«فيتش» ترفع نظرتها المستقبلية لاقتصاد تركيا إلى «مستقرة»

توقعت أن يرفع «المركزي» سعر الفائدة إلى 35 % بنهاية العام 2023

حملات التفتيش على الأسعار في محال السوبر ماركت لم تنجح في وقف الزيادات المتتالية في الأسعار (الشرق الأوسط)
حملات التفتيش على الأسعار في محال السوبر ماركت لم تنجح في وقف الزيادات المتتالية في الأسعار (الشرق الأوسط)
TT

«فيتش» ترفع نظرتها المستقبلية لاقتصاد تركيا إلى «مستقرة»

حملات التفتيش على الأسعار في محال السوبر ماركت لم تنجح في وقف الزيادات المتتالية في الأسعار (الشرق الأوسط)
حملات التفتيش على الأسعار في محال السوبر ماركت لم تنجح في وقف الزيادات المتتالية في الأسعار (الشرق الأوسط)

رفعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني توقعاتها المستقبلية لاحتياطات النقد الأجنبي في تركيا إلى «مستقرة» من «سلبية»، وأكدت في المقابل تصنيفها عند «ب» قائلة إن العودة إلى السياسة الاقتصادية التقليدية تقلل مخاطر الاستقرار المالي الكلي على المدى القريب وتخفف من ضغوط ميزان المدفوعات.

وقالت «فيتش» إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عيّن فريقاً اقتصادياً جديداً أعاد إدخال أسعار الفائدة كأداة رئيسية للسياسة النقدية، ويسعى إلى تحسين اتساق السياسات من خلال احتواء العجز المتزايد في الموازنة وتباطؤ الطلب المحلي من خلال تغيير تكوين وتيرة نمو الائتمان. كما أن هذه السياسات سمحت بانخفاض قيمة الليرة 26 في المائة منذ مايو (أيار)، في تناقض ملحوظ مع الاستقرار النسبي قبل الانتخابات، مما خفف الضغوط على الاحتياطات الدولية.

وتتوقع «فيتش» أن يرفع المصرف المركزي التركي سعر الفائدة إلى 35 في المائة بحلول نهاية عام 2023 وأن يبقى عند هذا المستوى في عام 2024، لافتة إلى أن «هناك درجة عالية من عدم اليقين بشأن الوتيرة المستقبلية ومدة تشديد السياسة النقدية».

أضافت أن الاحتياطات الدولية الإجمالية تعافت بشكل ملحوظ منذ منتصف مايو و«نتوقع أن يصل إلى 115 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023 وأن يبقى مستقراً نسبياً في عام 2024، مما يرفع تغطية الاحتياطي للمدفوعات الخارجية الحالية إلى 3.2 شهر، أي أقل بقليل من متوسط التوقعات البالغة 3.4 شهر. يظل صافي مركز الأصول الأجنبية للمصرف المركزي سلبياً بشكل كبير (- 67 مليار دولار) عند استبعاد مقايضات العملات الأجنبية».

وكانت «فيتش» أكدت في مارس (آذار) تصنيف تركيا عند «ب» مع نظرة مستقبلية «سلبية»، في حين نقلت وكالة «ستاندرد آند بورز» في مارس البلاد إلى نظرة مستقبلية «سلبية» بسبب المخاوف المتعلقة بالسياسة الاقتصادية.

وتتوقع «فيتش» الآتي:

- أن يصل التضخم في نهاية العام إلى 65 في المائة.

- أن يصل النمو إلى 4.3 في المائة في عام 2023 قبل أن يتباطأ إلى 3.0 في المائة في عام 2024، حيث سيتم تخفيف انخفاض توافر الائتمان وتخفيف التحفيز السياسي بعد الانتخابات المحلية في مارس إلى حد ما من خلال جهود إعادة البناء بمناطق الزلازل وتحسين الطلب الخارجي.

- أن ينخفض العجز الخارجي إلى 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024 على خلفية تباطؤ النمو وتحسين الطلب الخارجي. وقد بلغ إجمالي الديون الخارجية المستحقة خلال الأشهر المقبلة 206 مليارات دولار في نهاية يونيو (حزيران)، مما جعل تركيا عرضة للتغيرات في معنويات المستثمرين. بحسب «فيتش»، يمكن التحكم في ملف خدمة الديون السيادية، مع بقاء مدفوعات رئيسية بقيمة 2.6 مليار دولار في عام 2023 و11 مليار دولار (8.9 مليار دولار سندات اليورو) في عام 2024.

- أن يتسع العجز الحكومي العام إلى 6.3 في المائة في عام 2024 باعتباره العام الرئيسي لإعادة إعمار مناطق الزلازل والتخفيف المحتمل قبل الانتخابات المحلية، قبل أن ينخفض إلى 4.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025.

- أن يصل الدين الحكومي العام إلى 33.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، لموازنة نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي المرتفع والمعدلات السلبية في التمويل المحلي مقابل زيادة وتيرة الاقتراض وانخفاض قيمة الليرة.

وأشارت «فيتش» إلى أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى خفض التصنيف السلبي، منها العودة إلى مزيج السياسات غير التقليدي أو إعادة التوازن غير المكتمل للسياسة التي تزيد من مخاطر الاستقرار الاقتصادي الكلي والمالي؛ والضغوط على ميزان المدفوعات، بما في ذلك الانخفاض المستمر في الاحتياطات الدولية؛ والتدهور الخطير في الوضع السياسي أو الأمني الداخلي أو العلاقات الدولية التي تؤثر بشدة على الاقتصاد والمالية الخارجية.

