اختتمت نهاية الأسبوع الماضي، أعمال المؤتمر السعودي السنوي الثالث والعشرين لأمراض الأنف والأذن والحنجرة، الذي نظمته الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة بالشراكة مع كلية الطب بجامعة الباحة في مدينة بلجرشي بمنطقة الباحة. وحضر المؤتمر أغلب أساتذة التخصص في المملكة ودول الخليج العربي.
وأوضح لـ«صحتك» رئيس الجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة مدير مركز الملك عبد الله التخصصي للأذن الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله حجر، أن فعاليات المؤتمر سلطت الضوء على المستجدات العالمية والأبحاث المتعلقة بجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وناقشت أحدث التطورات الطبية.
من جهته أبان رئيس المؤتمر الدكتور رجب الزهراني، أنه تم اعتماد المؤتمر بواقع (20) ساعة لتعليم طبي مستمر للمشاركين، أقيمت خلالها ثماني ورشات عمل تناولت عدة محاور مهمة تتعلق بأمراض الأنف والجيوب الأنفية، وأمراض الأذن وأمراض السمع وكل ما يتعلق بالأنف والأذن والحنجرة. وتميز هذا المؤتمر بتطرقه للتخصصات الفرعية كافة، ومن ذلك اضطرابات ومشاكل التنفس عند الأطفال.
أسباب انقطاع التنفس
في حديث مع «الشرق الأوسط» قال الدكتور فهد عبد العزيز الصعب استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك عبد العزيز للحرس الوطني بالأحساء، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عن حالات انقطاع التنفس لدى الأطفال وعرف المرض في البداية بأنه حالة توقف مؤقت في نمط تنفس الطفل أثناء النوم، وذلك بسبب وجود انسداد في مجرى الهواء. وهذه الحالة المرضية تحدث لدى اثنين في المائة من الأطفال تقريبا، الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات من العمر.
وأضاف الدكتور الصعب أن توقف التنفس أثناء النوم بشكل عام يؤدي إلى كثير من الاستيقاظات القصيرة من النوم عندما يستشعر الدماغ التغيرات في الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون في الجسم ويرسل إشارات إلى الرئتين لمحاولة الحصول على التنفس والأكسجين. وعادة ما تكون فترة انقطاع النفس قصيرة ويستأنف بعدها الشخص النوم مباشرة.
والسبب الأكثر شيوعا لانقطاع النفس أثناء النوم في الأطفال هو تضخم اللوزتين واللحمية التي تسد مجرى الهواء وتعيق التنفس أثناء النوم عندما تكون عضلات الرأس والرقبة في حالة استرخاء تام. وهناك مجموعة من الأسباب الأخرى تشمل ما يلي:
- سمنة الأطفال: نتيجة تراكم الدهون على منطقة الرقبة والصدر وينتج عن هذا ضغط وضيق في مجرى التنفس العلوي.
- الحساسية الأنفية، التي تؤدي إلى تضخم وتورم القرنيات الأنفية وجدار الأنف الداخلي. وعلاج الحساسية بشكل عام هو تجنب مثيرات التحسس أولا ثم يمكن الاستعانة ببعض الأدوية كالبخاخات الأنفية وغيرها.
- الربو، يؤدي الربو إلى ضيق في الشعب الهوائية وضيق في التنفس بشكل عام.
- ارتداد حمض المعدة، التي قد تصل إلى أعلى المريء والحنجرة.
- التهابات مجرى الهواء المتكررة، وتكون عادة في معظمها التهابات فيروسية في هذه المنطقة وقليل منها ما يكون بكتيريا.
- تشوه عظام الوجه، وخصوصا حالات تشوه عظام الفك السفلي كصغر الفك أو ارتداده إلى الخلف وهناك درجات من هذا التشوه، الخفيف منه يحتاج فقط إلى المتابعة، أما الشديد فإنه يحتاج إلى تدخل جراحي. وهناك متلازمات كثيرة من ضمنها تشوه الوجه والفكين ولعل متلازمة داون هي الأكثر والأشهر. وكثير من المصابين بمتلازمة داون يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم.
- ارتخاء عام في العضلات، (كما هو الحال في الأمراض العصبية والعضلية) وهذا الارتخاء يصيب أيضا عضلات مجرى التنفس العلوي ويؤدي إلى الشخير العالي وانقطاع النفس أثناء النوم.
- شد عام في العضلات، كما هو الحال في الشلل الدماغي.
- أورام مجرى الهواء، وهي من الحالات النادرة عند الأطفال.
الأعراض والتشخيص
أما علامات وأعراض انقطاع التنفس أثناء النوم عند الأطفال فأهمها:
- الشخير، أو التنفس من خلال الفم أثناء النوم.
- توقف لفترة وجيزة في التنفس أثناء النوم أو صعوبة في التنفس أثناء النوم.
- نوم غير هادئ (فيه الكثير من التقلب أثناء النوم).
- التعرق بشدة أثناء النوم.
- التبول اللاإرادي.
- عدم الانتباه وعدم التركيز في المدرسة.
- النعاس المفرط أثناء النهار.
- ضعف الأداء الأكاديمي.
- المزاج العصبي، العدوانية، المشاكل السلوكية الأخرى.
- الصداع في الصباح.
وتشخص الحالة بإجراء الاختبارات التالية:
- تاريخ النوم - تقرير أو تصوير لنمط النوم ليلا.
- تقييم مجرى الهواء العلوي - بالمنظار - أو بالأشعة السينية.
- دراسة النوم - وتسمى أيضا (بولي سومنوغرام). يتم إجراء هذا الاختبار بواسطة فني مختص، ويتم عادة في غرفة نوم متخصصة في مختبر النوم. يتم قياس نشاط الدماغ عند الطفل، ومعدل ضربات القلب، وكمية تدفق الهواء من خلال الفم والأنف والأكسجين ومحتوى ثاني أكسيد الكربون في الدم، ونشاط العضلات والصدر وحركة جدار البطن وانقطاع النوم.
العلاج
أما خيارات علاج انقطاع التنفس أثناء النوم فتشمل:
- الخيار الأول: وهو الجراحي - ويتم فيه إزالة اللوزتين واللحمية، وهذا العلاج يتم تقريبا في أكثر من 85 في المائة من الحالات ونسبة النجاح عالية جدا. قد تكون هناك حاجة لأنواع أخرى من العمليات الجراحية في الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في منطقة الرأس والرقبة. على سبيل المثال، جراحة تقويم الأسنان أو الوجه في حالات اختلال الأسنان أو الفك الصغير، وبالتالي خلق مساحة أكبر في مجرى الهواء.
- الخيار الثاني: وهو الذي يعتمد على تعديل نمط الحياة - فقدان الوزن (من خلال اتباع نظام غذائي محدد وممارسة الرياضة).
- الخيار الثالث: وهو معالجة الأسباب بوصف الأدوية - والأدوية في بعض الأحيان قد تكون مفيدة في الحفاظ على مجرى التنفس.
- الخيار الرابع: والذي يعتمد على ضخ الهواء بواسطة استخدام جهاز (PAP) وهو عبارة عن ارتداء قناع على الأنف أثناء النوم موصول بجهاز آخر يرسل الهواء من خلال الممرات الأنفية ومجرى الهواء. وإن ضغط الهواء المتولد من الجهاز يحافظ على مجرى التنفس مفتوحا ويسمح له أو لها بالتنفس بشكل طبيعي أثناء النوم.