الأسواق تستفيق قليلاً من «ضغوط السندات»

الذهب يحاول إنهاء أطول سلسلة خسائر في 7 سنوات

مشاة في شارع «وول ستريت» أمام مقر بورصة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
مشاة في شارع «وول ستريت» أمام مقر بورصة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
TT

الأسواق تستفيق قليلاً من «ضغوط السندات»

مشاة في شارع «وول ستريت» أمام مقر بورصة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)
مشاة في شارع «وول ستريت» أمام مقر بورصة نيويورك الأميركية (أ.ف.ب)

استعادت الأسهم الأوروبية بعض التوازن يوم الخميس، بعد موجة بيع استمرت ثلاثة أيام وسط مخاوف حيال ارتفاع أسعار الفائدة التي دفعت عوائد السندات الحكومية الأميركية والأوروبية إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات.

ومما خفف من وطأة الضغط على الأسهم، تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل من أعلى مستوياتها في 16 عاما بعد أن أظهرت بيانات مساء الأربعاء أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة كان أقل من توقعات خبراء الاقتصاد في سبتمبر (أيلول) الماضي. وينصب تركيز المستثمرين الآن على بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها الجمعة. كما تراجعت عوائد سندات منطقة اليورو أيضا بعد انخفاض أسعار النفط خلال الليلة السابقة.

وارتفع مؤشر «ستوكس» 600 الأوروبي 0.3 في المائة بحلول الساعة 07:20 بتوقيت غرينيتش، بعد أن أغلق عند أدنى مستوياته في ستة أشهر يوم الأربعاء.

وفي آسيا، قطع مؤشر «نيكي» سلسلة خسائر استمرت خمسة أيام، ليسجل يوم الخميس أكبر قفزة مئوية في يوم واحد في ثلاثة أشهر، مع تراجع عوائد السندات وإقبال المستثمرين على شراء الأسهم التي انخفضت.

وارتفع مؤشر «نيكي» 1.80 في المائة عند الإغلاق ليسجل 31075.36 نقطة. وكان المؤشر انخفض الأربعاء إلى أدنى مستوى له منذ 18 مايو (أيار)، وما زال في طريقه لتكبد خسارة أسبوعية بنسبة 2.5 في المائة. وصعد مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا 1.99 في المائة إلى 2263.09 نقطة، ليسجل أفضل قفزة مئوية له في يوم واحد منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني).

وأظهرت بيانات تدفق رؤوس الأموال أن المستثمرين الأجانب اشتروا أسهماً يابانية بقيمة 71 مليار ين (478 مليون دولار) على أساس صاف في الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر، بعد بيع صافي أسهم بثلاثة تريليونات ين في الأسبوع السابق.

ومن جانبه، ارتفع الذهب يوم الخميس متجهاً لإنهاء سلسلة خسائر استمرت ثماني جلسات، وهي الأطول منذ عام 2016، وسط تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية والدولار عن المستويات المرتفعة التي سجلاها في الفترة الماضية.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1826.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 03:14 بتوقيت غرينيتش، في محاولة للتعافي من أضعف مستوى له منذ مارس (آذار) الذي لامسه يوم الثلاثاء. وزادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.3 في المائة إلى 1840.90 دولار.

وقال يب جون رونغ، محلل السوق لدى «آي جي»: «على الرغم من وجود محاولة لاستقرار أسعار الذهب خلال الجلسة، فإنه لا توجد قناعة كبيرة بتغير اتجاه الأسعار حتى الآن». وتابع أن أي تحركات قبل تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة هذا الأسبوع قد تكون قصيرة الأجل إذ إن بيانات الوظائف الرسمية تظل هي المحرك الرئيسي لاتجاه السوق، إلى جانب بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأسبوع المقبل.

ودعم انخفاض الدولار المعادن النفيسة الأخرى المسعرة به، فزادت الفضة في المعاملات الفورية 1.1 في المائة إلى 21.19 دولار للأوقية، بعد أن انخفضت هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف مارس. وربح البلاتين 0.5 في المائة إلى 870.16 دولار، مرتفعاً من أدنى مستوى له في عام الذي سجله في الجلسة الماضية، وصعد البلاديوم 1.2 في المائة إلى 1181.15 دولار، مبتعداً عن أدنى مستوى في خمس سنوات الذي لامسه يوم الأربعاء.

وفي غضون ذلك، تنفس الين الصعداء بعد تراجع طفيف شهده الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية يوم الخميس. واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، بالقرب من المستويات التي شهدها الليلة الماضية عند 106.78 نقطة.

وجرى تداول الين، الذي عادة ما يكون حساساً تجاه عوائد السندات الأميركية، في أحدث التعاملات عند نحو 148.85 ين بانخفاض 0.2 في المائة تقريباً عن المستويات التي سجلها في الجلسة السابقة في الولايات المتحدة، وبعيداً عن المستوى المتدني الذي سجله الثلاثاء عند 150.165 ين للدولار.

وأثير كثير من الجدل بشأن ما إذا كانت السلطات اليابانية قد تدخلت لدعم الين بعد أن ارتفع باثنين في المائة بعد اختراق حاجز 150 يناً لكل دولار. لكن بيانات سوق المال الصادرة عن بنك اليابان أظهرت يوم الأربعاء أن اليابان لم تتدخل على الأرجح في سوق العملات في اليوم السابق.

وفيما يتعلق باليورو، فقد استقر بشكل عام عند 1.0512 دولار، ليظل فوق أدنى مستوى له هذا الأسبوع عند 1.0448 دولار. وتداول الجنيه الإسترليني عند 1.2139 دولار بعدما سجل يوم الأربعاء 1.20385 جنيه مقابل الدولار.


مقالات ذات صلة

مؤشر السوق السعودية يتكبّد خسائر أسبوعية بأكثر من 1 %

الاقتصاد مستثمران يراقبان شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالعاصمة الرياض (أ.ف.ب)

مؤشر السوق السعودية يتكبّد خسائر أسبوعية بأكثر من 1 %

تراجع مؤشر السوق السعودية للجلسة الرابعة على التوالي، بعد موجة صعود تجاوز خلالها مستويات 12 ألف نقطة، بعد هبوط لما دون هذه المستويات استمر منذ مايو الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تفقد 69 نقطة بتأثير من قطاع الطاقة

أغلق «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، جلسة الثلاثاء، متراجعاً بنسبة 0.57 %، وبمقدار 69 نقطة تقريباً، ليغلق عند مستوى 12105 نقاط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد من داخل أحد مصانع «المطاحن الأولى» (الموقع الإلكتروني للشركة)

أرباح «المطاحن الأولى» السعودية تنمو 30 % خلال الربع الثاني

نما صافي أرباح شركة «المطاحن الأولى» السعودية بنسبة 30 في المائة إلى 45.5 مليون ريال (12 مليون دولار)، خلال الربع الثاني من العام الجاري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة التداول في «السوق المالية السعودية»... (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تتراجع بعد 12 جلسة متواصلة من الارتفاعات

أنهى «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية (تاسي)» تداولات الاثنين متراجعاً بنسبة 0.23 في المائة، وبمقدار 28.17 نقطة، بعد سلسلة ارتفاعات استمرت 12 جلسة متواصلة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يراقبون شاشات تعرض مؤشر أسعار الأسهم المركّب في كوريا الجنوبية (أ.ب)

السياسة تكسر صعود الأسواق المالية العالمية

أطاحت السياسة الأسواق العالمية من قمم قياسية وعلى مدى أسابيع قليلة مضطربة صعدت إلى الواجهة، حيث يواجه المستثمرون احتمالية أوروبا منقسمة وأميركا انعزالية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».