«يو بي إس» يتكبد 400 مليون دولار «أعباء عقارية» جراء استحواذه على «كريدي سويس»

في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)
في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)
TT

«يو بي إس» يتكبد 400 مليون دولار «أعباء عقارية» جراء استحواذه على «كريدي سويس»

في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)
في أكتوبر أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير» (رويترز)

تكبد مصرف «يو بي إس» 400 مليون دولار من التكاليف العقارية المتعلقة باستحواذه على مصرف «كريدي سويس»، بما في ذلك إلغاء عقود إيجار المكاتب التي يشغلها منافسه البائد.

وبدأ «يو بي إس» في نقل الآلاف من موظفي «كريدي سويس» إلى مبانيه الخاصة وإزالة شعارات المصرف المنهار من مقره الرئيسي في المملكة المتحدة في كناري وارف والمكتب الرئيسي في نيويورك في ماديسون أفينيو، بحب صحيفة «فايننشال تايمز».

وتحمل المصرف السويسري نفقات بقيمة 200 مليون دولار على عقود إيجار «كريدي سويس» لعام 2022 وأخرى لعام 2023، وفقاً لإيداع لدى هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية نُشر يوم الجمعة. وقال شخص مطلع على التكاليف إنها لا تتعلق فقط بالإنهاء المبكر للعقود، ولكن أيضاً بتجديد المكاتب.

ويعد استحواذ مصرف «يو بي إس» على مصرف «كريدي سويس»، والذي تم الاتفاق عليه في مارس (آذار)، ولكن تم الانتهاء منه في يونيو (حزيران)، أهم اندماج مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية. وحتى الآن، تم بالفعل إلغاء 13 ألف وظيفة من المجموعة المندمجة، رغم أنه من المتوقع إلغاء آلاف أخرى في السنوات المقبلة.

وبدأ مصرف «يو بي إس» في إزالة العلامة التجارية لمصرف «كريدي سويس» في نيويورك في شهر أغسطس (آب)، ليحل محل اللافتات الموجودة في المقر الرئيسي للمصرف المنهار في الولايات المتحدة.

وبعد شهر، أبلغ مصرف «يو بي إس» الموظفين في مكتب مصرف «كريدي سويس» في لندن في «وان كابوت سكوير» أن الموظفين سيبدأون في الانتقال إلى مكتب «يو بي إس» الرئيسي بالقرب من شارع ليفربول وأن جميع التحويلات ستكتمل بحلول نهاية عام 2024.

ومن أجل إفساح المجال لموظفي «كريدي سويس» القادمين في 5 برودجيت، خرق «يو بي إس» اتفاقاً أبرمه مع «غرانت ثورنتون» لتأجير طابقين لشركة المحاسبة.

وكان الرئيس التنفيذي لمصرف «يو بي إس»، سيرجيو إيرموتي، توقع مؤخراً أن يكون عام 2024 هو الأصعب والأكثر تكلفة في عملية التكامل، التي من المتوقع أن تستغرق ثلاث سنوات.

وفي الشهر الماضي، أعلن المصرف عن أول خسارة فصلية له منذ ما يقرب من ست سنوات، حيث تكبد 2.2 مليار دولار من النفقات المتعلقة بالصفقة.

تجدر الإشارة إلى أن مصرف «كريدي سويس» باع «وان كابوت سكوير» إلى هيئة الاستثمار القطرية في عام 2012، لكنه حصل على عقد إيجار طويل الأجل حتى عام 2034. وخضع المبنى لتجديد باهظ الثمن في عام 2019 قبل ظهور فيروس كورونا مباشرة، مع تجميل الطوابق التنفيذية.

وكان مصرف «كريدي سويس» واحداً من أوائل المستأجرين الرئيسيين في «كناري وارف». وكانت منطقة «دوكلاندز» المالية من بنات أفكار رئيس مصرف كريدي سويس فيرست بوسطن، مايكل فون كليم.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، أزال مصرف «يو بي إس» شعار «كريدي سويس» الكبير من أعلى ساحة «وان كابوت سكوير».

وكان «وان كابوت سكوير» هو المقر الرئيسي لمصرف «كريدي سويس» في المملكة المتحدة منذ عام 1991، ولكن في السنوات الأخيرة قام المصرف السويسري بتقليص وجوده في المبنى مع انخفاض أعداد الموظفين. وفي وقت الاستحواذ، كان يشغل تسعة من طوابق المبنى البالغ عددها 21 طابقاً.



