«مدن» السعودية تعتزم إنشاء مجمع صناعي للأدوية والأبحاث في سدير

يستهدف إطلاق أكثر من 150 منتجاً دوائياً بواقع 990 مليون وحدة سنوياً

شعار الهيئة السعودية للمدن الصناعية
شعار الهيئة السعودية للمدن الصناعية
TT

«مدن» السعودية تعتزم إنشاء مجمع صناعي للأدوية والأبحاث في سدير

شعار الهيئة السعودية للمدن الصناعية
شعار الهيئة السعودية للمدن الصناعية

وقّعت الهيئة السعودية للمدن الصناعية (مدن) اتفاقية إنشاء مجمع صناعي متطور ومتكامل للأبحاث والتصنيع الدوائي، باستثمارات تصل إلى 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار) من قِبل شركة «إيفا فارما»، إحدى شركات الأدوية الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بهدف تطوير إيجاد صناعات دوائية قادرة على تحقيق الأمن الدوائي، وتمكين المملكة من تبوء مكانتها بوصفها قوة صناعية ومركزاً لوجستياً للقاحات والأدوية.

وخصَّصت «مدن» لهذه الغاية أرضاً صناعية مساحتها 50 ألف متر مربع في مدينة سدير للصناعة والأعمال، لإنشاء المُجمع الصناعي الذي يستهدف إطلاق أكثر من 150 منتجاً دوائياً بواقع 990 مليون وحدة سنوياً، تُغطي مجالات الأدوية الحيوية واللقاحات ومثبطات المناعة وعلاجات الأورام التي تتطلب تقنيات حديثة، فضلاً عن ترسيخ التقنية التي يوفرها مركز البحث والتطوير في المجمع، وخطط التعاون مع الجامعات والمستشفيات في المملكة لتحقيق الاستجابة السريعة لمتطلبات الإنتاج.

ويضم المجمع الصناعي 5 مصانع لإنتاج الأدوية الحيوية وعلاجات الأورام، وصناعة الأقراص والكبسولات والأشكال الصيدلانية المُتطورة، إلى جانب مثبطات المناعة ومصنع إنتاج اللقاحات، وستكون مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان كفاءة الطاقة، وممارسات توجيه المياه، مع التركيز على مبادئ الكيمياء الخضراء، إضافة إلى تعزيز سلاسل التوريد الشفافة واعتماد إجراءات التعبئة المستدامة. وتسعى «مدن» إلى أن تكون الوجهة المُفضلة لنمو الاستثمارات والشريك الأول للمنظومة الصناعية والتقنية، عبر توفير بيئة صناعية جاذبة تُعزز تنافسية قطاع الصناعة محلياً ودولياً وترفع من قيمة المحتوى المحلي، فضلاً عن دعم المنتجات المصنعة وطنياً بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والمبادرات الموكلة إليها في رؤية السعودية 2030. وقد نجحت في زيادة الاستثمارات الطبية والدوائية المُستقطبة باستثمارات نوعية ذات قيمة مضافة في 36 مدينة صناعية تنتشر حول المملكة، وذلك ضمن خطط التوسع في الصناعات الدوائية بوصفها إحدى الأولويات الوطنية.

هذا وتُواصل «مدن» دعم القطاع الصناعي من خلال تقديم منتجات وخدمات مبتكرة، حيث ارتفعت مساحات الأراضي المخصصة للاستثمار إلى ما يزيد على 135 مليون متر مربع، وزادت المساحات المطورة لأكثر من 202 مليون متر مربع. تجدر الإشارة إلى أن المدن الصناعية تحتضن أكثر من 6 آلاف مصنع؛ بينها 1263 مصنعاً جاهزاً. وعملت «مدن» على تمكين قدراتها اللوجستية عبر تحقيق التكامل بين قطاعات النمو المتميزة، وإطلاق المنتجات الجديدة التي من بينها الوحدات المساندة ووحدات التخزين الذاتي؛ حيث ارتفعت المساحات اللوجستية في المدن الصناعية إلى 305 ملايين متر مربع.



سياسات ترمب الرئاسية تؤثر على مشروعاته الخاصة حول العالم

علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
TT

سياسات ترمب الرئاسية تؤثر على مشروعاته الخاصة حول العالم

علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)

منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل شهرين، تشهد مشروعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية في أنحاء العالم تبايناً في الأداء، فبينما تزدهر أعماله في الهند تعرضت ملاعب الغولف التي يملكها في آيرلندا وأسكوتلندا للتخريب، فيما مُنيت مشاريعه في إندونيسيا بانتكاسة.

ولأنه ليس غريباً عن مزج الأعمال بالسياسة، تذوق ترمب طعم المخاطر أخيراً عندما رشّت واجهة نادي ترمب تيرنبيري الأنيق للغولف في أسكوتلندا بطلاء أحمر، ونُبشت مساحات من العشب الأخضر وكتب عليها بالخط العريض «غزة ليست للبيع».

