ارتفاع تكلفة اللحوم في السعودية

30 % نسبة صعود الأسعار منذ اندلاع أزمة الخرطوم

ارتفاع تكلفة اللحوم في السعودية
TT

ارتفاع تكلفة اللحوم في السعودية

ارتفاع تكلفة اللحوم في السعودية

كشف عاملون لـ«الشرق الأوسط» عن ارتفاع طفيف في أسعار اللحوم بالأسواق السعودية، منذ اندلاع الأزمة السودانية، مشيرين إلى أن نسبة صعود أسعار اللحوم زادت بنحو 30 في المائة.

وقال فهد السلمي المدير العام لمؤسسة «فهد بن سيبان السلمي للتجارة والتنمية الزراعية»، إن أسعار اللحوم السودانية ارتفعت من 800 ريال (213 دولاراً) إلى 1100 ريال (293 دولاراً) خلال الشهر الحالي، وتزايد معدل الأسعار بنسبة 30 في المائة منذ بدء الأزمة السودانية.

وأضاف السلمي أن التوريد من السودان توقف الفترة الماضية نتيجة الأزمة الحاصلة، موضحاً أن وزارة المياه والزراعة تمنع دخول الحيوانات الحية دون إذن استيراد، حال الخلل بالمتطلبات التي وضعتها الوزارة، حيث تشترط على كل شحنة مستوردة تطبيق قانون الحجر البيطري، وأصل الشهادات الصحية البيطرية وشهادة المنشأ الصادرة عن السلطات الحكومية في البلدان المصدرة، وتصديقها بالسفارة السعودية في الخرطوم.

وتابع السلمي أن السوق بدأت تستعيد حالتها مؤخراً، مع التحركات السعودية لتهدئة الأوضاع، مضيفاً: «لا يزال هناك نقص في اللحوم السودانية».

وأفاد بأنه بجانب وقف الاستيراد، لا يزال زيادة الطلب على نوع الأغنام «السواكن» التي تُستورد من السودان، أحد التحديات، تجهيزاً لموسم عيد الأضحى، حيث عدد الحجاج المتزايد سنوياً بعد العودة من «كورونا».

ويرى السلمي أن الظروف القائمة في السودان قد تؤثر على سد الاحتياج للفترة المقبلة، مستطرداً أن الأغنام الأوروبية بديل ممتاز لسد الفجوة الحاصلة الآن، حيث يستورد تجار كثيرون من إسبانيا ورومانيا، وتعتبر خياراً أمثل.

ويمتلك السودان أكثر من 107 ملايين رأس من الماشية، وفق بيانات وزارة الثروة الحيوانية، في الوقت الذي تعتبر الثروة الحيوانية أحد مصادر النقد الأجنبي في السودان، بمتوسط عائدات سنوي يبلغ نحو مليار دولار، وفق إحصاءات حكومية.

وأوضح فايز الرحيلي المدير العام لشركة «الرحيلي لتجارة المواشي» أن وقف الاستيراد كان بسبب توقف الإجراءات الحكومية في السودان، بالإضافة إلى عدم ضمان وصول الأغنام لبورتسوان على البحر الأحمر؛ ما نتج عنه تخوف بعض الموردين السودانيين في التعامل مع هذه الأزمة دون ضرر، وهو ما يؤدي إلى تراجع بعض التجار عن الاستيراد بسبب الوضع الراهن.

وأفاد الرحيلي لـ«الشرق الأوسط» بأنه، رغم الجهود الدولية، لا تزال الرؤية ضبابية حول مستقبل الاستيراد من السودان، مبيناً أنه في حال استمرت «الأوضاع السودانية الحالية»، فستسبب إشكالية لا بد من حلها، خصوصاً فيما يتعلق بالإمدادات اللوجستية المتوقفة حيث كانت واردات الأغنام قبل الأزمة «تُحمل في عربات، وتنطلق من غرب السودان حتى تصل إلى بورتسودان، ولكن بعد اندلاع الأزمة أصبح هذا صعباً».

وأشار الرحيلي إلى أن حجم استيراد الأغنام السودانية في الأسواق السعودية يصل في مواسم من العام إلى نسبة 60 في المائة، وهذا ما يعطي قيمة وتأثيراً واضحاً على السوق، منها زيادة في تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار.



