نشاط المصانع في الصين يعود إلى الانكماش... وارتباك في أسواق المعادن

بكين تحافظ على جدول إصداراتها مع السندات الجديدة

عمال في أحد مصانع الآلات الثقيلة في إقليم جيانغزو شرق الصين (أ.ب)
عمال في أحد مصانع الآلات الثقيلة في إقليم جيانغزو شرق الصين (أ.ب)
TT

نشاط المصانع في الصين يعود إلى الانكماش... وارتباك في أسواق المعادن

عمال في أحد مصانع الآلات الثقيلة في إقليم جيانغزو شرق الصين (أ.ب)
عمال في أحد مصانع الآلات الثقيلة في إقليم جيانغزو شرق الصين (أ.ب)

أظهر مسح رسمي يوم الثلاثاء، أن نشاط الصناعات التحويلية في الصين عاد على غير المتوقع إلى الانكماش في أكتوبر (تشرين الأول)، مما ألقى بظلاله على المؤشرات الأخيرة التي أظهرت انتعاشاً ناشئاً في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الرسمي إلى 49.5 نقطة في أكتوبر، من 50.2 نقطة في سبتمبر (أيلول)، متراجعاً مرة أخرى إلى ما دون مستوى 50 نقطة الفاصل بين الانكماش والتوسع. كما جاءت القراءة أقل من التوقعات عند 50.2 نقطة.

وعقب نشر البيانات، انخفضت أسعار معظم المعادن يوم الثلاثاء، حيث أثر التباطؤ غير المتوقع في أنشطة التصنيع في الصين، أكبر مستهلك للمعادن، على المعنويات وتوقعات الطلب.

وانخفضت عقود النحاس لأجل 3 أشهر في بورصة لندن للمعادن 0.2 بالمائة إلى 8127 دولاراً للطن المتري بحلول الساعة 07:30 بتوقيت غرينيتش، في حين أغلق عقد النحاس الأكثر تداولاً لشهر ديسمبر (كانون الأول) في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة مستقراً تقريباً عند 67310 يوانات (9198.37 دولار) للطن.

وانخفض الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.2 بالمائة إلى 2261.50 دولار للطن، وانخفض النيكل بنسبة 1.2 بالمائة إلى 18270 دولاراً، وارتفع الزنك بنسبة 0.1 بالمائة إلى 2468 دولاراً، وانخفض الرصاص بنسبة 0.2 بالمائة إلى 2116.50 دولار، وانخفض القصدير بنسبة 1.1 بالمائة إلى 24740 دولاراً.

وعلى أساس شهري، من المقرر أن تشهد عقود النحاس والنيكل في بورصة لندن للمعادن انخفاضها الثالث على التوالي. كان الزنك في بورصة لندن للمعادن في طريقه لأكبر انخفاض شهري له منذ مايو (أيار)، وكان الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن يتجه نحو أكبر انخفاض شهري له منذ يونيو (حزيران).

وقال سانديب داجا، المدير في شركة «ميتال إنتليجنس سنتر» لتحليل المعادن: «البيانات تظهر معاناة الصين من أجل النمو... الأدوات المالية التقليدية وصلت إلى حدودها». وأضاف: «لقد شهدنا عمليات شراء نموذجية للمعادن منذ يوليو (تموز)، ولكن من المتوقع أن تتراجع الأسعار في الأسبوعين المقبلين».

وكشف صناع السياسات في الصين منذ يونيو الماضي، عن مجموعة من الإجراءات لدعم النمو، بما في ذلك تخفيضات متواضعة في أسعار الفائدة، وزيادة ضخ الأموال النقدية، وتحفيز مالي أكثر قوة... لكن المحللين يقولون إنه قد تكون هناك حاجة لمزيد من الدعم السياسي لضمان وصول الاقتصاد إلى هدف النمو السنوي لبكين البالغ نحو 5 بالمائة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، ضخ البنك المركزي أكبر دعم نقدي منذ أواخر عام 2020 من خلال قروض السياسة قصيرة الأجل للسماح للبنوك بتقديم الائتمان، وكذلك إبقاء أسعار الفائدة منخفضة.