وأعلنت مجموعة مؤيدة للفلسطينيين مسؤوليتها عن «عمل المقاومة»، معتبرة ذلك رداً على مقترح ترمب السيطرة على قطاع غزة وطرد سكانه وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

واستُهدف ملعب غولف آخر لترمب في آيرلندا، الأسبوع الماضي، عندما زرع ناشطون أعلاماً فلسطينية في المساحات الخضراء.

غير أن إدارة العقار الكائن في دونبيغ تقول إن ملعب الغولف يتلقى أعداداً قياسية من طلبات العضوية منذ عودة مالكه إلى البيت الأبيض.

علامة فاخرة

وفي جزيرة بالي الاستوائية البعيدة، اكتسحت الأعشاب الضارة منتجع نيروانا للغولف الذي وقّعت منظمة ترمب وشريك محلي بشأنه اتفاقاً في 2015 لتطوير وجهة من فئة ست نجوم.

وأُغلق المنتجع بعد عامين، وتسبب بخسارة العمال المحليين وظائفهم. ومذّاك انضمت إمبراطورية عائلة ترمب إلى شركاء محليين في مشروع عقاري كبير قرب العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

لكن هذا المشروع الضخم الفاخر والذي أطلق عليه «ليدو سيتي»، واجه أيضاً مشكلات؛ ففي فبراير (شباط) أوقفت الحكومة الإندونيسية المشروع البالغة كلفته مليار دولار بسبب انتهاكات بيئية. ومع ذلك من المقرر افتتاح ملعب غولف يحمل علامة ترمب التجارية قريباً في الموقع بالتعاون مع مجموعة محلية.

ترمب يقدم للصحافيين قبعة حمراء كُتب عليها: «ترمب كان مُحقاً في كل شيء» - 25 فبراير 2025 (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة أتما جايا الإندونيسية يويس كيناواس، قوله إن «ترمب بصفته علامة تجارية ليس مشهوراً جداً في إندونيسيا، فهو يختلف عن ترمب بوصفه رئيساً».

أما الهند فقصتها مختلفة: هناك تتلالأ أبراج ترمب الفخمة في سماء مومباي ونيودلهي وكالكوتا وبونيه المغطاة بالضباب الدخاني، ما يجعل هذا البلد أهم سوق خارجية لمنظمة ترمب.

وكما هو الحال في الفيليبين وتركيا وكوريا الجنوبية وأوروغواي، لا تستثمر عائلة الملياردير الأميركي مباشرة في العقارات التي يبنيها ويديرها مطورون محليون. وبدلاً من ذلك، تجمع عائلة ترمب عائدات تصل أحياناً إلى ملايين الدولارات مقابل ترخيص علامتها التجارية التي تُعدّ، في نظر النخبة الهندية الحديثة الثراء، رمزاً للفخامة والنجاح.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «أناروك» للاستشارات العقارية، أنوج بوري، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن علامته التجارية أصبحت أكبر بكثير، خاصة بعد عودته لولاية ثانية». وأضاف أن ترمب «يحظى بتغطية إعلامية أكبر من أي سياسي هندي آخر».

وأُعلن عن مشروع آخر للمكاتب ومحلات التجزئة يحمل علامة ترمب التجارية، هذا الأسبوع، في بونيه، يضاف إلى خطط لبناء خمسة أبراج ترمب جديدة في أنحاء البلاد في السنوات المقبلة.

تضارب مصالح

وكما في ولايته الأولى، تنازل ترمب (78 عاماً)، رسمياً عن إدارة مصالحه التجارية لأبنائه خلال فترة رئاسته، لكن هذا لم يُبدد المخاوف بشأن تضارب محتمل في المصالح.

ويقول الأستاذ في جامعة أو بي جيندال العالمية الهندية، ديبانشو موهان، إن «رئاسة ترمب قائمة على المعاملات، وهي تُحوّل أميركا إلى دولة ذات تسلسل هرمي اجتماعي، تختلط فيها الخطوط الفاصلة بين المجالين العام والخاص».

ويضيف: «هكذا تعمل حكومة ترمب، وهذه هي توقعاتها من حلفائها. وقد استجابت الهند أيضاً للتقرّب من ترمب».

وبرزت علاقة صداقة قوية بين ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، تعهدت منظمة ترمب بعدم إجراء «أي معاملات جديدة مع الحكومات الأجنبية» خلال ولاية ترمب الثانية باستثناء «المعاملات الاعتيادية».

وذكرت أن كل الأموال المتأتية عن معاملات، مثل إقامة كبار الشخصيات الأجنبية في عقارات ترمب، سيتم التبرع بها لخزانة الولايات المتحدة، لكن حدود ذلك قد تكون غامضة.