«أسبوع أبوظبي» يؤكد ضرورة التوازن بين الحصول على الطاقة وضمان الاستدامة

الشيخ محمد بن زايد وعدد من رؤساء الدول في افتتاح «أسبوع أبوظبي للاستدامة» (وام)
الشيخ محمد بن زايد وعدد من رؤساء الدول في افتتاح «أسبوع أبوظبي للاستدامة» (وام)
TT

«أسبوع أبوظبي» يؤكد ضرورة التوازن بين الحصول على الطاقة وضمان الاستدامة

الشيخ محمد بن زايد وعدد من رؤساء الدول في افتتاح «أسبوع أبوظبي للاستدامة» (وام)
الشيخ محمد بن زايد وعدد من رؤساء الدول في افتتاح «أسبوع أبوظبي للاستدامة» (وام)

أكدت الإمارات على أن العالم يشهد مرحلة تغييرات جذرية تقودها ثلاثة عوامل قوية ومؤثرة تتضافر معاً لإعادة صياغة وتشكيل المستقبل، ويتمثل ذلك في نهوض الأسواق الناشئة، والنقلة النوعية في منظومة الطاقة، والتطور الكبير في الذكاء الاصطناعي.

وهذه التوجهات مجتمعة قادرة على دفع عجلة التقدم، وتسريع ذلك بوتيرة غير مسبوقة، كما شدّدت على ضرورة عدم الاختيار بين الحصول على الطاقة وضمان الاستدامة، لأن هذا التفكير يعوق ويبطئ التقدم.

وجاءت الدعوة الإماراتية خلال انطلاق افتتاح «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025» بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

وأشار الشيخ محمد بن زايد إلى أن «(أسبوع أبوظبي للاستدامة) يمثل منصة عالمية لطرح الرؤى وتبادل الخبرات من أجل مستقبل أفضل للبشرية، ويجسد التزام دولة الإمارات الثابت بدعم كل ما يعزز العمل الجماعي الدولي لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار للجميع، إضافة إلى نهج البلاد في تبني التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها لتحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة، ودفع عجلة التقدم الاقتصادي بما يضمن تحقيق الاستقرار والرفاهية للمجتمعات».

وأضاف أن الاستدامة تُمثل ركيزة أساسية ضمن استراتيجيات التنمية الوطنية لدولة الإمارات.

ازدياد الطلب على الطاقة

من جهته، قال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، خلال كلمة رئيسة ألقاها، إن «دولة الإمارات ملتزمة بمواصلة دورها الرائد في دعم مسيرة التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي، والعمل على توحيد جهود مختلف الأطراف ضمن مسار واحد يفتح الباب أمام النمو، ويقود جهود الرفاهية والازدهار، ويطلق العِنان لفرص اقتصادية غير مسبوقة»، مشدداً على أن ازدياد الطلب العالمي على الطاقة يستدعي توفير خيارات متنوعة من مصادرها لدفع عجلة التقدم المستدام.

وأضاف الدكتور سلطان الجابر: «مع بداية الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين، نشهد مرحلة مفصلية نقف فيها بين عالَمين، أحدهما نعرفه، وآخر نستكشف ملامحه واحتمالاته، هذه المرحلة التي أسميها (نقلة نوعية من الحاضر إلى المستقبل)».

ثلاثة عوامل

وأوضح أن هناك ثلاثةَ عوامل قوية ومؤثرة تتضافر معاً لإعادة صياغة وتشكيل مستقبل البشرية بطرق لم نكن لنتخيلها، وهي نهوض الأسواق الناشئة المسؤولة حالياً عن أكثر من نصف معدلات النمو والازدهار في العالم، والنقلة النوعية في منظومة الطاقة، التي تسهم في توسيع نطاق مزيج الطاقة وخلق قطاعات جديدة بالكامل، والتطور الكبير في الذكاء الاصطناعي، ودوره في تسريع وتيرة التغيير. مؤكداً أن هذه التوجهات مجتمعة قادرة على دفع عجلة التقدم، وتسريع ذلك بوتيرة غير مسبوقة.