ونما الاقتصاد الصيني بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث، في حين ظهر الاستهلاك والنشاط الصناعي في شهر سبتمبر الماضي، أيضاً في الاتجاه الصعودي، مما يشير إلى أن الموجة الأخيرة من التدابير السياسية تساعد في تعزيز التعافي المبدئي.

وقامت كل من «موديز» و«جيه بي مورغان» و«نمورا» بتحديث توقعات النمو لعام 2023، في أعقاب بيانات الربع الثالث التي جاءت أكثر من المتوقع... لكن أزمة العقارات التي طال أمدها شكلت عائقاً كبيراً أمام الاقتصاد، في حين زاد تباطؤ النمو العالمي أيضاً من التحديات التي تواجهها السلطات التي تحاول تحفيز الزخم.

ووافقت أعلى هيئة برلمانية في الصين الأسبوع الماضي، على إصدار سندات سيادية بقيمة تريليون يوان (137 مليار دولار) في الربع الرابع، وأقرت مشروع قانون يسمح للحكومات المحلية بتحميل جزء من حصص السندات لعام 2024 لدعم الاستثمار والنمو الاقتصادي.

وقالت 3 مصادر مطلعة على الخطة إن إصدار الصين سندات سيادية إضافية لن يغير جدول إصدار سندات الحكومة المركزية خلال الربع الرابع. وقال أحد المصادر لـ«رويترز»: «لم يتغير جدول الإصدارات للربع الرابع، وما زال يتبع نافذة الإصدار الأصلية. ولن تتم إضافة شرائح إضافية جديدة».

وقالت المصادر إن إصدار الصين الإضافي لسندات سيادية بقيمة تريليون يوان سيتم استكماله من خلال تعديل حجم كل شريحة. وتابعت أن وزارة المالية طلبت من شركات الوساطة تقديم العطاءات بطريقة عقلانية لضمان حسن سير سوق السندات السيادية. وقالت المصادر إن وزارة المالية تواصلت أيضاً مع البنك المركزي الصيني لضمان بقاء السيولة عند مستوى معقول خلال إصدار السندات السيادية.

وفي شأن منفصل، أظهر تقرير للبورصة الصينية أن شركة بيركشاير هاثاواي الاستثمارية المملوكة لوارن بافيت باعت 820.5 ألف سهم مدرج في هونغ كونغ لشركة «بي واي دي» لصناعة السيارات الكهربائية مقابل 201.73 مليون دولار هونغ كونغ (25.78 مليون دولار أميركي).

وأظهر الإيداع الذي تم تقديمه إلى بورصة هونغ كونغ يوم الثلاثاء، أن البيع الذي تم في 25 أكتوبر أدى إلى خفض حيازات بيركشاير في أسهم الشركة إلى 7.98 بالمائة، من 8.05 بالمائة سابقاً.


مقالات ذات صلة

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

العالم العربي وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (الخارجية الجزائرية)

الجزائر تدعو «الأوروبي» إلى «تجاوز منطق الربح التجاري» في علاقاتهما

قال وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، الثلاثاء، إن «اتفاق الشراكة» بين بلاده والاتحاد الأوروبي «ينبغي أن يتجاوز منطق الربح الفوري».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد وزير الاقتصاد السعودي يجتمع مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»... (إكس)

السعودية و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» يستعرضان تقدم الاستدامة محلياً وعالمياً

ناقش وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، مع مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، أخيم شتاينر، تعزيز الشراكة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ (ألمانيا))
الاقتصاد رجل يتحدث في الهاتف لدى مروره أمام مقر منظمة التجارة العالمية في جنيف (أ.ف.ب)

الصين تشكو تركيا أمام «منظمة التجارة» بسبب السيارات الكهربائية

اتخذت الصين الخطوة الأولى في بدء نزاع تجاري مع تركيا أمام منظمة التجارة العالمية بشأن التعريفات الجمركية على واردات السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

استقطبت السعودية 40 شركة فرنسية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية (ندلب)

عبير حمدي (الرياض)
المشرق العربي أشخاص يتسوقون في رام الله بالضفة الغربية في 9 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

صادرات تركيا للفلسطينيين تقفز 6 أضعاف بعد وقف أنقرة التجارة مع إسرائيل

أظهرت بيانات، الثلاثاء، أن صادرات تركيا إلى الأراضي الفلسطينية قفزت بنحو 6 أمثال في أول 9 أشهر من العام إلى 571.2 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)
من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)
TT

​السعودية تستقطب 40 شركة فرنسية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)
من حضور قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

استقطبت السعودية 40 شركة فرنسية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، من خلال برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية (ندلب)، وفق مدير الاستثمار في الوكالة العالمية الفرنسية رشيد بولاوين.

وجاء كلام بولاوين خلال قمة الذكاء الاصطناعي التي نظمتها شركة «أرتيفاكت» العالمية التي تعمل في مجال البيانات والاستشارات الرقمية في العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء.

وتعمل السعودية على أن يسهم الذكاء الاصطناعي في أكثر من 135.2 مليار دولار في اقتصادها بحلول 2030، أي ما يعادل 12.4 المائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ وفق بيانات «أرتيفاكت».

إحدى جلسات قمة «أرتيفاكت» للبيانات والذكاء الاصطناعي 2024 (الشرق الأوسط)

وفي هذا الإطار، ذكر بولاوين أن هناك تعاوناً كبيراً بين السعودية وفرنسا لدعم هذه الخطط، تشمل تطوير المواهب، وخلق نظام بيئي يساعد الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي على النمو والابتكار. وقال إن فرنسا تتبنى استراتيجية لدعم الشركات الناشئة في هذا المجال من ضمن استراتيجيتها المعروفة بـ«رؤية 2030»، التي تتضمن استثمارات قدرها 56 مليار يورو؛ لتعزيز الأنشطة التقنية والابتكار الصديق للبيئة، وإزالة الكربون.

وأشار إلى أن القطاع التقني في فرنسا يشمل نحو 80 ألف موظف، موضحاً أن له تأثيراً كبيراً على الناتج المحلي الإجمالي. وفيما يخص التعاون بين السعودية وفرنسا، قال بولاوين إن التعاون في مجالات التكنولوجيا كان جزءاً كبيراً من العلاقات الثنائية المتنامية بينهما في السنوات الأخيرة.

وشرح أن هذه الشراكة تشمل عدة نقاط رئيسية:

- التبادل التقني والبحث والتطوير، إذ يركز كلا البلدين على تبادل المعرفة والخبرات في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة. وقد تم تنظيم فعاليات مثل «VivaTech»؛ حيث تسعى السعودية لجذب الشركات الناشئة الفرنسية للاستثمار والعمل في المملكة.

- الاستثمارات المشتركة: تسعى الهيئات الاستثمارية في كلا البلدين لدعم الشركات الناشئة من خلال تمويل المشاريع المشتركة في المجالات التقنية والابتكار. هذا يشمل استثمارات في الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

- التعليم وبناء القدرات: التعاون بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في كلا البلدين؛ لتعزيز تبادل الطلاب والباحثين، بالإضافة إلى تطوير برامج تدريبية مشتركة لتعزيز المهارات في المجال التقني.

- القوانين والبنية التحتية: العمل معاً لتطوير البنية التحتية التنظيمية والقانونية لجعل بيئة الأعمال جاذبة للشركات التقنية والمشاريع الناشئة. وأشار بولاوين إلى أن التعاون يتماشى مع «رؤية 2030» الهادفة إلى تنويع الاقتصاد السعودي، ويُعزّز إرادة فرنسا من أجل التوسع في الأسواق الخليجية.