روسيا وألمانيا ترفعان الحد الأدنى للأجور

في بداية العام الجديد

في بداية 2024 رفعت كل من روسيا وألمانيا الحد الأدنى للأجور في البلاد (رويترز)
في بداية 2024 رفعت كل من روسيا وألمانيا الحد الأدنى للأجور في البلاد (رويترز)
TT

روسيا وألمانيا ترفعان الحد الأدنى للأجور

في بداية 2024 رفعت كل من روسيا وألمانيا الحد الأدنى للأجور في البلاد (رويترز)
في بداية 2024 رفعت كل من روسيا وألمانيا الحد الأدنى للأجور في البلاد (رويترز)

في ظل ارتفاع معدلات التضخم بكثير من البلدان حول العالم، تسعى الحكومات إلى اتخاذ إجراءات لتحسين مستويات المعيشة للعمال. ومن بين هذه الإجراءات رفع الحد الأدنى للأجور.

في هذا الصدد، قررت روسيا وألمانيا، اللتان تعانيان ارتفاع معدلات التضخم، رفع الحد الأدنى للأجور في بداية عام 2024.

روسيا ترفع الحد الأدنى للأجور 18.5 %

قررت روسيا رفع الحد الأدنى القانوني للأجور في البلاد بنسبة 18.5 في المائة، اعتباراً من يوم الاثنين، إلى 19242 روبل (212.6 دولار) شهرياً.

وذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن آخِر مرة جرى فيها رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 6.3 في المائة، ليصل إلى 16242 روبل (179.5 دولار) شهرياً، كانت في الأول من يناير (كانون الثاني) 2023.

وستؤدي الزيادة الرسمية في الأجور إلى زيادة أجور نحو 4.8 مليون عامل في جميع أنحاء روسيا.

وفي خطاب حالة الأمة، الذي ألقاه في شهر فبراير (شباط) الماضي، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلاً تصاعدياً للحد الأدنى القانوني للأجور.

علاوة على ذلك، سيحدَّد الحد الأدنى لتكلفة المعيشة للفرد عند 15453 روبل (170.7 دولار) شهرياً بشكل عام، و16844 روبل (186.1 دولار) للسكان في سن العمل، و13290 روبل (146.8 دولار) لأصحاب المعاشات، و14989 روبل (165.7 دولار) للأطفال.

تجدر الإشارة إلى أن الحد الأدنى القانوني للأجور الشهري هو الحد الأدنى القانوني لإجمالي الراتب أو الأجور، الذي يجب على صاحب العمل الروسي دفعه للموظف شهرياً قبل خصم ضريبة الدخل الشخصي.

ولا يجوز أن يكون الحد الأدنى للأجور أقل من تكلفة معيشة السكان في سن العمل، وهو موحد في جميع مناطق روسيا، البالغ عددها 89 منطقة. وقد جرى تعديله 25 مرة منذ عام 2000، بما في ذلك الزيادة الأخيرة.

ألمانيا ترفعه إلى 12.41 يورو للساعة

على صعيد موازٍ، ارتفع الحد الأدنى القانوني للأجور في ألمانيا، مع حلول العام الجديد، من 12 إلى 12.41 يورو للساعة. وكان حجم الزيادة، هذه المرة، أقلّ مما كان عليه في المرات السابقة؛ وذلك بسبب ضعف تطور الأجور المسعّرة، والتي على أساسها تحدد اللجنة المختصة الحد الأدنى للأجور.

وارتفع الحد الأدنى لأجور المتدربين، في السنوات الأولى من التدريب، بنسبة 4.7 في المائة ليصل إلى 649 يورو شهرياً، كما تم رفع الحد الأقصى للأجور للوظائف الصغيرة بداية يناير (كانون الثاني) من 520 إلى 538 يورو.

تجدر الإشارة إلى أن أصحاب العمل في هذه الوظائف المنخفضة الأجر يدفعون اشتراكات الضمان الاجتماعي التي تكون أقل قيمة من المساهمات في الوظائف العادية.



الولايات المتحدة تسجل زيادة قياسية في توليد الطاقة بالغاز الطبيعي خلال 2024

محطة لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي في هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
محطة لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي في هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تسجل زيادة قياسية في توليد الطاقة بالغاز الطبيعي خلال 2024

محطة لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي في هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)
محطة لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي في هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا (رويترز)

شهد منتجو الطاقة في الولايات المتحدة زيادة ملحوظة في توليد الطاقة باستخدام الغاز الطبيعي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مما عزز مكانة البلاد بوصفها محركاً رئيسياً للاستهلاك العالمي للغاز.

وقد ارتفعت حصة الغاز الطبيعي في نظام توليد الطاقة الأميركي إلى مستويات قياسية هذا العام، حيث أظهرت بيانات «إل إس إي جي» أن الغاز زوّد 46 في المائة من إجمالي الطاقة منذ يونيو (حزيران)، مع زيادة شركات الطاقة الإنتاج من جميع المصادر لتلبية الطلب المتزايد، وفق «رويترز».

ومع ذلك، فإن النمو السريع لاستخدام الغاز في الولايات المتحدة يتعارض مع الجهود الرامية إلى التحول في مجال الطاقة، ويشكل تحدياً للطموحات المعلنة بتقليل استخدام الوقود الأحفوري في توليد الطاقة بحلول عام 2030.

ورغم ذلك، لا يُظهر معظم أنظمة الطاقة الرئيسية في الولايات المتحدة، التي تُعد أيضاً أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، أي علامات على تقليل استخدام الغاز في المدى القريب، بل يبدو أنها ستواصل زيادة الإنتاج في السنوات المقبلة.

هذا التناقض بين الالتزامات المناخية الدولية واتجاهات توليد الطاقة محلياً يفتح المجال للانتقادات من دعاة المناخ، الذين قد يضغطون على الولايات المتحدة للحد من استخدام الغاز.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بلغ إجمالي توليد الطاقة من محطات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة 55.6 مليون ميغاواط-ساعة، وفق «إل إس إي جي»، مما يمثل زيادة بنسبة 5 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، وهو أعلى مستوى منذ عام 2021.

وتجاوزت وتيرة النمو في الولايات المتحدة العديد من الدول الكبرى المستهلكة للغاز، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية واليابان وإيران وإيطاليا وروسيا، وفقاً لبيانات مركز أبحاث الطاقة «إمبر».

وبين أكبر 10 منتجي الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعي، لم تسجل سوى المكسيك وقطر وتايلاند زيادة أسرع من الولايات المتحدة في استهلاك الغاز خلال النصف الأول من عام 2024. ومع ذلك، فإن هذه الدول الثلاث تنتج أقل من ربع الكهرباء التي تُنتَج باستخدام الغاز في الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع حصة الولايات المتحدة من الكهرباء العالمية التي تعتمد على الغاز إلى مستوى قياسي بلغ 30 في المائة حتى الآن في عام 2024، مقارنةً بأقل من 29 في المائة في عام 2023.

وتشمل العوامل الرئيسية وراء نمو الطلب على الغاز في الولايات المتحدة قيام بعض أنظمة الطاقة باتخاذ خطوات لتقليل الاعتماد على الفحم من أجل الحد من التلوث، ولكنها تواجه تحديات في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة دون زيادة إنتاج الغاز الطبيعي.

ويعد نظام الربط (بي جيه إم) الذي يمتد عبر بنسلفانيا ونيوجيرسي وكارولاينا الشمالية وأجزاء من الغرب الأوسط، الأكثر اعتماداً على الغاز الطبيعي، حيث يمثل 21 في المائة من الإنتاج الأميركي. ويأتي نظام تشغيل نظام «ميدكونتيننت» المستقل (إيزو) في المرتبة التالية بنسبة 13 في المائة تقريباً، ونظام مجلس موثوقية الكهرباء في تكساس (إركوت) بنسبة 12 في المائة، ونظام الطاقة في فلوريدا بنسبة 11 في المائة.

ومن بين هذه الأنظمة، سجلت فلوريدا أكبر زيادة في استخدام الغاز، بنسبة 13.4 في المائة مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، في حين نمت أنظمة «ميدكونتيننت» و«بي جيه إم» بنحو 3 في المائة، وزادت شركة «إركوت» إنتاجها من الغاز الطبيعي بنسبة 1 في المائة.

وفي حين أعلنت شركة SERC Reliability Corporation التي تخدم مناطق في كارولاينا وتينيسي وجورجيا، انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة في توليد الطاقة بالغاز، فقد تم تعويض هذا الانخفاض من خلال زيادة في توليد الطاقة النووية وزيادة بنسبة 5 في المائة في إنتاج الفحم. ومع ذلك، يظل الغاز المصدر الرئيسي للطاقة في النظام، ومن المتوقع أن يستمر في لعب هذا الدور في المستقبل.

ومن المرجح أن يزداد الاعتماد على الغاز في أنظمة الطاقة الأخرى في الولايات المتحدة، خصوصاً في المناطق التي تتجه نحو التخلص التدريجي من الفحم القديم. وما دام استخدام الفحم يتراجع تدريجياً، فإن إجمالي توليد الطاقة من الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة سوف يستمر في الارتفاع، بغضِّ النظر عن الأهداف الوطنية الرامية إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري.

ولن يتمكن منتجو الطاقة في الولايات المتحدة من تحقيق تخفيضات كبيرة في اعتمادهم على الغاز إلا عندما تتجاوز مصادر الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة، المستويات العالية، وتدعمها شبكة كبيرة لتخزين البطاريات.