«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)

تراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» في أحجام تداول خفيفة، يوم الخميس، تحت ضغط ارتفاع العائدات على بعض الأسهم، في وقتٍ يتوقع فيه المستثمرون عادةً دفعة نهاية العام، المعروفة باسم «رالي الميلاد».

وارتفعت العائدات على السندات الحكومية بشكل طفيف عبر مختلف الفئات، حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات، أعلى مستوى له منذ أوائل مايو (أيار) الماضي عند 4.64 في المائة، وفق «رويترز».

ومن بين الأسهم ذات القيمة السوقية الضخمة، تراجعت أسهم أمازون بنسبة 0.3 في المائة، بينما انخفضت أسهم «ميتا بلاتفورمز» بنسبة 0.6 في المائة. كما كانت أسهم العقارات الحساسة لأسعار الفائدة من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفضت بنسبة 0.4 في المائة، في حين تراجعت أسهم السلع الاستهلاكية التقديرية بنسبة 0.5 في المائة.

وقال جورج سيبولوني، مدير المحافظ في شركة «بن ميوتشوال» لإدارة الأصول: «نحن الآن عند نقطة تحول في عائد سندات الخزانة، وخاصة لأجل 10 سنوات. أيّ تحرك صعودي في العائدات يميل إلى خلق ضعف في سوق الأسهم».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 123.50 نقطة، أو 0.30 في المائة، ليصل إلى 43173.53 نقطة، بينما خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نحو 15.13 نقطة، أو 0.25 في المائة، ليبلغ 6024.91 نقطة. كما تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 46.45 نقطة، أو 0.23 في المائة، ليصل إلى 19984.67 نقطة.

في المقابل، اختتمت الأسواق في أوروبا ولندن وأجزاء من آسيا تعاملاتها، يوم الخميس.

وكانت أسواق الأسهم قد سجلت مكاسب متتالية في الجلسات الأخيرة، حيث دعّمتها بشكل رئيسي أسهم الشركات الكبرى وأسهم النمو مثل «أبل»، و«تسلا»، و«ألفابت»، و«أمازون»، و«إنفيديا»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا بلاتفورمز»، التي شكلت أكثر من نصف العائد الإجمالي لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، هذا العام، والبالغ 28.4 في المائة. وفي حال جرى استبعاد أكبر سبع شركات من حيث القيمة السوقية، فإن العائد الإجمالي للمؤشر كان سيصل إلى 13.2 في المائة فقط خلال عام 2024.

وفي هذا الشهر، واجهت الأسهم الأميركية عقبة بسبب التوقعات التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بشكل أقل في 2025. ومع ذلك سجلت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية، هذا العام؛ مدفوعة بالأمل في بيئة أسعار فائدة أقل، إلى جانب التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تعزيز أرباح الشركات.

وعلى الرغم من ذلك، بدأ المستثمرون التشكيك في استدامة هذا الارتفاع، خاصة في ظل التقييمات المرتفعة، وتواصل جذب الأموال من الشركات الكبرى.

ورغم تلك التحديات، يواصل المستثمرون الأمل في نهاية قوية للعام، وهو ما يُعرف بـ«رالي الميلاد»، التي عادةً ما تستفيد من انخفاض السيولة، وحصاد الخسائر الضريبية، واستثمار المكافآت السنوية. وقد سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» متوسط ​​مكاسب بنسبة 1.3 في المائة، في آخِر خمسة أيام تداول من ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب اليومين الأولين من يناير (كانون الثاني)، منذ عام 1969.

وفي قطاع العملات المشفرة، تراجعت أسهم الشركات المرتبطة بالبتكوين، بعد أن هبطت العملة الرقمية الأكبر في العالم بنسبة تزيد عن 3 في المائة. كما انخفضت أسهم «كوين بيس غلوبال» بنسبة 1.4 في المائة، في حين خسرت «رايوت بلاتفورمز» و«مارا هولدينغز» أكثر من 2.4 في المائة لكل منهما.

وفي بورصة نيويورك، تفوقت الأسهم المتراجعة على الرابحة بنسبة 3.08 إلى 1، بينما سجلت بورصة «ناسداك» نسبة 2.03 إلى 1. كما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعين جديدين خلال 52 أسبوعاً، وانخفاضاً جديداً واحداً، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب 17 ارتفاعاً جديداً، و24 انخفاضاً جديداً.