14 مصرفاً عراقياً معاقباً أميركياً تحذر من «عواقب سلبية»

تواصل تراجع أسعار الصرف... ومطالبة برلمانية بإقالة محافظ «المركزي»

نشطاء عراقيون يتظاهرون أمام مقر البنك المركزي في العاصمة بغداد للمطالبة بإصلاحات اقتصادية (إ.ب.أ)
نشطاء عراقيون يتظاهرون أمام مقر البنك المركزي في العاصمة بغداد للمطالبة بإصلاحات اقتصادية (إ.ب.أ)
TT

14 مصرفاً عراقياً معاقباً أميركياً تحذر من «عواقب سلبية»

نشطاء عراقيون يتظاهرون أمام مقر البنك المركزي في العاصمة بغداد للمطالبة بإصلاحات اقتصادية (إ.ب.أ)
نشطاء عراقيون يتظاهرون أمام مقر البنك المركزي في العاصمة بغداد للمطالبة بإصلاحات اقتصادية (إ.ب.أ)

في حين حذرت مجموعة من 14 مصرفاً عراقياً أهلياً طالتها عقوبات وزارة الخزانة الأميركية مؤخراً من «عواقب سلبية» جراء حرمانها من التعامل بالدولار، تظاهر العشرات أمام مبنى «البنك المركزي» في بغداد احتجاجاً على التراجع الحاد في أسعار صرف الدينار العراقي أمام العملات الأجنبية؛ وفي مقدمتها الدولار الأميركي، وصدرت مطالبة برلمانية بإقالة محافظ البنك المركزي علي العلاق.

وقالت المصارف المعاقبة في بيان مشترك إن «مصارفنا تتعامل بالدولار مع البنك المركزي العراقي، تحت إشراف (الاحتياطي الفيدرالي الأميركي)، وسنطبق أفضل معايير التدقيق والتحقيق في المعاملات المالية، وقد اتخذنا جميع التدابير لتجنب المعاملات المشبوهة».

وأعربت عن استعدادها لـ«تدقيق جميع معاملاتنا سواء من خلال البنك المركزي؛ أو من خلال أي شركة تدقيق عالمية. نتحمل المسؤولية الكاملة عن أي انتهاكات؛ في حالة ارتكابها».

ورأى بيان المصارف أن «حرمان نحو ثلث المصارف العراقية الخاصة من التعامل بالدولار، ستكون له عواقب سلبية، ليس فقط على سعر الدولار، ولكن أيضاً على مستوى وقف الاستثمار الأجنبي».

ودعت الحكومة العراقية إلى «اتخاذ كافة الإجراءات لحل هذه المشكلة وتحمل الخسائر التي تكبدناها بشكل خاص والقطاع المصرفي العراقي بشكل عام».

واتخذت وزارة الخزانة الأميركية قراراً بمعاقبة المصارف الـ14، الأربعاء الماضي، بعد «الكشف عن معلومات تفيد بأنها متورطة في عمليات غسل أموال ومعاملات احتيالية وتهريب الدولار إلى إيران»، مما دفع بالبنك المركزي العراقي إلى حظر التعامل بالدولار مع هذه المصارف.

وبالتزامن مع بيان المصارف المعاقبة، أصدر أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي، يوم الأربعاء، إحصائية بعدد المصارف الأهلية في العراق، وقال إنها تزيد على المصارف في «دولة عظمى» مثل بريطانيا.

ووفق الإحصائية التي نشرها المرسومي عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك»، فإن «العدد الكلي للمصارف في العراق يبلغ 81 مصرفاً، ضمنها 7 مصارف حكومية و74 مصرفاً أهلياً».

وذكر أن «نسبة عدد المصارف الأهلية إلى العدد الكلي للمصارف في العراق تمثل 91 في المائة».

وعدّ المرسومي أن «هذه النسبة هي الأعلى على مستوى الشرق الأوسط، حيث بلغ عدد المصارف في تركيا (43)، ومصر (41)، والسعودية (31)، وإيران (30)، والأردن (26)، والجزائر (20)... فيما بلغ عدد المصارف المسجلة في دولة عظمى مثل بريطانيا (54) مصرفاً فقط».