في المقابل، فإن هناك عوامل يمكن أن تعزز التصنيف، ومنها زيادة الثقة في استدامة عملية تطبيع السياسة الحالية وإعادة التوازن مما أدى إلى تحسين استقرار الاقتصاد الكلي؛ وانخفاض نقاط الضعف الخارجية بسبب التضييق المستمر لعجز الحساب الجاري وزيادة تدفقات رأس المال الداخلة والتحسينات في مستوى وتكوين الاحتياطات الدولية وانخفاض الدولرة.


مقالات ذات صلة

سوق العمل الأميركي يُظهر تحسناً طفيفاً مع انخفاض البطالة

الاقتصاد مشاة يمرون أمام مقر بورصة وول ستريت في مدينة نيويورك الأميركية (أ.ب)

سوق العمل الأميركي يُظهر تحسناً طفيفاً مع انخفاض البطالة

انتعشت وتيرة التوظيف في الولايات المتحدة قليلاً في أغسطس مقارنة بوتيرة بطيئة في يوليو، وانخفض معدل البطالة للمرة الأولى منذ مارس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مضخات ومخازن نفطية في أحد الحقول بكندا (رويترز)

«أسبوع عاصف» للنفط وسط مخاوف الطلب

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، الجمعة، عقب نشر بيانات التوظيف الأميركية، لكنها كانت في طريقها لتكبد خسارة أسبوعية كبيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يسيرون باتجاه جسر البرج في لندن (رويترز)

تقرير: بريطانيا تحتاج استثمارات بقيمة 1.3 تريليون دولار في العقد المقبل

كشف تقرير يوم الجمعة أن بريطانيا بحاجة إلى استثمارات إضافية بقيمة تريليون جنيه إسترليني (1.3 تريليون دولار) في العقد المقبل لتحقيق نمو اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مشاة يعبرون الطريق أمام مقر بنك اليابان في العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

«إنفاق المستهلكين» الضعيف يحبط «بنك اليابان»

ارتفع إنفاق الأسر اليابانية بأقل من المتوقع في يوليو الماضي، مع بقاء المستهلكين حذرين من تخفيف قيود إنفاقهم في مواجهة ارتفاع الأسعار.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في وسط العاصمة القاهرة (رويترز)

مصر لشراء 20 شحنة غاز طبيعي مسال لتغطية الطلب في الشتاء

قالت مصادر، يوم الجمعة، إن مصر طرحت ممارسة لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال؛ لتغطية الطلب على الطاقة خلال الشتاء

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: تحركات لإتاحة فرص استثمارية جديدة في قطاع النفط والغاز

وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه رئيس «مبادلة» الإماراتية الشيخ منصور محمد آل حامد والوفد المرافق (الشرق الأوسط)
وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه رئيس «مبادلة» الإماراتية الشيخ منصور محمد آل حامد والوفد المرافق (الشرق الأوسط)
TT

مصر: تحركات لإتاحة فرص استثمارية جديدة في قطاع النفط والغاز

وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه رئيس «مبادلة» الإماراتية الشيخ منصور محمد آل حامد والوفد المرافق (الشرق الأوسط)
وزير البترول المصري كريم بدوي خلال لقائه رئيس «مبادلة» الإماراتية الشيخ منصور محمد آل حامد والوفد المرافق (الشرق الأوسط)

قال وزير البترول المصري كريم بدوي، إن الاستثمارات الإماراتية في قطاع البترول المصري تمثّل «أحد أهم رموز التعاون والعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين التي يأتي من أهمها استثمارات شركة (مبادلة) الإماراتية للطاقة بما تمثله من نموذج للتعاون والاستثمار الجاد».

وأشار بدوي إلى أن «قطاع البترول والتعدين المصري يرحّب بتوسيع أوجه العمل وزيادة الاستثمارات الإماراتية في ظل الجهود الجارية لإتاحة فرص استثمارية جديدة».

جاء ذلك خلال استقبال الوزير وفداً من شركة «مبادلة» الإماراتية للطاقة برئاسة الرئيس التنفيذي للشركة الشيخ منصور محمد آل حامد، ويرافقه نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال التقنية عالمياً عدنان بوفطيم، ورئيس قطاع التسويق والتكرير زايد المزروعي، ونائب الرئيس الإقليمي لشرق المتوسط وشمال أفريقيا سلمي الهاجري.

وأوضح بيان صحافي صادر عن وزارة البترول المصرية، السبت، أن اللقاء شهد استعراض أنشطة شركة «مبادلة» الإماراتية في مجال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في مصر من خلال مشاركتها في مناطق بالبحر المتوسط متمثلة في منطقة امتياز حقل «ظهر» بنسبة 10 في المائة، ومنطقة امتياز «حقل نور» بنسبة 20 في المائة، علاوة على «قطاع رقم 4» بالبحر الأحمر بنسبة 27 في المائة.

وأشار البيان إلى أن اللقاء تناول أيضاً، «المزايدة العالمية الأخيرة للبحث عن الغاز الطبيعي في البحر المتوسط والدلتا، التي طرحتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) في 12 منطقة»، إذ أبدت الشركة الإماراتية اهتمامها بالمزايدة واطلعت على الفرص المتاحة بالمزايدة عبر بوابة «مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج» (EUG).

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لـ«مبادلة للطاقة»، الشيخ منصور آل حامد، أن «هناك فرصاً واعدة يمكن البناء عليها في ظل تميّز العلاقات بين مصر والإمارات، وأن شراكة (مبادلة) في أنشطة البحث عن الغاز وإنتاجه في مصر مع عدد من الشركات العالمية تمثل قاعدة للتوسع في مناطق أخرى».

وأضاف أن «الحوار والتواصل مفتوح للوصول إلى أفكار جديدة للتعاون»، مشيراً إلى «أهمية مشاركة (مبادلة) في الشركة العربية لأنابيب البترول (سوميد) أحد أبرز النماذج الناجحة للتعاون العربي».