دبي تدشن مشروعاً للطاقة الشمسية المركّزة بقدرة إنتاجية 950 ميغاوات

يزوّد نحو 320 ألف مسكن بالطاقة النظيفة

مشروع للطاقة الشمسية المركّزة ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي (وام)
مشروع للطاقة الشمسية المركّزة ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي (وام)
TT

دبي تدشن مشروعاً للطاقة الشمسية المركّزة بقدرة إنتاجية 950 ميغاوات

مشروع للطاقة الشمسية المركّزة ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي (وام)
مشروع للطاقة الشمسية المركّزة ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي (وام)

دشّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشروعاً للطاقة الشمسية المركّزة، التي ستصل قدرتها الإنتاجية إلى 950 ميغاوات، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي.

وقال الشيخ محمد بن راشد، إن «إطلاق المرحلة الرابعة من المجمع يأتي ضمن إنجازات دبي في عام الاستدامة وفي نطاق الحرص على إطلاق المشاريع الداعمة للمناخ وبما يتماشى مع أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، ويواكب زيادة الاعتماد على مزيج الطاقة المستدامة والتوسع في تبنّي مصادر الطاقة المتجددة والبديلة، بما يدعم أهداف التنمية الشاملة في الدولة، ويسهم في تعزيز الجهود العالمية الرامية لمكافحة تداعيات التغير المناخي».

وأضاف أن «سعينا لإقرار أسس الاستدامة نابع من حرصنا على ضمان مستقبل مزدهر لشعبنا وعزمنا على المساهمة في خلق مستقبل آمن لشعوب العالم».

وتعد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع استثماري يستخدم 3 تقنيات مشتركة لإنتاج الطاقة النظيفة تشمل منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة إجمالية 600 ميغاوات، وبرج الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 100 ميغاوات، بالإضافة إلى ألواح شمسية كهروضوئية بقدرة 250 ميغاوات، باستثمارات تصل إلى 15.78 مليار درهم (4.2 مليار دولار) وفق نظام المنتج المُستقِل للطاقة، ويضم المشروع أعلى برج للطاقة الشمسية المركزة في العالم بارتفاع 263.126 متر، وأكبر سعة تخزينية للطاقة الحرارية بقدرة 5907 ميغاوات/ساعة.

الشيخ محمد بن راشد خلال تدشين المشروع بحضور محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة «أكوا باور» (الشرق الأوسط)

320 ألف مسكن

ويُعد المُستقبِل الشمسي الموجود أعلى البرج قلب المحطة وأهم جزء فيها، حيث يستقبل أشعة الشمس ويحولها إلى طاقة حرارية. ويحتوي المستقبل الشمسي على أكثر من 1000 أنبوب رقيقة السماكة ليسمح بامتصاص أشعة الشمس ونقلها إلى الملح المنصهر الموجود داخل هذه الأنابيب. وسيعمل المشروع على تزويد نحو 320 ألف مسكن بالطاقة النظيفة والمستدامة، وخفض انبعاثات الكربون بنحو 1.6 مليون طن سنوياً.

وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد الطاير: «يدعم مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية جهود الإمارات التي تعد من كبرى دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة، وتشكل مشاريع المجمع، الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الحالية 2,627 ميغاوات، أهم الأسس لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني لإمارة دبي لتوفير 100 في المائة من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050».

مستقبل مستدام

من جهته، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أكوا باور» السعودية، محمد أبو نيان: «تمهد دبي الطريق لمستقبل مستدام، وتتحول إلى مركز عالمي للاقتصاد الأخضر من خلال مواصلتها العمل على تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، ويمثل افتتاحنا أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد في العالم خلال مؤتمر (كوب 28)، دليلاً ملموساً على التزامنا باستراتيجيتنا نحو الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة».

بدورها، قالت رئيسة صندوق طريق الحرير، زو جون: «من خلال التعاون والابتكار، نمهّد الطريق لحلول الطاقة المستدامة التي تتجاوز الحدود وتدفع عجلة التقدم. وبينما نحتفل بافتتاح (نور للطاقة 1)، نؤكد التزامنا ببناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة».



بعد تحررها من روسيا... «نيبيوس» الهولندية تسعى للريادة في الذكاء الاصطناعي

تماثيل صغيرة تحمل أجهزة كومبيوتر وهواتف ذكية أمام عبارة «الذكاء الاصطناعي» باللغة الإنجليزية (رويترز)
تماثيل صغيرة تحمل أجهزة كومبيوتر وهواتف ذكية أمام عبارة «الذكاء الاصطناعي» باللغة الإنجليزية (رويترز)
TT

بعد تحررها من روسيا... «نيبيوس» الهولندية تسعى للريادة في الذكاء الاصطناعي

تماثيل صغيرة تحمل أجهزة كومبيوتر وهواتف ذكية أمام عبارة «الذكاء الاصطناعي» باللغة الإنجليزية (رويترز)
تماثيل صغيرة تحمل أجهزة كومبيوتر وهواتف ذكية أمام عبارة «الذكاء الاصطناعي» باللغة الإنجليزية (رويترز)

تأمل شركة «نيبيوس» الهولندية الجديدة، التي تم الكشف عنها حديثاً، بقيادة أركادي فولوز مؤسس شركة «ياندكس» الروسية العملاقة للتكنولوجيا سابقاً، في إسهامها في ريادة المسعى الكبير لبناء بنية تحتية تدعم الذكاء الاصطناعي، حسب فولوز.