وأضاف أن «عدد المصارف الإسلامية في العراق 29 مصرفاً، وهذا يعني أن المصارف الإسلامية في العراق تشكل أكثر من ثلث المصارف في العراق، فيما بلغت المصارف الإسلامية التي طالتها العقوبات الأميركية أكثر من نصف العدد الكلي للمصارف المتهمة بغسل الأموال وتهريب الدولار والتي تعدّ نافذة بيع العملات الأجنبية المصدر الأساسي لأرباحها».

وخلال ردوده على بعض التعليقات والأسئلة التي طرحها المتابعون، لمح المرسومي إلى أن «معظم هذه المصارف تتحكم فيها جماعات وأحزاب سياسية».

من ناحية، أخرى وفي موضوع ذي صله باستمرار تراجع أسعار صرف الدينار أمام الدولار الأميركي وبقية العملات الأجنبية وانعكاس ذلك على ركود حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية، تظاهر المئات في بغداد أمام مبنى «البنك المركزي» احتجاجاً على ذلك، ورفع المتظاهرون شعارات منددة بمحافظ البنك المركزي وبعض الأحزاب والشخصيات السياسية المتهمة بالتلاعب في مزاد العملة وأسعار الصرف.

ووصل سعر صرف الدينار إلى نحو 1600 دينار للدولار الواحد في الأسواق المحلية، في مقابل سعر صرف رسمي يبلغ 1320 ديناراً.

من ناحية أخرى، وفيما طلب النائب المستقل هادي السلامي، يوم الأربعاء، من الرئيس، رسمياً، إقالة محافظ البنك المركزي علي العلاق وإنهاء تكليفه إدارة البنك، أوضح البنك المركزي آلية تعويض المواطنين عند شراء الدولار أعلى من السعر الرسمي، وحول ذلك، قال معاون مدير دائرة الاستثمار في البنك المركزي، محمد يونس، في تصريح للوكالة الرسمية، إنه «عندما يشتري المواطن بسعر أكثر من سعر الصرف الرسمي من شركات الصرافة، فإنه يقدم ما يثبت ذلك، ويمكن عن طريق قسم التوعية أو تقديم شكوى إلى البنك المركزي، وبالتالي مخاطبة الشركة والاستفسار منها، يتم استقطاع الفارق من رصيد الشركة في البنك المركزي وتسليمه إلى المواطن».


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين، أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة، خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى إقرار 3 قوانين محورية في السنوات الأخيرة.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن قانون البنية التحتية وقانون الرقائق والعلوم وقانون الحد من التضخم، من بين العوامل التي دفعت أجندته الطموح لإعادة بناء البنية التحتية وخلق مزيد من الوظائف في جميع أنحاء البلاد، وفق «رويترز».

وقال بايدن: «لقد مررنا تشريعات لإعادة بناء بنيتنا التحتية، وبناء اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة، وإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة بعد عقود من نقل الصناعات إلى الخارج».

وأضاف: «هذه الاستثمارات في الصناعات المستقبلية تضمن أن المستقبل سيُصنع في أميركا، بواسطة العمال الأميركيين. كما أنها تفتح فرصاً جديدة في المجتمعات التي كانت في كثير من الأحيان تُهمَل».

وقد أسهمت الإعانات المقدمة بموجب هذه القوانين في جذب كثير من شركات صناعة الرقائق وغيرها من الشركات، لإنشاء أو توسيع منشآتها الإنتاجية في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لم تكن هذه الاستثمارات كافية بالنسبة لحزب بايدن الديمقراطي، الذي فقد السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأميركي في انتخابات هذا الشهر، كما فشل في استعادة أغلبية مجلس النواب.

وألقى بعض الديمقراطيين باللوم على الخسارة في القلق الاقتصادي والانفصال عن الناخبين، رغم السياسات التي تم تصميمها لدعم الطبقة العاملة والمتوسطة، مثل الجهود لمكافحة استغلال الأسعار ودعم النقابات.

من جهة أخرى، استفاد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، من رغبة المستهلكين في خفض الأسعار، رغم تعهده بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 20 و60 في المائة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعية قد تؤثر على كثير من الصناعات، لا سيما قطاعات الغذاء والزراعة.

ويعد الأميركيون التضخم قضية محورية، ويرغبون في أن يتعامل ترمب مع ارتفاع الأسعار خلال أول 100 يوم من توليه المنصب، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز - إيبسوس» الأسبوع الماضي.

وأثار بعض المستفيدين من المنح التي قدمها بايدن قلقاً من أن ترمب قد يلغي هذه الحوافز حال توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني).