أبدت بكين خلال مؤتمر الأمن الذي انطلق أمس (الجمعة) في ميونيخ، انفتاحًا على التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة على رغم توتر العلاقة وحدة التصريحات المتبادلة منذ وصول دونالد ترمب سدة الحكم، ورغبة في إعادة العلاقات مع طوكيو إلى «مسارها السليم» واستئناف المفاوضات السداسية مع بيونغ يانغ، مشيرة إلى ضرورة «كسر الحلقة المفرغة» للتجارب النووية والعقوبات.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، الذي أغضبها لتلويحه بفرض حصار لمنع بكين من الوصول إلى جزر بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها، خلال لقائمها على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بون أن «الصين مستعدة لتعميق التعاون وضمان التطور السلس للعلاقات مع إدارة الرئيس ترمب (...) وفقا لمبادئ عدم المواجهة والاحترام المتبادل (...) الولايات المتحدة أقرت بوضوح بأنها ستواصل التمسك بمبدأ الصين الواحدة».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال بادئ الأمر إنه قد يعيد النظر في مبدأ «الصين الواحدة» الذي يحظر أي اتصال دبلوماسي بين الدول الأجنبية وتايوان التي تعتبرها الصين أحد أقاليمها، قبل أن يتراجع عن هذا الموقف. وتابع وانغ يي بأن بلاده والولايات المتحدة «تتحملان مسؤولية مشتركة للحفاظ على الاستقرار العالمي وتعزيز ازدهار العالم، ولديهما مصالح مشتركة أكثر بكثير من الخلافات». من جهتها، أكدت الخارجية الأميركية أن الوزيرين ناقشا الحاجة إلى إطار «متكافئ في التجارة والاستثمار».
وفي شأن العلاقات مع اليابان، قالت الصين إنه لا تزال هناك فرص لتحسين العلاقات الثنائية، رغم بعض تحركات اليابان «السلبية» في شأن قضايا رئيسية. وأبلغ وانغ يي نظيره الياباني فوميو كيشيدا بضرورة بذل جهود مشتركة لـ«إعادة العلاقات بينهما إلى مسارها السليم».
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في بيان صدر في ساعة متأخرة أمس: «لا يمكن أن يحدث تحسن حقيقي في العلاقات إلا عندما تحترم اليابان التزاماتها وتنتهج موقفا يتسم بالمسؤولية وبالتالي منع حدوث وقائع تضر بالأساس السياسي للعلاقات الصينية - اليابانية».
ولا تزال الدولتان تعيشان وسط خلافات في شأن التاريخ المؤلم بينهما خلال فترة الحرب، ونزاع على مجموعة من الجزر غير المأهولة في بحر الصين الشرقي على العلاقات بين أكبر اقتصادين في آسيا. وأبدت الصين قلقها الأسبوع الماضي بعدما حصلت اليابان من جديد على تأييد الولايات المتحدة في خلافها على الجزر مع بكين خلال اجتماع عُقد بين ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
وحول المفاوضات مع كوريا الشمالية في شأن «لجم» تجاربها النووية، دعت الصين إلى استئناف المفاوضات السداسية، مشيرة إلى ضرورة «كسر الحلقة المفرغة للتجارب النووية والعقوبات». وقال وانغ يي إن «ما نشهده اليوم هو توالي التجارب والعقوبات مرارًا وتكرارًا (...) يجب أن تتوقف هذه الدورة السلبية لأن خاتمتها قد تتجاوز قدرة احتمال الجميع حول العالم. إنه وضع الكل فيه خاسر».
وشدد وانغ على ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة في شأن العقوبات، مع الحرص في الوقت نفسه «على عدم التخلي عن مساعي استئناف المحادثات»، وتابع أن على بلاده «وبيونغ يانغ التوصل سريعًا إلى قرار سياسي (...) ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي إجراءات قد تثير التوتر».
وكانت بيونغ يانغ انسحبت في 2009 من المفاوضات السداسية بينها وبين سيول وموسكو وبكين وواشنطن وطوكيو في برنامجها النووي، قبل إجراء تجربتها النووية الثانية.
وتشترط واشنطن وحليفتاها طوكيو وسيول لاستئناف المفاوضات «تنازلات» ملموسة من بيونغ يانغ. وبعد تجربة صاروخية جديدة هذا الأسبوع دعا وزير الخارجية الأميركي أمس الصين إلى العمل «بكل الوسائل» على «لجم» بيونغ يانغ، مشددًا على تفاقم خطورة برنامجيها النووي والباليستي.
بكين مستعدة للتعاون مع واشنطن
بكين مستعدة للتعاون مع واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة