السعودية تحقق نمواً في الربط مع موانئ الشرق والغرب

خبير لـ«الشرق الأوسط»: تطورات الخدمات اللوجيستية تجذب الاستثمارات الأجنبية

ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (الشرق الأوسط)
ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحقق نمواً في الربط مع موانئ الشرق والغرب

ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (الشرق الأوسط)
ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (الشرق الأوسط)

نجحت الموانئ السعودية في إضافة 20 خدمة شحن ملاحية جديدة إلى ميناء جدة الإسلامي، وميناء الملك عبد العزيز بالدمام، وميناء الجبيل التجاري، خلال النصف الأول من العام الحالي، ما حقق نمواً في ربط المملكة بموانئ الشرق والغرب، وتعزيز حركة التجارة والتصدير، وتكريس ربط البلاد في الأسواق العالمية.

وتسعى الحكومة إلى تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، بهدف ترسيخ مكانة الدولة لتكون مركزاً عالمياً يربط القارات الثلاث، والوصول إلى طاقة استيعابية تزيد على 40 مليون حاوية سنوياً.

وأكد خبير اللوجيستيات نشمي الحربي لـ«الشرق الأوسط»، أن الموانئ تعد أساس العمليات التجارية ومقياساً لحجم المبادلات الاقتصادية بين الدول.

ولفت إلى أن الموانئ تقاس بها كفاءة سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية في البلدان كافة، مؤكداً أن صعود السعودية 17 مركزاً في مؤشر الأداء اللوجيستي العالمي، وحصدها الكثير من الجوائز في كفاءة وسرعة المناولة، إلى جانب تدشين كثير من المناطق اللوجيستية، كل ذلك دليل على التطور الكبير الذي يشهده القطاع.

وأوضح الحربي أن تحسن أداء الموانئ السعودية سيجعل من البلاد منطقة مهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص وظيفية كبيرة، مما يعود إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي.

حاويات المسافنة

وأعلنت الهيئة العامة للموانئ (موانئ)، الأحد، تحقيقها حزمة واسعة من الإنجازات التشغيلية خلال النصف الأول من عام 2023 لتعزيز حركة سلاسل الإمداد وترسيخ مكانة المملكة بوصفها مركزا لوجيستيا عالميا، وفق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية.

وارتفعت أعداد الحاويات المناولة بالموانئ بنسبة 15.12 في المائة، لتتجاوز 4 ملايين حاوية قياسية مقارنة بـ3.5 مليون حاوية بالفترة المماثلة في العام الماضي.

كما سجل حجم مناولة حاويات المسافنة زيادة بنسبة 12.19 في المائة لتصل إلى 1.5 مليون حاوية قياساً بـ1.3 مليون في النصف الأول من العام السابق.

وكشفت «موانئ» عن زيادة أعداد حركة السفن 10.68 في المائة لتبلغ 5.9 ألف سفينة خلال النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بـ 5.3 ألف بالفترة المقابلة من 2022.

وبلغ إجمالي أطنان المواد الغذائية المنقولة 10.8 مليون طن، قياساً بـ 9.8 مليون طن، بزيادة 9.82 في المائة.

فيما وصل عدد السيارات المنقولة 496.9 ألف سيارة بزيادة نسبتها 26.08 في المائة، عن 394.1 ألف مركبة في الستة أشهر الأولى من العام الماضي.

واستقبلت الموانئ التابعة للهيئة في النصف الأول من العام الحالي 568.9 ألف راكب بنسبة زيادة بلغت 60.83 في المائة، مقارنة بـ 353.7 ألف راكب في الفترة ذاتها من 2022.

وفرغت «الموانئ» 4.3 مليون رأس ماشية بزيادة 95.79 في المائة، عن الستة أشهر الأولى من العام السابق، والتي وصلت حينها 2.2 مليون رأس ماشية.

المناطق اللوجيستية

وأظهر تقرير «يو إن سي تي إيه دي» للربع الثاني أن المملكة حققت تقدماً جديداً في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، بتسجيلها 76.16 نقطة، وهو ما يمثل زيادة 4.83 نقطة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وفي إطار ترسيخ مكانة المملكة بوصفها مركزا لوجيستيا عالميا، وقّعت «موانئ» اتفاقية مع الشركة المتحدة للإلكترونيات «إكسترا» لإنشاء مركز لوجيستي بميناء الملك عبد العزيز بالدمام على مساحة 32 ألف متر مربع، وبقيمة تبلغ نحو 35 مليون ريال (9.3 مليون دولار).

ووقعت اتفاقية مع غرفة جدة لإنشاء منطقة لوجيستية متكاملة بمنطقة الخُمرة جنـوب جدة، بقيمة استثمارية تناهز المليار ريال (266 مليون دولار) وبمساحة إجمالية تبلغ 3 ملايين متر مربع.

ووضعت «موانئ» وشركة «ميرسك» حجر أساس أكبر منطقة لوجيستية متكاملة للشركة في الشرق الأوسط بميناء جدة الإسلامي، بمساحة 225 ألف متر، وباستثمارات تبلغ 1.3 مليار ريال (346.6 مليون دولار)، بالإضافة إلى افتتاح المنطقة اللوجيستية التابعة لشركة «لوجي بوينت» في ميناء جدة الإسلامي، بمساحة إجمالية 72 ألف متر مربع، وباستثمارات تبلغ 150 مليون ريال (40 مليون دولار).

وأبرمت «موانئ» خلال النصف الأول عدة اتفاقيات شراكة مع عدد من الجهات والشركات بالقطاعين الحكومي والخاص، ومن أبرزها اتفاقية مع «ألبا نوفا العالمية» بالشراكة مع شركة «طرف الأغر» لإنشاء مركز متكامل لتزويد السفن بالوقود.

انبعاثات الكربون

وأطلقت الهيئة مبادرة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال تقليل متوسط حركات الرافعات لكل حاوية واردة مطلوبة للفحص اليدوي، وتقليل معدل دوران الشاحنات داخل ميناء جدة الإسلامي، والذي يؤدي إلى خفض الانبعاثات بمقدار 1.046 طن في نهاية العام الحالي.

ونفذت «موانئ» خلال النصف الأول عدد 787 جولة تفتيشية على الوكلاء الملاحيين ومموني السفن، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتقييم جودة وفاعلية الأداء والخدمات المقدمة للمستفيدين في الموانئ السعودية.

يُذكر أن «موانئ» سجلت خلال مايو (أيار) الماضي أعلى رقم شهري لمناولة الحاويات في تاريخها بزيادة نسبتها 18.80 في المائة لتصل إلى 709.9 ألف حاوية قياسية، قياساً بـ597.6 ألف حاوية في الشهر ذاته من 2022.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».