وأكمل «كونسورتيوم» من المشترين الروس، الاثنين، صفقة نقدية وأسهم بقيمة 5.4 مليار دولار، للاستحواذ على أصول «ياندكس» الموجودة في روسيا، التي كانت تحتفظ بها من خلال شركة «ياندكس إن في» الهولندية الأم، المدرجة في «ناسداك»، وهي أكبر عملية تخارج لشركة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وإن كان ذلك بخصم كبير.

ومهّدت الصفقة إلى نهاية الملكية الأجنبية في شركة التكنولوجيا الرائدة في روسيا؛ ما رفع بصفة حادة إمكانية فرض رقابة من «الكرملين» على مجال الإنترنت الروسي. لكنها أيضاً حررت شركة «ياندكس إن في» -التي أعادت تسمية نفسها الآن إلى مجموعة «نيبيوس»- من قيودها الروسية؛ ما مكّنها من متابعة التطوير في مكان آخر.

وقال فولوز لـ«رويترز»، في أول تعليق علني له منذ أن هدّدت الاحتجاجات المناهضة للحرب بعرقلة اتفاق الخروج برمته في أغسطس (آب) من العام الماضي: «من الجيد أن تكون حراً، بل من الأفضل أن تكون حراً ومعك بضعة مليارات من الدولارات لبناء شيء ما».

ويريد فولوز إنشاء بنية تحتية تعتمد على منصة الحوسبة السحابية الخاصة في شركة «نيبيوس» لخدمة صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية التي تشهد نمواً سريعاً، بما في ذلك مجموعات وحدات معالجة الرسومات (GPU) واسعة النطاق، ومنصات سحابية، وأدوات وخدمات للمطورين.

وقال فولوز: «نأمل أن تصبح شركة (نيبيوس) واحدة من كبرى شركات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في العالم، وبالتأكيد في أوروبا. نحن ندرك أن شيئاً جدياً قادم، ربما يحدث مرة واحدة في جيل، مثل الإنترنت في التسعينات».

وغذّت رهانات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هذا العام ارتفاعاً في أسهم اللاعبين الثلاثة الكبار في مجال الذكاء الاصطناعي، وهم: «ألفابيت» و«أمازون.كوم» و«مايكروسوفت».

وتأمل شركة «نيبيوس»، التي ورثت إدراج شركة «ياندكس إن في» في «ناسداك»، في العودة إلى التداول قريباً بعد تعليق طويل بسبب أعمالها الروسية، وتعتقد أنها قد تكون السهم المتداول علناً الوحيد في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، خارج شركات التكنولوجيا الكبرى.

كما تأمل «نيبيوس»، التي تمتلك مركز بيانات في فنلندا، وتصمّم أجهزة إلكترونية داخلياً مع أكثر من ألف مهندس نُقلوا من روسيا مع اندلاع الحرب، في تحقيق التعادل المالي خلال عدة أشهر ثم النمو على خلفية الطلب الهائل.

وقال فولوز: «إنه سوق عرض الآن، فكل ما تبنيه يجري طلبه مسبقاً لشهور. إذا استطعنا ركوب هذه الموجة فستكون رحلة جيدة».

وعلى الرغم من التخلي عن أعمالها الروسية في صفقة مخفضة السعر، تمتلك شركة «نيبيوس» بعض التدفق النقدي الحر للاستخدام، رغم أنه سيجري استخدام جزء من عائدات الصفقة في إعادة شراء الأسهم من كثير من المستثمرين الذين لا يزالون يحتفظون بأسهم «ناسداك» غير القابلة للتداول.

وعلى الرغم من تخليها عن أعمالها الروسية في صفقة مخفضة السعر، فإن لدى «نيبيوس» بعض التدفق النقدي الحر للعب به، رغم أن جزءاً من عائدات الصفقة سيجري استخدامه لإعادة شراء أسهم من كثير من المستثمرين الذين ما زالوا يحتفظون بأسهم غير قابلة للتداول في «ناسداك».

وقال فولوز: «إن البنية التحتية هي لعبة كثيفة الاستخدام لرأس المال. نحن نتطلّع إلى استثمارات بمليارات الدولارات، سيُموّل جزء منها من أموالنا، وجزء آخر من التمويل الخارجي (الديون أو الأسهم)».

وأشار إلى أن الخطة تهدف إلى بناء قدرة تبلغ مئات الميغاواط، وزيادة قدرة مركز البيانات الفنلندي ثلاث مرات خلال العام المقبل.

وتتمتع «نيبيوس» بوصول جيد إلى وحدات معالجة الرسومات بفضل العلاقة طويلة الأمد مع «إنفيديا»، وفي حين يستخدم اللاعبون الكبار شرائح «إنفيديا» لبناء نماذجهم الخاصة، تقدم «نيبيوس» منصة للاعبين الأصغر.

وقد يكون إقناع المستثمرين بآفاقها هو التحدي التالي، خصوصاً حال استئناف التداول في بورصة «ناسداك»، وهو ما يأمل فولوز أن يحدث في أقرب وقت في سبتمبر (أيلول).

ومع الأخذ في الاعتبار أن «نيبيوس» هي شركة مختلفة تماماً عن «ياندكس»، قال فولوز: «إنه من الصعب التحدث عن أي سعر مستهدف للسهم، وأوضح أنه لن تكون هناك مشاعر سلبية إذا اختار المستثمرون الانفصال». وقال: «إذا أراد شخص ما مغادرة القطار الآن، ونحن لا نزال في المحطة، فنحن نرحب به».