وزير الصناعة بعد افتتاح مصنع «لوسيد»: مناقشات مع شركة كبرى في صناعة السيارات

قال لـ«الشرق الأوسط»: إن المملكة أصبحت مكاناً للتصنيع والتصدير

مصنع «لوسيد» الذي دُشّن أمس الأربعاء (الشرق الأوسط)
مصنع «لوسيد» الذي دُشّن أمس الأربعاء (الشرق الأوسط)
TT

وزير الصناعة بعد افتتاح مصنع «لوسيد»: مناقشات مع شركة كبرى في صناعة السيارات

مصنع «لوسيد» الذي دُشّن أمس الأربعاء (الشرق الأوسط)
مصنع «لوسيد» الذي دُشّن أمس الأربعاء (الشرق الأوسط)

كشف بندر الخريّف، وزير الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن هناك شركة متخصصة في صناعة السيارات قادمة إلى السوق المحلية بعد شركة «لوسيد»، لافتاً إلى وجود نقاشات مع إحدى الشركات الكبيرة المتخصصة في صناعة السيارات التقليدية، متوقعاً أن يكون هناك إعلان قريب لنتائج هذه المحادثات.

وقال الخريف: إن السعودية لديها موقع جغرافي حيوي ومهم، وهذا الموقع من العوامل المحفزة لجدب الاستثمارات والتصدير، ومن ذلك وجود مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، مشدداً على «أن قدرتنا في أن نمكّن المستثمرين في المملكة من الوصول إلى الأسواق المستهدفة بشكل صحي وسريع».

وتحدث وزير الصناعة لـ«الشرق الأوسط» حول أهمية افتتاح مصنع «لوسيد» للسيارات الكهربائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية غرب السعودية، قائلاً: «إن افتتاح مصنع (لوسيد) يعدّ محطة مهمة ضمن الاستراتيجية الصناعة في السعودية وقطاع صناعة السيارات، والأهم هو بناء صناعة السيارات بشكل كامل تشمل في ذلك قطع هذه المركبات».

وأضاف أن «شركة (لوسيد) استطاعت أن تبني المصنع وتبدأ في الإنتاج خلال 18 شهراً... وهذا إنجاز يدل على وجود البيئة المحفزة للاستثمار في السعودية، كما لدينا القدرة على تنفيذ مشروعات، والقادم سيكون أفضل مع عزمنا بناء قاعدة صناعية للسيارات وليس فقط إنتاج سيارة»، لافتاً إلى أن «(لوسيد) ومن خلال مصنعها الجديد في مدينة الملك عبد الله ستصدّر 85 في المائة من إنتاجه إلى خارج السعودية؛ ما يعني أن المملكة أصبحت مكاناً للتصنيع والتصدير».

وتعد «لوسيد غروب» التي دشّنت مصنعها الأربعاء، إحدى الشركات المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية. إذ ستعمل في المرحلة الأولى على تجميع 5000 سيارة «لوسيد» سنوياً، وعند اكتمالها مستقبلاً يتوقع لمنشأة التصنيع الكاملة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مع منشأة التجميع أن تكون قادرة على إنتاج 155000 سيارة كهربائية سنوياً.

وتلقت منشأة «AMP-2» دعماً كبيراً من وزارة الاستثمار السعودية، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، لتلعب دوراً جوهرياً في تسريع تحقيق الهدف الاستراتيجي بتنويع اقتصاد المملكة من خلال أعمالها في تطوير السيارات الكهربائية، لتتوافق مع أهداف «مبادرة السعودية الخضراء» بأن يكون ما لا يقل عن 30 في المائة من السيارات في المملكة كهربائية بحلول عام 2030.

ودخلت شركة «سير» التي حصلت على ترخيصها في يونيو (حزيران) الماضي من قِبل وزارة الصناعة والثروة المعدنية، على خط إنتاج السيارات الكهربائية لتكون بذلك أول علامة تجارية سعودية في هذا السياق، والتي ستنطلق من مصنعها الواقع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على مساحة تزيد على مليون متر مربع في الوادي الصناعي. في حين يتوقع أن تصل مساهمة «سير» في الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد المملكة إلى 30 مليار ريال (8 مليارات دولار) وذلك بحلول عام 2034.

وتعمل «سير» على تصميم سيارات السيدان وسيارات الدفع الرباعي ذوات التقنيات المتطورة في المملكة، ومنطقة الشرق الأوسط وتصنيعها وبيعها، ومن المخطط أن يبدأ الإنتاج الفعلي خلال عام 2025 وفق أفضل المعايير العالمية وأحدث التقنيات لضمان كفاءة التصنيع، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، والمحافظة على البيئة، في حين ستسهم الشركة في جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 562 مليون ريال لدعم الاقتصاد، وتوفير 30 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر.

ويعد قطاع صناعة السيارات أحد أهم القطاعات المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة؛ إذ يمثـل فرصـة إقليميـة جذابـة بالنظـر إلى حجـم سـوق المركبـات الخفيفـة الذي من المتوقع أن يتضاعف نمـوه عالمياً خلال السـنوات العـشر المقبلة، وهذا سيدفع بتعزيز الكثير من القطاعات الصناعية الأخرى في المعـادن، والكيماويـات.



المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

TT

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي)
المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي)

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من قفزات في المؤشرات العالمية، أثبتت المملكة اهتمامها الكبير بالبنية التحتية لتقنية المعلومات، وهو ما انعكس إيجاباً على أعمال «سيسكو» العالمية للأمن والشبكات، حيث حقَّقت الشركة أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة في البلاد، وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

هذا ما ذكره المدير التنفيذي لشركة «سيسكو» في السعودية سلمان فقيه، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أكد فيه أن المملكة أثبتت قوة بنيتها التحتية وكفاءتها خلال جائحة «كورونا»، الأمر الذي أثّر إيجاباً على الشركة خلال السنوات الماضية.

و«سيسكو» هي شركة تكنولوجية مدرجة في السوق الأميركية، ومقرها الرئيس في وادي السيليكون بكاليفورنيا، وتعمل في مجال تطوير وتصنيع وبيع أجهزة الشبكات والبرامج ومعدات الاتصالات.

التحول الرقمي

وأشار فقيه إلى أن «سيسكو»، تسعى دائماً للعب دور بارز في دعم التحول الرقمي في السعودية من خلال استثمارات استراتيجية، ففي عام 2023، افتتحت الشركة مكتباً إقليمياً في الرياض، وذلك لدعم عملياتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعزيز حضورها في المملكة، لافتاً إلى أن الإدارة العليا عقدت اجتماعات رفيعة المستوى مع بعض متخذي القرار في القطاعَين الحكومي والخاص، خلال الشهر الماضي؛ لاستكمال الشراكة مع السوق المحلية.

وأضاف: «كانت هناك استمرارية لاستثمارات الشركة في برامج تسريع التحول الرقمي الهادف إلى دعم جهود المملكة في القطاعات الحيوية، وتطوير منظومة الابتكار».

وتابع فقيه قائلاً إنه منذ إطلاق برنامج التحول الرقمي عام 2016 في المملكة ضمن «رؤية 2030»، الهادف إلى تعزيز المهارات الرقمية وتنمية الابتكار، تم تنفيذ أكثر من 20 مشروعاً من قبل «سيسكو» ضمن هذا البرنامج في مجالات حيوية؛ مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والمدن الذكية.

ونوّه الرئيس التنفيذي بالإنجازات التي حققتها المملكة في مجال التحول الرقمي، حيث تمكّنت من تحقيق تقدم ملحوظ في المؤشرات العالمية، وجاءت ثانيةً بين دول مجموعة العشرين في «مؤشر تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» لعام 2024، بالإضافة إلى تصدرها في جاهزية أمن المعلومات.

الأمن السيبراني

وأوضح فقيه أن المملكة وضعت في مقدمة أولوياتها تعزيز الأمن السيبراني، لا سيما في ظل ازدياد الهجمات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. وقال: «الأمن السيبراني يمثل أحد التحديات الكبرى، ونعمل في المملكة لتوفير الحلول اللازمة لحماية البيانات والبنية التحتية الرقمية».

ولفت إلى الزيادة الكبيرة لاستثمارات الأمن السيبراني في المملكة. وأظهرت دراسة أجرتها «سيسكو» خلال العام الحالي أن 99 في المائة من المشاركين في الاستطلاع أكدوا زيادة ميزانياتهم الخاصة بالأمن السيبراني، في الوقت الذي تعرَّض فيه 67 في المائة منهم لحوادث أمنية في العام الماضي.

كما ذكر فقيه أن من التحديات الأخرى ما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث كشفت دراسة حديثة لـ«سيسكو» أن 93 في المائة من الشركات السعودية لديها استراتيجيات خاصة بالذكاء الاصطناعي، لكن 7 في المائة منها فقط تمتلك الجاهزية الكاملة للبنية التحتية اللازمة لتطبيق هذه التقنيات.

القدرات التقنية

وفيما يتعلق بتطوير القدرات التقنية في المملكة، أوضح فقيه أن برنامج «أكاديميات سيسكو» للشبكات حقق تأثيراً كبيراً في السعودية، حيث استفاد منه أكثر من 336 ألف متدرب ومتدربة، بمَن في ذلك نسبة كبيرة من المتدربات تجاوزت 35 في المائة، وهي واحدة من أعلى النِّسَب على مستوى العالم.

أما في سياق التعاون بين «سيسكو» والمؤسسات الأكاديمية في المملكة، فأبرز فقيه الشراكة المستمرة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. وقال: «هذا التعاون يهدف إلى استخدام التقنيات الحديثة في تحسين البيئة التعليمية، وتمكين الكوادر الأكاديمية والطلاب من الاستفادة من أحدث الحلول التقنية».

وتطرَّق فقيه إلى التزام الشركة بالاستدامة البيئية، حيث تستهدف «سيسكو» الوصول إلى صافي انبعاثات غازات دفيئة صفرية بحلول 2040. وقال: «نعمل على تقديم حلول تقنية تراعي كفاءة استخدام الطاقة، والمساهمة في تحقيق أهداف المملكة نحو الحياد الصفري الكربوني».

وفي ختام حديثه، أشار فقيه إلى مشاركة «سيسكو» في مؤتمر «بلاك هات» للأمن السيبراني، الذي تستعد الرياض لاستضافته من 26 إلى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بصفتها راعياً استراتيجياً. وأضاف أن الشركة تسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز التعاون مع العملاء والشركاء في المملكة؛ لتوفير حلول أمنية مبتكرة تضمن حماية البيانات، وتسهيل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن.