وزيرة الدفاع الألمانية تبرر خطط زيادة نفقات الجيش

وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين (رويترز)
وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين (رويترز)
TT

وزيرة الدفاع الألمانية تبرر خطط زيادة نفقات الجيش

وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين (رويترز)
وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين (رويترز)

رفضت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، الانتقادات الموجهة لخطط زيادة نفقات الجيش على نحو كبير.
وأفادت الوزيرة في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية اليوم (الاثنين) بأنه يجرى حتى الآن إنفاق 26.‏1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، ومن المفترض زيادة هذه النسبة إلى 2 في المائة بحلول عام 2024، حسب الاتفاق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأضافت: «لا أعرف دولة أوروبية مجاورة تتوقع شيئا آخر غير إيفاء ألمانيا بتعهداتها».
تأتي تصريحات فون دير لاين ردا على انتقادات قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، حيث وصف رئيس الحزب ومرشحه للمنافسة على منصب المستشارية في الانتخابات التشريعية المقبلة، مارتن شولتس، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب توماس أوبرمان، زيادة نفقات الدفاع في ألمانيا إلى نسبة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بأنها غير واقعية وهدف خاطئ.
وكتب شولتس وأوبرمان في مقال مشترك نشرته مجموعة «فونكه» أن هذه الزيادة تعادل تقريبا ضعف النفقات العسكرية الحالية التي تبلغ قيمتها 37 مليار يورو، مشيرين إلى أن ألمانيا ستصبح بذلك أكبر قوة عسكرية في أوروبا بفارق كبير، موضحين أنه لا يمكن أن يريد أحد ذلك لألمانيا «بسبب ماضينا وحده».
وعن ذلك قالت فون دير لاين: «عندما يرفض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الآن الزيادة التدريجية للاستثمارات في الجيش، فإنه يُعرض بذلك عن التحديث المبدوء للجيش، والتوجه نحو زيادة أفراد الجيش وعتاده»، موضحة أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يخاطر بذلك بقدرة الجيش على الإيفاء بالمهام.
ورأت الوزيرة أن الحزب يحطم بذلك في «معركته الانتخابية المنهارة تماما» ثقة الجنود والدول الصديقة على نحو أعمى.
تجدر الإشارة إلى أن هناك خلافا يدور منذ شهور بين شركاء «الناتو» حول نفقات الدفاع، حيث يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن تنفق كافة الدول الأعضاء في الحلف 2 في المائة على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي سنويا على الدفاع، بحلول عام 2024.
وفي المقابل، يُفسّر هذا الهدف داخل الحكومة الألمانية، على أنه التطور نحو زيادة النفقات إلى نسبة 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.



أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الأربعاء، مقتل 3 عناصر شرطة وإصابة 5 آخرين، عندما انفجرت قنبلة أثناء مرور قافلتهم في ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان، بعد أيام من اشتباكات دامية بين حركة «طالبان» ومزارعي الخشخاش.

وفي الصباح، انفجرت قنبلة «موضوعة على دراجة نارية (...) في مدينة فايز آباد»، عاصمة ولاية بدخشان، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قاني، على موقع «إكس». وأضاف قاني أن «العبوة انفجرت بينما كانت قافلة الشرطة في طريقها لتدمير محاصيل الخشخاش، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة خمسة آخرين». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى اعتقال عناصر في «طالبان» عشرات الأشخاص قرب مكان الهجوم، واقتيادهم إلى مركبات وتفتيش منازل.

وقال أمين الله، وهو شاهد لم يرغب، في ذكر اسمه الكامل، للوكالة، إنه سمع انفجاراً قوياً، ورأى قافلة لـ«طالبان» مستهدفة. وأضاف أن «القوات الأمنية منعت على الفور الوصول إلى منطقة الهجوم». وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دراجة نارية متفحمة ومركبة عسكرية نخرها الرصاص. وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهات أسفرت عن مقتل شخصين في بدخشان بين المزارعين الذين قاوموا قوات مكافحة المخدرات التابعة لـ«طالبان»، التي فرضت القضاء على زراعة الخشخاش، المحظور منذ عام 2022.

وقال قرويون لوكالة الصحافة الفرنسية إن عناصر «طالبان» اقتحموا منازلهم، وكسروا الأبواب، وأطلقوا النار على كل مَن حاول المقاومة.

وتظاهر عشرات الرجال هاتفين «الموت للإمارة»، في إشارة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، كما نقلت الوكالة الفرنسية. وأرسلت الحكومة وفداً رفيع المستوى إلى المنطقة ثم أكدت عودة الهدوء. وأكد المتحدث باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، مساء الثلاثاء، على موقع «إكس»، أن «المشاكل الناتجة عن حملة القضاء على حقول الخشخاش في بدخشان قد حُلّت». وتتعرض أفغانستان بانتظام أيضاً لهجمات يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي، تستهدف بشكل خاص أبناء طائفة الهزارة الشيعية، وخلّفت مئات القتلى منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021.


روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

TT

روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

في خطوة تعدّ مفصلية في رحلتها الفضائية، كشفت روسيا عن تفاصيل مثيرة حول مشروع مبتكر يعد بالتعاون مع الصين لبناء قاعدة قمرية نووية، مع تحذيرات من أنه قد يُعزز النفوذ الجيوسياسي للدولتين.

بحسب مجلة «نيوزويك»، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية، يوري بوريسوف، عن الخطط الطموحة التي تضمنت تشييد مفاعل نووي على سطح القمر خلال العقد المقبل، وهو مشروع مشترك بين موسكو وبكين، يهدف لتشغيل قاعدة فضائية متطورة.

وفي مقال نشر في وكالة الأنباء الحكومية «ريا نوفوستي»، أكد بوريسوف أن التطوير التقني للمصنع جارٍ بخطى ثابتة، وأن المرحلة الأولى من إنشاء المحطة القمرية العلمية الدولية من المقرر أن تكتمل بين عامي 2025 و2035.

ويأتي هذا المشروع في وقت تزداد فيه التوترات الجيوسياسية بين القوى الفضائية العالمية، حيث تسلط الأضواء على العلاقات بين روسيا والصين، وتأثيراتها المحتملة على الساحة الدولية.

ومع تأكيد الولايات المتحدة وروسيا والصين التزامها بالاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، تثير هذه الخطوة تساؤلات حول مدى تأثيرها على الأمن القومي للدول الأخرى، خاصة في ظل التوترات الجارية بين القوى الفضائية.

وفي ظل الخلافات السياسية والاقتصادية بين روسيا والغرب، يشير بعض المراقبين إلى أن هذا المشروع قد يكون بمثابة استراتيجية بديلة لتعزيز النفوذ الروسي والصيني في المجال الفضائي، في حين يؤكد آخرون ضرورة إجراء تحليل دقيق للمخاطر المحتملة لهذا المشروع.

من المنتظر أن يثير هذا الإعلان مزيداً من النقاش حول دور القوى الفضائية الكبرى في تشكيل مستقبل الاستكشاف الفضائي وسياسته، وسط تزايد التنافس والتوترات الدولية في هذا المجال الحيوي.


الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلّح النووي

صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
TT

الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلّح النووي

صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)

على وقع الحرب الأوكرانية التي تحولت بعد أكثر من سنتين إلى «حرب استنزاف» - أقلّه في المرحلة الراهنة -، ومع أهوال الحرب المدمّرة على غزة، وفي ظل التوترات المتواترة في مياه تايوان وبحر الصين الجنوبي، يسهل الحديث عن تنافس حاد بين القوى الكبرى... هذا وصف ملطّف لما يحدث في «الكوكب الأزرق»، لأن الواقع المرّ هو أن البشر يواجهون خطراً متزايداً لنشوب صراع بين الدول المسلحة نووياً، والتي تعمل كلها بشكل أو بآخر على تحديث ترساناتها استعداداً لثمانين عاماً أخرى من العصر النووي... العالم إذاً يشهد مجدداً سباق تسلح نووي.

لننسَ كل معاهدات النزع والحد من الانتشار، فالقوى الكبرى لم تقتنع بدروس الحربين العالميتين وما أعقبهما من حرب باردة لم تخلُ من سخونة أحرقت ساحات جانبية شهدت مواجهات بين «وكلاء» المعسكرين الكبيرين.

العلمان الأميركي والصيني (رويترز)

يقول جون إيراث مدير الأبحاث في مركز مراقبة الأسلحة والحد من انتشارها (واشنطن)، إن «احتمال نشوب حرب نووية ضئيل للغاية»، مستدركاً أنه لا يمكن في المقابل تجاهل الأخطار الكارثية والعواقب المحتملة حتى «للاستخدام المحدود» للأسلحة النووية. ويضيف أن روسيا تلوّح بـ«عصا» ترسانتها النووية بطريقة مضبوطة لثني الدول عن مساعدة أوكرانيا. واعتبر أن السلوك الروسي سيفضي، في حال انتصار موسكو في الحرب الأوكرانية، إلى تثبيت الابتزاز النووي كأداة من أدوات إدارة الدولة، مما يشكّل حافزاً إضافياً لامتلاك أسلحة نووية. ويخلص إلى أن نتيجة حرب أوكرانيا يمكن أن تحدد نمطاً لديناميات الأمن الدولي على امتداد العقود المتبقية من القرن الحادي والعشرين.

وقد أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – الذي بدأ ولاية رئاسية خامسة - بإطلاق تدريبات عسكرية على استخدام أسلحة نووية غير استراتيجية، رداً على تلويح بلدان غربية باحتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا، والانخراط بشكل مباشر في الصراع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات تهدف إلى «رفع جاهزية الأفراد والمعدات في الوحدات المعنية بالاستخدام القتالي للأسلحة النووية التكتيكية، بهدف مواجهة أي تهديدات وضمان سلامة أراضي الدولة الروسية وسيادتها من دون قيد أو شرط».

صاروخ بالستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

يجدر بنا أن نشير هنا إلى أن معاهد الأبحاث تقدر عدد الرؤوس النووية في العالم بأكثر من 12 ألفاً، من بينها نحو 5500 في روسيا، ونحو 3700 في الولايات المتحدة، فيما تتوزع البقية في دول أخرى. ويُعتقد على نطاق واسع أن واشنطن وموسكو ليستا في صدد توسيع ترسانتيهما النوويتين، بينما يقال إن الصين تعمل على ذلك. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أفاد التقرير السنوي لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأنه اعتباراً من مايو (أيار) 2023، تمتلك الصين أكثر من 500 سلاح نووي نشط، وهو ما يتجاوز التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى رقم 400.

وأضاف التقرير أنه تماشياً مع أهداف تحديث الجيش الصيني، يُتوقع أن تمتلك الصين أكثر من ألف سلاح نووي قابل للتشغيل بحلول عام 2030، على أن يصل الرقم إلى 1500 بحلول عام 2035، وفق الجدول الزمني الذي وضعته المؤسسة العسكرية الصينية لعملية التحديث. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن الصين تعمل على تجهيز منشأة عسكرية «لاختبار جيل جديد من الأسلحة النووية».

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ثمة كلاماً عن كون روسيا تعمل على تطوير سلاح نووي في الفضاء، من شأنه إذا أبصر النور أن ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي التي عُقدت عام 1967، وهي واحدة من معاهدات الحد من الأسلحة القليلة المتبقية «على قيد الحياة». وفي موازاة ذلك، تواصل الولايات المتحدة تطوير صاروخ كروز يطلَق من البحر ومجهز برؤوس نووية.

إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)

*نبرة سياسية عالية

الجو العسكري المشحون يرافق في الواقع مواقف سياسية تصعيدية بدأت في الساحة الأوروبية قبل الحرب الأوكرانية (اندلعت عام 2022 أم فعلياً عام 2014؟)، واشتدت حماوتها في الساحة الآسيوية منذ ذلك المدّ الاقتصادي الذي جعل من العملاق الأصفر في غضون عقدين عملاقاً اقتصادياً يمثل تحدياً جيوسياسياً هائلاً للغرب.

من هنا، يمكن النظر إلى المخزون النووي المتزايد لدى الصين باعتباره مدفوعاً بعاملين: الأول، الحفاظ على مقدار معقول من الردع حيال الدول الأخرى المسلحة نووياً التي تتنافس معها، وتحديداً الولايات المتحدة والهند (200 رأس نووي). والعامل الثاني هو تحسين مكانة الصين العالمية كدولة عظمى تملك ردعاً نووياً فعالاً.

يقول نورييل روبيني الخبير الاقتصادي التركي المولد والإيراني الأصل والأميركي الجنسية، إن مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، حاولت في قمة هيروشيما التي عُقدت في مايو 2023 أن ترسم خطة لاحتواء الصين دون تصعيد الحرب الباردة الجديدة. وتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن وقتذاك «ذوبان الجليد» في العلاقات مع الصين. لكن كل المؤشرات تنبئ بأن العلاقات تظل فاترة بدليل أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قال في مارس (ىذار) 2023 إنّ «دولاً غربية، بقيادة الولايات المتّحدة، نفّذت سياسة احتواء وتطويق وقمعٍ ضدّ الصين، الأمر الذي أدّى إلى تحدّيات غير مسبوقة لتنمية بلادنا».

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ في مطار تارب بجنوب غرب فرنسا (أ.ف.ب)

ويؤكد روبيني أن الولايات المتحدة استراتيجية تنتهج بالفعل سياسة «الاحتواء الشامل والتطويق والقمع»، لافتاً إلى أن قمة هيروشيما بيّنت أن شركاء واشنطن يعتزمون توحيد الجهود لمواجهة الصين، وهو أمر لم تبدده زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخيرة لفرنسا ولا زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للصين في أبريل (نيسان) الماضي.

... ماذا يبقى من خيارات في بحث البشر عن الأمان؟

إجالة النظر في الوقائع والمؤشرات تخلص إلى نتيجة واحدة: نظرية الردع المتبادل المبنية على عقيدة عسكرية تقول إن الدمار الشامل الذي سينتج عن حرب نووية سيمنع نشوبها...

هل يكفي ذلك لضمان السلام أم إن «درع» الدمار الشامل وهم؟

لَربّ سائل هنا: هل منع امتلاك إسرائيل المؤكد لأسلحة نووية حركة «حماس» من القيام بعملية السابع من أكتوبر؟


فوز الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة بجائزة «الحرية» من فرنسا

المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
TT

فوز الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة بجائزة «الحرية» من فرنسا

المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)

حصل المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة على جائزة الحرية عن «نضاله من أجل حرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومة» على خلفية تغطيته الحرب في قطاع غزة، وفق ما أعلنت سلطات منطقة نورماندي الفرنسية الثلاثاء.

وحظي الشاب البالغ 25 عاماً بشعبية كبيرة لدى ملايين المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تغطيته الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، من خلال مشاركته تجاربه الشخصية في القطاع المحاصر.

منذ بداية الحرب، قُتل 97 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، من بينهم 92 فلسطينياً، وأصيب 16 آخرون. وقال منظمو جائزة «الحرية» في بيان إن معتز عزايزة تمكن من الخروج مع عائلته مع نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إلى قطر، حيث يواصل «التزامه بحرية الصحافة وحماية الصحافيين».

وستسمح له هذه الجائزة البالغة قيمتها 25 ألف يورو بمواصلة هذه المهمة. وسيتم تقديمها له في 4 يونيو (حزيران) في كاين أمام المرشحَين الآخرين أو ممثليهما: المحامية السورية نورة غازي التي تناضل من أجل حقوق السجناء السياسيين، والمعارضة البيلاروسية المسجونة ماريا كولسنيكوفا التي ستمثلها شقيقتها تاتسيانا خوميتش.

سيحضر الحفل أيضاً نحو 4000 شاب، من بينهم الكثير من طلاب المدارس الثانوية من الولايات المتحدة وألمانيا، بالإضافة إلى نحو خمسين من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، عشية الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي.

وستؤدي الفائزة بالجائزة لعام 2021، مغنية الراب الأفغانية سونيتا علي زاده، أغنية «قف» التي كُتبت خصيصاً لهذه المناسبة مع راقصين ومغنين شباب من النورماندي.

استحدثت الجائزة في عام 2019 سلطات منطقة النورماندي مع المعهد الدولي لحقوق الإنسان والسلام، وهي تكافئ شخصاً أو منظمة ملتزمة بالدفاع عن الحريات. هذا العام، صوت 14265 شاباً من 116 دولة للاختيار بين المرشحين الثلاثة.


غوتيريش يطالب إسرائيل بفتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يطالب إسرائيل بفتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الثلاثاء، بإعادة فتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم «على الفور» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً حكومة الدولة العبرية إلى «وقف التصعيد»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال غوتيريش للصحافيين إن «إغلاق معبرَي رفح وكرم أبو سالم في الوقت عينه يضرّ بشكل خاص بالحالة الإنسانية اليائسة أساساً. يجب أن يعاد فتحهما على الفور»، محذّراً من أن «هجوماً واسعاً» على رفح المكتظة بالسكان سيكون عبارة عن «كارثة إنسانية».


أستراليا تتّهم طائرة حربية صينية بسلوك «غير مقبول» فوق المياه الدولية

مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)
مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)
TT

أستراليا تتّهم طائرة حربية صينية بسلوك «غير مقبول» فوق المياه الدولية

مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)
مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)

انتقدت أستراليا الصين، اليوم (الثلاثاء)، بسبب قيامها بسلوك «غير مقبول» في المجال الجوي الدولي، متّهمة طائرة حربية صينية بإطلاق قنابل مضيئة باتجاه مسار مروحية تابعة للبحرية الأسترالية فوق المياه الدولية.

وأوضحت وزارة الدفاع الأسترالية مساء الاثنين، أن الأحداث وقعت في 4 مايو (أيار)، بينما كانت المروحية تحلق فوق البحر الأصفر في مهمة مراقبة للتأكد من تنفيذ كوريا الشمالية عقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة.

وسرعان ما «اعترضت» المروحية طائرة عسكرية صينية بإطلاق قنابل مضيئة على مسارها، ما عرضها للخطر، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي لشبكة «ناين نتوورك» الأسترالية الثلاثاء: «لقد أوضحنا للصين أن هذا أمر غير مهني وغير مقبول».

وأضاف: «أعتبر أن الأستراليين ينتظرون تفسيراً لما حدث».

وأشار ألبانيزي إلى أن كانبرا أثارت مخاوفها لبكين عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، لكنها لم تتلقَّ رداً بعد.

وقالت وزارة الخارجية الصينية وقتها إن الجيش الصيني «دائماً ما ينفذ عمليات احترافية بما يتوافق مع القانون الدولي».

وقام ألبانيزي بزيارة للصين العام الماضي، وأشاد بعودة العلاقات التجارية والدبلوماسية بعد سنوات من التباعد.

لكن التوترات الأمنية ما زالت موجودة مع تقارب أستراليا والولايات المتحدة للحد من نفوذ الصين المزداد في منطقة آسيا والمحيط الهادي.


الأمم المتحدة: أوامر إسرائيل بنقل الفلسطينيين من رفح «غير إنسانية»

الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)
الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: أوامر إسرائيل بنقل الفلسطينيين من رفح «غير إنسانية»

الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)
الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)

قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم (الاثنين) إن الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس.

وبحسب «رويترز»، أضاف تورك في بيان «لا يزال سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض، بل والمجاعة. واليوم، قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح... هذا غير إنساني».


تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)
قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)
TT

تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)
قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

أطلقت قوات أميركية وفلبينية صواريخ وقذائف مدفعية في إطار مناورات تحاكي التصدي لعملية «غزو» عسكري أقيمت على الساحل الشمالي للفلبين، (الاثنين)، بعد أيام على احتجاج حكومتي البلدين على تحرّكات الصين «الخطيرة» في المياه الإقليمية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

تجري آلاف القوات مناورات برية وبحرية وجوية على وقع تزايد المواجهات بين السفن الصينية والفلبينية في محيط مناطق المياه الضحلة في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب به مانيلا وازدياد الأنشطة الجوية والبحرية الصينية في محيط تايوان القريبة التي تتمتع بالحكم الذاتي.

احتشدت القوات الأميركية في منطقة كثبان رملية على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة لوزون، على بُعد نحو 400 كيلومتر جنوب تايوان، وأطلقت أكثر من 50 قذيفة عيار 155 مليمتراً على أهداف عائمة تبعد نحو خمسة كيلومترات عن الساحل، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية».

أعقبتها القوات الفلبينية بإطلاق صواريخ تهدف لإنهاك المهاجمين قبل أن تنهي القوتان المهمة باستخدام الرشاشات وصواريخ «جافلين» والمزيد من القذائف المدفعية.

وقال قائد قوة المشاة البحرية الأميركية الأولى اللفتنانت جنرال مايكل سيدرهولم إن المناورات هدفها «الاستعداد للأسوأ» من خلال «تأمين منطقة بحرية رئيسية».

وأفاد الصحافيون من موقع التدريبات بأنها «مصممة للتصدي لغزو».

وقال مدير التدريبات عن الجانب الفلبيني الميجور جنرال مارفن ليسودين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» قبيل إطلاق الذخيرة الحية في كثبان لا باز الرملية قرب مدينة لاوواغ: «الجانب الشمال الغربي لدينا هو الأكثر عرضة للخطر».

مروحية عسكرية تابعة للجيش الأميركي من طراز CH - 47 تحلّق فوق مقاطعة كاجايان بشمال الفلبين خلال مناورة عسكرية مشتركة الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

وأضاف: «بسبب المشاكل الإقليمية التي لدينا... علينا التمرّن بالفعل وتوجيه أنفسنا في أراضينا في هذه المناطق».

تطالب بكين ببحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً رغم صدور حكم دولي يشير إلى عدم وجود أساس قانوني لمطالبتها.

وتنشر مئات عناصر خفر السواحل وسلاح البحرية وغيرها من السفن ضمن دوريات لعسكرة المنطقة.

ولدى سؤالها عن مناورات الاثنين، حذّرت الخارجية الصينية من أن «أي تدريب عسكري يجب ألا يستهدف أو يضر بمصالح الأطراف الثالثة».

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري: «يمكن لجميع دول المنطقة أن ترى بوضوح من الطرف الذي يعمل حالياً على إثارة مواجهة عسكرية وتصعيد التوتر في المنطقة».

والأسبوع الماضي، أعلنت مانيلا أن خفر السواحل الصيني ألحق أضراراً بسفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني وسفينة حكومية أخرى في هجمات بخراطيم المياه في محيط منطقة سكاربورو شول الخاضعة لسيطرة الصين في بحر الصين الجنوبي بتاريخ 30 أبريل (نيسان).

وأكد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، (الاثنين)، أن بلاده لن ترد بالمثل على تحرّك الصين.

وقال ردّاً على سؤال بشأن إن كانت مانيلا تنوي بدء استخدام خراطيم المياه على متن مراكب خفر السواحل التابعة لها للرد على الصين: «لن نحذو حذو خفر السواحل الصيني والسفن الصينية».

وأضاف: «لا تتمثل مهمة سلاح البحرية لدينا وخفر سواحلنا ببدء أو زيادة التوتر... لا نية لدينا بمهاجمة أي طرف بخراطيم المياه أو غيرها من (المعدات) الهجومية».

وتابع أن «آخر» ما ترغب به الفلبين هو «تصعيد التوتر» في المياه المتنازع عليها.

يشارك أكثر من 16700 جندي فلبيني وأميركي في المناورات العسكرية السنوية التي يطلق عليها «باليكاتان» في عدة مواقع في أنحاء الأرخبيل الآسيوي.

مشاة من البحرية الأميركية يحملون معدات في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

«سلوك مزعزع للاستقرار»

فاقمت المواجهات البحرية بين الصين والفلبين المخاوف من اندلاع نزاع أوسع نطاقاً يمكن أن يشمل الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

وجاءت مناورات الاثنين بعد أيام على اجتماع وزراء دفاع الفلبين والولايات المتحدة واليابان وأستراليا في هاواي وإصدارهم بياناً مشتركاً للتعبير عن احتجاجهم القوي على «السلوك الخطير والمزعزع للاستقرار» من قبل الصين في بحر الصين الجنوبي.

وناقش الوزراء «فرص تحقيق تقدّم أكبر في التعاون الدفاعي» و«العمل معاً لدعم الدول التي تمارس حقوقها وحرياتها في بحر الصين الجنوبي».

والأسبوع الماضي، أطلقت قوات أميركية تشارك في مناورات «باليكاتان» صواريخ «هيمارس» الدقيقة في بحر الصين الجنوبي من جزيرة بالاوان (غرب)، وهي أقرب مساحة برية رئيسية من جزر سبراتلي المتنازع عليها.

وأفادت قوات مشاة البحرية الأميركية بأن المناورات كانت عبارة عن تدريب على عملية نشر سريعة للمنظومة الصاروخية في أنحاء السواحل الفلبينية المطلة على بحر الصين الجنوبي من أجل «تأمين وحماية منطقة الفلبين البحرية ومياهها الإقليمية ومصالحها الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها».

تأتي المواجهات بين الفلبين والصين في ظل تصاعد التوتر بين بكين وتايبيه التي تستعد لتنصيب رئيس جديد تعده الصين انفصالياً خطيراً.

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية الجمعة أنها رصدت 26 طائرة صينية و5 مراكب تابعة لسلاح البحرية في محيط الجزيرة الخاضعة لحكم ذاتي خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو في تصريحات نقلها عنه مساعد له الجمعة: «إلى حد ما، تعد المناورات العسكرية شكلاً من أشكال الردع... كلما قمنا بالمحاكاة أكثر، نقوم بالتفعيل بشكل أقل».


رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
TT

رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

نقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الرئيس شي جين بينغ، (اليوم) الاثنين، قوله إن بكين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفعالية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبحسب وكالة «رويترز»، قال شي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اجتماع ثلاثي في قصر «الإليزيه» بالعاصمة الفرنسية باريس إن المهمة الملحة هي تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإن الأولوية الرئيسية هي ضمان وصول المساعدة الإنسانية.


