الأرجنتين تقرر عدم الانضمام إلى «بريكس»

البلاد على موعد مع أسرع إضراب ضد رئيس جديد في 4 عقود

متظاهرون يتوشحون علم الأرجنتين اعتراضاً على قرارات الرئيس الاقتصادية في وقفة أمام مقر المحكمة العليا وسط العاصمة بوينس آيرس الأسبوع الماضي (أ.ب)
متظاهرون يتوشحون علم الأرجنتين اعتراضاً على قرارات الرئيس الاقتصادية في وقفة أمام مقر المحكمة العليا وسط العاصمة بوينس آيرس الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

الأرجنتين تقرر عدم الانضمام إلى «بريكس»

متظاهرون يتوشحون علم الأرجنتين اعتراضاً على قرارات الرئيس الاقتصادية في وقفة أمام مقر المحكمة العليا وسط العاصمة بوينس آيرس الأسبوع الماضي (أ.ب)
متظاهرون يتوشحون علم الأرجنتين اعتراضاً على قرارات الرئيس الاقتصادية في وقفة أمام مقر المحكمة العليا وسط العاصمة بوينس آيرس الأسبوع الماضي (أ.ب)

قررت الحكومة الأرجنتينية الانسحاب من عضوية مفترضة لمجموعة «بريكس» للاقتصادات الناشئة، التي كان من المقرر أن تبدأ مع بداية يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأكدت وزيرة الخارجية الأرجنتينية، ديانا موندينو، في مقابلة مع صحيفة «لا ناسيون» أن الرئيس الليبرالي المتطرف، خافيير ميلي، أعلن رسمياً عدم الانضمام إلى مجموعة «بريكس» في رسالة إلى الدول الأعضاء في المجموعة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وقال ميلي في رسالته، التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية، مساء الجمعة: «كما تعرفون، موقف السياسة الخارجية للحكومة التي ترأستها قبل أيام قليلة يختلف في كثير من القضايا عن موقف الحكومة السابقة»، لهذا السبب «ستتم مراجعة بعض القرارات التي تم اتخاذها في وقت سابق».

وخلال حملته الانتخابية، أكد ميلي رفضه انضمام بلاده إلى «بريكس»، وأوضح ناطق باسم الرئاسة الأرجنتينية أن الرسائل إلى الدول الأعضاء في «بريكس» تؤشر إلى «أننا نجري عملية تغيير في السياسة الخارجية تستند إلى عمليات تحليل أكثر عمقاً من التي أجرتها الحكومة السابقة».

يذكر أن مجموعة «بريكس» تضم حالياً البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ومن المقرر أن تتولى روسيا الرئاسة الدورية للمجموعة اعتباراً من أول الشهر المقبل. وشهدت القمة الأخيرة لدول «بريكس»، التي عقدت خلال أغسطس (آب) الماضي في جوهانسبرغ، توجيه دعوات إلى 6 دول، هي الأرجنتين والسعودية والإمارات وإيران ومصر وإثيوبيا، للانضمام إلى المجموعة اعتباراً من مطلع يناير (كانون الثاني) 2024.

وفي غضون ذلك، لا تزال أصداء الاعتراضات الداخلية على سياسات ميلي تتواصل، حيث دعا أكبر اتحاد عمالي في الأرجنتين إلى إضراب عام احتجاجاً على الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها الرئيس الليبرالي المتطرف.

وقال الأمين العام للاتحاد العام للعمال، هيكتور داير، مساء الخميس، إن الإضراب المقرر في 24 يناير يأتي احتجاجاً على مرسوم وحزمة مشاريع قوانين اقترحها ميلي، من شأنها أن تمنح الرئيس «كل السلطات العامة».

ويمثل هذا الإضراب أكبر اختبار لخطط ميلي الرامية إلى تخفيف قبضة الدولة على الاقتصاد المشوب بالأزمات، وهو أيضاً أسرع إضراب تدعو إليه النقابة بعد تولي رئيس جديد أمور البلاد خلال 40 عاماً، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

وتولى ميلي منصبه في 10 ديسمبر (كانون الأول)، واتخذ خطوات للوفاء بوعده الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بخفض الإنفاق العام وإحداث تغيير جذري في الاقتصاد الذي ينهار تحت وطأة معدل تضخم سنوي يبلغ 160 بالمائة.

وبعد وقت قصير من توليه منصبه، خفضت حكومته قيمة البيزو الأرجنتيني نحو 50 بالمائة، وأعلنت أيضاً عن خفض الدعم الحكومي السخي على الوقود والنقل اعتباراً من يناير. وأعلن ميلي أيضاً وقف جميع مشاريع البناء العامة الجديدة وتعليق الدولة نشر الإعلانات لمدة عام.

والأسبوع الماضي، تظاهر آلاف الأرجنتينيّين في بوينس آيرس احتجاجاً على مرسوم الإصلاح الاقتصادي الشامل وإلغاء القيود التنظيمية الذي اقترحه ميلي. وطالب المحتجون الذين تظاهروا بناء على دعوة النقابات بتدخل المحاكم لإبطال المرسوم الذي يقولون إنه يقوض حقوق العمال والمستهلكين.

وفي مواجهة الاحتجاجات المتزايدة، حذّرت حكومة ميلي المتظاهرين من أنهم سيتحملون تكاليف تأمين المظاهرات.

ومن شأن المرسوم أن يغير أو يلغي أكثر من 350 لائحة اقتصادية في بلد معتاد على التدخل الحكومي المكثف في السوق. كما قدّم خافيير ميلي إلى الكونغرس حزمة تعديلات قانونية تسمح بخصخصة أكثر من 40 شركة عامة، وتحد من الحق في التجمع والتظاهر، من بين أمور أخرى.

ويلغي المرسوم من بين أمور أخرى سقف أسعار الإيجار، وبعض تدابير حماية العمال والقوانين التي تحمي المستهلكين من الزيادات التعسفية في الأسعار، في وقت يتجاوز التضخم السنوي 160 بالمائة ومستوى الفقر 40 بالمائة.

وقال المسؤول في نقابة البناء، جيراردو مارتينيز، للصحافيين: «نحن لا نشكك في شرعية الرئيس ميلي، لكننا نريده أن يحترم الفصل بين السلطات. يجب على العمال الدفاع عن حقوقهم عندما يكون هناك عدم دستورية».


مقالات ذات صلة

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

الاقتصاد المرشح الرئاسي عن الحزب الوطني الجديد الحاكم محامودو باوميا يلقي كلمة خلال حفل إطلاق حملته في أكرا (رويترز)

غانا على مفترق طرق اقتصادي... انتخابات حاسمة تحدد مصير الديون والنمو

سيذهب الغانيون إلى صناديق الاقتراع في السابع من ديسمبر لاختيار رئيس جديد وبرلمان، في انتخابات تراقبها الأوساط الاستثمارية من كثب.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
الاقتصاد رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

قالت منظمة التجارة العالمية إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد موظفان يرفعان علم الصين أمام مقر البورصة في جزيرة هونغ كونغ (رويترز)

الصين تمدد الإعفاءات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية حتى 2025

قالت الصين إنها ستمدد إعفاءات التعريفات الجمركية على واردات بعض المنتجات الأميركية حتى 28 فبراير 2025.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا يلقي كلمته أمام البرلمان في طوكيو الجمعة (أ.ف.ب)

اليابان تستكمل ميزانية إضافية بقيمة 92 مليار دولار لحزمة إنفاق جديدة

استكملت الحكومة اليابانية ميزانية تكميلية بقيمة 92 مليار دولار، الجمعة، لحماية الأسر من ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.