بكين مستعدة للتعاون مع واشنطن

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
TT

بكين مستعدة للتعاون مع واشنطن

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الصيني وانغ يي (أ.ف.ب)

أبدت بكين خلال مؤتمر الأمن الذي انطلق أمس (الجمعة) في ميونيخ، انفتاحًا على التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة على رغم توتر العلاقة وحدة التصريحات المتبادلة منذ وصول دونالد ترمب سدة الحكم، ورغبة في إعادة العلاقات مع طوكيو إلى «مسارها السليم» واستئناف المفاوضات السداسية مع بيونغ يانغ، مشيرة إلى ضرورة «كسر الحلقة المفرغة» للتجارب النووية والعقوبات.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، الذي أغضبها لتلويحه بفرض حصار لمنع بكين من الوصول إلى جزر بحر الصين الجنوبي المتنازع عليها، خلال لقائمها على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بون أن «الصين مستعدة لتعميق التعاون وضمان التطور السلس للعلاقات مع إدارة الرئيس ترمب (...) وفقا لمبادئ عدم المواجهة والاحترام المتبادل (...) الولايات المتحدة أقرت بوضوح بأنها ستواصل التمسك بمبدأ الصين الواحدة».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال بادئ الأمر إنه قد يعيد النظر في مبدأ «الصين الواحدة» الذي يحظر أي اتصال دبلوماسي بين الدول الأجنبية وتايوان التي تعتبرها الصين أحد أقاليمها، قبل أن يتراجع عن هذا الموقف. وتابع وانغ يي بأن بلاده والولايات المتحدة «تتحملان مسؤولية مشتركة للحفاظ على الاستقرار العالمي وتعزيز ازدهار العالم، ولديهما مصالح مشتركة أكثر بكثير من الخلافات». من جهتها، أكدت الخارجية الأميركية أن الوزيرين ناقشا الحاجة إلى إطار «متكافئ في التجارة والاستثمار».
وفي شأن العلاقات مع اليابان، قالت الصين إنه لا تزال هناك فرص لتحسين العلاقات الثنائية، رغم بعض تحركات اليابان «السلبية» في شأن قضايا رئيسية. وأبلغ وانغ يي نظيره الياباني فوميو كيشيدا بضرورة بذل جهود مشتركة لـ«إعادة العلاقات بينهما إلى مسارها السليم».
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في بيان صدر في ساعة متأخرة أمس: «لا يمكن أن يحدث تحسن حقيقي في العلاقات إلا عندما تحترم اليابان التزاماتها وتنتهج موقفا يتسم بالمسؤولية وبالتالي منع حدوث وقائع تضر بالأساس السياسي للعلاقات الصينية - اليابانية».
ولا تزال الدولتان تعيشان وسط خلافات في شأن التاريخ المؤلم بينهما خلال فترة الحرب، ونزاع على مجموعة من الجزر غير المأهولة في بحر الصين الشرقي على العلاقات بين أكبر اقتصادين في آسيا. وأبدت الصين قلقها الأسبوع الماضي بعدما حصلت اليابان من جديد على تأييد الولايات المتحدة في خلافها على الجزر مع بكين خلال اجتماع عُقد بين ترمب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.
وحول المفاوضات مع كوريا الشمالية في شأن «لجم» تجاربها النووية، دعت الصين إلى استئناف المفاوضات السداسية، مشيرة إلى ضرورة «كسر الحلقة المفرغة للتجارب النووية والعقوبات». وقال وانغ يي إن «ما نشهده اليوم هو توالي التجارب والعقوبات مرارًا وتكرارًا (...) يجب أن تتوقف هذه الدورة السلبية لأن خاتمتها قد تتجاوز قدرة احتمال الجميع حول العالم. إنه وضع الكل فيه خاسر».
وشدد وانغ على ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة في شأن العقوبات، مع الحرص في الوقت نفسه «على عدم التخلي عن مساعي استئناف المحادثات»، وتابع أن على بلاده «وبيونغ يانغ التوصل سريعًا إلى قرار سياسي (...) ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي إجراءات قد تثير التوتر».
وكانت بيونغ يانغ انسحبت في 2009 من المفاوضات السداسية بينها وبين سيول وموسكو وبكين وواشنطن وطوكيو في برنامجها النووي، قبل إجراء تجربتها النووية الثانية.
وتشترط واشنطن وحليفتاها طوكيو وسيول لاستئناف المفاوضات «تنازلات» ملموسة من بيونغ يانغ. وبعد تجربة صاروخية جديدة هذا الأسبوع دعا وزير الخارجية الأميركي أمس الصين إلى العمل «بكل الوسائل» على «لجم» بيونغ يانغ، مشددًا على تفاقم خطورة برنامجيها النووي والباليستي.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.