مقولة الدروس المُستقاة في الحرب

دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

مقولة الدروس المُستقاة في الحرب

دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الدروس المُستقاة، هي الدروس المستخلصة من التنفيذ العمليّ لاستراتيجيّة ما. والاستراتيجيّة، هي تحضير لسيناريو مستقبليّ، لكن في الحاضر، لتنفيذه في مرحلة لاحقة. وهي، أي الاستراتيجيّة، وهم (Illusion) كما يقول بعض الخبراء. هي خطّة مُتخيّلة. هي خطّة مستقبلية، ترتكز على تجارب الماضي، وما أُخذ منها من عبر ودروس، لكن في واقع ديناميكيّ يتغيّر باستمرار. تُحدّث الاستراتيجيّة نفسها عبر الداتا المتدفّقة على منظومتها من خارج بنيتها، إن كان من العدو مباشرة، أو من خلال المصادر العامة والمفتوحة. لكن التحديث لا يعني مُطلقا صواب ونجاح هذه الاستراتيجيّة. فالاختبار الفعليّ، هو دائماً في مسرح الحرب. هو الوحيد القادر على قياس نجاح هذه الاستراتيجيّة. هو القادر على اختبار عبقريّة القادة، وشجاعة المقاتل أمام أهمّ اختبار له، ألا وهو مواجهة الموت. ويقول الفيلسوف الألماني الكبير جورج فريدريك هيغل عن الموت: «إن مواجهة الموت هي تجربة أساسيّة في تحوّل الإنسان إلى إنسان، وفي انتقاله من كائن حيّ إلى كائن يُدرك ذاته».

لا تتجسّد الدروس المستقاة فعلاً إلا إذا أدخلت في البنى الفكريّة والتنفيذيّة للجيوش. وهنا تتظهّر المعضلة التالية: إذا أخذ الفريق (أ) الدروس المستقاة من حربه ضدّ الفريق (ب). وإذا فعل الفريق (ب) نفس الشيء كما الفريق (أ). ألا يعني هذا الأمر انتفاء أهميّة هذه الدروس؟ ألا يصبح الفريقان بعد إدخالهما لدروسهما المُستقاة في منظومتيهما العسكريّة وكأنهما بدآ من المربّع الأولّ والنقطة صفر؟ ألا يأخذنا هذا التساؤل إلى المفارقة التي تحدّث عنها أرسطو حول الوقت حين قال: «إذا كان الزمن يتكون أساساً من نوعين مختلفين من عدم الوجود (المستقبل - «ليس بعد، والماضي - «لم يعد»)، فماذا يمكن القول عن الحاضر اللحظيّ والمتلاشي»؟ وعليه كيف يتمّ التخطيط للمستقبل؟ فهل يمكن تذكّر الماضي كما هو، أم أنه أيضاً مُتخيّل حتى ولو تمّ تدوينه بالتفصيل من قبل المؤرّخين؟

مقاتلة حربية إسرائيلية في سماء جنوب لبنان الاثنين (أ.ف.ب)

يسأل الفيلسوف والمؤرّخ الأميركي ويل دورانت في كتابه: «دروس التاريخ»، هل حدّد الإنسان أنماطاً تاريخيّة ساعدته على سبر كنه المستقبل وفكّ ألغازه؟ في النهاية، والقول لدورانت، قد يكون التاريخ دون معنى وفائدة، وعلى أنه ذلك التكرار المُرهق للأخطاء في المستقبل. لذلك يسخر منّا التاريخ في كلّ مرّة نحاول حصر تدفّقه في أطر ومفاهيم نظريّة. وهو دائماً يتمرّد على كل تعميم نقوم به، ويخرق قواعدنا باستمرار.

يقول الكاتب الأميركيّ جوزيف ستيب إن أخذ الدروس المُستقاة من التاريخ يجب أن توضع تحت مجهر مبدأين أساسيّين هما: الظروف، واللامتوقّع، أو حالة طوارئ ممكنة الحصول (Context & Contingency). فلكلّ حدث معيّن ظروفه الخاصة، من الاجتماعيّة إلى الاقتصاديّة، مروراً بالسياسيّة، وغيرها من العوامل. إذن، كيف يمكن أخذ الدروس المستقاة من حرب ما حصلت في الماضي، وإسقاطها على حرب نُخطّط لها الآن في ظروف مختلفة؟ في هذا الإطار، يُعرّف المؤرّخ الأميركيّ جون لويس غاديس حالة اللامتوقّع، أو الطوارئ، (Contingency) على أنها تلك الظواهر التي لا تشكّل أنماطاً معيّنة.

