أذربيجان.

وبحسب المعلومات الصادرة اليوم، فإن الاتفاقية الجديدة تُمثل علامةً بارزةً في رحلة أذربيجان نحو مستقبل الطاقة المستدامة، وذلك استكمالاً للتعاون الأولي للاتفاقية الموقعة في 2 فبراير (شباط) من عام 2023؛ إذ تركز الاتفاقية الجديدة على التقييم المشترك لمشروع «الأسمدة منخفضة الكربون - الخضراء»، فضلاً عن التزام كلا الطرفين لاستكشاف سبل جديدة للتنمية المستدامة.

وقالت «أكوا باور» إنه بموجب هذه الشراكة، ستتعاون الشركتان لحشد الخبرات الهادفة إلى تطوير مشروعات الطاقة المتجددة بما في ذلك طاقة الرياح البحرية والبرية، والطاقة الشمسية الكهروضوئية، والهيدروجين الأخضر، وغيرها من المشروعات ذات الصلة التي من شأنها أن توفر الدعم اللازم لأذربيجان في مجالات الطاقة المتجددة. وكجزء من المشروع، سيتم إجراء دراسات جدوى لتقييم الإنتاج المحتمل وبيع الأسمدة الخضراء، بما يتماشى مع رؤية البلاد لتحقيق بيئة نظيفة تسهم في تحقيق النمو المستدام.

وستتولى شركة «أكوا باور» دوراً مهماً في دفع جوانب الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر في المشروع، تحقيقاً لأهداف البلاد الطموحة للتكامل في مصادر الطاقة المتجددة.

وقال ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور»: «التعاون مع شركة (سوكار) يمثل حقبةً جديدةً في مجال تطوير وتنويع مصادر الطاقة المتجددة في جمهورية أذربيجان»، مضيفاً: «من خلال رؤيتنا المشتركة والتزامنا بالاستدامة، لن تؤدي هذه الشراكة إلى دفع الابتكار فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى تحفيز الابتكار الذي يمهد الطريق نحو مستقبلٍ أخضر وأكثر إشراقاً لهذه البلاد».

بدوره، أعرب أنار محمدوف، نائب رئيس شركة «سوكار»، عن أنه «تلتزم أذربيجان ببناء مستقبل مستدام؛ إذ تأتي شراكتنا مع (أكوا باور) لتؤكد تفانينا المشترك في دعم الجهود المبذولة لتعزيز تطوير مجالات الطاقة المتجددة في المنطقة. سنعمل معاً على تحقيق الرؤية الطموحة في جعل أذربيجان دولة صديقة للبيئة، وأكثر اخضراراً». وأضاف: «التعاون مع (أكوا باور) يمثل خطوةً مهمةً تسهم في دعم تحول أذربيجان نحو اقتصاد منخفض الكربون، ويؤكد التزامنا وهدفنا المشترك في تحقيق التنمية المستدامة».

يُذكر أن شركة «أكوا باور» تنفذ حالياً مشروعاً لتطوير أكبر مزرعة رياح في منطقة خيزي-أبشرون بأذربيجان بقدرة 240 ميغاواط، وقيمة استثمارية تبلغ 345 مليون دولار.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مشاة يعبرون طريقاً في منطقة تجارية وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان تدرس رفع الحد الأدنى لضريبة الدخل ضمن حزمة التحفيز

قالت الحكومة اليابانية إنها ستدرس رفع الحد الأدنى الأساسي للدخل المعفى من الضرائب

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
TT

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)
سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

قبل ساعات قليلة من «الختام المفترض» لمؤتمر «كوب 29» للمناخ في العاصمة الأذرية باكو على بحر قزوين، سيطر الخلاف على المباحثات؛ إذ عبرت جميع الأطراف تقريباً عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الذي قدمته إدارة المؤتمر ظهر يوم الجمعة في «مسودة اتفاق التمويل»، والذي اقترح أن تتولى الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035 لمساعدة أكثر الدول فقراً، وهو الاقتراح الذي أثار انتقادات من جميع الأطراف.

وتتولى حكومات العالم الممثلة في القمة في باكو عاصمة أذربيجان، مهمة الاتفاق على خطة تمويل شاملة لمعالجة تغيّر المناخ، لكن المؤتمر الذي استمر أسبوعين تميز بالانقسام بين الحكومات الغنية التي تقاوم الوصول إلى نتيجة مكلفة، والدول النامية التي تدفع من أجل المزيد.

وقال خوان كارلوس مونتيري غوميز، الممثل الخاص لتغيّر المناخ في بنما، والذي وصف المبلغ المقترح بأنه منخفض للغاية: «أنا غاضب للغاية... إنه أمر سخيف، سخيف للغاية!»، وأضاف: «يبدو أن العالم المتقدم يريد أن يحترق الكوكب!».

وفي الوقت نفسه، قال مفاوض أوروبي لـ«رويترز» إن مسودة الاتفاق الجديدة باهظة الثمن ولا تفعل ما يكفي لتوسيع عدد البلدان المساهمة في التمويل. وأضاف المفاوض: «لا أحد يشعر بالارتياح من الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد شيء تقريباً بشأن زيادة قاعدة المساهمين».

ومن جانبها، حثت أذربيجان الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي يوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة. وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة: «نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو».

صحافيون ومشاركون يراجعون مسودة الاتفاق الختامي بمقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو ظهر يوم الجمعة (أ.ب)

وحددت المسودة أيضاً هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار من تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، والذي سيشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة. وهذا يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد بأن تتمكن البلدان النامية من الوصول إلى الحصول على تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد. لكن المفاوضين حذروا من أن سد الفجوة بين تعهدات الحكومة والتعهدات الخاصة قد يكون صعباً.

وكان من المقرر أن تختتم قمة المناخ في مدينة بحر قزوين بحلول نهاية يوم الجمعة، لكن التوقعات كانت تصب في اتجاه التمديد، على غرار مؤتمرات «الأطراف» السابقة التي تشهد جميعها تمديداً في اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاقات.

وقال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني في «جمعية آسيا»، وهو مراقب مخضرم لمؤتمرات «الأطراف»: «إن إيجاد (نقطة مثالية) في المحادثات قريباً أمر بالغ الأهمية. أي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية».

وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى باكو من اجتماع «مجموعة العشرين» في البرازيل يوم الخميس، داعياً إلى بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق، وحذر من أن «الفشل ليس خياراً».

وبدوره، قال دانييل لوند، المفاوض عن فيجي، لـ«رويترز»، إن «الطريق لا يزال طويلاً... إنه رقم (الوارد بالمسودة) منخفض للغاية مقارنة بنطاق الحاجة القائمة وفهم كيفية تطور هذه الاحتياجات».

كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.

وانتقد المفاوضون والمنظمات غير الحكومية إدارة المؤتمر. وهم يأخذون على الأذربيجانيين الافتقار إلى الخبرة في قيادة مفاوضات بين ما يقرب من 200 دولة. وقال محمد آدو، ممثل شبكة العمل المناخي: «هذا هو أسوأ مؤتمر للأطراف على ما أذكر».

كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.

وقال المبعوث الأميركي جون بوديستا: «نحن، بصراحة، نشعر بقلق عميق إزاء الخلل الصارخ في التوازن» في النص. في حين أعرب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا عن موقف مشابه بقوله إن النص «غير مقبول في صيغته الحالية».

ويكرر الأوروبيون القول إنهم يريدون «الاستمرار في توجيه الدفة»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية، كدليل على حسن النية. لكن العجز المالي الذي تعانيه بلدان القارة العجوز يحد من قدراتهم.

وتساءل المفاوض البنمي خوان كارلوس مونتيري غوميز: «نحن نطلب 1 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فهل هذا كثير جداً لإنقاذ الأرواح؟». في حين أعربت الوزيرة الكولومبية سوزان محمد عن أسفها، قائلة: «إنهم يدورون في حلقة مفرغة وهم يؤدون ألعابهم الجيوسياسية».

ومن جانبها، دعت الصين، التي تؤدي دوراً رئيساً في إيجاد التوازن بين الغرب والجنوب، «جميع الأطراف إلى إيجاد حل وسط»... لكن بكين وضعت «خطاً أحمر» بقولها إنها لا تريد تقديم أي التزامات مالية. وهي ترفض إعادة التفاوض على قاعدة الأمم المتحدة لعام 1992 التي تنص على أن المسؤولية عن تمويل المناخ تقع على البلدان المتقدمة.