وبيّن أن مساعي القيادة لتعزيز التكاتف وتضافر الجهود عالمياً ألهمت العمل الدولي متعدد الأطراف، وساعدت في تغليب العزم والتصميم على الشكوك والمخاوف، ونجحت في توحيد جهود العالم للتوصل إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي خلال مؤتمر الأطراف (كوب 28) الذي استضافته الإمارات في عام 2023.

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«أسبوع أبوظبي للاستدامة» (الشرق الأوسط)

عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة

وأشار الدكتور سلطان إلى أن عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة كان على مدار عقود، أكبر عائق لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه المصادر. لكنَّ هذا التحدي تمت معالجته حالياً من خلال إطلاق دولة الإمارات لمشروع رائد في هذا المجال.

وقال: «من أهم التحديات التي يواجهها القطاع هو كيفية توفير الطاقة لعالم يشهد حركةً مستمرة من خلال مصادر غير مستقرة، وتحويل المصادر المتجددة إلى طاقة موثوقة يمكن الاعتماد عليها، واليوم أصبحت لدينا إجابة. وبهذا الصدد يسرُّني أن أعلن عن إطلاق أول منشأة للطاقة المتجددة في العالم قادرة على توفير الطاقة المتجددة على نطاق واسع بشكل مستقر ومستمر في الأوقات كافة».

وأشار إلى الطفرة التي حدثت في قطاع الطاقة، التي ارتبطت بالتوجهات العالمية الثلاثة، خاصةً النمو الكبير في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى ارتفاع حجم الطلب الإجمالي على الطاقة.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي

وقال: «قبل بدء استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي، كان الطلب المتوقع على الطاقة في طريقه إلى الارتفاع من 9 آلاف غيغاواط إلى أكثر من 15 ألف غيغاواط بحلول عام 2035. ولكن مع نمو تطبيقات، مثل (شات جي بي تي) بمقدار نصف مليار زيارة كل شهر، واستخدامها طاقةً تعادل عشرة أضعاف ما يستخدمه البحث لمرة واحدة على (غوغل)، فقد يصل الطلب بحلول 2050 إلى 35 ألف غيغاواط. إننا نتحدث هنا عن نسبة زيادة تقدر بنحو 250 في المائة، ولا يوجد مصدر واحد للطاقة بإمكانه تلبية هذا الطلب غير المسبوق».

وأكد الحاجة إلى تطبيق نهج يعتمد على مزيج متنوع من المصادر لضمان أمن الطاقة وتوفيرها لمليارات الأشخاص، بما يشمل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة النووية، والغاز، والهيدروجين، والنفط الأقل كثافة من حيث الانبعاثات. وكذلك الاعتماد على تقنيات، مثل تخزين الطاقة باستخدام البطاريات، والتقاط وتخزين الكربون، بالإضافة إلى مصادر الطاقة الجديدة، والتقنيات النظيفة التي لم يتم اكتشافها بعد.

وقال: «تم إطلاق (إكس آر جي XRG) لتنضم إلى محفظة أبوظبي المتنوعة من الطاقة، وهي شركة استثمارية دولية في مجال الطاقة تسهم في تحقيق أقصى استفادة من الطاقة عبر الاستثمار في مختلف مجالات القطاع، من الغاز إلى الكيماويات والوقود منخفض الكربون، والبنية التحتية للطاقة».

تنويع المصادر

وشدّد على أنه لا يوجد مصدر واحد للطاقة بإمكانه تلبية الطلب غير المسبوق عليها، خاصةً مع افتقار مليار شخص في العالم إلى الطاقة حتى الآن، مما يؤكد ضرورة تنويع خيارات مصادرها.

كما شدّد على ضرورة عدم الاختيار بين الحصول على الطاقة وضمان الاستدامة، لأن هذا التفكير يعوق ويبطئ التقدم، مؤكداً أن الطاقة والاستدامة ليستا متعارضتين، بل هما متكاملتان، ويتطلب ذلك إنشاء مسارٍ جديد يضمهما معاً، ويفسح المجال أمام النمو، ويقود جهود الرفاهية والازدهار، ويطلق العنان للفرص الاقتصادية غير المسبوقة، ويقود البشرية للوصول إلى النقلة النوعية من الحاضر إلى المستقبل.