أحداث اعتمدت فيها الأنماط التاريخيّة

عندما أراد الأميركيّون تغيير النظام في العراق، انكبّوا على دراسة الاستراتيجيّة التي اعتمدوها عند إعادة بناء اليابان وألمانيا، وذلك بعد هزيمتهما في الحرب العالميّة الثانية. نجح الأميركيّون في ألمانيا، واليابان. لكنهم فشلوا في العراق، فقط لأن الظروف مختلفة كلّيا. فإعادة بناء اليابان وألمانيا حصلت بعد الاستسلام. وبعد موافقة البلدين. كل هذه الظروف لم تكن متوفّرة في حالة العراق.

في الحرب الدائرة اليوم في غزّة، اعتمد الجيش الإسرائيليّ عقيدة قتالية كانت قد ارتكزت على تجربة حرب مع لبنان العام 2006، كما على كلّ نصف الحروب التي خاضها هذا الجيش ضد قطاع غزّة. فبعد الحرب، رسم رئيس الأركان آنذاك أفيف كوخافي عقيدة تحت مُسمّى «الاندفاعة»، (Momentum). بعد كوخافي، رسم رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي عقيدة عسكريّة جديدة تحت مُسمّى (Maalot) بالعبريّة، أي الصعود. تعتمد هذه العقيدة على القتال الهجين (Hybrid). كل هذه العقائد العسكريّة ارتكزت على التجارب السابقة، وما أُخذ منها من دروس مستقاة للحرب المقبلة. نعايش الآن في قطاع غزّة كل ما أُعد له، إن كان من جهة الجيش الإسرائيليّ، أو من جهّة حركة «حماس» وغيرها من التنظيمات في القطاع. حتى الآن، فشلت كلّ الدروس التاريخيّة للفريقين، وانتقلت الحرب إلى حرب استنزاف بكل أبعادها.

نظرة على الصورة التكتيكية في حرب غزّة

في الحرب عادة، هناك ثلاثة مستويات هي: الاستراتيجيّ، العملانيّ، والتكتيكيّ. تُخاض الحرب عادة على كلّ المستويات، وفي نفس الوقت، حتى ولو تمّ فصلها عن بعضها البعض. لكن مع التقدّم التكنولوجي، بدأنا نلاحظ التماهي أكثر بين المستويات الثلاثة، إلى درجة أنه بدأ الحديث عن ضرورة توفّر ما يُسمّى بالعريف الاستراتيجيّ (Strategic Corporal) على المستوى التكتيكي. بكلام آخر، هذا العريف الذي يقاتل على هذا المستوى عليه أن يكون مثقفاً إلى درجة تجعله ملمّاً بكل المستويات ضمن المستوى الجيوسياسيّ.

في الختام، قد يمكن طرح الأسئلة التالية فيما يخصّ الدروس المستقاة مما يجري في غزّة. إن جوهر الحرب في غزّة هو تكتيكي بامتياز، لكن مع تداعيات إقليميّة، وجيوسياسيّة، وحتى على المستوى الدوليّ. في حرب غزّة كل فريق يُعلّم الآخر كيف عليه أن يقاتله، وذلك كلما طالت مدّة الحرب. قد يُطلق على هذه المرحلة ما يُسمّى بالتنافذ (Osmosis). ولأن الحرب في غزّة تكتيكية بامتياز، فهل عملية استنتاج الدروس المستقاة هي عملية آنية ظرفيّة تفرضها ديناميكيّة الحرب، وعليها يتم التأقلم الفوريّ؟ وهل يرى المقاتل الفرديّ الدروس المستقاة كما يراها قائده المباشر على المستوى العملاني، وكما يراها قائده الأعلى على المستوى الاستراتيجيّ؟ إذن، كيف يمكن الدمج بين كلّ هذه المستويات للتوصّل فعلاً إلى استنتاج الدروس المستقاة؟ أم أن كلّ هذه العملية هي فقط مثل النجم القطبي، الذي لا يمكن لمسه، لكنه على الأقلّ يدّلنا عن بُعد على اتجاه الشمال الجغرافيّ؟ فعلاً، إن الحرب كالحرباء (Chameleon) كما وصفها كلوزفيتز.