الأمم المتحدة تستنكر وقوع عدد هائل من الضحايا بمعارك غرب الموصل

دعت الحكومة العراقية والتحالف لإجراء «تحقيق شفاف»

وقوع عدد "هائل" من الضحايا غرب مدينة الموصل (رويترز)
وقوع عدد "هائل" من الضحايا غرب مدينة الموصل (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تستنكر وقوع عدد هائل من الضحايا بمعارك غرب الموصل

وقوع عدد "هائل" من الضحايا غرب مدينة الموصل (رويترز)
وقوع عدد "هائل" من الضحايا غرب مدينة الموصل (رويترز)

استنكرت الامم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، وقوع عدد "هائل" من الضحايا غرب مدينة الموصل، داعية الى اجراء تحقيق "شفاف".
وجاء في بيان لها ان "307 قتلى و273 جريحًا سقطوا بين صفوف المدنيين غرب الموصل منذ 17 فبراير (شباط) الماضي"، داعية كلا من الحكومة العراقية والتحالف الدولي الى "اجراء تحقيق شفاف". مؤكدة ان تنظيم "داعش يحتجز مدنيين دروعا بشرية داخل مبان غرب الموصل".
وكان وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، قد أمر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي بفتح تحقيق فوري بشأن حادثة القصف الجوي بحي في الموصل الجديدة في الساحل الأيمن للمدينة. كما دعا سليم الجبوري رئيس مجلس النواب، لعقد جلسة برلمانية طارئة يوم الثلاثاء المقبل لبحث "مجزرة" الموصل.
من جانبه، أعلن البنتاغون أنه لن يخفف أسلوب القتال في الموصل، على الرغم من التقارير المتعددة عن مقتل مدنيين في الموصل جراء القصف الذي يقوم به التحالف الدولي.
وقال العقيد جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، في تصريحات صحفية، إن الجيش الأميركي لا يعتزم تغيير الطريقة التي ينفذ بها الهجمات حتى مع دخول القتال في الموصل مناطق ذات كثافة سكانية أكبر.
وأوضح المسؤول العسكري، "لا يناقش الجنرال فوتيل رئيس القيادة المركزية تغيير الأسلوب الذي نعمل به، أكثر من القول إن عملياتنا تسير بشكل حسن ونريد التأكد من الالتزام بهذه العمليات". مضيفا "هناك فقط عدد كبير من الأشخاص المخصصين لهذا والذين لديهم فعلا الخبرة لجعلنا حيث نريد أن نكون".
ويأتي هذا البيان على خلفية ورود تقارير متعددة تستند إلى مصادر عسكرية وسياسية وإدارية في العراق، بالإضافة إلى شهود عيان، تحدثت عن مقتل من 120 إلى حوالى 260 مدنيا جراء غارات جوية على منطقة سكنية في حي الموصل الجديدة غرب المدينة يوم (17 آذار 2017).
واضاف توماس، إن التقييم الذي يجريه حاليا البنتاغون يشمل مراجعة 700 شريط مصور من المنطقة على مدى عشرة أيام.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.